رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكشف عن حكمة الله لقد رضي الله في جودته وحكمته أن يكشف لنا ذاته ويطلعنا على سرّ مشيئته (أفسس1/9). تلك مبادرة مجانية على الإطلاق تصدر من الآب لتتدارك البشريّة وتخلصّها.في المجمع الفاتيكاني الأول أكبّ الآباء على التنويه بالطابع السماوي في الوحي الإلهي. النقد العقلاني الذي كان يطعن في الإيمان انطلاقاً من طروحات خاطئة كان يهدف إلى نفي كلّ معرفة لا تجنى من طاقات العقل الطبيعية. فأكّد المجمع بقوّة أنّ هناك معرفة هي من نتيجة الإيمان إلى جانب المعرفة النابعة من العقل البشري. والإيمان يرتكز على كلام الله ووحيه وهو لا يغلط ولا يريد أن يخدع. الحقيقة التي نحصل عليها عن طريق الفكر الفلسفي والحقيقة الصادرة عن الوحي لا تختلطان والواحدة لا تُغني عن الأُخرى. وهما متميزتان من حيث المصدر (العقلّ ? الوحي) والموضوع (ما يكشفه الخلق ? أسرار الله الحميمة). وآباء المجمع الفاتيكاني الثاني ثبّتوا نظرهم على يسوع الذي كشف لنا سرّ الله عبر أفعاله وتعاليمه وخاصة بموته وقيامته. جاء المسيح في التاريخ وملء الزمن وهو قمّة الوحي. إنّ تجسّد ابن الله يتيح لنا أنّ نشهد الحصيلة النهائية التي لم يكن العقل البشري من منطلق ذاته يتصورها ولو بالخيال، وهو أنّ الأبدي اقتحم الزمن والله اتخذ وجه إنسان. الحقيقة التي عبّر عنها وهي المسيح لم تعد محصورة في حيّز جغرافي أو ثقافي محدود بل هي مفتوحة على كلّ إنسان. مما لاشك فيه أن مصير الإنسان لا يستضيء حقاً إلاّ في ضوء سرّ الكلمة المتجسّد. أين يستطيع الإنسان أن يلقى جواباً على الأسئلة الخطيرة كالعذاب وعذاب البريء والموت إلاّ في الضوء المنبعث من سرّ آلام المسيح وموته وقيامته. |
|