رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا قليل الإيمان _ جيروم يا قليلي الإيمان القديس جيروم "وللوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ويسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع" (مت 14) لقد أمر التلاميذ أن يعبروا البحر، وألزمهم بالدخول إلى السفينة. بهذه الكلمات، يوضح أنهم قد انصرفوا من عند الرب بشكل غير راغب، نظراً لأنهم لم يريدوا أن ينفصلوا عن معلمهم، ولو للحظة من الزمن بسبب محبتهم له. وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي لو بطرس ويعقوب ويوحنا - الذين قد رأوا المجد الذي له في التجلي - كانوا معه فقط، ربما كانوا قد صعدوا معه إلى الجبل، لكن الجموع لا تستطيع أن تتبعه إلى المرتفعات. هو يمكنه فقط أن يُعلمهم قرب البحيرة، أو على الشاطئ، وأن يطعمهم في البرية. يقول الإنجيل أنه صعد وحده لكي يصلي. يجب أن نُرجع فعل الصلاة، لا لذاك الذي أشبع خمسة آلاف رجل - بالإضافة للنساء والأطفال - من خمس خبزات، بل لذاك الذي أنصرف إلى موضع خلاء منفرداً عندما سمع بموت يوحنا. ليس أننا بذلك نُقسِّم شخص الرب، بل لكون أعماله قد توزعت بين لاهوته وناسوته. ولما صار المساء كان هناك وحده. واما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج.لان الريح كانت مضادة. حقاً إنصرف الرسل على مضض من عند الرب ضد رغبتهم. إذ أنهم لم يريدوا أن يعانوا في غيابه من تحطم سفينتهم. أخيراً، وبينما كان الرب متأخراً في قمة الجبل، قامت رياح مضادة وأزعجت البحر. صار الرسل في خطر، وأصبح تحطم السفينة أمر وشيك، إلى أن جاء يسوع. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر. مهام الحراس والمراقبة العسكرية تنقسم إلى فترات، كل فترة من ثلاث ساعات. لذلك، عندما يقول أن الرب قد جاء إليهم في الهزيع الرابع من الليل، يُظهر أنهم مكثوا في خطر طوال الليل كله. وفي نهاية الليل، عند إنقضاء الدهر، يجلب لهم الرب المساعدة. فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال. إذا كان الرب لم يولد من عذراء كما يقول ماركيون وماني، بل ظهر كتمثيل خيالي، كيف نرى الرسل الآن خائفين من رؤيتهم لخيال؟ ومن الخوف صرخوا. صوت متردد وصرخة عالية، علامة على الخوف الشديد فللوقت كلمهم يسوع قائلا: "تشجعوا.انا هو.لا تخافوا" أول الأمر، هذا التشجيع يجلب العلاج لما تسبب في خوفهم. أنه يأمر أولئك الخائفين قائلاً: تشجعوا لا تخافوا. بالنسبة للكلمات التالية: "أنا هو"، لا يضيف من هو. لأنه كان يمكن لهم إمّا أن يميزوه من صوته - الذي كان مألوف لديهم، والذي كان يتكلم من خلال ظلام الليل الضبابي - أو كان يمكن أن يتذكروا أنه هو الشخص الذي تكلم مع موسى قائلاً: "هكذا تقول لبني اسرائيل أنا هو ارسلني اليكم" (خر 14:3) فاجابه بطرس وقال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء. في كل المقاطع، يتبين لنا أن بطرس عنده إيماناً متوهجاً بشكل شديد. عندما سأل الرب التلاميذ "من يقول الناس أني أنا"، نرى بطرس يعترف به بكونه ابن الله الحي. (مت 16). عندما تكلم المخلص عن ذهابه لآلامه بارادته، رفض بطرس أن يموت ذاك الذي اعترف به قبل قليل أنه ابناً لله. أوافق أن بطرس كان خاطئاً في هذه المسألة، لكن خطأه لم يكن يتعلق بشعوره وعاطفته نحو الرب. يصعد بطرس إلى الجبل مع المخلص كأول بين الأوائل. (مت 17) وفي الآلام، نرى بطرس يتبعه. (مت 26). وبدموع مُرّة يغسل فوراً خطيئة الإنكار، التي قد سقط فيها بسبب الخوف المفاجئ. وبعد الآلام، عندما كانوا يصطادون عند بحيرة جنيسارت، بينما كان الرب واقفاً على الشاطئ، والآخرين يأخذون وقتهم في الرجوع بالسفينة. نرى بطرس لا يستطيع أن يتحمل أي تأخير، بل أتزر بثوبه، وألقى حالاً بنفسه بلا أدنى تردد إلى الأمواج (يو 21) هكذا، وبنفس حماسة الإيمان التي كانت دائماً عنده، الآن أيضاً، وبينما الآخرون صامتون، آمن بطرس أنه يستطيع أن يفعل بإرادة سيده ما إستطاع يسوع أن يفعله بالطبيعه. "مرني أن آتي إليك على الماء". أعطِ الأمر، والماء سوف يصير صلباً على الفور، والجسد الثقيل بطبيعته سوف يصير خفيفاً. فقال تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء لياتي الى يسوع. ليت أولئك الذين يظنون أن جسد الرب لم يكن جسداً حقيقياً، لكونه مشى بنعومة مثل الهواء فوق الماء اللين، يجاوبوا عن الكيفية التي مشى بها بطرس. بالتأكيد هم لن ينكروا أن بطرس كان إنساناً حقيقياً. ولكن لما راى الريح شديدة خاف واذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني. كان إيمان قلبه مشتعلاً، لكن الضعف الإنساني سحبه إلى الأعماق. لذلك، تم التخلي عنه في التجربة لفترة قليلة، لكي ما يزيد إيمانه، ولكي يفهم أنه قد تم إنقاذه بقوة الرب لا بسهولة الطلب. ولكون الخوف قد إزداد عند بطرس الرسول، قال له يسوع: يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟ لقد تكلمنا قبلاً عن إيمان بطرس وغيرته وحماسه. فهو الذي طلب من المخلص بشجاعة قائلاً: "إن كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء" إذا كان الأمر كذلك، فماذا يقول يسوع إلينا، نحن الذين ليس لدينا حتى ولو جزء صغير من هذا الإيمان القليل؟! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( مت 14: 30 ، 31) يا قليل الإيمان لماذا شككت؟ |
هل المريض النفسي قليل الإيمان |
قليل من الإيمان تنقل الجبال |
قليل الإيمان | ضعيف الإيمان |
† (يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟) (مت 14: 31).† |