منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 07 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

وقيل عن اسطفانوس تلميذ أنبا صموئيل

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
كان ناسكا جيدا وقد شهد عنه أنه أقام ثمانية عشر سنة لم يتناول فيها إلا الخبز ومن كثرة نسكه أصابه مرض عظيم فأمر الآب أن يصنعوا له طعاما ليأكل ويتقوى، لكنه اعتذر وقال لا آكل طبيخًا قط إلى أن يفتقدني الرب، قال له أنبا صموئيل صدقني يا أسطفانوس أنه لابد أن تأكل طبيخًا وتشرب خمرًا. ذلك خير من سمع هذا الذي لا يليق بسيرة الرهبان، وهو عدم الطاعة. فلما سمع اسطفانوس ذلك بكى بمرارة. قال له الشيخ لماذا تبكى يا اسطفانوس؟ أمن أجل هذا الكلام اليسير الذي قلته لك؟ قال له: نعم حزنت يا أبى، لعلك رأيت هذا، انه هلاك يأتيني. قال له القديس لا تحزن يا ابني ليس قولي هذا لهلاك يأتيك، لكنك ستصير أسقفا -وتمت نبوة أنبا صموئيل.
طال مرضه ولم ينل راحة فأشار عليه القديس بالمضي إلى جبل البهنسا ليقيم أياما قلائل حتى يبرأ من مرضه، فمضى كما أمره ولما أقام هناك أياما قلائل شاع خبر محبته للإله في المدينة كلها من أجل مواهب الشفاء التي كان يصنعها في المرضى.
وبعد أيام تنيح أسقف كرسي البهنسا وهكذا وقع الاختيار على الآب اسطفانوس ورسموه أسقفا فرعى شعبه بطهارة وبر.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

توجيهات القديس صموئيل المعترف ووعظه

كان القديس أنبا صموئيل يتحدث كثيرًا ويعظ تلاميذه بكلام الحياة ويحثهم على حفظ وصايا الرب والسلوك بخوف أمامه وكان يوجه اهتمامه بالأكثر إلى الغروس الجدد لكي ينموا في كل معرفة وفضيلة. كان يعلم المستجدين في الرهبنة ويحذرهم من حيل الشيطان فكان يقول:
"لا تغفلوا عن خلاص نفوسكم. ولا تقيموا ساعة واحدة بدون ثمر، لأننا لا نعلم في أية ساعة تطلب.. ليجتهد كل واحد في رِبْح أخيه في الخير وخوف الله. ثبتوا بعضكم بعضًا بمحبة الروح القدس، واجمعوا لكم الغنى الذي لا يفنى بالصوم والصلاة.. لا تكونوا كسالى متوانين مثل الخمس عذارى الجاهلات، اللواتي لم يكن في شيخوختهن ثمر فمضوا فارغين..
وهكذا شأن الراهب الذي ليس لشجرته ثمر، ذلك الذي لا يجتهد في الصوم والصلاة، فتجده هكذا مملوءة من الأوجاع والشهوات النجسة، التي تهلك الجسد والنفس معا، لأننا إذا بطلنا من عمل الله فبالضرورة أعمال الشيطان تعمل فينا.
لا تكونوا غير مثمرين لله. يوما تجاهدون ويوما آخر تثمرون للشيطان صانعين مشيئاته النجسة. فإن أنتم أقمتم في هذه الأعمال قضيتم زمانكم كله عاملين بالباطل، لأن الكتاب يقول لا تقدرون أن تعبدوا الله والمال.
من أجل ذلك أطلب إليكم يا أولادي الأحباء لا تغفلوا عن خلاص نفوسكم يوما واحدا لكن احفظوا جميع وصاياه، وألبسوا خوذة الخلاص وخذوا ترس الإيمان الذي به تستطيعون أن تطفئوا جميع سهام إبليس الملتهبة.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
طاردوا الأعداء الشياطين لئلا يسلبون كنوزكم الطاهرة وحقلكم المقدس، هذا الذي بذر فيه السيد المسيح النطة الروحانية التي هي ثمار الروح القدس، احفظوه طاهرًا نقيًا ولا تدعوه يختلط مع الزوان الرديء، لكي تثمروا بخوف الله ويأتي بالثمرة ثلاثة أضعاف كما يقول الكتاب "ثلاثون وستون ومائة".
