11 - 07 - 2014, 09:20 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
احذروا النشالين _ يوحنا ذهبي الفم
احذروا النشالين القديس يوحنا ذهبي الفم
علاوة على الاهمال في الصلوات، افتعل الشيطان أيضاً أسلوب آخر للهجوم لكي يسبّب لنا القلق وأي قلق، لذلك علينا أن نجابهه ونقطع الطريق أمامه من هذه الناحية. فماذا دبّر يا ترى هذا الروح الشرير؟ إنه إذا رآكم هكذا متحدّين كما في جسد واحد، ومصغين إلى كلماتنا بانتباه شديد، لم يستطع أن يرسل إليكم بعضاً من خدامه المكلّفين أن يشتتوا أذهانكم حتى لا تصغوا إلينا، لأنه يعرف أنه لا أحد منكم سوف يقبل مثل هذه النصائح.
ولكنه استطاع أن يدّس بينكم لصوصاً وسارقي حقائب وأكثر من مرّة في أثناء الاجتماع هنا، اختلسوا من أشخاص عديدين المال الذين يحملونه في حقائبهم. وهذا حدث في الكنيسة مرّات عديدة لأشخاص كثيرين. فلكي لا يتكرر ذلك مستقبلاً، ولئلا تؤثر خسارتكم للمال مع الوقت على غيرتكم في الإصغاء إلينا، إذ ذهب عدد كبير منكم ضحيّة لهم، أنصحكم وأحثكم جميعاً ألاّ تحملوا معكم مالاً عندما تجيئون إلى هنا، لكيلا تصبح غيرتكم وحماسكم في الإصغاء فرصة لهؤلاء الذين يقومون بأعمال الشيطان، ولكيلا يذهب الفرح الذي تحصلون عليه من اجتماعكم في هذا المكان نتيجة فقدانكم للمال.
في الواقع، إن إبليس قد حاك هذا لا من أجل سلب أموالكم، لكن لكي يفقدكم بهذه الخسارة المالية وما تسببه لكم من تكدير، حماسكم لسماع العظات. وهكذا فقد جرّد أيوب من كل ممتلكاته لا من أجل جعله فقيراً، وإنما لكي يجرّده من تقواه، فلم يكن الغرض الذي يسعى إليه إبليس هو حرمان أيوب من ثرواته - فهو يعرف أن هذا لا يساوي شيئاً - وإنما إسقاط نفسه في الخطية، بحرمانها من الخيرات. وإذا لم يصل إلى هذا فلن يعتقد أنه بلغ غايته.
فأنت إذن، أيها الحبيب، إذ قد علمت نيّة الشيطان، فعندما يسلبك مالك سواء بواسطة اللصوص أو بأيّة وسيلة أخرى، أعط مجداً لله. وبهذه الطريقة سوف تحصل على النفع الكثير. إذ تكون قد لطمت عدوك لطمة مزدوجة: فمن جهة رفضت أن يتملكك الغيظ، ومن جهة ثانية برفعك صلاة الشكر لله.
أمّا إن تيقّن من أن هذه الخسارة المالية أثرت فيك وقادتك إلى التذمر على الرب، فلن يوقف أبداً عملياته ضدك. بل على العكس من ذلك، لو تنبّه أنك ترفع الصلاة شاكراً الله الذي خلقك بدل من التجديف عليه، في كل مرة تنزل بك المتاعب، فإنه سوف يتوقف عن ضربك بالمصاعب. لماذا؟ لأنه يرى أن اختبار الشدة صار سببا للشكر، مما يجعلك تنال مكافآت أكثر ويصير إكليلك أكثر بهاءً.
وهذا بالفعل ما حدث لأيوب، فبعد أن سلبه ثرواته وأصابه في جسده، ورآه يرفع صلوات الشكر، لم يجرؤ بعد ذلك على معاوده هجومه، لماذا؟ لأنه أصيب بهزيمة نكراء، أمّا رجل الله فقد خرج منتصراً.
فلا تخافوا إذن، إلا من شيء واحد وهو الخطية.
ولنتسربل بالشجاعة في باقي الأمور مثل سلب المال، المرض، الظروف القاسية، الظلم، والإفتراء، أو أي أمر مكروه يمكن أن يحدث لنا، لأن جميع هذه المتاعب يمكن أن تكون بركة ومنفعة لنا إن نحن تحملناها بشكر، إذ أنها ستعود علينا بمكافآت أعظم.
وكلنا يعلم كيف أن أيوب بعد أن وضعت على رأسه أكاليل الصبر والشجاعة كلها استعاد ضِعف ما قد فقده. وأنت لن تستعيد فقط ضعف خسارتك أو ثلاثة أضعافها، بل مائة ضعف إن احتملتها بشجاعة، وسترث الحياة الأبدية، ليتنا كلنا ننال هذا بنعمة وصلاح ربنا يسوع المسيح الذي له المجد من الان وإلى الأبد آمين.
|