منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 08 - 2014, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 5501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اللَّه القوي القادر على كل شيء
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنَّ اللَّه ـ جلَّ
جلاله ـ له صفات إلهية خاصة يتميَّز بها عن البشر. ومن صفاته هذه أنه قوي. ولكن قوة
اللَّه قوة غير محدودة أمَّا البشر الأقوياء، فقوتهم في أمور محدودة لا يتعدونها.
كما أن كل قوة بشرية هى هبة من اللَّه مانح القوة. لذلك قدرة البشر محدودة أمَّا
اللَّه فإنه قادر على كل شيء وهذه الصفة خاصة به وحده منذ الأزل.



وقد ظهرت قوة اللَّه أولاً في الخلق وقد تحدثنا
عن هذا الأمر في المقال الماضي.
والخلق من صفات اللَّه وحده أي الإيجاد من
العدم. أمَّا أبسط ما يصل إليه الإنسان فهو أن يكون صانعاً ومكتشفاً أي يستطيع أن
يكتشف طبيعة الأشياء وخواصها كما خلقها اللَّه.
ثم يصنع من تلك الأشياء ما
يستطيعه عقله الذي خلقه له اللَّه. أمَّا الخلق فهو من قدرة اللَّه العجيبة وبخاصة
من جهة عدد خليقته وأنواعها، ما يُرى وما لا يُرى سواء من جماد أو خليقة عاقلة، أو
ناطقة، مادية أو روحية.



وفي مجال الخلق هناك
سؤال هام وهو: ماذا نقول عن الشيطان: هل خلق اللَّه الشيطان بكل ما فيه من شر
ومحاولات لإسقاط الآخرين؟ والجواب هو أن اللَّه حينما خلقه، لم يخلقه هكذا إنما
خلقه ملاكاً. ثم هذا الملاك سقط وصارت طبيعته فاسدة بإرادته، فتحوَّل إلى
شيطان.



من جهة القدرة على كل شيء، نقول إن اللَّه لا
مُنافس له في قدرته ... بعض الشعوب البدائية كانت تؤمن بوجود إلهين: إله للخير،
وإله للشر. ونحن لا نؤمن إطلاقاً بوجود إله للشر. وليس الشيطان إلهاً للشر، وليس هو
منافساً للَّه. واللَّه في قوته التي لا تُحد، مُمكن أن يتدخل متى شاء ويُوقف عمل
الشيطان ولا يسمح اللَّه بكل ما يريد. فما أكثر معجزات اللَّه في إخراج الشياطين من
المصروعين بها.



والبلاد التي كانت تؤمن
قديماً بتعدُّد الآلهة. فهناك إله للحرب، وإله للحب، وإلهة للجمال، وآلهة من النار
... كل تلك كانت خرافات لأنه لا يوجد إلاَّ إله واحد. وبعض صفات هذا الإله الواحد
تصورتها تلك الشعوب آلهة ... والشيطان ليس إلهاً للشر وإن كانت قد تبدو له قوة
الآن، إلاَّ أن اللَّه سيلقيه في النهاية إلى عذاب جهنم.



تظهر قوة اللَّه أيضاً فيما يصنعه من عجائب
ومعجزات لا نستطيع إحصاءها، سواء مِمَّا حدث في القديم وكتب لنا بالوحي الإلهي،
سواء من شفاء للأمراض المستعصية، أو إنقاذ من أخطار بواسطة إرسال ملائكته القديسين،
أو من رؤى أعلن بها اللَّه بعض مشيئته، أو من مواهب منحها لبعض أبراره وقديسيه، أو
من أحلام مقدسة يكشف بها أسراراً مُعيَّنة.



ومن تواضع اللَّه في قدرته، إنه منح القدرة لبعض
مخلوقات. سواء في ذلك القدرات التي منحها للملائكة والبشر ... فقد منح قدرات عجيبة
للملائكة، بحيث يمكنهم أن ينتقلوا من السماء إلى الأرض في لمح البصر، وأن يقوموا
بأعمال معجزية يكلفهم بها.

كذلك القدرات التي وهبها اللَّه للعقل البشري فاستطاع
العلماء أن يبتكروا ويصنعوا أشياء كانت من قبل تفوق الخيال. ومن كثرتها تبدو الآن
طبيعية: مثل الكمبيوتر والفاكس وMobile phone، والطائرات، وإستخدام الذرَّة والليزر، وما
يُستخدم في مجال الطب والصناعة وعلوم الفضاء والبحار وما إلى ذلك. وأيضاً منح بعض
قديسيه أن يصنعوا المعجزات باسمه وبقوته.


هذه القوة الممنوحة لبعض
البشر ليست قوة ذاتية لهم، بل هى قوة اللَّه العاملة فيهم بنعمة اللَّه العاملة
فيهم، بالإيمان الذي يصبح به كل شيء مستطاعاً بقوة اللَّه العاملة في
المؤمن.



قوة اللَّه في محبته لخليقته، وفي رعايته لهم:
أنه لم يخلقنا ويتركنا. بل أنه يتولَّى أمر العناية بنا في كل شيء. مازال يرسل لنا
النور لكي نؤدِّي به أعمالنا ويسمح لنا أيضاً بالظلمة لكي نستريح. ويُعطي طعاماً
لكل أحد، ويشبع كل أحد من رضاه. يعتني بالبشر، يعتني بالدودة التي تدب تحت حجر. هو
عون لِمَن لا عون له، ورجاء لِمَن ليس له رجاء. وما أكثر حالات الإنقاذ التي ينقذنا
بها. وكل إنسان يفرح لأنه في حماية إله قوي يقدر أن ينقذه من الضيق. وكل الأبواب
المغلقة أمامه، يؤمن أن اللَّه قادر أن يفتحها له.



إنَّ اللَّه قوي أيضاً في احتماله. فقد احتمل
عَبَدَة الأصنام مدة طويلة. واحتمل الذين آمنوا بتعدُّد الآلهة، وبعبادة الأرواح،
وعبادة ملوكهم، واحتمل المُلحدين. واحتمل أيضاً الذين سلكوا في كل أنواع الشر
والفساد واللهو والمجون وكاسري وصاياه بكل نوع، والمُجدِّفين عليه. وكان يستطيع
إفناءهم ولكنه لم يفعل

احتمل كل هؤلاء الخطاة من الملايين على مدى أزمنة طويلة.
فما أعجب قوته على الاحتمال. إنها قوة غير محدودة.



لم يكن اللَّه فقط قوياً في احتماله، بل بالأكثر
كان قوياً في مغفرته. وأعطانا ـ بهذه المغفرة وهو التوبة ـ ومع التوبة أعطانا نعمة
لكي نتوب وقوة تساعدنا على التخلص من خطايانا القديمة. وأعطانا شرطاً آخر للمغفرة،
وهو أن نغفر لِمَن أساء إلينا.

?? وهناك أنواع أخرى كثيرة تظهر فيها قوة اللَّه
العجيبة: فهو مثلاً قوي في معرفته:
فهو يعرف كل شيء. يعرف ما في داخل قلوبنا
وأفكارنا ويعرف نيَّاتنا أيضاً يعرف ما فعلناه وما ننوي أن نفعله. وعلى الرغم من كل
ذلك فإنه بسبب قوة محبته لا يُعاملنا في كل شيء حسب عُمق خطايانا

إنما حسب قوة
اشفاقه علينا في ضعفاتنا. له المجد في قوة الطيبة التي يُعاملنا بها
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 5502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سرّ الله الخلاصي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الوحي الإلهي، أو الكشف عن الذات الإلهية، جرى من خلال تاريخ. نرى ذلك بشكل خاص في الكتاب المقدس. ولكن هذا التاريخ هو تاريخ مقدس، أما هذا التاريخ المقدس فلم يكن جامداً بل هو دائماً في حالة "فعل". هذه الحالة من "الفعل" تعني:

- فعل الله وتدخلاته في العالم، لكي يجذب إليه الخليقة، ويشركها في حياته الإلهية لكي يحقق الملكوت.

