رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلامُ الله، روحٌ وحياة المطران بطرس مراياتي أوّلاً: كلام الله في حياة الكنيسة ورسالتها هذا هو موضوع الجمعيَّة العامّة لسينودُس الأساقفة الكاثوليك الثاني عشر الذي سيُعقد في روما من 5 إلى 26 تشرين الأوّل 2008 برئاسة قداسة البابا بندكتُس السادس عشر. نقرأ في الفصل الرابع من الرسالة إلى العبرانيّين: "إنّ كلام الله حيّ ناجع، أمضى من كلّ سيف ذي حدّين، ينفذ إلى ما بين النَفْس والروح، وما بين الأوصال والمخاخ، وبوُسعه أن يحكم على خواطر القلب وأفكاره" (4/12). هذه الآية تعطينا الصفات المميّزة لكلام الله: 1- كلام الله حيّ: "فإنّكم وُلدتم ولادةً ثانية، لا من زرع فاسد، بل من زرع غير فاسد، من كلمة الله الحيَّة الباقية، لأنّ "كلّ بَشَر كالعشب وكلّ مجد له كزهر العشب: العشب ييبس والزهر يسقط، وأمّا كلمة الله فتبقى للأبد". هذه هي كلمة الله التي بُشِّرتم بها" (1بطرس 1/23-25). المسيح الكلمة هو "الحيّ" (رؤيا 1/18)، وعنده كلام الحياة الأبديَّة (راجع يوحنّا 6/68)، و"فيه كانت الحياة" (يوحنّا 1/4)، "ولكي تكون الحياة للناس، وتكون لهم بوفرة" (يوحنّا 10/10). 2- كلام الله ناجع فاعل: ليس كلام الله نظريّات ومبادئ، بل هو عمل واقعيّ. ولذلك نقول إنّ كلمة الله "صار بَشَراً فسكن بيننا" (يوحنّا 1/14). ومن ثمار حضوره بيننا خلاص النَفْس والجسد وإعادة الشِركة بين الإنسان وخالقه وبين الناس أنفسهم. ويتمّ كلّ ذلك من خلال الكنيسة والأسرار، وبخاصّة سرّ الإفخارستيّا. 3- كلام الله قاطع نافذ: لا يقبل المساومة، بل يدلّ بوضوح على الطريق الذي يجب سلوكه بوساطة الوصايا وخلاصتها في محبّة الله ومحبّة القريب. فهو دعوة مستمرّة للتوبة والمصالحة والتجدّد بفعل الروح القُدُس. ثانياً: كلام الله صار "كلمة" وظهر بيننا "ذاك الذي كان منذ البدء، ذاك الذي سمعناه، ذاك الذي رأيناه بعينينا، ذاك الذي تأمّلناه ولمسته يدانا من كلمة الحياة. لأنّ الحياة ظهرت فرأينا ونشهد ونبشّركم بتلك الحياة الأبديَّة التي كانت لدى الآب فتجلّت لنا. ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشّركم به أنتم أيضاً لتكون لكم أيضاً مشاركة معنا، ومشاركتنا هي مشاركة للآب ولابنه يسوع المسيح. وإنّنا نكتب إليكم بذلك ليكون فرحنا تامّاً" (1يوحنّا 1/1-4). 1- "في البدء كان الكلمة" (يوحنّا 1/1): إنّ علاقة الله مع الإنسان، وإن كانت تُختصَر بفعل محبّة، إلاّ أنّها بدأت بكلمة: "قال الله"، "كلّم الله"، "كلام الله"، "كلمة الله". كما جاء في الرسالة إلى العبرانيّين: "إنّ الله بعدما كلّم الآباء قديماً بالأنبياء مرّاتٍ كثيرة بوجوه كثيرة، كلّمنا في آخِر الأيّام هذه بابنٍ جعله وارثاً لكلّ شيء وبه أنشأ العالَمين. هو شعاع مجده وصورة جوهره. يحفظ كلّ شيء بقوّة كلمته" (1/1-3). وهذا ما نسمّيه بالوحي أي "أنّ الله كشف ذاته وسرّ كِيانه للإنسان ودعاه للخلاص". 