السهر على الوسائل
الهدف الروحي، ينبغي أن تكون الوسيلة المؤدية إليه، هى وسيلة روحية مثله.. ويجب أن يسهر الإنسان الروحي على وسائله، ويراجعها، ويرى هل أوصلته إلى هدفه أم لا؟ وما السبب
وربما تكون له وسائط روحية، ولكن دخلت إليها الروتينية..
عليه إذن أن يراجع نفسه ويراقبها: هل صلواته ومزاميره وقراءاته تحولت إلى شكليات وروتين، وأصبحت بلا روح وبلا ثمر؟ هل اعترافه بخطاياه تحول إلى مجرد عادة مع بقاء حاله كما هو؟ هل تناوله بغير خشوع وبغير توبة حقيقية؟
ثم الوسائل الأخرى التي يسلك فيها لتوصله إلى محبة الله، هل هى فعلًا مملوءة بالمحبة، أم أصبحت منفردة بذاتها لا تظهر فيها مطلقًا محبة لله.
والساهر على خلاصه، يحترس من الوسائل التي تتحول إلى أهداف..
هل الخدمة مثلًا هى مجرد وسيلة توصل إلى الالتصاق بالله، أم تحولت الخدمة إلى هدف في ذاته، ويمكن أن تدخل إليها طرق عالمية وأساليب غير روحية لا ترضى الله! كما أصبحت مجالًا للظهور، مجرد عمل من أعمال النشاط أو الذكاء!
هل محبة الناس تحولت إلى علاقات شخصية وصداقات بشرية، لا دخل لله فيها، وليس لها أي هدف روحي، ولا أي ثمر روحي.. مجرد عمل اجتماعي!!
وهل الفضيلة أصبحت مجرد حرص على رضا الآخرين، أو رضا النفس عن ذاتها، دون أن تصبح وسيلة يملك بها الرب على القلب.
وهل الصوم أصبح مجرد تدريب لتقوية الإرادة وقمع الجسد، أو صبح مجرد عادة أو طاعة للقوانين الكنيسة، أو لعدم إعثار الآخرين، دون أن يدخل الله فيه!
الإنسان الساهر على خلاص نفسه، يراقب وسائله ويعالجها..
لئلا تتحول كلها إلى روتين، وإلى عادة، وينسى الهدف الأصلي منها، وهو محبة الله..! ويقينًا أن الشيطان لا مصلحة له في أن يحارب ممارسات لها الشكل الروحي، ولكن لا صلة لها بمحبة الله، ولا عمق ولا روح..
إسهر إذن على نفسك، وعالج، وصحح مسارك إلى الله. وماذا أيضًا تسهر عليه؟