- وفعل الإنسان الدائم لكي يتجاوب مع مبادرات الله.

ومن هنا نرى بأن الوحي المسيحي، مكوََّن أيضاً من أحداث تاريخية كبرى: أي تاريخ عمل شخص في المكان والزمان لكي يخلق روابط مع أشخاص: الله والإنسان. وهدف هذا العمل هو أن يتكرّس الإنسان بكامل حريته لله، لكي يتحقق فيه مخطط الملكوت.

وإذا أردنا أن نستعرض هذه الأحداث الكبرى لعمل الله وتجاوب الإنسان معه، نذكر فيما يلي المحطات الكبرى:

أ- المحطات الكبرى في سرّ الله الخلاصي

1- منذ الأزل (خارج الزمان والمكان):



  • الله الآب يقرر، بمحبة وبحرية، أن يُشرِك في حياته الإلهية الخاصة خليقة لكي يجعل منها ملكوته الروحي الموحَّد والشامل (برئاسة المسيح)، والذي سيتحقق كاملاً في أورشليم السماوية.


  • اختيار المسيح و(المختارين).


  • خلق الملائكة قبل الزمان، ومأساة عالم الملائكة.

2- في الزمان (تنفيذ المخطط السابق في العالم المنظور في الزمان):

أ- آدم:

في المخطط الإلهي هو الرأس الروحي للبشرية (خاضع لرئاسة المسيح طبعاً): خلقه، جعله في حالة النعمة (الجنة)، أعطاه الوصية، التجربة، السقوط، فقدان الملكوت، الوعد بالمخلص.

ب- المسيح آدم الثاني. (تجديد تنفيذ المخطط الإلهي):

المرحلة الأولى: التهيئة للمسيح الفادي.



  • من آدم إلى إبراهيم: الكنعانيون، نوح، الطوفان، الوعد بأرض الميعاد (الملكوت)، ...


  • من إبراهيم إلى موسى: الآباء: إبراهيم، اسحق، يعقوب، الشعب في مصر...


  • موسى: التحرير من العبودية، الخروج، العهد والوصايا، عبور الصحراء...


  • الدخول إلى الأرض الموعودة...


  • القضاة، الملوك وخاصة داود، سليمان، الهيكل، العبادة، ...


  • الأنبياء...


  • السبي إلى بابل...


  • ترميم الهيكل والشعب...


  • يوحنا المعمدان


  • مريم

المرحلة الثانية: ملء الزمن.



  • الله يكشف عن ذاته ويشارك بها البشر بشكل كامل ونهائي من خلال شخص المسيح الفادي.


  • مريم، التجسد والولادة، تقدمة المسيح إلى الهيكل، دخوله الهيكل، الحياة الخفية...


  • الخدمة العلنية وحياة يسوع الظاهرة...


  • سرّ المسيح الفصحي: تأسيس الافخارستيا والكهنوت، الآلام، الموت على الصليب، الدفن والنزول إلى الجحيم، القيامة، 40 يوماً مع الرسل، الصعود، الجلوس عن يمين الآب.


  • الاشتراك في ملء المسيح الفادي، الكاهن، المائت والقائم، يتحقق في كل مؤمن، في الكنيسة، في الزمان الذي سينتهي في المجيء الثاني.


  • مجيء الروح القدس مرسَلاً من المسيح من عند الآب: العنصرة.


  • مفاعيل حضور الروح القدس: ولادة الكنيسة المنظورة كشعب يحقق على الأرض الحياة الإلهية باعتباره الجسد السري و رأسه المسيح...


  • نمو الكنيسة جسد المسيح حتى المجيء الثاني، وبشكل أساسي عن طريق الليتورجيا، حيث تنطلق منها وتعود إليها كل أعمال الكنيسة: من عبادة وتعليم وأعمال.


  • التحقيق النهائي: على الصعيد الشخصي: موت، دينونة... وعلى الصعيد الجماعي: الرؤية الإلهية، الدينونة العظمى، القيامة العظمى.

3- الأبدية:

الحكم على الهالكين، إعادة بناء ملكوت الله بالمسيح، في أورشليم الملائكة والمؤمنون المخلَّصون، حيث يجتمعون في ليتورجيا كونية أبدية، لتسبيح الله وشكره ومجده...

ب- بعض الملاحظات لشرح محطات سرّ الله الخلاصي

1- الكتاب المقدس:

إن الكتاب المقدس هو الأكثر تعبيراً عن هذه المحطات. فالعهد القديم عبّر عن مسيرة الله مع شعبه لكي يهيّئه للعهد الجديد (يسوع المسيح)، والعهد الجديد (يسوع المسيح) هو مركز دعوة الله للإنسان بأن يدخل في حياته الإلهية، إلى أن يعيش الإنسان والله في الملكوت الأبدي في الحياة الأبدية (انظر رؤ 21-22/5 أورشليم السماوية). فكل مرحلة ترنو إلى ما بعدها.

نص أساسي: أف 1/3-14

2- السرّ هو سرّ المسيح، السرّ الفصحي:

يخبر القديس بولس بأن سرّ الله الخلاصي كُشِفَ في شخص يسوع المسيح، إذ يسمّي المسيح بـ "السرّ": "لذاك القادر على أن يثبّتَكم بحسب البشارة التي أُعلِنُها منادياً بيسوع المسيح وفقاً لسرٍّ كُشِفَ وقد ظلّ مكتوماً مدى الأزل" (روم 16/25)، وهو "سرّ مشيئة الله" (أف 1/9)، وقد جاهد بولس للبشارة به: "و أُبيِّنَ كيف حُقِّق ذلك السر الذي ظلّ مكتوماً طوال الدهور في الله خالق جميع الأشياء، فاطَّلَعَ أصحاب الرئاسة والسلطان في السموات، عن يد الكنيسة، على حكمةِ الله الكثيرة الوجوه، وَفقاً لتدبيرِهِ الأزلي، ذلك الذي حققه بالمسيح يسوع ربِّنا" (أف 3/9-11).

وهنا نلاحظ بأن التاريخ الخلاصي، السرّ، مرتكز على المسيح محوره ومركزه. هكذا يصبح التاريخ الخلاصي، السرّ، سرّ المسيح، أمراً واحداً وهو المسيح الذي بموته وقيامته كشف هذا السرّ وحقق تدبير الله الخلاصي.
هكذا يتّضح لنا بأن كل التاريخ المقدس، سرّ الله الخلاصي، هو سرّ المسيح، الذي نحوه يرنو كلّ ما كان قبله، أي نحو موته وقيامته؛ ومنه يتأتّى كل ما هو بعده. يتضّح بالتالي بأن بعد موته وقيامته لا مجال لانتظار أي جديد جذري، بل يبقى أن تتطابق الخليقة مع سرّ ابن الله المتجسد والمائت والقائم، لكي تشترك في حياته وتستقي من ملئه.


3- السرّ هو بالتالي سرّ الكنيسة:

إن الزمن الفاصل بين العنصرة والمجيء الثاني، والذي فيه ينتظر المؤمنون المشاركة في الحقيقة الإلهية التي أتي بها المسيح، هو زمن الكنيسة. التي من خلالها يحقق المسيح سره في النفوس ويكمل بهذا معنى التاريخ الخلاصي. فالكنيسة هي الإطار الإنساني-الإلهي، المنظور وغير المنظور، الروحي والمنظَّم اجتماعياً، هذا الإطار أراده المسيح وهو يدعمه ويحييه بواسطة روحه، لكي من خلاله يشرك البشر بملء حياته، إلى أن يأتي.