2- منذ البدء كان الإنسان يسمع ويتكلّم مع الله: لم يأتِ كلام الله في الفراغ وإنّما جاء موجَّهاً إلى الإنسان دون سائر المخلوقات. وكان على الإنسان أن يُجيب بالقول والفعل، أي أن يتكلّم مع الله وأن يتصرّف في حياته بحسب قوله تعالى. جميل أن يُدعى الإنسان "كليم الله" كما دُعي موسى في العهد القديم. 3- كلام الله تجسّد في كلمة هي شخص يسوع المسيح، ابنه الأزليّ. فكان فيه كمال الوحـي والكشف النهائيّ عن سرّ الله ومخطّطه الخلاصيّ. يقول القدِّيس برنردُس: "مع تجسّد الكلمة ظهر المسيح مركزاً ومحوراً لجميع الكتب المقدَّسة. كلام الله الذي كان يُسمع في العهد القديم أصبح مرئيّاً في المسيح". 4- كلام الله يرافق تاريخ البَشَريَّة: لا بل يصبح تاريخ البَشَر. كلام الله حاضر في جميع مراحل حياة الإنسانيَّة التي نالت الوحي. فأصبح الكائن الأزليّ "عمّانوئيل" أي "الله معنا". وبذلك طُبعت حياة الإنسان بخاتم إلهيّ إن مشافهةً وإن كتابةً. وهذا الخاتم جاء محفوراً في قلب كلّ إنسان وهو الضمير، أو محفوراً على حجر أي مكتوباً في ألواح ليكون معلَناً ومعلوماً بوضوح لدى البَشَر. لقد أصبح كلام الله في المسيح إنجيلاً، أي البُشرى السارّة. 5- كلام الله يشبه مقطوعة سِمفونيَّة: في كشفه وإعلانه، وتدوينه، وتداوله، والحفاظ عليه ونشره وطباعته... لقد ساهم في تحقيقه الآباء والأنبياء والرُسُل، ووجد كماله في يسوع المسيح خاتمة هذه المعزوفة الكُبرى التي قادها الله الآب بنَفَس روحه القُدُس، ولا يزال يقودها بالرغم من الأصوات الموسيقيَّة الشاذّة التي تصدر عنّا نحن البَشَر. (من أجمل اللوحات، التي شاهدتها في أثناء زيارتي معرضاً للرسومات الحديثة، لوحة تمثّل يدَي قائد أوركسترا مرتفعتين في السماء وتحمل إحداهما عصا القيادة التي تضبط الإيقاعات، وتحت اللوحة كُتبت هذه العبارة: "الله يُدير السِمفونيَّة الكونيَّة"!). 6- مريم العذراء مثال لنا في تقبّل كلام الله: منذ بشارة الملاك لها في الناصرة راحت مريم تستقبل كلام الله بالإيمان وتتأمّله في قلبها وتحفظه وتعيشه (لوقا 1/38 و2/19 و51، أعمال 17/11). فهي أُمّ الكنيسة ومثال لها في الاستماع إلى الكتب المقدَّسة والتأمّل فيها، وبخاصّة أنّها "وَلَدت الكلمة" وأخذت الأناجيل من ينبوعها. فهي "تعظّم الله"، "وآمنت بأنّ ما قيل لها من الربّ سيتمّ" (لوقا 1/45). ولذلك ستطوّبها جميع الأجيال. ولم تكتفِ مريم بحفظ الكلمة، بل حوّلتها إلى عمل. فنراها تخدم نسيبتها أليصابات وتتشفّع في عرس قانا الجليل. 