تُشرق الشمس ، تتحرك في السماء نحو الغروب وتمر الساعات وينتهي اليوم . نراقب تحرك عقارب الساعة ، تنقضي الدقائق ، تكتمل الساعات ويأتي الليل هكذا نحسب اليوم : شروق ، نهار ، مغيب ، ليل ، ويتم اليوم ، هكذا نحسب الايام . ليس هكذا يحسب الله الايام . كان الله منذ بداية الزمن يحسب الايام بشكل ٍ مختلف . في بداية الخلق حسب الله الايام الستة الاولى ، اول ايام الوجود بالعكس ، خلق النور " وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ .. ….. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا. ً " ( تكوين 1 : 4 ، 5 ) . حسب الله اليوم من المساء الى الصباح ، من الظلام الى النور ، من الليل الى النهار . ظلام ٌ يغطي الكون ، ليل ٌ يخيّم على العالم ، ثم تظهر نجمة الصبح وتشرق الشمس . كل ليل ٍ ينتهي في نور النهار . مهما طال الليل شتاء ً أو قَصُر صيفا ً سينبلج نور النهار ، وستنتهي كل الليالي ، وتمضي كل الايام ويحل اليوم الابدي حيث لا يوجد ظلام . هذا ما رآه يوحنا الرائي وحدثنا به في رؤياه وهذا ما ننتظره ونتلهف عليه . سوف لا يكون ليل فيما بعد " لأَنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ " . الله اعطى النور ، الله النور يجعل الابدية نور . تغيب الشمس في المحيط الاسود وبالتالي يختفي القمر ولا يكون للنجوم مكان . الله الموجود دائما ً يولد " سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً " يغلفها نور وجوده . يُخرج من اللليل نهارا ً دائما ً . يُخرج من الخليقة القديمة خليقة ً أبدية ً جديدة ، ونبقى مع الله الى الابد ، نهارٌ لا ليل له ، نور ٌ لا ظلمة فيه . تشترك خليقة الله الجديدة في مجده الازلي الابدي ولا يكون زمن ٌ بعد . هنا نحن في ليل ، تمر بنا ليالي سوداء مظلمة تطول احيانا ً وتقصر احيانا ً. هنا تكون الحياة مظلمة ً بسبب الخطية ، بسبب الحزن ، بسبب الالم ، بسبب الجهل . ونعاني من الظلام ، ثقيل ٌ مقبض ٌ قاسي نتمنى انقشاعه وزواله ُ . وتُشرق الشمس بنورها حين نتطهر من الخطية ونتخلص من الحزن والالم والجهل . الله لا يسمح ان نبقى في الظلمة ، يأتي بمغفرته فتنير حياتنا وتُبهج قلوبنا . وعدنا الله ان بعد الظلمة نورا ً ووراء اليل صباحا ً ونهارا ً جميلا ً . لذلك يحصي الله الايام كما احصاها في القديم ، مساء ٌ ثم صباح ، يوما ً جديدا ً . ونحن في ظلام الليل نعلم ان النورلا بد مقبل فنعيش على رجاء الصباح . عش حياتك هنا نورا ً متصلا ً مبنيا ً على رجائك في الله نورك .