والكنيسة هي ذلك الشعب المقدس والمختار من الله، الذي من خلال تدبيره الخلاصي أراد أن يشتريه (انظر 1بط 2/9-10). ففي هذا الشعب يتحقق السر الخلاصي، أي اشتراك البشر في ملء المسيح.

وكما أن المسيح حقق بشخصه تاريخ الخلاص، لأنه التعبير المتجسد لله، صورته الكاملة، "ففيه يحلّ جميع كمال الألوهية حلولاً جسدياً" (قول 2/9)؛ هكذا الكنيسة تعبِّر وتحقق في ذاتها معنى التاريخ الخلاصي، لأنها على الأرض التعبير الكامل، الانساني-الإلهي، لوجود وعمل المسيح الذي بدوره يحييها بروحه القدوس. وهي بالتالي تحتوي الروح كإناءٍ حسن يحتوي على كنز ثمين، يتجدد شباباً ويجدد الإناء.

لذلك فالكنيسة، حواء الحقيقية لآدم الحقيقي الجديد، عروس المسيح الوحيدة الطاهرة (انظر أف 5/27، 32)، بواسطة الروح القدس تلد البنين الروحيين للمسيح وتصبح أماً لكل من يعيش في الحياة الجديدة.
وهي أيضاً صورة لأورشليم الجديدة، مدينة الله، حيث يعيش القاطنون فيها بسعادة مع الملك في الملكوت الأبدي (انظر رؤ 21-22/5).


كل هذا يشكّل "سرّ الكنيسة"، "إن هذا السرّ لعظيم، وإني أقول هذا في أمر المسيح والكنيسة" (أف 5/32). وهذا السر يشكّل حقيقةً واحدة مع سر المسيح، سرّ الخلاص، التدبير الإلهي والتاريخ المقدس.
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 5503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الليتورجيا ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لفظة ليـتورجــــا، هي تعبير يوناني أصله lêiton érgon، ويعني حرفياً "عمل لأجل الشعب". أما الليتورجيون بحسب هذا التعبير، فهم الملوك الذين يخدمون الشعب بإنجازاتهم؛ والأنبياء والملائكة بنقلهم مشيئة الله إلى الشعب؛ والكهنة من خلال خدمة العبادة التي يرفعونها عن الشعب.

ومن هنا نفهم بأن الليتورجيا هي في جوهرها عمل الثالوث الأقدس: عمل الآب بواسطة الابن مع الروح القدس. أما في "ملء الزمن" في العهد الجديد، فهي على ثلاثة أنواع من الأعمال قام بها الابن بالروح القدس:



  • إعلان البشارة والإنجيل (المسيح النبي).


  • أعمال الملكوت، أعمال الرحمة (معجزات...)، وأعظمها الصلب والقيامة وموهبة الروح القدس والكنيسة (المسيح الملك).


  • "عبادة الآب بالروح والحق" (المسيح الكاهن والذبيحة).هكذا نرى بأن المسيح كان ولا يزال "الليتورغوس" الأول والأكبر.وقد شاء الله - بحكمته ورحمته- أن تكون الليتورجيا هي "عمل الشعب"، الذي:


  • يعلن البشارة (الإنجيل) إلى العالم كله. (انظر متى 28/19)


  • يعمل أعمال الملكوت، أعمال المحبة والرحمة. (انظر متى 25/31-46)


  • أن يعبد الله "بالروح والحق" إلى الأبد. (انظر يو 4/23-24)(راجع أيضاً لهذه الأنواع الثلاثة من الأعمال روم 15/16)

لكننا في حديثنا الآن نقتصر على الكلام عن الليتورجيا، بمعنى العبادة المؤداة إلى الله وترتيباتها وما تمتّ إليها بصلة، أسوةً بالمعتقد السائد.

وهكذا نعرّف الليتورجيا بأنها مجموعة الرموز المحسوسة لأشياء مقدسة، روحية، غير منظورة، مؤسسة من المسيح أو من الكنيسة، فاعلة، كلّ رمز على طريقته، بحسب ما يعني. والتي من خلالها يقدِّس الله الآب الكنيسة، بواسطة المسيح الرأس والكاهن وبحضور الروح القدس. والكنيسة بحضور الروح القدس، تتحد مع المسيح رأسها الكاهن، ومن خلاله - وهي الجسد- تؤدي العبادة لله الآب.

باختصار: الليتورجيا هي مجموعة الرموز المحسوسة، الفاعلة، لتقديس الكنيسة وأدائها العبادة.
والليتورجيا بهذا المعنى، تشمل بشكل خاص الأسرار وقمتها الافخارستيا، ولكنها تحوي على صلاة الساعات و الدورة الطقسية. وفيما يلي سوف نشرح هذه المحتويات واحدة فواحدة.


 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:21 PM   رقم المشاركة : ( 5504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسرار الكنيسة والسرّ الفصحي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن أسرار الكنيسة السبعة تدور كلها حول محور واحد، وهو "سرّ المسيح"، الذي يدور بالتالي حول محور أساسي وهو "السرّ الفصحي"، أي سرّ الصليب والقيامة.

والأسرار هي:

1- أسرار المسيح:

إن المسيح هو الذي أسس الأسرار، أو بالأحرى هو نبع الأسرار.



  • تعمّد المسيح وقدس الماء بموته وقيامته. ونحن نعتمد بموت المسيح وقيامته، فنموت عن الحياة القديمة ونولد لحياة جديدة في المسيح (روم 6/3-4؛ غلا 3/27؛ قول 3/27).


  • مُسح المسيح وتثبّت، ملكاً ونبياً وكاهناً وعروساً (التجلي متى 17/5؛ مريم تدهن يسوع بالطيب يو 12/3). هكذا نحن مُسحنا ملوكاً وأنبياء وكهنة وأزواجاً للمسيح.


  • قدس المسيح الخبز والخمر ومات على الصليب ثم قام، ونحن نحتفل بموته وقيامته ونصبح معه شركاء في الطبيعة الإلهية بتناولنا جسده ودمه.


  • دعا المسيح البشر إلى الهداية إلى الله، وهو ذاته "العبد المتألم" أتى إلى العالم ليعطي العالم الرحمة الإلهية، والشفاء الروحي، وعندما شاء الشفاء الجسدي أيضاً، وبشرّ الفقراء وأعلن تخلية سبيل المأسورين وعودة بصر العميان والفَرَج عن المظلومين، وأعلن سنة الرضا عند الرب (لو 4/18-19). وهكذا نحن نقتبل رحمته وشفاءاته في سرّ التوبة ومسحة المرضى.


  • كان المسيح كاهن العلي على رتبة ملكيصادق، فكان هو الكاهن والذبيحة وأدى العبادة إلى الآب، وهكذا بعض المدعوين في الكنيسة يشاركون المسيح كهنوته الخدمي بتقديم الذبيحة عن الشعب.


  • تكلل المسيح على الكنيسة وأعلن لها حبه الأبدي (أف 5/27، 32)، وهكذا الأزواج يتكللون ويصبحون أيقونة مصغرة لأيقونة المسيح والكنيسة، فيعيشون بحبهم والتزامهم، حب المسيح والكنيسة.

