ان تحيا الحياة المسيحية معناها اتباع المسيح
المسيحية هي تحديد موقفنا تجاه المسيح من خلال دراستنا آية
{هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.}
(رؤيا 20:3).
درسنا أن المسيح هو الزائر الذي يجب أن يسكن البيت و هو واقف على باب قلبك وحياتك ومازال يقرع. في هذه الحلقة سوف نحاول أن نعرف ماذا يريد هذا الزائر أن يفعل إن فتحنا له الباب.
( 1 )
ماذا يريد أن يفعل؟
إنه يطلب الدخول. لهذا يقف على الباب، لا على النافذة. ولا يكتفي بالنظر إلى الداخل، لأنه يستطيع ذلك دائماً وفي أي وقت يشاء. لكنه يطلب منا أكثر من إشارة رضى، وعلينا أن نقرر فتح الباب له وندعوه لكي يدخل. قد يصعب علينا تصديق القول أنه يبغي الدخول، لكنها حقيقة واقعة. إن هذا عينه ما يريده. ذاك الذي لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي والذي لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات، يرضى أن ينحني لكي يدخل الكوخ الحقير في قلوبنا الخاطئة.
*
ولكن لماذا يريد الدخول؟
لقد رأينا، فيما سبق، الأسباب لذلك؛ لأنه يريد أن يكون مخلصاً ورباً لنا. فقد مات لكي يكون مخلصنا. فإذا ما قبلناه، فسوف يمارس فوائد موته لنا شخصياً. وسرعان ما يدخل البيت أي حياتنا وقلوبنا حتى يبدأ عمله الأول بتنظيفه وتجديده وتزيينه وتأثيثه. أو بعبارة أخرى، سوف يطهرنا ويغفر لنا ويمحو كل ما علمناه في الماضي. وأيضاً فإنه يعدنا بأن يتعشى معنا، ويسمح لنا بأن نتعشى معه. ولعل العبارة تتضمن معنى الفرح الذي لا ينطق به، فرح الشركة معه. فلا يقتصر على بذل نفسه لأجلنا، وإنما يريدنا أن نعطيه نفوسنا. كنا غرباء فأصبحنا أحباء، كان بيننا باباً مغلقاً، أما الآن فإننا نجلس على المائدة الواحدة معاً.
وسيدخل أيضاً رباً وسيداً، ويصبح بيتنا تحت إدارته وسيادته، ويتولى هو ضبطه وتنظيمه، ولا معنى إطلاقاً لفتح الباب ما لم نكن مستعدين لقبوله. وحالما تطأ رجله أرض البيت، ويدخل من العتبة، علينا أن نضع في يده كل المفاتيح، ليتسنى له الدخول إلى كل غرفة في البيت، ولا نبقي لأنفسنا غرفاً سرية بعيدةً عنه.
كتب إلي مرة شاب مثقف يقول:
{بدلاً من تسليم يسوع مجموعة كبيرة من المفاتيح المختلفة ليفتح بها الغرف الكثيرة في بيت نفسي فقد أعطيته مفتاحاً واحداً يفتح جميع الأبواب}.
علينا إذاً أن نتوب توبة حقيقية، منصرفين عن كل شيء غير مرضٍ أمامه. ولا أقصد أن نحسن أنفسنا قبل أن ندعوه ليدخل، ولكن بالعكس. فلأننا لا نقدر أن نغفر لأنفسنا أو نحسن أنفسنا، نحن أشد ما نكون في حاجة لكي يأتي ويدخل إلينا، على أن يظهر استعدادنا الكلي لكل ما يجريه من تغييرات وتنظيم فينا بعد أن يدخل. فلا نقاومه بل نخضع تماماً بلا قيد أو شرط لسيادة الرب يسوع المسيح، ولن يكون في مقدورنا أن نملي شروطاً، فماذا يعني هذا؟
لا أجيب بتفاصيل. ولكن من حيث المبدأ، يعني العزم التام لترك الشر واتباع المسيح.