اربحوا لكم الآن انظر الروحاني في الله غير المرئي، وانظروا إلى الذين يداومون على محبة اسمه القدوس وتشبهوا بهم واعملوا وصاياه..
لعل أحدكم يقول إن وصاياه كثيرة هي..
اسمعوا يا أولادي قد قال له المجد، جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، عريانًا فكسوتموني، مريضا فزرتموني محبوسا فأتيتم إلى.. إذا أنتم أكملتم هذه الوصايا فقد أكملتم الناموس كله ولا يعوزكم شيء، لأن الوصايا التي في الإنجيل تكمل بواحدة، هي أن تحبوا بعضكم بعضا لأن الناموس والأنبياء معلق بهذه الوصية الواحدة.
فإذا أكملتم وصية القريب اجتهدوا أيضًا لحفظ وصية الأنبياء التي هي الطهارة -لأن الذي يحفظ جسده طاهرا قد صار هيكلا لله ومسكنا لروحه القدس، وهكذا إذا كنتم تحبون الله من كل قلوبكم وكل نفوسكم وكل قواكم وكل أفكاركم، لأن الناموس والأنبياء تتعلق بهذه الوصية،فمن أجل الطهارة التي سلكوا فيها حل فيهم الروح القدس وتكلم على ألسنتهم. ولذلك يقول الرب أن الناموس والأنبياء معلق بهاتين الوصيتين.
وإذا قد علمتم أن الله يحل في الطهارة، أصلحوا أرضكم واحفظوا أجسادكم بكل طهارة لكي يأتي المسيح إليكم ويصنع عندكم منزلا، عالمين أن المسيح لا يحل في بيت نجس ولا دنس ولا خرب، ولا يقف الخاطئ في مكان الأطهار.
هل سمعتم قط ان أسدا يسكن في حجر ثعلب؟ أيستطيع الثعلب أن يدنو من موضع الأسد؟ فكيف تحملون أنتم وقد كرستم أجسادكم لله الثعالب الرديئة أي الأوجاع.. إن ثعالب صغيرة تستطيع أن تفسد زروعكم المملوءة من الغلات المثمرة، وذباب يسير ينتن أوعيتكم المملوءة طيبا..
وإن كان الرب قد دعاكم فعلة لكرمه، فلماذا ترقدون وتنامون ليلا ونهارا غافلين عن كرم سيدكم ولم تكملوا المكتوب أخرجوا هذه الثعالب الرديئة لئلا تفسد كرم الرب الصباؤوت.
فالآن اطرحوا عنكم الشهوات الرديئة والأفكار النجسة، هذه التي تدنس النفس بالحقيقة. أما سمعتم قول الكتاب القدس أن أجسادكم هياكل لله وروح الله ساكن فيكم؟ إن الذي ينجس هيكل الله فسيفسده الله. إن أعضاءكم أعضاء المسيح أفتجعلوها أعضاء زانية.
أيها الغروس الجدد الذين قد أخذوا إسكيم الرهبنة.
إذ قد غفرت لكم خطاياكم القديمة بتوبتكم وارتداء الإسكيم الطاهر الذي قبلتموه، فلا تعودوا للخطية لئلا يغضب الرب عليكم ويأتي عليكم بخطاياكم الأولى مضاعفة، ويكون لكم خزي عظيم أمام جميع القديسين، ويتم عليكم المكتوب. كان حسنا لهم لو لم يعلموا طريق البر من أن يعرفوه ويرجعوا إلى الخلف مثل كلب رجع إلى قيئه أو خنزيرة اغتسلت ثم تمرغت في الحمأة.. يسمعون أيضا العقوبة المخيفة: "يا صاحب، كيف دخلت إلى ههنا وأنت مملوء أدناسًا. ستلقى في الظلمة البرانية حيث البكاء وصرير الأسنان.
من أجل ذلك أطلب إليكم أن تستيقظوا وتتذكروا أنكم سوف تتركون هذا العالم.
لماذا لبستم شكل الرهبنة الذي جئتم من أجله؟ اطلبوا حياة النسك باجتهاد، أما تعملون أن أجركم عظيم عند الله.. انظروا إلى إخوتكم المتقدين محبة وغيرة وتمثلوا بهم.
وكلمة واحدة تغنى عن الفصيل: أكملوا كل عفاف ووداعة، لا تسيروا بتعاظم القلب والمجد الباطل، ولا تكونوا غلاظ الرقبة، غير مطيعين بعضكم لبعض لئلا يدرككم المكتوب أن الله يقاوم المستكبرين أما المتواضعين فيعطيهم نعمة..