2- أسرار الكنيسة:

بما أن الكنيسة مع المسيح الرأس تشكّل جسداً واحداً سرياً، فلها وحدها السلطان على توزيع الأسرار، فالأسرار إذاً هي "من الكنيسة". ولكنها أيضاً "للكنيسة" فهي "تصنع الكنيسة"، لأن الأسرار - وبخاصة الأفخارستيا - تكشف وتُشرِك الإنسان في سر الشركة مع الله المحبة.

3- أسرار الإيمان:

تهدف الأسرار إلى تقديس البشر وبنيان جسد المسيح وتأدية العبادة لله، وهي، بصفتها علامات، تهدف أيضاً إلى التعليم. إنها لا تفترض الإيمان وحسب، ولكنها تغذيه وتقويه وتعبِّر عنه بالألفاظ والأفعال، ولذا تدعى أسرار الإيمان.
وبما أن لكل سرّ طقسه الذي يعبّر عنه، فنستطيع أن نقول بأن الكنيسة تؤمن على منوال ما تصلي: "قاعدة الصلاة هي هي قاعدة الإيمان". وهذا يبيّن بأن الليتورجيا هي من مقوّمات التقليد الحي المقدس. فلذلك لا يجوز لأي خادم أو جماعة أن يغيروا على هواهم طريقة الاحتفال بالأسرار.

4- أسرار الخلاص والحياة الأبدية:

تعطي الأسرار النعمة التي تومئ إليها. وهي أسرار فاعلة ومثمرة لأن المسيح نفسه يعمل من خلالها، بواسطة الروح القدس، فيستجيب الآب صلاة كنيسة ابنه. لذلك فإن أسرار العهد الجديد ضرورية للخلاص، لأنها تصورنا على صورة ابن الله، وتؤلهنا.

وهكذا تحتفل الكنيسة بسر ربها "إلى أن يأتي" وإلى أن يصير الله "كلاًّ في الكلّ". ففي أسرار المسيح، تحظى الكنيسة منذ الآن بعربون ميراثها، وتشترك منذ الآن في الحياة الأبدية.
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 5505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الليتورجيا تحتفل بالسرّ عن طريق الرموز

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1- لماذا الرموز؟

إن الانسان بوصفه كائنا جسدياً وروحياً، يعبر عن الحقائق الروحية ويدركها عبر علامات ورموز مادية. وبوصفه كائناً اجتماعياً يحتاج إلى علامات ورموز تواصلية، (اللغة، الحركات، الأعمال...)، وهذا شأنه أيضاً في علاقته مع الله.

والله يخاطب الإنسان بواسطة الخليقة المرئية. فالعالم المادي يتراءى للذهن البشري ليقرأ فيه آثار خالقه: النور والظلمة، الريح والنار، الماء والتراب، الشجر، الطبيعة، تتحدث عن الله وترمز، في آن واحد، إلى عظمته وقربه.
هذه الأشياء الحسية المخلوقة، يمكن أن تصبح أداة للتعبير عن عمل الله الذي يقدس البشر، وعمل البشر الذين يؤدّون لله عباداتهم. (الغسل والمسح، كسر الخبز وتقاسم الكأس...)، تعبر عن حضور الله المقدِّس وشكر الإنسان لخالقه.

2- الرمز الليتورجي:

الرمز الليتورجي هو ظاهرة تجمع في وحدة بين حقيقتين: واحدة حسية مرئية، وأخرى خفية تتجاوز الأفق البشري خارج متناول الحواس. تتجلى هذه الحقيقة الخفية في الحقيقة الحسية المرئية وتتجسد في الرمز الحسي. إذن، لا يمكن الفصل بين الشكل الظاهر والحقيقة الخفية.

- الفرق بين الرمز والعلامة:

إن العلامة هي أداة معرفة، أي إنها تعرِّف بحقيقة خارجة عنها، تشير إلى حقيقة غير حاضرة فيها، منفصلة عنها. فالعلامة لا تحمل في ذاتها وبنيتها الحقيقة التي تشير إليها فيها، ليست تجسيداً لها.

الرمز الليتورجي يضعنا في حضور السر: هو "الخفي" يعتلن في "الظاهر"، وهو "الظاهر يقود إلى "الخفي". هذه الحركة المزدوجة، داخل الوحدة الذاتية (الرمز بحد ذاته)، هي التي تجعل الرمز الليتورجي يظهر "ظهور سر". تدخل الكلمة على الرمز فيصبح سراً. من هنا نقول بأننا "لا نؤمن بما نرى، بل نرى شيئاً ونؤمن بحقائق أخرى". نقول "حقائق أخرى" لأن من إحدى صفات الرمز هي "التجميع" (عندما نرى مياه المعمودية: نؤمن بأن الله أحب شعبه ويجدده منذ العهد القديم بماء الطوفان، وباجتيازه للبحر الأحمر ليخلصه من عبودية الشر؛ يلد الإنسان لحياة جديدة، يطهره ويغسله من آثار الخطيئة... ونؤمن بأن يسوع المسيح ابن الله مات على الصليب ثم قام، ونحن تعمدنا بدمه الغافر وقمنا معه؛ لبسنا المسيح؛ أخذنا الروح القدس؛ أُعيدت إلينا صورة الله ومثاله؛ رفضنا الشيطان وأعماله؛ استنرنا؛ أصبحنا أعضاء في جسده الحي والسري؛ لنعيش معه إلى منتهى الدهر فنتنعّم معه بالسعادة الأبدية...).

فالرمز في السر يحوي حقيقةً وواقعياً الحقيقة التي يرمز إليها. إنه يُظهِر الحقيقة المقدسة للذين يفهمونه ويخفيها عن الذين لا يفهمونه. (أرى المسيح المصلوب، فأُعجَب فوراً بحبه للبشر: هكذا يقول من يؤمن، أما من لا يؤمن يقول: إن هذا جنون)، (الماء ? المعمودية)...؛ الرمز يُظهِر ويخفي في ذات الوقت. ومن هنا ضرورة شرح الرموز الليتورجية، وإلا لن يكون هناك دخولٌ كامل في عمق السر، وبالتالي في القداسة.

هكذا تُفهم الليتورجيا بأنها: "مجموعة الرموز المحسوسة، الفاعلة، لتقديس الكنيسة وأدائها العبادة". ففي الاحتفال الليتورجي (الرتبة)، تدخل الكلمة على الرمز فتُجسِّد تلك الحقيقة المقدسة الخفية فيه وتجعله سراً. وكل احتفال بهذا المعنى، هو احتفال بالسر الفصحي.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 5506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرموز الليتورجية (بعض الأمثلة)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ِِA- يسوع المسيح:

إن يسوع المسيح، هو الرمز الأكبر والأسمى، فيه تتحقق كلّ الرموز وتُعطى معناها.

- كول 1/15 "هو صورة الله الذي لا يُرى". ننظر إلى يسوع المسيح الإنسان فنفهم بأنه الله الكلمة المتجسد، ننظر إلى يسوع المسيح الإنسان، فنسمعه باعتباره الله الكلمة المتجسد، فنفهم من خلال الروح القدس: الله الآب الذي لا يُرى.

- يو 14/8-9 "قال له فيلبس: يارب، أرنا الآب وحسبنا. قال له يسوع: إني معكم منذ وقت طويل، أفلا تعرفني، يا فيلبس؟ من رآني رأى الآب. فكيف تقول: أرنا الآب؟".

B- الكنيسة:

اجتماع الكنيسة في العمل الليتورجي هو اجتماع جسد المسيح: هو الرأس ونحن الأعضاء. شعب الله، الكرمة، العروس، أورشليم الجديدة، حواء الجديدة، صورة الملكوت،... ننظر إلى الكنيسة، فنرى المسيح القائم.

