15 - 08 - 2014, 02:07 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لا تخف ، الموت فقد شوكته
الموت حقيقة ، الموت حكم ٌ ، الموت ُ قاس ، الموت عقاب . منذ خرج الانسان الى العالم حاملا ً لعنة الموت وهو يحيا كل يوم بلعنته . خرج هاربا ً يجري مطاردا ً كل يوم بشبح الموت . مع كل خطوة ٍ احتمال الموت ، مع كل حركة ٍ قلق الموت . الانسان الذي يعيش تحت لعنة الموت يموت كل لحظة ٍ آلاف المرات . المسيحي لا يرى الموت مخيفا ً ، لا يخشاه لأنه ليست في الموت نهايته . له بعد الموت حياة ، حياة ٌ أبدية ، حياة ٌ دائمة ، ليس نهاية الطريق . الموت للمؤمن بداية الحياة ، الموت ليس حالة ، الموت للمؤمن تحول . الموت للمؤمن ليس مكانا ً ، ليس مستقرا ً ، الموت ممر ، طريق . الموت للمؤمن ليس بيتا ً يقيم فيه ويسكن ، الموت خيمة ، خروج من الخيمة . الموت للمؤمن خروج من حياة محدودة الى حياة غير محدودة ، حياة ابدية . ترفع المرساة وننطلق عابرين ، سابحين الى الشاطئ الأمين . هو حادث وقتي ، نغيب دقيقة ، لحظة ، لنصل الى حيث الشاطئ الآخر لنلحق بكثيرين من الاحباء السابقين . نراهم ، نبقى معهم ، نعرفهم ويعرفوننا وينتظروننا هناك . سنبقى كما نحن ويبقون كما هم ، تحدث تغييرات لكن شخصياتنا باقية . لن نكون اشباحا ً بل اشخاصا ً لنا تميزاتنا وملامحنا وذواتنا . كيف بقي موسى وايليا كان ايليا لحظة التجلي على الجبل . مريم عرفت المسيح في البستان . قام كما كان وكما سيكون ابدا ً . اللص طلب ان يكون مع يسوع في الفردوس ، يراه ويعرفه ويتمتع بحضرته . الابدية دوام المحبة . المحبة ستبقى خالدة مع النفس بعد الموت . كل شيء يموت لكن الحب لن يموت ، الحب ابدا ً لا يموت " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ." ( فيلبي 1 : 21 ) نصرة ٌ وانطلاق ٌ للمجد . لا تخف ، الموت فقد شوكته ، الموت فقد تجبره وسيطرته ، تحطمت انيابه في الجلجثة ، تقطعت مخالبه في دم المسيح على الصليب . غمضة العين لا تخيف ، خطوة النهاية تقود الى البداية . بداية الحياة الابدية مع المسيح الذي سيملأ السماء والفردوس . سنُعرف كما عُرفنا ، سنفهم ما لم نفهمه وندرك ما لم ندركه . سنحيا في نوره سنتمتع بحضوره سنسبح في فلكه ، الى الابد ، الى ما لا نهاية
|