أصغوا بآذانكم لسماع الكتب الإلهية لأنه تكسب جميع الفضائل.
داوموا على الصوم والصلاة فهما شفيعان عند الله ووسيطان بين الله والناس.
بالصلاة والصوم سد دانيال أفواه الأسود الضارية، ويوصينا ربنا يسوع المسيح من أجل الصلاة والصوم لأنهما خلاص نفوسنا وكمال حياتنا.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

نبوة وعظة للقديس أنبا صموئيل

إن آبا هور تلميذ أنبا صموئيل سطر هذه الموعظة لمنفعة من يقرأها ويحفظها وفيها نبوة عما سيكون. قال:
.. إن المسيحيين يميلون كثيرًا في ذلك الزمان ويكونون في كسل عن عبادة الله.. ويكونون في ذلك الوقت محبين للأكل والشرب والشهوات أكثر من ملازمة بيعة الله، ويلازمون مواضع الموالد حيث الأكل والشرب أكثر من ملازمة حب الله. تراهم جلوسًا في شوارع الأسواق في اهتمام بأمور العالم، ولا يهتمون البتة بأمور الكنيسة، فلا ترسخ بقلوبهم الفصول التي تقرأ مع ما فيها من تقويم ومنفعة لنفوسهم وحتى الإنجيل لا يسمعونه كما ينبغي وإنما يحضرون إلى الكنيسة عند فراغ القداس، والبعض يعملون أعمالا لا ينبغي عملها. يحضرون إلى الكنيسة ويأخذون الإنجيل ويسألون عن الفصل الذي قرئ، فيقفون في زوايا الكنيسة وحدهم ويقرأون ويصنعون لهم ناموسًا وحدهم.
الويل يا أولادي الأحباء للكسالى. ماذا أقول عن تلك الأزمنة وعظم الكسل الذي يلحق بالنصارى، في ذلك الزمان يميلون كثيرًا عن الاستقامة ويتركون تسمية أولادهم بأسماء الملائكة والأنبياء والرسل وأسماء الشهداء والقديسين..
وماذا أقول بشأن الانحلال الذي يصير في النصارى.. ينسون خوف الهيكل ويكون الهيكل عندهم كلا شيء وتبقى أبواب الهيكل مفتوحة ليس عليها حارس ولا شماس، وتجد الناس في ذلك الزمان يطلبون رتب الكهنوت وهم لا يستحقون أن يقرأوا على الشعب، وتبطل كتب كثيرة من الكنيسة لأنه لن يكون فيهم من يهتم بها.. وكذلك القراء لا يفهمون ما يقولون.. وفي ذلك الزمان يعمل الناس خطايا كثيرة وليس لهم من يؤدبهم أو يعلمهم، لأنهم كلهم يخطئون كبيرهم ومعلمهم - يعلم الأب بإثم ابنه ولا يؤدبه، وكذلك الأم لا تؤدب ابنتها.. ولا يكون لهم من يبكتهم.
كل يعمل حسب هواه..
القس لا يبكت

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
الكبير لا يعلم
الصغير لا يطيع الكبير
إنهم يتركون قوانين آبائنا القديسين، حتى أنهم يحلون الأصوام المعروفة المفروضة، والذين يصومون لا يكملون أصوامهم كما يجب لأجل شهوة البطن.. لأن كل واحد يقيم لنفسه ناموسًا كما يشتهي.
ومنهم من يقوم في الكنيسة بانحلال وكسل يتحدثون بعضهم مع الآخر في الأعمال الرديئة الباطلة التي للعالم.
ولا يقفون البتة ولا يلتفتون إلى جسد المسيح في الصينية ودمه في الكأس على المذبح.
وإذا تكلم أحد بغيرة مقدسة على القوانين الكنسية كان كأنه عدو يفتحون أفواههم عليه مثل الأسد.
والنساء في البيعة أيضًا يكثرن الكلام في انحلال وليس من يؤدبهن.
.. حتى الكهنة أيضًا يتصرفون بانحلال ولا يخضعون للتعليم الصحيح، وإن طلب إليهم أحد الكلام والتعليم فإنهم يتحدثون إلى الشعب بملل وبغير معرفة، ولهذا يغضب الرب عليهم لأنهم خرجوا عن قوانين البيعة والتعليم الذي لآبائنا القديسين.