C- مياه المعمودية ? التغطيس ? الجرن:

الطوفان، السيول، البحر الأحمر، يونان، ... موت ولكن حياة جديدة وقيامة. إنسان جديد طاهر. (انظر ما سبق: ثانياً، ج، 2).

D- زيت الميرون:

الجمال، القوة، دهن الفرح، الخصب، وفرة العطاء الإلهي، التكريس، المسح بالزيت (الملوك، الأنبياء، الكهنة، العريس والعروس)، التثبيت، الزيت والبلسم (طبيعتا المسيح)، العطر (رائحة المسيح العذبة) مواهب الروح القدس، عربون الروح، دهن القبر والموت وثم القيامة.

E- الخبز والخمر:

الحياة ("أنا خبز الحياة"، "الخبز النازل من السماء"، "أعطنا خبزنا كفاف يومنا"...)، العطاء، المشاركة، عمل الإنسان، مشاركة الخليقة (ثمرة الأرض)؛ الفرح، خمر وماء (اتحاد الطبيعتين)، خمر وماء (من جنب المسيح: موت وحياة، ولادة الكنيسة، الحياة، الزواج)...

F- الكأس:

كأس الموت أصبحت كأس الخلاص، المشاركة من الكأس الواحد: الافخارستيا تصنع الكنيسة والكنيسة تصنع الافخارستيا.

G- الزياح بالإنجيل:

حضور يسوع المسيح في قلب الجماعة المحتفلة، من خلال كلمته الفاعلة والمغذية للنفس، قَبْل الغذاء بجسد ودم المسيح.

H- المذبح ? الأكفان:

قبر المسيح الفارغ: القائم من بين الأموات (الأقمشة: الأكفان)، المائدة، العرش السماوي، حضور الله...

I- الثياب الكهنوتية:



  • - المَنْصَفة: خوذة الخلاص وتاج الكهنوت، اكليل الشوك.


  • - القميص: ثوب المعمودية (الإنسان الجديد) والبرارة.


  • البطرشيل: سلطة الكهنوت (صليب يسوع)، نير الرب وحبل الاقتياد إلى الذبح.


  • الزنار: القوة والثبات في خدمة الله، حارس ضد الانسان القديم.


  • الغفارة: ثوب الكهنوت، حلة العرس وثوب المحبة.


  • العصا: سلطة الرعاية (للأسقف)، الحية النحاسية (الصليب).

J- الأكاليل:

عهد الرب مع البشر الذي يكتمل بالتكليل، المجد والكرامة اللذَين أعطاهما الله للبشر بحبه، على صورة زواج المسيح بالكنيسة، ...

K- الشموع، البخور، العرش، وضع الأيدي، الخ الخ.

د- السنة الطقسية وصلاة الساعات:

في هذه الفقرة، نحاول أن نشرح السنة الطقسية وليتورجيا الساعات عن طريق شرح لاهوت رمز "الزمن".

- الله هو الذي خلق الزمن (7 أيام) لكي يحقق تدبيره الخلاصي. فالزمن هو الذي يحتوي تاريخ الخلاص. وهو "سر للخلاص" معطى للإنسان "وها أنا معكم إلى نهاية العالم" (متى 28/20).

- تدبير الله يعمل من خلال الزمن. والزمن يحتوي الخلاص، وذلك في:



  • في كل يوم.


  • يوم الرب: "السبت" ? "الأحد": القيامة، "أتت النسوة في اليوم الأول بعد السبت" (مر 16/1-2)، اليوم الأول من الخليقة: النور... يوم الأحد، "يوم الرب"، هو اليوم الأهم للاحتفال بالافخارستيا لأنه يوم القيامة. هو يوم المحفِل الليتورجي المميز، يوم الأسرة المسيحية، يوم الفرح والاستراحة من العمل. إنه "ركيزة السنة الليتورجية كلها ونواتها".


  • الأيام المميزة: الأعياد (المحطات الأساسية في التدبير الخلاصي وأكبرها القيامة).


  • السنوات المميزة: اليوبيل (راجع لاويين 25/10-13)، يعلنه يسوع بمجيئه (لو 4/19).


  • السنة الطقسية (السنة الليتورجية): هي امتداد للسر الفصحي في مختلف وجوهه. فالكنيسة "تبسط سر المسيح كله على مدار السنة، من التجسد والميلاد إلى الصعود إلى يوم العنصرة فالصليب، وإلى انتظار الرجاء الصالح ومجيء الرب" (في الليتورجيا، 102).


  • صلاة الساعات (ليتورجيا الساعات): إن سر المسيح، سر تجسده وفصحه، الذي نحتفل به في الافخارستيا، يُداخِل الزمن اليومي ويحوله بإقامة ليتورجيا الساعات. فهي إذاً امتداد للاحتفال الافخارستي. هذا الاحتفال وضع وضعاً يتكرّس معه مجرى النهار والليل كله لمديح الله. هذه الليتورجيا، هي حقيقةً صوت العروس نفسها تخاطب عريسها، بل هي، إلى ذلك، صلاة المسيح مع جسده إلى الآب.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 5507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الليتورجيا تأوين لسرّ الله الخلاصي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعدما خلق الله الإنسان، وسار مع شعبه، في ملء الزمن، اتخذ الله الكلمة جسداً واعتنق طبيعتنا البشرية، أحبنا وصلب لأجلنا ثم قام ووهبنا روحه القدوس. في سرّه الفصحي، أعطى المسيح الأسرار للكنيسة كرمز لوجوده فيها وفي العالم، وهو معها إلى منتهى الدهر.

كما أن المسيح "الكاهن الأعظم"، "الوسيط"، "الجالس عن يمن الآب"، يشرك الآن كنيسته في عبادة الآب "بالروح والحق"، إذ تشترك الكنيسة، منذ الآن، في الليتورجيا السماوية الآبدية.

من هنا نرى أن الميدان الليتورجي يحتلّ منذ البدء مكانةً مركزيةً مطلقة في الكنيسة. فالشعور الحاد أن كل حياة الإيمان الجديدة تبلغ أوجها في فعل العبادة العظيم الذي يقوم به المسيح والكنيسة المتحدة بالمسيح، هو، في الواقع، عنصر أساسي يتواتر منذ عهد الرسل. لأن موضوع الليتورجيا ومحورها هو سرّ المسيح الفصحي، ومن هذا المنطلق، أصبحت الليتورجيا في خدمة الخلاص. هذا يعني، أن الليتورجيا تجعلنا نعيش سرّ الخلاص، تحت غطاء الرمز الليتورجي والرتبة، موفّرة لنا الغذاء من سرّ المسيح. كما تجعلنا شهود إيمان لهذا السرّ الذي نعيشه "هنا والآن"، لا بل بالأكثر، فهو يكتمل في الكنيسة المحتفلة به: "نذكر موتك يارب، ونعترف بقيامتك، وننتظر مجيئك كلنا".

وبما أن الليتورجيا، هي المكان الذي فيه يُؤدّى السجود والحمد، وحيث تتجلى الشركة والأخوّة بين المؤمنين، فهي المربية الحقيقية للحياة المسيحية والمركَّب (synthèse) الأكمل لمظاهرها المتنوعة. وهي في الواقع، "القمة والمنبع" للحياة المسيحية، وتعبّر عنها بالإجمال؛ إنها تذكّر بسرّ المسيح والكنيسة وتُؤَوِّنُه، وتعرضه لتأمل المؤمنين وتنشده رافعة الشكر للرب، "لأن إلى الأبد رحمته".

