يقول الوحي الإلهي في سفر المزامير "... لأن غيرة بيتك أكلتني وتعييرات معيريك وقعت عليَّ" (مز9:69) الغيرة المباركة التي تجعله يخدم بكل ما لديه من طاقات وإمكانياتا حاسبا عار المسيح غنى أفضل من كل خزائن مصر (عب26:11)، وهو لا يعبد ذاته في الخدمة لأنه ينظر إلى نفسه فيجدها كما عبر عنها داود النبي بانها دودة حقيرة (مز6:22)، ولا يعبد الناس لأن شعاره في الخدمة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع29:5) ولأن الخدمة في نظره بحجمها الكبير ومسئولياتها يلزمها العمل الجماعي، دون أن يرتبط هذا العمل باسم شخص أو هيئة أو كنيسة، وهو لا يعبد الحرف في علم الرب لأن هذا العمل لا يتحمل تباطؤا أو تأخيرًا وغيرته تدفعه لكسر كل الحواجز والعقبات التي تعترض الخدمة، وهو لا يعبد المادة لأن شعور الغيرة القوي قادر لأن يقتل كل شهوة مادية متيقنا أن الرب كفيل ان يوفر احتياجات الجسد قبل ان نطلبها"، "لأنه من تجند قط بنفقه نفسه" (1كو 7:9).