لا تدينوا لكى لا تدانوا
لماذا ندين الآخرين؟!
الاربعاء 06 اغسطس 2014
القمص يوسف حنا كاهن كنيسةالشهيد العظيم أبى سيفين بالمهندسين
1. لكى نتهرب من المسئولية.. فآدم يلقى المسئولية على حواء، وحواء تلقى المسئولية على الحية..
2. نحن ندين لأننا لا نحب الآخر.. فالأخ الكبير فى مثل "الابن الضال" دان أبيه وشقيقه ولم يدخل الحفل بعودة أخيه.
· يهوذا يدين المرأة ساكبة الطيب والمسيح يمتدحها.. سمعان الأبرص يدين السيد المسيح والمرأة ساكبة الدموع بقوله: "لو كان هذا نبياً لعلم من هى المرأة وكيف حالها".
· من السهل جداً أن ندين الآخر وأن نحكم على الآخر..
أما حينما ندين أنفسنا نجد آلاف الأعذار والمبررات.
و"حب قريبك مثل نفسك" معناها أن تعمل على إيجاد الأعذار للآخر، ومن يدين الآخر يستعدى ويتدخل فى عمل الله، الذى هو الديان وحده وليس أخر سواه. حينما نحكم على الآخر أنت تستعدى الله ضدك..
فالفريسى يدين العشار بقوله: "أنا لست مثل هذا الخاطئ.. فينزل العشار مبرراً دون الفريسى".
ولما شعر رؤساء الشعب أنهم أبرار أو أنهم أعلى من الشعب، نالوا الويلات من الله "وهوذا بيتكم يترك لكم خراباً".
الدينونة قد تنتقل من الأبناء إلى الآباء، فأبشالوم يدين أبيه داود ويحاول أن يستولى على الملك منه، ولولا محبة الله لداود فمات أبشالوم شر ميتة ونجا داود من مشورة أخيتوفل.
وعجبى، فناثان الكاهن حينما أراد أن يحكم على داود انتزع الحكم من فمه عن طريق قصة صاحب النعجة الواحدة، والسيد المسيح انتزع الحكم من فم سمعان الأبرص حينما قص عليه قصة المدينين اللذين لم يوفيان.. أحدهما مدين بخمسون والآخر بخمسمائة، فأيهما يكون أكثر حباً..
لذلك رجاءً..
قبل أن تدين الآخر، تذكر أنك تراب، وأن الله لم يعطيك حق الدينونة للأخر، لأن الدينونة من حق السيد المسيح وحده؛ لأنه الفادى، فهو الذى يدين.
من يدين الآخر يتدخل فى عمل الله لأنه الديان وحده..
"وقبل أن تخرج القذى من عين أخيك أخرج الخشبة التى فى عينيك".
نعم، الله طويل الأناة ويحب ويشفق على الخطاة، ولا يشاء هلاك إنسان. الله يريد أن الجميع يخلصون لأنهم خليقته وهو خلقهم للحياة وليس للموت، لذلك واجبك أن تشفق على الآخر، لأنه أخوك فى الإنسانية.
