![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احترام الشخص البشري ![]() "صيانة كرامة الشخص البشري وتعزيزها قد أودعنا إياهما الخالق، والرجال والنساء هم، في كل ظروف التاريخ، مسؤولون عنها ومطالبون بهما" (سلام على الأرض 61). يقتضي احترام الشخص البشري احترام الحقوق الناتجة عن كرامته بكونه خليقة. وهذه الحقوق سابقة للمجتمع ومفروضة عليه. ولا يمكن بلوغ العدالة الاجتماعية إلاّ في احترام كرامة الإنسان السامية، فالشخص هو غاية المجتمع القصوى، وهذا إنما هو معدّ له. وإذا ازدرى المجتمع حقوق الشخص أو أبى الاعتراف بها في تشريعه الوضعي فهو يقوّض شرعّيته الأخلاقية الخاصة. ويمّر احترام الأشخاص من خلال احترام المبدأ: "ليلتزم الإنسان باعتبار القريب، أيا كان في غير استثناء." كذات أخرى له "وليحسب حساباً، قبل كل شيء لوجوده وللوسائل الضرورية التي يتمكن معها من العيش الكريم" (ك ع27). وليس من تشريع يستطيع بذاته إزالة التخوفات، والأحكام المسبقة ومواقف الكبرياء والأثرة التي تعيق إنشاء مجتمعات أخوية حقاً. ولن تتوقف هذه التصرفات إلاَّ مع المحبة التي تجد في كل إنسان "قريباً" وأخاً: "إن كل ما صنعتموه إلى واحد من أخوتي هؤلاء الصغار، فإليّ قد صنعتموه" (متى25/40). وبما أن جميع البشر قد خُلقوا على صورة الله الأوحد، وبما أن المسيح قد افتداهم بذبيحته، فهم مدعوون إلى المشاركة في السعادة الإلهية نفسها: وهم يتمتعون بكرامة متساوية، فالمساواة بين البشر تقوم، في جوهرها، على كرامته الشخصية والحقوق الناجمة عنها: "كل نوع من أنواع التمييز في حقوق الشخص الأساسية، سواء كان قائماً على الجنس أو العرق، أو لون البشرة، أو الوضع الاجتماعي، أو اللغة أو الدين، يجب تجاوزه على أنه مخالف لتصميم الله? إن مساواة الأشخاص في الكرامة يقتضي أن يتوصل المجتمع إلى وضع حياتي أكثر عدالة وأكثر إنسانية، فالتفاوت الاقتصادي والاجتماعي المفرط بين أعضاء الأسرة البشرية الواحدة أو بين شعوبها باعث على العثار والشك، وعقبة في طريق العدالة الاجتماعية، والإنصاف، وكرامة الشخص الإنساني والسلام الاجتماعي والدولي" (ك ع29). |
![]() |
|