إذاً ما هو إذاً الإثبات على القيامة؟
الجواب هو: أنتَ وانتِ، هوَ وهيَ، أنا ونحنُ.
لا إثبات على القيامة إلاّ شهود القيامة. هؤلاء هم الذين اختبروا حضور يسوع الحيّ في حياتهم، هؤلاء هم الشهود. تصوَّروا معي مريم المجدليّة والنسوة اللواتي ذهبن الى القبر، فوجدنه فارغ. عادوا ولم يختبروا يسوع لم يلتقوا به. بطرس ويوحنا ذهبا أيضاً وجدا القبر الفارغ ولم يختبروا يسوع. ممكن أنهّم ظنّوا أيضاً أن احداً سرقه كمريم المجدلية او مثل الرجل بقصة تلميذي عمّاوس، وهم يخبرون يسوع في الطريق قالوا له أن بعض النسوة "قالوا" أنّه قام لكنهم لم يرَوه. وطالما لم يرَوه لا إثبات على القيامة. إذاً الإثبات الأول والأخير والوحيد على القيامة هو الشهود. لهذا في اعمال الرسل لم يخبرهم أنّه قام ولم يذهب الى بيلاطس وقيافا ليقول لهم انظروا إنّي حي فآمنوا. لا، أتى الربّ يسوع إلى الذين اختارهم منذ الأساس ليكونوا شهوداً على قيامته، وليس إلى الذين لم يؤمنوا من البداية. التقى بهؤلاء، وهؤلاء كلّفهم أن يحملوا الخبرالسار. وكل مَن حملوا إليه الخبر حملوه بالروح القدس ليختبر يسوع الحيّ ويصير هوَ بدوره حامل الخبر.
إذاً أول حقيقة يهمّنا أن ننطلق منها، إن لا أحد يثبّت القيامة إلاّ الشهود. ولننتبه، أي شهود؟ الشهود الذين اختارهم ليكونوا شهوداً.
فلنفكّر قليلاً: إذا أنا اليوم قلت أنّ يسوع حيّ، هذا وحده لا يكفي، فعلى السماء أيضاً أن تقول أن يسوع حيّ، أي يجب أن يكون هناك تطابق بين ما يشهد به الله الآب عن ابنه وما يشهد به الشهود.
نلاحظ في نصوص القيامة: مرقس الفصل 16: في البداية، وصلوا إلى القبر، الحجر مدحرج، من وجدوا... فرأوا شاباً جالساً على اليمين لابس حلّة بيضاء. انتبهوا ليس ملاك. شاب.
متى بالفصل 28: ذهبت النسوة إلى القبر... حدثت زلزلة، مَن دحرج الحجر: ملاك الربّ. هنا متى يحكي عن ملاك الربّ.
المشكلة عند لوقا: الفصل 24: رجلان عليهما ثياب برّاقة. رجال أم ملائكة؟ ظهروا للنسوة. إذا أخذنا تلميذي عماوس. مشى معهم... اخبروه... ثم قالوا صحيح هناك نسوة من جماعتنا ذهبن إلى القبر ولم يجدنه ثم قالوا إن ملائكة ظهرت لهم وقالوا انه حيّ... رجال ام ملائكة... ما القصة؟
لوقا إذاً ذكر القصتين فهو يقصد شيئاً. بكل بساطة يقصد أنه بموضوع القيامة هناك توافق بين شهادة الأرض وشهادة السماء. كيف هذا؟ فلنعد قليلاً لإنجيل الطفولة. ضعوا أنفسكم مكان الناس الذين رأوا طفل في مزود. من سيقتنع انّه المخلّص وابن الله وأنه هوَ المسيح. ما هوَ الاثبات؟ أولاً هوَ إثبات السماء كلام الملاك للرعاة وثمّ شهادة الرعاة. لوقا يريد أن يخبرنا عن التطابق بين شهادة الكنيسة والسماء في موضوع القيامة، وهذا هو الإثبات: الشهود.