وتشتد الكبرياء في تلك الأيام فيتكبرون بعضهم على بعض ويتذمرون بعضهم على بعض ويهزأون بكلام الكتب المقدسة، حتى الكهنة والرهبان والقسوس خدام المذبح المقدس يتورطون أيضًا في هذه الأعمال، وينسون إن الكبرياء مرذولة أمام الله.
لكن نسألك يا الله ألا تتخلى عن شعبك إلى المنتهى بل ترد غضبك إلى رضى وتحنن، ورجزك إلى سلامة وتنظر إلى شعبك في ذلك الزمان وتذكر عروسك الكنيسة وترسل إليها معونتك السمائية.
.. والآن أوصيكم يا أولادي الأحباء وأطلب إليكم طلبًا بتضرع أن توصوا من يأتي بعدكم، فيوصوا من يأتي بعدهم إلى كمال الأجيال أن يتحفظوا غاية التحفظ ويسيروا باستقامة أمام الله..
وبعد أن شرح القديس أنبا صموئيل هذه الأقوال التفت إلى أنبا أبللو وجميع الأخوة وقال لهم:
لقد سمعتم بآذانكم اليسير من التعب الذي سيحل بالأجيال الآنية، الذين يتجرأون أن يغيروا القوانين المقدسة والتعاليم الطاهرة التي لآبائنا واعرفوا عظم الشدة التي ينالونها، فأنتم أيضًا يا أولادي الأحباء تحفظوا وتيقظوا فإن الطوبى والبركات للذي يتحفظ ويستيقظ.
الآن يا أولادي الأحباء ينبغي لنا أن نبتعد عن كل أفعال الشياطين ولا تجعل أغراضه في قلوبنافالشيطان يضل القلوب ويطرح فيها أفكاره.
لنهرب من فخاخ إبليس والمسيح ينعم علينا بخيرات ملكوته الدائمة إلى الأبد.
كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
يا أولادي الأحباء احترسوا من الغفلة فإن الغفلة أم كل الأوجاع وهي تربي الزوان.
تحفظوا يا أولادي الأحباء من الشهوة فإنها تجعل العقل مظلمًا ولا تدع الإنسان يفهم وصايا الله، أنها تجعله غريبًا من الروح القدس إذ لا تدع الإنسان يستيقظ لمعرفة الله تعالى.
تحفظوا يا أولادي من النظر الشرير فإنها تجعل الإنسان غريبًا من خيرات نعيم الفردوس. إن النجاسة تغضب الله وملائكته.
تحفظوا من الكبرياء فإنها رأس كل الشرور وهي تبعد الإنسان عن الله.
تحفظوا من المجد الباطل وحب الرئاسة فإن هذه تفسد كل تعب الإنسان.
تحفظوا من الحقد ولا تكونوا خبثاء، فإن الخبيث ضعيف القلب.
ولا تتكاسلوا عند الصلاة فإن الشيطان يكثر الخطية في القلب ويملأه من كل حيلة ومن كل عجلة باطلة، فإذا تكاسلتم وصنعتم كل الإثم واتبعتم ضيق القلب الذي يولد الكسل، وأهملتم قوانينكم فإنكم تصيرون غرباء عن ناموس الله.
اطرحوا كل فكر شرير واهربوا من كل راحة جسدية فإن راحة الجسد تربي الزوان.
احترسوا من الزنى فإنه يُنْزِل إلى الجحيم..
اهربوا من كل فعل رديء واعملوا الأعمال الصالحة المؤدية إلى ملكوت الله وهي الطهارة والصوم والصلاة والتواضع والنسك والصبر على الأتعاب وطول الروح والمحبة والصلح والسلام ومحبة الغرباء..
كونوا جِياعًا عِطاشًا للبر.. مبتعدين عن الخمر وعن الشهوة..
كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
سيأتي زمان يكون فيه رهبان كثيرون يمزحون ويلعبون فيجدف على الرهبنة بسببهم إذ يطرحون عنهم القوانين والتعاليم التي وضعها الآباء العظام، المصابيح المضيئة لأرض مصر - انطونيوس، ومكاريوس، وباخوميوس، وشنودة، هؤلاء الذين وضعوا لنا القوانين وأوجبوها على الرهبنة..