إن ليتورجيا الكنيسة هي قبل كل شيء احتفال، بواسطة الروح القدس، بسر خلاصنا، ذلك الخلاص النابع من فصح ربنا يسوع المسيح، في طاعةٍ لمشيئة الآب السماوي الأبدية.

في الاحتفال بطقوس الأسرار، يقرّب المسيح القائم من بين الأموات ذاته، ويجعلنا مشابهين بالتمام لصورته بموهبةٍ من روحه، بحيث تصبح لنا "الحياة هي المسيح" (في 1/21).

والليتورجيا، في احتفالها بالأسرار، تربط منذ الآن الأرض بالسماء، ومن ثمَّ بالليتورجيا الإلهية الكاملة المحتفَل بها هنالك، إلى الوقت، عند مجيء الرب، الذي سيُتاح فيه للبشرية أن ترى الله كما هو، وأن تعبد بدون انقطاع الثالوث كليّ القداسة.

كما تقدّم الليتورجيا للمؤمن سرّ المسيح المخلص، من خلال الدورة الطقسية. فتجعله يلج تدريجياً، وعلى مراحل زمنية، سرّ التدبير الخلاصي ككلّ. إنها ولوج التدبير الخلاصي بالإيمان، تجسّده الليتورجيا في حقبات ومحطات زمنية، تنطلق بالمؤمن من تاريخ العهد القديم، عهد التهيئة والانتظار، عهد التطلّع بشوق إلى مجيء المخلص. وتقوده، عبر مراحل التدبير الخلاصي بالابن، متّجهة به نحو النُهية، أو اللقاء الأخير بالمسيح، عندما يصبح المسيح كلاًّ بالكل. هكذا، يصبح الزمن، زمن الإنسان، زمناً خلاصياً، زمناً مقدساً، يحمل علامة المسيح وطابعه.
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 5508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قيامة المسيح هي إبادة الموت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المتقدّم في الكهنة جورج ميتالينوس

نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
الحدث الأكثر أهمية في التاريخ هو قيامة المسيح. إنه
حدث يميّز المسيحية عن كل الأديان الأخرى التي أسسها قادة مائتون، بينما
رأس الكنيسة هو المسيح القائم من بين الأموات. ?قيامة المسيح? تعني تألّه
الطبيعة البشرية وقيامتها، والرجاء بتألّه أقنومنا وقيامته. كون الدواء
اكتُشِف، إذاً هناك رجاء بالحياة.

بقيامة المسيح، كلا الحياة والموت يأخذان معنى جديداً. ?الحياة?
الآن تعني الشركة مع الله. لم يعد ?الموت? نهاية هذه الحياة الحاضرة، بل
هو ابتعاد الإنسان عن المسيح. انفصال النفس عن الجسد المائت لم يعد يُنظَر
إليه على أنه ?موت?؛ إنه هجوع مؤقّت.

إن قيامة المسيح هي ما يثبت فرادته واستثنائيته كمخلّص قادر على أن
يحيينا فعلاً ويبثّ في حياتنا الفانية حياته الغالبة للموت. المسيح واحد؛
القيامة واحدة؛ وإمكانية الخلاص-التألّه هي واحدة أيضاً. لهذا السبب،
أملنا بأن نتخطّى كل التجارب التي تلخبط حياتنا موجّه نحو المسيح؛ مسيح
القديسين، مسيح التاريخ.

?المسيح? المشوّه الموجود في الهرطقات أو المسيح ?المستَنسَب?
الموجود في أديان العصر الجديد التوفيقية الشمولية، ما هو إلا رفض للمسيح
الحقيقي، كما للخلاص الذي يمنحه. مسيح قديسينا هو أيضاً مسيح التاريخ، وهو
يستبعد كل إمكانيات الخلط بينه وبين البدائل الخلاصية التي يتمّ اختراعها
لتضليل الشعوب؛ إذ إن الطريقة الوحيدة التي بها يمكن للخديعة أن تمسك بما
هو احتيالي: بتسهيل سيطرة قوى ضد المسيح (التي تسربت إلى كل شيء حتّى إلى
الكنيسة)، القوى التي بالرغم من أنها تنشر الموت في طريق الشعوب، تظهر
?كملائكة النور? و?خدّام العدالة?.
عندما ندرس خبرة قديسينا، نعرف أنه ما من وجود أكثر بؤساً من
وجود ?الذين لا رجاء لهم? (رجاء القيامة)، لكونهم يرون أن الموت البيولوجي
هو الهلاك والنهاية. للأسف، لقد استسلم العلم لهذه الحالة المأساوية،
بسعيه المستقتِل إلى أساليب لإطالة عمر الإنسان والإيحاء بأنه قادر على
تخطي الموت الطبيعي. إلى هذا، على نفس المستوى من البؤس هم أولئك، وحتى
المسيحيون منهم، الذين أُسِروا بالرؤى الألفية ?المُحكَمَة? عن سعادة
كونية وأخروية فاترة، وبالتالي فقدوا معنى القيامة الحقيقي مُضَحّين بما
هو فوق الكوني من أجل ما نهايته في الكون، بالأبدي من أجل الزائل.

قيامة المسيح كقيامة الإنسان وكل الخليقة تكتسب معنى فقط في إطار
مفهوم الفداء الآبائي؛ بتعبير آخر، في الصلب والاشتراك في القيامة مع
المسيح. هكذا حفظت الأرثوذكسية القيامة في التاريخ. في إخلاصها الأبدي
للقيامة، تميّزت الأرثوذكسية بأنها ?كنيسة القيامة? لكونها شيّدت كل
حضورها التاريخي على أساس القيامة، مطعّمَةً وعي شعوبها برجاء القيامة،
وهذا حقيقة ظاهرة في استمرارها الحضاري. هذه الشعوب، تعلّمت أن تبدد على
ضوء القيامة الظلمة التي تخللت سني العبودية (كالحكم التركي في اليونان
والشيوعي في روسيا) التي خلالها لم يتردد الشعب عن تكرار ?المسيح قام?،
راجين قيامة مجتمعاتهم معه.
ضمن هذا الإطار تأتي الدعوة المملوءة رجاءً ?هلمّوا خذوا
نوراً?. إنها دعوة إلى النور القيامي غير المخلوق الذي يُمنَح فقط للذين
طهّروا قلوبهم من الرذائل والأهواء. من دون ?تطهير? القلب، أي التوبة،
يعجز المرء عن الاشتراك بنور القيامة. التوبة هي السمو فوق الخطيئة التي
هي سبب موتنا.

هذا هو الواقع الذي يذكّرنا به القول الرهباني المتميّز: ?إذا متَّ قبل أن تموت، فلن تموت عندما تموت?.
المسيح قام
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 5509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السنة الليتورجية المارونية



تقسيمها ومعانيها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





* مقدمة



ما هي المارونية؟



المارونية
هي في الأساس مدرسة روحية رهبانية نسكية انبثقت من جماعة رهبانية اتبعت القديس مارون
الراهب والناسك الذي عاش أواسط القرن الخامس الميلادي في منطقة القورشية من سوريا.


وهم في الأساس
جماعة سريانية أنطاكية حفظوا تعليم السيد المسيح وحافظوا على روحانية مارون وكانوا
دائماً مخلصين للعقيدة السليمة والإيمان القويم بحسب ما رسمت المجامع المقدسة


وخاصة مجمع
خلقيدونية بما يختص بطبيعتين كاملين للسيد المسيح طبيعة بشرية وطبيعة إلهية واستشهدوا
في سبيل هذا الإيمان وهذه العقيدة.






* الليتورجيا المارونية:



الليتورجية هي أصدق تعبير عن إيمان الجماعة التي
تحتفل بها, وأقسام الليتورجية المارونية هي مراحل تذكر بحياة السيد المسيح.