*
فهل تتردد؟
وهل تقول ليس من المعقول أن تخضع للمسيح خضوعاً أعمى؟
بالتأكيد لا أقول هذا. لكن الأمر أكثر معقولية من الزواج الذي فيه يضع كّلاً من الزوج والزوجة نفسه تحت تصرف الآخر دون قيد أو شرط، ودون أن يعلما ما يخبئه لهما المستقبل، ولكن يحب أحدهما الآخر ويثق كل منهما بالآخر، فيتعاهدان كلاهما:
{بأن يعيشا معاً في السراء والضراء، في الغنى والفقر، في الصحة والمرض، تربطهما المحبة حتى يفصلهما الموت}.
فإن وثق البشر بالبشر، ألا نثق نحن بابن الله؟
وأنه من الأكثر معقولية أن يسلم الإنسان نفسه إلى المسيح ابن الله، من أن يسلمها إلى أنبل البشر وأشرفهم، فالمسيح لا يخون العهد ولا يحنث بالوعد، ولا يستغل ثقتك به.
( 2 )
ماذا يجب أن نفعل نحن؟
الانطلاقة هي بأن نسمع صوته؛ إذ إنه من المحزن أن نصم عنه آذاننا وأن نغفل همساته الدائمة لنا. قد نسمع صوته تارة في وخزات الضمير وطوراً في مناحي التفكير. وقد نسمع صوته إذا أصابتنا هزيمة أدبية، أو اعترانا جوع روحي شديد أو مرض أو آلام أو خوف أو غيرها. ويمكن أن نصغي إلى دعوته عن طريق صديق أو واعظ أو كتاب. وإذا سمعنا فلننصت ونصغ
{مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.}
كما قال الرب يسوع.
علينا أيضاً أن نقوم ونفتح الباب؛ فبعد أن سمعنا صوته، لنفتح له عندما يقرع. وما فتح الباب ليسوع المسيح سوى طريقة تصويرية لوصف موقف الإيمان به كمخلص لنا، وفعل التسليم له رباً لحياتنا.
فهل أنت مسيحي؟
وأعني هل أنت مسيحي حقيقي سلم نفسه للرب تماماً ؟
أو تؤمن بقانون الإيمان أم لا، أو تحيا حياة فاضلة أم لا، مع أن هذه جميعها غاية في الأهمية، ولكن سؤالي هو:
أين يقف يسوع المسيح في حياتك ؟
هل هو داخل الباب أم خارجه ؟
هذا هو السؤال الخطير المحرج.
ربما تكون الآن مستعداً أن تتخذ قراراً، وتعزم عن تفكير وروية، أن تفتح الباب للمسيح، فإذا لم تكن متأكداً تماماً أنك فعلت هذا في الماضي فإني أنصحك أن تتأكد الآن، وأريد أن أشير عليك أن تختلي في مكان منفرداً لتصلي. اعترف بخطاياك واتركها. اشكر المسيح لموته من أجلك وبدلاً عنك، ثم افتح الباب واطلب منه أن يدخل إلى قلبك مخلصاً شخصياً ورباً لك، وقد تجد فائدة في تلاوة
مثل هذه الصلاة:
أيها الرب يسوع، أمامك اعترف أنني خاطئ، فقد أخطأت بالفكر والقول والعمل والإهمال. أنا حزين بسبب خطاياي، وها أني اتركها نادماً تائباً.
أنا أؤمن أنك مت من أجلي وحملت خطاياي في جسدك، فأشكرك من أجل محبتك العظيمة.
والآن ها أنا أفتح الباب، ادخل أيها الرب يسوع، ادخل مخلصاً لي لكي تطهرني، ادخل رباً وسيداً وامتلكني، وسأخدمك طول حياتي في شركة مع المسيحيين الآخرين، وأنت تزودني بالقوة. آمين.
أخي وأختي
إن صليت هذه الصلاة وأنت تعني ما تقول...
وأنت في سكون وإتضاع تشكر المسيح الذي دخل إلى قلبك وقد وعد بذلك، ووعده صادق وقال:
{ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ...}.
إن فعلت هذا، غض الطرف عن مشاعرك وإحساساتك واتكل على وعوده وصدقها. واشكره لأنه عند كلمته يتمم ما وعد به.