الخجل
الخجل فضيلة إن أحسن الإنسان استخدامها. ولكن الشيطان كثيرًا ما يستخدم الخجل بطريقة تساعد على السقوط..
كإنسان كان جالسًا وسط أناس يتكلمون كلامًا رديئًا من الناحية الخلقية، أو يتحدثون بالسوء في سيرة إنسان له مكانته ويشهرون به، أو يسردون قصصًا غير لائقة... وهذا الإنسان البار الجالس وسطهم، الذي لم يكن يتوقع كل هذا، يفكر أن يتركهم وينسحب... ولكن يأتيه شيطان الخجل، ويرغمه على البقاء... فيستمر جالسًا ويمتلئ عقله بأفكار ما كان مطلقًا أن تجول بذهنه.
وعن طريق الخجل قد يوقع على تزكية لا يوافق عليها ضميره.
أو يوقع على أي بيان أو قرار، هو في داخله غير راض عليه، أو يشترك في مديح إنسان لا يستحق ذلك... وإن حاول أن يمتنع يقف أمامه الخجل!
وقد يجعل الشيطان فتاة تخجل الشيطان من ملابسها المحتشمة.
وذلك إن كان التيار العام غير ذلك... أو يجعلها تخجل من تدينها بوجه عام. تخجل من الصلاة ومن الصوم، أو من معرفة ذلك عنها... بل قد تخجل من تدينها بوجه عام. تخجل من الصلاة ومن الصوم، أو من معرفة ذلك عنها... بل قد تخجل من تعليق صليب على صدرها. أو تخجل من رفض دعوة إلى حفل معين لا تستريح له روحياتها، وبالمثل قد يخجل شاب متدين من رفض سيجارة تقدم له من زميل أو من أستاذ... وكم من خطايا يقع فيها البعض بسبب شيطان الخجل!
والمفروض أن يرفض المتدين هذا الخجل ويبعد عن مجالاته.
أو يجد له سببًا يخرج به من الإحراج بلباقة. أو أن يكون قوي الشخصية، يستطيع أن يدافع عن موقفه الروحي بإقناع الآخرين... أو على الأقل يبعد عن الصحبة التي تحرجه وعن المناسبات التي يتعرض فيها لحرب الخجل.
عجيب أن المتدينين يخجلون من تدينهم، بينما الخاطئون تكون لهم جرأة وجسارة في أخطائهم وفي انتقادهم للأعمال الروحية.