رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمل هو مساهمة في عمل الله نرى أن التهديد الحقيقي لجو الصلاة في حياة الإنسان لا ينشأ بسبب كثرة العمل أو قساوته بل بسبب أسلوب العمل الذي يتّسم بالطمع والكبرياء. خُلِق الإنسان على صورة الله، وعليه أن يُكمِل عملية الخلق. فدعوة الانسان الحقيقية هي أن يحقق ذاته من خلال استثمار عمله في العالم، وهكذا يمجّد الخالق بمساهمته في عمل الله الخلاق (راجع تكوين 1 و2 ومزمور 8). في إطار هذه الرؤية الإيمانية لا يُعتبر العمل خطراً على علاقة الانسان بالله، بل بالعكس يُعتبر العمل وسيلة مميّزة ومفضّلة لاتحاد الانسان بالله الخالق. ومع ذلك المشكلة قائمة: ضيق الوقت! أيحق لنا القول: طوبى للرهبان اذاً لأنهم يجدون الله في هدوء أديرتهم أو في الصحراء بعيداً عن ضجيج الدنيا والويل للعلماني المضطر لأن يكافح في سبيل لقمة العيش في وسط الدنيا منقسما بين الصلاة والعمل، بين اشتياقه الى صفاء الحياة الروحية وإحباطه بسبب انشغالاته الدنيوية؟ هل الله إله الصحراء فقط لا إله المدينة؟ أهو إله الهدوء والصمت فحسب لا إله العمل والمعاملات؟ أيستطيع الإنسان أن يتقدس من خلال العمل في سبيل مجتمع أكثر إنسانية؟ أم أنّ السبيل الوحيد إلى القداسة هو حياة التجرد في الصحراء؟ نقول لا وألف لا، إن الله يدعو الإنسان إلى العمل المستمر مع المسيح، المسيح الذي أجاب اليهود الذين لاموه لأنه يشفي المرضى في يوم السبت قال: "أبي يعمل في كل حين وأنا أعمل مثله" (يو 5/ 16-17) كيف نجمع إذاً بين الصلاة والعمل أو كيف نشاهد الله في العمل؟ كيف يتحول العمل إلى وسيلة للإتحاد بالله؟ |
|