فأنتم يا أولادي الأحباء احفظوا كل ما قلته لكم اليوم وكل ما هو لبنيان الرهبنة مما وضعه آباؤنا القديسون وأوصوا من يأتي بعدكم من ألأجيال أن يحفظوا كل ما قلته لكم اليوم.
احفظوا ما أوصيتكم به فإن والدة الإله تسأل ابنها الحبيب فيكم لأنكم مقيمون في ديارها كما عاينت أنا مرارًا كثيرة وأبصرتها بعيني في هذه البيعة المقدسة وسمعتها تقول هذا هو مسكني أنا أحل فيه لأني أحببته..
فالواجب عليكم يا أولادي الأحباء أن تكملوا كل الوصايا وتتمسكوا بقوانين الرهبنة..
طوباكم يا أولادي الأحباء لأنكم استحقيتم أن تسكنوا في ديار السيدة الطاهرة.. رتلوا وسبحوا الله في هذه الكنيسة التي اختارتها والدة الإله مسكنًا..
احترسوا من أن تتحدثوا وقت القداس لأن هذا إثم عظيم في البيعة، أيضًا حيث يكون الترتيل أو القراءة والوعظ لربح النفوس، وليعلم كل من يتحدث في الكنيسة انه يكون مرذولًا وغريبًا عن الله..
.. فلما قال أنبا صموئيل هذه الأقوال للحاضرين بكى الأنبا اغريغوريوس (أسقف القيس، المنيا) بكاء مرًا حتى بل ثيابه بدموعه من أجل ما سيكون، فقال له الأنبا صموئيل يا أبي إن هذا تأديب يسير يؤدب به الله هذا الجيل عندما يخالف. فإن أتتهم النقمة من أجل خطاياهم التي يعملونها فمن يستطيع الوقوف كما هو مكتوب "إن كنت للآثام راصدًا يا رب يا رب من يثبت".
أما من يقبل بأديب الله بشكر، ومن يقر بخطاياه ولا يعود إليها دفعة أخرى فإنه يخلص، كما قال الإنجيل المقدس الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص، وأما الذي يضجر ويشك فالويل له إلى الأبد.
أن مسيحيين كثيرين في ذلك الزمان سيمجدون المسيح من أجل الأتعاب التي تلحق بهم..
ثم أن القديس أنبا اغريغوريوس قال له يا أبي أترى الأمر يبطئ؟ وحتى متى تدوم هذه الصعوبة - قال له القديس أنبا صموئيل ليس أحد يعرف تدبير الأزمنة وتقلبها سوى الله الخالق وحده لكن إذا تاب النصارى ورجعوا عن أعمالهم الرديئة وأقاموا الصلاة وسلكوا فيها بحرص وحفظوا الاستقامة نقية أمام الله فهو يرفع عنهم هذه الأتعاب..
هذه سمعتها أنا أبللوا من فم الأب صموئيل معلمي وقد أخبرتكم يا إخوتي الأحباء بما قد سمعته منه، وأما الذي تحدث به سرًا وكان بيني وبينه وبين الأسقف أنبا أغريغوريوس فلم أكتبه لأن أبانا أنبا صموئيل أوصاني ألا أكتبه في هذه العظة.. وما كتب فقد كتبته للأجيال الآتية كما أوصاني القديس أنبا صموئيل.
فمن يسمع ويعمل يخلص والذي يخالف ينال ما يستحقه. والآن يا إخوتي الأحباء فلنصنع أثمارًا تليق بالتوبة لكي نجد رحمة أمام الله تعالى له المجد إلى الأبد آمين (نقلت مختصرة عن نسخة بدير البرموس تاريخها 1299 ش.)
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

مرض القديس الأنبا صموئيل ونياحته

بعد الصوم المقدس مرض القديس وكان قد تقدم به السن وثقل عليه المرض ولم يستطع النهوض للكنيسة، فاجتمعت الشياطين وأتوا إلى المغارة التي يرقد فيها وصرخوا بصوت عظيم قائلين: "لندخل فنخرجه لأن إلهه قد تركه وليس من يعينه، لننتقم الآن منه لأن هذا وقت وقوعه في أيدينا". وهكذا تقدموا إليه وبأيديهم سيوف مسلولة وهم يخيفونه مثل البربر قائلين، لندخل لنقتله، وقال قوم منهم لا بل نتركه وهو يموت وحده. وكان القديس صامتًا وهو يقول: يا إلهي أعني لأني رفعت نفسي إليك، توكلت عليك يا ربي فلا أخزي ولا يقترب إليّ الشر، لا تفرح بي أعدائي لأن جميع المتكلين عليك لا يخزون. وفيما هو يقول ذلك متنهدًا أرسل الله ملاكه إليه. فلما حضر الملاك ولت الشياطين هاربة مثل الدخان بين يديه، فأمسكه ملاك الرب بيده وأقامه وقال له: لا تخف الرب معك..