وما السنة
الليتورجية التي نحن بصدد عرضها إلا احتفال بالزمن المقدس.




أولاً- معنى السنة:



الفكرة الأولى
التي تتبادر إلى ذهن الناس هي كيف أننا نحن المؤمنين نكرر كل سنة الأعياد عينها وتدور


وكأننا بتطواف
حول سلسلة أعياد وأوقات حتى تقع ربما "بالروتين ( الملل) " والتكرار الممل.




في الواقع
الأمر يختلف تماماً عن هذا التصور ولو كان رائجاً وشائعاً بين الناس, فالسنة الطقسية
لها أبعاد ومعان لاهوتية عميقة جداً وعليها تُبنى حياة الكنيسة واختبارها للصلاة والتسبيح.




ركيزة السنة
هي يسوع المسيح ابن الله الحي, إنه محور كل الأعياد والاحتفالات والتذكارات والأسابيع
والأيام لا سيما يوم الأحد الذي "
يوم الرب" يوم نذكر فيه قيامته المجيدة من بين الأموات.




من المسيح
الفادي والقائم والحي تأخذ السنة الطقسية معناها وإليه تهدف. وما نسميه نحن تكرار الأعياد
والمناسبات في كل سنة ليس في الواقع التكرار بالمعنى السلبي بل هو حركة تصاعدية لولبية
تدخل فيها الكنيسة من خلال احتفالاتها ومناسباتها التي نعيشها, بغية الدخول أكثر فأكثر
في سر المسيح الخلاصي وبهدف التقدم والنمو بمشروع الملكوت الذي حققه بموته وقيامته.


وما حياة
الكنيسة على الأرض سوى ولوج تدريجي في هذا الملكوت الذي تحقق منذ ألفي سنة ويكتمل في
نهاية الأزمنة.


من هنا المسألة
ليست تكرار إنما هي تصاعد وارتقاء للبلوغ إلى ملء قامة المسيح من خلال اقتفاء خطاه,
واتباعه في كل مراحل حياته.




ثانيا- أقسام السنة الطقسية:



من خلال السنة الطقسية تجسد الجماعة المسيحية كل
مراحل حياة يسوع المسيح التي بها دبر كل شيء لخلاص الإنسان.


وهنا تعيش
الكنيسة في دورتها الطقسية الأزمنة التالية:




زمن الميلاد
? زمن الدنح ( والغطاس) ? زمن الصوم ? أسبوع الآلام ? زمن القيامة ? زمن العنصرة ?
زمن ارتفاع الصليب.




١- زمن الميلاد:



إنه مطلع
السنة الطقسية في الكنيسة المارونية. ونلفت الانتباه إلى أن هذا الأمر لا ينطبق على
الكنائس المسيحية فالسنة الطقسية البيزنطية تبدأ سنتها في بداية شهر أيلول.




قبل تعداد
أسابيع زمن الميلاد, لا بد من الإشارة إلى أن الأسبوعين الأولين مخصصان لذكر البيعة
(الكنيسة) من خلال ما يسمى بأحد تجديد البيعة وأحد تقديس البيعة, والمعنى البارز في
هذه الهيكلية هو أن البيعة أي الكنيسة مدعوة إلى بدء السنة الطقسية باقتفائها آثار
المسيح وعيش كل مراحل تدبيره الخلاصي,


لذلك عليها
أن تتجدد وتتقدس فتؤهل لأن تبدأ السنة بهدف تجديدها الدائم وتقديسها بالمسيح القدوس
الذي هو رأسها والذي من خلالها ( أي الكنيسة) يقدس الزمن أي الأسبوع واليوم والساعة
وكل الأوقات, وهكذا تساعد الكنيسة العالم كي يتجدد ويتقدس ويصل إلى غايته الأساسية
وهي الله.




أما الأسابيع
التي تدخلنا في حدث الميلاد فهي بشارة زكريا ? بشارة العذراء ? زيارة العذراء ? ولادة
يوحنا المعمدان ? البيان ليوسف ? النسبة ? عيد الميلاد المجيد ويتبعه رأس السنة ( أي
عيد ختان الرب ويوم السلام) ووجود الرب في الهيكل.




إن ما نراه
في سلسلة هذه الآحاد والأسابيع يرتبط ارتباطاً مباشراً بسر التجسد.


والأشخاص
الذين ترد أسماؤهم ? إن كانوا من العهد القديم أو الجديد ? فهم يرتبطون ارتباطاً وثيقاً
بشخص يسوع المسيح المتجسد في ملء الزمن من مريم العذراء ومن الروح القدس, والذي صار
إثباتاً لتخليص الإنسان.




إن أجواء
الميلاد هي أجواء "
البشارة" أي الخبر المفرح الذي يرسله الله إلى الإنسان
ليفرحه وينشله من حزنه وموته ويعطيه فرح الحياة, ووجود مريم في أسابيع الميلاد هو محوري
في أسابيع الميلاد لأن جوابها على مشروع الله هو الذي أدخل الحياة ? المسيح إلى العالم
وبها ومعها "
الكلمة صار جسداً وحل بيننا, أبصرنا مجده
مجد وحيد من الآب
"
(يو:١)




٢- زمن الدنح ( الغطاس):



إن معنى الدنح
هي كلمة سريانية تعني الظهور والاعتلان, وهو الزمن الذي يتبع زمن الميلاد وأسابيعه
هي التالية:


عيد الدنح
المجيد ( وهو ذكرى اعتماد المسيح من يوحنا المعمدان على مجاري نهر الأردن وظهور الثالوث
الأقدس إلى العالم) والأسابيع الأول والثاني والثالث التي تتبع العيد تركز على ظهور
المسيح إلى العالم كحمل يحمل خطيئة العالم والآب يشهد له.


ويلي هذه
الأسابيع ثلاثة أسابيع ثابتة هي بمثابة تذكارات تختم زمن الدنح وهي أحد الكهنة وأحد
الأبرار والصديقين وأحد الموتى.




الحدث الأساسي
في هذا الزمن هو معمودية يسوع المسيح في مياه الأردن. وانطلاقه إلى العالم ليبدأ بالكرازة
الجديدة, من هنا سمي الزمن زمن الدنح والظهور أي ظهور المسيح في العالم للمرة الأولى
بطريقة علنية والروح ينزل عليه ويمسحه ويجعله يسوع الله, والآب يعلن أنه الابن الحبيب
, والفادي والمخلص.




إن بين الميلاد
والدنح ترابطاً وثيقاً من خلال فكرة الظهور التي يعبر عنها بمرحلتين من التدبير الخلاصي.




الأولى وهي
الولادة في بيت لحم والثانية هي العماد في الأردن, في الأولى والثانية يظهر المسيح
إلى العالم فادياً ومخلصاً.




وما ذكر الأموات
بفئاتهم: كهنة, أبرار, وصديقين وعموم الموتى في هذه المرحلة إلا تأكيد لحقيقة الكنيسة
التي ترتبط بالمسيح الفادي أكانت كنيسة الأرض أم كنيسة السماء.


وهذه الكنيسة
تتابع مسيرتها الإيمانية متشبهة بيسوع الذي من بعد عماده ذهب إلى البرية وصام الأربعين.




٣- زمن الصوم الكبير:



تقسم أسابيعه
وآحاده إلى ما يأتي: أحد مدخل الصوم ( عرس قانا الجليل) ? الأبرص ? المنزوفة ? الابن
الشاطر ? المخلع ? الأعمى ? الشعانين.




