مضى زمن طويل والقديس اغريغوريوس يرغب في قطع كل ارتباط مع الناس، لكي يتفرغ بأكثر حرية لخدمة الله. وحتى يشبع هذه الرغبة، ذهب سنة 358 لينضم إلى القديس باسيليوس الذي كان يحيا حياة التوحد، بالقرب من ترعة "ايريس" Iris في مقاطعة "بنط" Pont. كانت الأسهار والأصوام والصلوات مصدر لذة بالنسبة لهذين الرجلين العظيمين، وكان يضيفان إلى ذلك عمل الأيدي وترتيل المزامير ودراسة الكتاب المقدس.
رسامته قسا: ولم يبق القديس اغريغوريوس في الوحدة سوى الوقت الكافي الذي يجعله يتذوق حلاوتها. ثم طلبه أبوه الذي كان عمره أكثر من ثمانين سنة، ليساعده في إدارة أبروشيته. وحتى يكون عونا له، رسمه قسا بالرغم منه، في الوقت الذي مان لا يتوقع فيه ذلك. وقد أتبع هذه الطريقة لأنه كان يعرف موقف ابنه تجاه الكهنوت، ويعلم الصعوبة التي كان لابد من مواجهتها لإقناعه بأن يتقبل وضع الأيدي. ويذكر المؤرخون عامة هذه الرسامة على أنها تمت في يوم الميلاد من سنة 361.