ثم أن أنبا صموئيل تقوى واستطاع السير فنهض ومضى ليفتقد الإخوة، وبينما كان يسير في الطريق يصلي إذا بالشيطان يقف أمامه في شكل إنسان أعرج ويقوله: كيف أتيت إلى هنا ثم اتخذ شكل دب مخيف يخرج شهب نار من أنفه وتقدم إلى الشيخ بعظمة وكبرياء وأفزعه جدًا فبسط الشيخ يديه إلى الله وصلى قائلًا: أمل يا رب أذنيك واسمعني. إني مسكين وحقير، احفظ نفسي فإني ضعيف. اللهم خلص عبدك، ارحمني يا رب فإني صرخت النهار كله.
وإذا كان القديس يصلي صار الشيطان مثل الدخان وانطلق القديس إلى الدير.
بلغ القديس 98 عامًا أقام منها 18 سنة قبل أن يترهب وأقام راهبًا مجاهدًا الجهاد الحسن ثمانين سنة - منها ببرية شيهيت وأقام ثلاث سنوات ونصف في جبل القلمون وستة شهور بجبل دقناش، وثلاث سنوات في سبى البربر، و57 سنة ببرية القلمون الذي هو ديره.
وكانت معه قوة عظيمة من الله ولم يحتج إلى أحد ليعضده أو يمسك بيده مثل جميع الشيوخ ولم يضعف نور عينيه ولم تتغير ذاكرته بل كان كلامه بقوة وهو يقيم صلواته وصومه باجتهاد عظيم، ولم يكن يدع أحد يسقيه ولا أحد يسبقه إلى البيعة.
وبينما هو واقف يصلي إذا ملاك الرب ظهر له قائلًا: السلام لك يا صموئيل الناسك المجاهد،.. طوباك لأنك وضعت نفسك عن إخوتك وأكملت الوصية الإنجيلية، الرب معك.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
وبعد ثمانية أيام يرسل الرسل وراءك وينجيك من سائر أتعابك، ويأخذك إلى الملكوت السماوي وترث مع جميع القديسين ولما قال الملاك هذا انصرف عنه.
وشعر القديس أنبا صموئيل بحمي شديدة في جسده وكان شاكرًا الله وهو يتلو المزامير ويصلي منتظرًا الوقت المعين من قبل الله.
ولما رأى الإخوة انه قد اشتد عليه المرض اجتمعوا إليه من كبيرهم إلى صغيرهم يواسونه وطلبوا إليه أن يكلمهم بكلام الله.
وفي تلك الليلة قبل مضيه إلى الرب نهض باجتهاد ومكث الليل كله يكلمهم بكلام الله، فأيقظ قلوبهم وشجعهم على العبادة والنسك والثبات فيهما وكان يقول بابتهاج:
انتم جميعًا يا أبنائي، بنو الموعد كإسحق الذي وعد الله به إبراهيم. أنتم زرع حسن لتثمروا مائة ضعف في هذه التربة الخصبة، هذه التي وهبها الله لمسكنتي ولكل الآتين بعدين هذه التي صبرت فيها زمانًا طويلًا -حتى الموت- بالضرب الكثير وسبى البربر من موضع إلى موضع وانتم تعبي في الرب وإكليلي وفخري عند الرب، فإن انتم ثبتم فيما تعلمتم مني وما رأيتموه فيّ وداومتم على حفظ جميع الوصايا نلتم ملكوت السموات.
ليهتم كل واحد بزميله بمحبة الله، ولا تنموا على بعضكم البعض ولا تكذبوا بل اجتهدوا أن تعزوا بعضكم بعضًا بكلام الله. وتتضعوا أمام الله بمحبة روحانية، فإنه كما كتب في الإنجيل المقدس: إن من عمل هذه الوصايا وعلم الناس هكذا يدعى عظيمًا في ملكوت السموات، وليس حب أعظم من هذا أن يضع الإنسان نفسه عن أحبائه، وأيضاَ - بهذا يعلم كل أحد أنكم تلاميذي إذا أحببتم بعضكم بعضًا.