7- كلام الله وديعة في الكنيسة والتقليد: وصل إلينا كلام الله عن طريقين: - طريق التقليد: وهو ما حُفظ مشافهةً ثمّ دوّن كتابةً. ونجد معظم هذا الكلام الموحى به في كتابات آباء الكنيسة الأوّلين. حتّى قيل: لو فُقدت أسفار العهد الجديد لوجدناها في كتابات آباء الكنيسة. - طريق الكتاب المقدَّس: وهي الكتب المدوّنة التي خطّها الأنبياء والكتبة والرُسُل أو تلاميذهم صوناً لما فيها من الضياع. وهذا الكلام الإلهيّ بنوعيه، تقليداً وكتباً مقدَّسة، بقي وديعة في الكنيسة. فهي التي تحافظ عليه، وتفسّره التفسير الصحيح، وتميّز بين الأصيل والمنحول بضمانة الروح القُدُس الذي وهبها إيّاه يسوع المسيح. وبذلك تكون لدينا ثلاث مرجعيّات: الكتاب المقدَّس، والتقليد، والسُلطة الكنسيَّة. 8- دُوّن كلام الله بإلهام الروح القُدُس: إنّ الروح القُدُس هو ضمان صحّة الكتب المقدَّسة التي دُوّنت بيد أشخاص عديدين. فالكتب المقدَّسة معصومة من الخطأ في الموضوعات اللاهوتيَّة والدِينيَّة، وأمّا في سائر الأمور فهي تعكس إدراكات ومَلَكات العصر الذي كُتبت فيه. يُدعى كلام الله المدوّن بالكتب المقدَّسة (صيغة الجمع) أو الكتاب المقدَّس (صيغة المفرد) تقابلهما كلمة "بيبليا" بالجمع أو "بيبل" بالمفرد. ولعلّ الاسم الذي يُطلق على الكتاب المقدَّس باللغة الأرمنيَّة: "أسدفازاشونج" أي "نَفَسُ الله" هو خير تعبير عن فعل الروح القُدُس في إلهام الكاتب ليدوّن الحقائق الإلهيَّة. يكتب القدِّيس بولس إلى تلميذه طيموتاوس: "فاثبُتْ أنتَ على ما تعلّمتَه وكنتَ منه على يقين. فأنتَ تعرف عمّن أخذتَه وتعلَمُ الكتب المقدَّسة منذ نعومة أظفارك، فهي قادرة على أن تجعلك حكيماً فتبلغَ الخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع. فكلّ ما كُتب هو من وحي الله، يفيد في التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب في البِرّ، ليكون رَجل الله كاملاً مُعَدّاً لكلّ عمل صالح" (2طيموتاوس 3/14-17). 9- تفسير كلام الله في الكنيسة: لمّا كان كلام الله حيّاً فهو دوماً في تفاعل مع الناس والحضارات بحسب الأزمنة والأمكنة. من هنا، كان من الضروريّ التفسير والشرح باللجوء إلى العقل والمنطق. ثمّة حادثة هامّة وردت في كتاب أعمال الرُسُل. وهي لقاء فيلبّس مع خازن ملكة الحبش الذي كان يقرأ سِفْر النبيّ أشعيا. فقال له فيلبّس: "هل تفهم ما تقرأ؟" قال: "كيف لي ذلك، إن لم يرشدني أحد؟" (8/26-38). ولكنّ الخطر يكمن في تفسير الكتاب المقدَّس كلّ بحسب مزاجه وقناعاته الخاصّة. وقد نقع في طرفي نقيض: فهناك التفسير الأصوليّ أي التمسّك بالحرف وكأنّ كلّ كلمة هي "مُنـزلة" من عند الله، ونحن نعلم أنّ الله لم يقحم المدارك البَشَريَّة فهناك أخطاء عِلميَّة... فليس الكتاب مُنـزلاً بل هو "مُلهم". أمّا الطرف الثاني فهو التفسير التحرّريّ، أي أن نستغلّ النصوص والآيات لدعم نظريّاتنا ومواقفنا، مثل لاهوت التحرّر، واللاهوت النسائيّ واللاهوت البسيكولوجيّ والسوسيولوجيّ... ولمّا كان خير الأمور أوسطها فالطريق الأكثر سلامة هو الجمع بين المعنى الحرفيّ للكتاب المقدَّس والمعنى الروحيّ، وذلك بحسب توجيهات الكنيسة التي أُوتيت نِعمة الفصل بين القمح والزؤان في كلّ ما يتعلّق بالحقائق الإلهيَّة. يقول بطرس الرسول: "واعلموا قبل كلّ شيء أنّه ما من نبوءة في الكتاب تقبل تفسيراً يأتي به أحد من عنده، إذ لم تأتِ نبوءة قـطّ بإرادة بَشَر، ولكنّ الروح القُدُس حمل بعض الناس على أن يتكلّمـوا من قِبَل الله" (2بطرس 1/20-21). 