ما نلاحظه
في مطلع هذا الزمن هو "
عرس قانا الجليل " وهو همزة وصل بين الدنح والصوم, وهنا إشارة
إلى أن عرس قانا هو ختام لزمنن الدنح عندما أظهر المسيح مجده في إطارالماء ( المعمودية)
الذي يتحول إلى خمر (في إطار فصحي ), وهو أيضاً بداية لمسيرة الصوم التي هي مسيرة إيمان:
"
وآمن به تلاميذه ".




وما الآحاد
التي تعيشها الكنيسة إلا آحاد الكرازة الإيمانية التي تؤدي إلى تجديد توبة صادقة وتجديد
التزام بالإيمان بيسوع المسيح الطبيب الشافي وغافر الخطايا ومحي المائتين...




هذا الزمن
هو زمن التقشف والإماتات والصلوات وقراءة الكتاب المقدس... إنه زمن تقوى يعيشه أبناء
الكنيسة معلنين إيمانهم بالمسيح وهم يتوجهون إلى آلامه وموته وقيامته.




٤- أسبوع الآلام وزمن القيامة:



مع أحد الشعانين
يصير الدخول إلى أورشليم, إلى الاحتفال بالآلام الفصحية من خلال أسبوع كامل, محوره
هو ما يسمى " بالثلاثية الفصحية ", خميس الأسرار- الجمعة العظيمة وسبت النور,
إن هذه الثلاثية الفصحية التي تتوج بيوم القيامة هي في الواقع أساس الكنيسة, إنها تتويج
لحياة يسوع الزمنية التي من خلالها أراد تخليص الجنس البشري.


هنا الخلاص
يتحقق بآلام المسيح وبفصحه وبموته على الصليب وبدفنه وبقيامته من بين الأموات.




ولا بد من
الإشارة هنا إلى أن تطور السنة الطقسية في كل مراحلها من الميلاد وصولاً إلى الآلام
والقيامة وما بعد القيامة.


إنما انطلق
من الآلام الفصحية وعيد القيامة وهو ركيزة الأعياد, وهو الذي توزع إلى آحاد السنة,
التي هي بدورها يوم الرب وذكر قيامته المجيدة.




زمن القيامة
يمتد على سلسلة آحاد أولها الأحد الجديد وتتواصل من ثم إلى أسابيع يحتفل فيها بقيامة
الرب وترائيه إلى البشر وبصعوده إلى السماء حتى نصل إلى زمن العنصرة.




٥- زمن العنصرة:



إنه حدث حلول
الروح القدس على التلاميذ وفي وسطهم مريم العذراء, بعد صعود الرب إلى السماء, إنه زمن
ولادة الكنيسة من حدث الصلب والقيامة, وزمن انطلاقها إلى العالم بنعمة الروح القدس
الذي جعل من الكل واحداً


والذي جعلهم
ينطقون بلغة جديدة هي لغة المحبة, باسمها يبشرون ولها يشهدون في أربعة أقطار العالم.




وما نراه
بارزاً في هذا الزمن هو ذكر الرسل والإنجيليين وخصوصاً بطرس وبولس, ونلفت الانتباه
إلى أن ذكر عيد التجلي وعيد الانتقال يتم في هذا الزمن.




إن زمن العنصرة
هو امتداد لحدث القيامة, وتجلي الرب وانتقال العذراء هما مرتبطان بحدث القيامة, فالرب
المتجلي هو القائم, ومريم الراقدة والمنتقلة هي ثمرة قيامة المسيح من بين الأموات.




٦- زمن الصليب:



هو الزمن
الذي يلي العنصرة ويختم السنة الطقسية, إنه يقسم إلى سلسلة آحاد وأسابيع, وتركز على
المسيح الممجد والمنتصر, والذي سيأتي في مجده العظيم ليدين الأحياء والأموات, يشدد
هذا الزمن على الناحية الـ
ESCOTHOLOGIE أي النهيوية ( نهاية العالم ومجئ المسيح الثاني
) والكنيسة تعيش اختبارها الإيماني منتظرة
هذا المجئ .




* خلاصــــة:





نستنتج مما
ورد :




١ - السنة الطقسية هي اختبار الكنيسة المصلية في سيرها
نحو الملكوت ،




٢ ?
ترتكز السنة الطقسية على شخص يسوع المسيح ،




٣ ?
تقسم السنة إلى مراحل تذكر كلها حياة يسوع : ميلاده ، عماده ، صومه ، آلامه ، موته
وقيامته ، صعوده إلى السماء وإرساله الروح القدس ومجيئه الثاني
بالمجد.


هذه المراحل
تنطلق من حدث الموت والقيامة عيد الأعياد وأساس حياة الكنيسة و اختبارها الإيماني.






٤-
السنة الطقسية ليست تكراراً روتينياً للمناسبات والأعياد بل هي حركة لولبية تصاعدية.


أي كل سنة
تعيش الكنيسة ويعيش المؤمن اختبار أكثر عمقاً و أكثر إيماناً و أكثر ارتقاءً بمشروع
المسيح حتى الوصول الى ملء قامته.




٥-
السنة هي دعوة كي يتقدس الزمن لأن سيد الزمن
هو القدوس الله: الآب و الابن و الروح القدس



 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:33 PM   رقم المشاركة : ( 5510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توما الرسول

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشك
توما اسم آرامي ويعني التوأم. هو أحد
الاثني عشر رسولاً (متّى 10/3). كان توما يحكم على الأمور بطريقته الخاصّة، ينطلق
من منطقه لا من منطق الله: «يا سيّد، نحن لا نعرف إلى أين تذهب، فكيف نعرف الطريق؟»
(يو 14/5). انفعالي ولكنّه صادق وشجاع. حين أعلن يسوع أنّ لعازر مات هتف وقال:
«لنذهب نحن أيضاً ونموت معه» (يو 11/16). وإذ يجعل عقله نقطة انطلاق إيمانه لا
العكس، كان يسقط فريسة الشك. وهكذا شكّك بقيامة المسيح الّتي لا يستوعبها عقل
بشريّ.

الموقف الأوّل :
أخبر الرسل توما أنّ المسيح ظهر لهم، فأعلن
أنّه لن يؤمن إلاّ إذا وضع إصبعه على الجروح. إنّه لا يقتنع إلاّ بما هو ملموس.
إنّه يطلب مزيداً من اليقين قبل أن يوقّع تعهّده.

إلى جانب المتطيّرين الّذين يؤمنون
بالخرافات، هناك مَن لا يؤمنون إلاّ بما هو ملموس محسوس، يمكن اختباره ماديّاً.
وحتّى هؤلاء، يريدون صورة تنضح زيتاً أو تمثالاً يتحرّك أو يتكلّم، ليؤمنوا بوجود
الله معنا، وبعمله في عالمنا. إنّهم لا يقرأون علامات الأزمنة ليروا حضوره الخفيّ
في التاريخ البشريّ.

الموقف الثاني :
وآمن توما حين رأى القائم من بين الأموات.
لم يكفه عيشه مع المسيح، سماعه لتعاليمه، ومعاينته لمعجزاته. وحين وقف يسوع في وسط
تلاميذه، حدّق بتوما وخاطبه معاتباً: هات يدك يا توما وعاين الجروح، هات إصبعك
وضعها في جنبي





في عيد القيامة، علينا ألاّ نطلب من المسيح
آية للبرهان على أنّه قائم فينا. علينا أن نتذكّر، أن نستعيد تعاليمه. خبرتنا معه
أيّام الهدوء. حياتنا الروحيّة السابقة برفقته. هذا هو برهاننا الأكيد على أنّه حيّ
معنا. على أنّه الإله الحقيقيّ.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025