وأنتم تعلمون يا أحبائي إني ذكرتكم دفعات كثيرة بالصوم والصلاة، وإنهما هما اللذان يجعلان الإنسان خليلا لله وملائكته..
ويجب علينا أن نصلي بغير فتور، ففي كل شيء، إن أكلتم أو شربتم ومهما صنعتم فأعملوه لمجد الله. صلوا بغير فتور واشكروا في كل شيء كالمكتوب. إن كنتم في العمل صلوا بقلوبكم، وإن كنتم جالسين للأكل صلوا من أعماق قلوبكم،وإذا جلستم تأكلون لا يتطلع أحد في وجه صاحبه ليرى كيف يأكل بل ينظر كل واحد لذاته، وإن كنتم سائرين في الطريق صلوا ليرسل الرب ملاكه إليكم لينجيكم من تجارب شياطين الظلمة الذين في السبيل، لأن موسى صلى فغلب عماليق، وإيليا صلى فأقام ابن الأرملة حيًا ثم صلى أيضًا فأنزل نارًا من السماء فأحرقت القائد ومن معه.
صلى بطرس فأرسل الرب إليه ملاكه في السجن وفتح أبوابه وأخرجه. صلى بطرس أيضًا فأقام طابيثا من الأموات. صلى إليشع فأقام ابن الشونمية.
بالصوم والصلاة نجا الثلاثة فتية من أتون النار الذي أعده لهم بختنصر الملك، وجميع الذين أرضوا الله لم يستطيعوا ذلك إلا بالصوم والصلاة.
صدقوني يا أولادي إن فيكم أكثر من ستين أخ حافظين جميع وصايا الرهبنة. قد أكملوا بشجاعة وغلبوا جميع قوات العدو، وداسوا إبليس وجنوده ومالكي ظلمة الهواء، قد أطفأوا سهام الشرير، وخلصوا من خبثه لكونهم قوّموا الطهارة وأماتوا أعضاءهم التي لله، وغلبوا العالم بشجاعة كالمكتوب في سفر الرؤيا: من يغلب فسأجعله عمودًا في بيت أبي، وأيضًا من يغلب أنا أعطيه ليأكل من شجرة الحياة التي في وسط الفردوس..
فلما فرغ القديس أنبا صموئيل من وصيته لأولاده التفت نحو أبللو وقال له "أنا ماضٍ إلى الرب مثل سائر آبائي وأسلم هؤلاء الإخوة في يدي الله ويديك لكي تهتم بهم كما أنت صانع اليوم فاحرص ألا تعثر أحدًا منهم لئلا تهلك نفسه ويطلبها الله منك، وليس أنت فقط بل وجميع الآتين بعدك إن هم أعثروا أحدًا من الإخوة حتى يبطلوا صلواتهم وخدمتهم ومزاميرهم فإنهم يكونون غرباء عن الله وعن جميع القديسين.
قال هذا وأمر جميع الإخوة أن يصلوا لأن الليل كان قد انتصف. واجتمع الإخوة إليه بضعة أيام أخرى وهو ملازم فراشه إذ ثقل عليه المرض، ومن عظم محبته لهم أمر كل واحد منهم أن يتلو مزامير وكان يسمعهم بفرح عظيم وكانوا نحو 120 (مائة وعشرون) أخ حوله.
فلما كانت الليلة الثامنة من كيهك وقت شروق الشمس خطف عقله إلى السماء وكان يتكلم كلمات علوية، ولحقته حمى شديدة جدًا وجميع الإخوة حوله كانوا يبكون بكاء شديدًا متنهدين، وكانوا يقولون بعضهم لبعض أن أبانا ماض وسيتركنا يتامى.
وكان أنبا أبللو جالسًا أمامه وجميع الإخوة ينظرون إليه باكين، وبعد ذلك فتح الشيخ عينيه فرأى جميع الإخوة يبكون، فقال لهم لماذا تبكون؟ قالوا له: لكونك تتركنا يتامى وتمضي. فقال لهم لا تبكوا لأني ماض إلى الرب.
قالوا لماذا يا أبانا أقمت شاخصًا هذا الوقت كله ولم تحدثنا. قال رأيت السيدة العذراء مريم وجمعًا كبيرًا تابعًا لها بلباس أبيض، فسر قلبي لمنظرهم، وبقيت شاخصًا لهم وكان قد خطف عقلي إلى السماء.
