البابا أثناسيوس يحكى عن حسد الشيطان لها
وهذه هي التعاليم الفعالة للغاية للتقية سينكليتيكي، وبالأحرى عملها بهذه الأقوال. وأيضًا هناك الكثير والعظيم الذي تعرفه هذه القديسة من أجل منفعة سامعيها والذين رأوها. هذه التقية أثمرت عددًا كبيرًا من الصالحات بما يعجز عنه اللسان البشرى أن يخبر به بالكامل.
104- وإبليس مبغض الصلاح لم يتحمل كل هذا الصلاح بدون أن يحسدها، فكان يحاول أن يفنيها بأعماله المؤلمة، حتى أنه كان يحاول أن يكرر طمس قوتها على الصلاح مع كل فجر جديد. وفى النهاية كان يلتمس أن تكف عن جهادتها من أجل البتولية العظيمة القيمة، أما هي فكانت تدافع عن بتوليتها أمام هجمات العدو مدة طويلة من الزمن. وقد ابتدأ بأن يؤذيها من الخارج، بأن يغرقها في آلام جسدية وعقلية، مثل عدم إقناعها بأنها سوف تكون محترمة وموقرة من الناس.
105- وكان من الضروري جدًا في البداية أن يعصف بحياتها عن طريق عملية التنفس (بأن تشعر باختناق)، وأيضًا عن طريق الأمراض يجعلها تشعر بعبء الفقر. وبالحقيقة كان عن طريق هذه الأمور الصغيرة يطلب موتها السريع. وكم كان شرهًا للدم، فكان يضربها بجروح كثيرة، وأيضًا كان يظهر لها في مناظر مخيفة جدًا لأوقات طويلة وهى بمفردها. وكان يحاول أن يميتها عن طريق عملية التنفس، بأن يرفض أن تطرد اللعاب المتجدد في فمها. وكان يجعلها تشعر بسخونة عالية جدًا (حمى) بلا توقف، فقد احتشد عليها لهلاك الجسد.
106- ولمدة 80 سنة كان إبليس يحاول أن يحملها بعيدًا عن جهاد أيوب. فكان أحيانًا يعذبها بسياط الغنى (التي كانت تعيش فيها). ولكي يحقق نجاحًا سريعًا، فكان يرهقها بآلام في العقل والجسد. لقد ضرب العدو أيوب البار 35 سنة بضربات متنوعة، وهنا يحاول لعشرات السنين أن يسلب بعض تقدماتها، بأن يشعل هذا الجسد بالضربات والجروح. ثلاث سنين ونصف حاربها العدو بآلام المجد والشهرة. في الأول حارب العدو أيوب من الخارج، وبعد ذلك أصابه في الجسد بجروح كثيرة، وأيضًا مع هذه القديسة اقترب منها بمعاملة قاسية من الداخل، ولكن بذلها كان أعظم من أن يؤذيها العدو، حتى بالآلام العنيفة جدًا في الجسد. لذلك لا أعتقد أن هناك شهادة أو دليل على رفعة وشرف جهادات سينكليتيكي مثل شهرتها الواسعة،لأنه حقًا سافك الدم اقترب من كثيرين من الخارج، حتى ولو كان السيف الموجه لهؤلاء هو إلقاؤهم في النار، إلا أنه أشعل هذه النار في أحشاء هذه القديسة من الداخل. فقد عوقبت في الجسد بإفراط، وأقول أن هذا بالحقيقة كان شاقًا وفوق مستوى احتمال البشر. ولأن هؤلاء المبررات بالإيمان من البداية كانوا يقدمون ذواتهم ذبيحة خطية في كل وقت، لذلك فإن النار كانت ضعيفة جدًا عن أن تهلكهم. وهكذا كان العدو يحرقهم بلا لهب بالحمى في داخلهم في الليل وكل يوم بلا توقف، كمن يعمل ذلك لكي يعاقبهم.