10- العهد القديم وقراءته الصحيحة قراءةً مسيحيَّة: حادثتان معبّرتان في الإنجيل: أ- دخل يسوع مجمع الناصرة يوم السبت "وقام ليقرأ فدُفع إليه سِفْر النبيّ أشعيا ففتح السِفْر فوجد المكان المكتوب فيه: "روح الربّ عليّ، لأنّه مسحني لأُبشّر الفقراء وأرسلني لأُعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم وأُفرّج عن المظلومين وأُعلن سنةَ رضاً عند الربّ". ثمّ طوى السِفْر... وقال لهم: اليوم تمّت هذه الآية بمسمعٍ منكم" (لوقا 4/14-21). ب- يسوع يلتقي تلميذَي عِمّاوس: "فبدأ من موسى وجميع الأنبياء يفسّر لهما في جميع الكتب ما يختصّ به" (لوقا 24/27). وفي وصاياه الأخيرة قال لتلاميذه: "ذلك كلامي الذي قلتهُ لكم إذ كنت معكم وهو أنّه يجب أن يتمّ كلّ ما كُتب في شأني، في شريعة موسى وكتب الأنبياء والمزامير" (لوقا 24/44). ليس المطلوب إلغاء العهد القديم، بل قراءته قراءة صحيحة في ضوء العهد الجديد. كما أنّ المسيح لم يأتِ لينقض الشريعة بل ليكملها. لقد صلّى يسوع المزامير وتعلّم الشريعة وسِيَر الأنبياء.. فلا نستطيع أن نفهم العهد الجديد من دون العودة إلى العهد القديم. ولا نستطيع أن ندرك عمق العهد القديم من دون اكتشاف سرّ المسيح فيه. ولذلك نقول: "العهد الجديد مستتر في القديم، والعهد القديم يظهر جليّاً في الجديد". ويؤكّد القدِّيس غريغوريوس الكبير بقوله: "ما وعد به العهد القديم أظهره العهد الجديد، وما أُعلن عنه ناقصاً، أُذيع علناً وكأنّه الحاضر. فالعهد القديم هو نبوءة العهد الجديد، وأفضل تفسير للعهد القديم هو العهد الجديد". ثالثاً: كلام الله، غذاء للروح ونُور للحياة أ- ثمّة محاكاة بين كلام الله الآتي من العلاء والخبز النازل من السماء: - كلام الله خبز نتناوله على مائدة الربّ: "خذوا فكلوا"، "خُذْ (الكتاب) فابتلِعْه" (رؤيا 10/9). - كلام الله يكرَّم على المذبح مع القربان المقدَّس. - كلام الله جزء من الليتُرجيّا عامّة ومن الإفخارستيّا خاصّة. - المسيح ابن الله هو الكلمة التي نزلت من السماء وهو أيضاً "الخبز النازل من السماء" (يوحنّا 6/50). طوبى للمؤمن إذا تغذّى بكلام الله، كما يقول عاموس النبيّ: "ستأتي أيّام أقول أنا السيّد الربّ، أُرسل فيها الجوع على الأرض، لا الجوع إلى الخبز ولا العطش إلى الماء بل إلى استماع كلمة الربّ" (8/11). وإنّنا لنجد كتباً عديدة ظهرت في الآونة الأخيرة حول التأمّل في نصوص الكتاب المقدَّس، وقد حملت العناوين التالية: "الغذاء اليوميّ"، "غذاء الروح"، "خبز الحياة"... ولعلّ بطرس الرسول يعبّر في رسالته الأُولى خير تعبير عن هذا الغذاء بقوله: "وارغبوا كالأطفال الرضّع في اللبن الحليب الصافي، لبن كلمة الله، لتنموا بها من أجل الخلاص، إذا كنتم قد ذقتم كيف أنّ الربّ طيّب" (2/2-3). ب- "كلمتك مصباح لخُطاي، ونُور لسبيلي" (مزمور 119/105). هذه الآية من المزامير تشير بوضوح إلى أنّ كلمة الله "نُور وهدى". إنّ الربّ الذي أعطانا الحياة، يريد أن ينير بكلمته دروب المؤمنين في معارج حياتهم فيرشدهم ويعزّيهم، في عملهم وفي راحتهم، في أفراحهم وفي أحزانهم، في بيوتهم العائليَّة وفي مجتمعاتهم الوطنيَّة، ليكونوا دائماً مستعدّين لأن يردّوا على مَن يطلب منهم دليل ما هم عليه من الرجاء (راجع 1بطرس 3/15). وفي تأكيد ما ذهبنا إليه نجد قول السيّد المسيح: "أنا نُور العالَم مَن يتبعني لا يمشِ في الظلام بل يكون له نُور الحياة" (يوحنّا 8/12). ج- بين مطالعة الكتاب المقدَّس والصلاة. يدعو قداسة البابا بندكتُس السادس عشر شبيبة اليوم كي يكونوا أكثر معرفة بالكتاب المقدَّس ويحفظوه في متناول أيديهم ليصبح "بوصلة" توجّه طريقهم. ويذكّر قداسته الجميع بأنّ مطالعة الكتاب المقدَّس المستمرّة، والمصحوبة بالصلاة، تحقّق الحِوار الدائم مع الله. فبالمطالعة نسمع الله الذي يكلّمنا، وبالصلاة، نجيبه بانفتاح القلب الواثق. كلّنا مدعوّون لمطالعة شخصيَّة ويوميَّة للكتاب المقدَّس، وهذا ما يسمّى بالقراءة الربّيَّة LECTIO DIVINA. يقول القدِّيس قِبريانُس: "ثابرْ على الصلاة والقراءة الربّيَّة. فعندما تصلّي، تتكلّم إلى الله، وعندما تقرأ فهو الله الذي يتكلّم إليك". والقراءة الربّيَّة، بالرغم من تنوّع أساليبها، يمكن تلخيصها في أربع كلمات أو أربع فترات: - القراءة - LECTIO. مطالعة النصّ وفهم الكلمات. - التأمّل - MEDITATIO. ما يوحيه إليّ النصّ في حياتي. - المناجاة - ORATIO. صلاة وابتهالات. - المقاصد - CONTEMPLATIO. اتّخاذ قرارات الحياة في ضوء القراءة الكتابيَّة والصلاة. ليس من السهل أن ندخل في "قالب" الكتاب المقدَّس، ولكن مع الثبات والمثابرة لا بدّ أن نكتشف هذا الكنـز الثمين، لأنّ مَن يجهل الكتب المقدَّسة يجهل أيضاً يسوع المسيح. الخاتمة "عندما يتنازل الله في صلاحه ويكاشف البَشَر بنَفْسه يكلّمهم بكلمات بَشَريَّة: وهكذا فإنّ كلام الله، وقد عبّرت عنه ألسنة بَشَريَّة، صار شبيهاً بكلام البَشَر، كما أنّ كلمة الآب الأزليّ، عندما تلبَّسَ بوهنِ جسدِنا صـار شبيهاً بالبَشَر... ولهذا، فالكنيسة قد أحاطت دوماً الكتب الإلهيَّة بالإجلال الذي تحيط به أيضاً جسد الربّ. وهي لا تفتأ تقدّم للمؤمنين خبز الحياة من على مائدة كلمة الله وجسد المسيح. في الكتاب المقدَّس تجد الكنيسة، على الدوام، غذاءها وقوّتها، إذ إنّها لا تتلقّى فيه كلمةً بَشَريَّة وحسب، بل تتلقّاه هو في حقيقته، أي كلمة الله" |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( يو 4: 24 ) الله روحٌ |
كلامي روحٌ وحياة |
كلامُ الحياة الأبدية |
فَتنقُضونَ كلامَ الله بِسُنَّتِكمُ الَّتي تَتَناقلونَها |
إنسانٌ به روحٌ نجسٌ! |