وفيم هو يتكلم بهذا إذ أشرق وجهه بضياء عظيم مبتهجًا وفاح طيب كثير، وللوقت فتح القديس أنبا صموئيل فاه وأسلم الروح بيد الملائكة النورانيين. فعند ذلك صاح جميع الإخوة ببكاء غزير قائلين: لقد فقدنا اليوم أبًا بارًا شفوقًا وصرنا أيتامًا. ثم أنهم غسلوا وجهه ويديه ورجليه كجاري عادة الرهبان وادخلوه إلى البيعة ووضعوه في وسطهم، وطلبوا إلى أبللو قائلين تريد أن تتركنا لنقبل وجهه قبل تكفينه. فأجابهم إلى ذلك وقال لهم تقدموا إليه جميعكم وقبلوه كل واحد بطقسه وهكذا قبلوه جميعهم. وكان أنبا أبللو ممسكا بيده وهو يضعها على كل واحد فواحد من الإخوة.
يا لعظم الأعجوبة التي كانت في ذلك اليوم. إنه يجب أن تظهرها كما شهد لنا آباؤنا، ذلك انه كان بالدير ابصلنيس (مرتل) من البهنسا يدعى خرستوفورس، كان أبونا قد جعله مرتلا في الدير وكان أعمى وكانت له معرفة كبيرة بالكتب المقدسة ويحفظ جميع الأبصلمودية، وكان أبونا يحبه كثيرًا، فتقدم هو أيضًا إلى أبينا القديس أنبا صموئيل ليتبارك منه. وكان يقوده آخر لمسه وهو يبكي بألم قلب وحسرة من أجل كثرة إحسان أبينا إليه وقبله وأمسك يده ووضعها على رأسه وعلى وجهه. وما أن وضع يد أبينا القديس على عينيه حتى أبصرتا فمجد الإخوة جميعهم الرب قائلين حقًا إن أبانا قد نال دالة عظيمة لدى الله، وكم من معجزات للشفاء جرت من أبينا البار أنبا صموئيل..
ثم كفنوا جسده المقدس وجلس كبير الشمامسة في وسط البيعة وقرأوا مرائي إرميا النبي ثم أقاموا القداس وتقربوا منه، ودفنوه وصنعوا له مناحة عظيمة سبعة أيام وكانوا يسهرون يتلون مزامير وتراتيل روحية رافعين القربان عليه في هذه الأيام السبعة صانعين تذكاره المقدس.
وكانت نياحته في الثامن من الشهر كيهك بشيخوخة حسنة مرضية لله وورث الحياة الأبدية مع جميع القديسين.
.. ونحن نطلب أن تذكرنا يا قديس الله أمام ربنا يسوع المسيح ابن الله الحي، هو الذي اشترانا بدمه لكي نجد جميعنا رحمة وداله في يوم الدينونة، وغفران خطايانا وآثامنا في ذلك اليوم المرهوب، بشفاعات وطلبات سيدتنا والدة الإله الطاهرة مريم العذراء وصلواته لكي نستحق أن نسمع في ذلك اليوم الصوت الحلو المملوء فرحًا وابتهاجًا القائل تعالوا إليّ يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم. بنعمة ومحبة البشر اللواتي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي يليق به المجد والكرامة والسجود الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

ميمر للقديس الأنبا صموئيل المعترف وضعه أنبا إيساك

عن ميمر للقديس المكرم رئيس المتوحدين أنبا صموئيل أب الشركة الطاهرة الدير المقدس الذي لسيدتنا العذراء مريم بجبل القلمون من مخوم الفيوم، سطره لنا القس المحب لله المتعالي في الزهد أنبا إيساك المقيم بهذا الدير المقدس، لأن قسوسًا محبين لله وشيوخًا قديسين طلبوا إليه أن يضع هذا الميمر فتقدم باجتهاد عظيم وكتب القليل من سيرة هذا القديس العظيم وتكلم من يوم ميلاده إلى يوم نياحته.
ووضع هذا الميمر في تذكاره العظيم الذي هو الثامن من شهر كيهك بسلام من الرب آمين.
* * *
من مواهب الشفاء الواردة بهذا الميمر
(1) جاءوا إلى القديس أنبا صموئيل بأحد الأراخنة من الواحات الداخلية، وهذا كانت الشياطين تعذبه في الليل والنهار. قال له القديس: لماذا تركت عنك خوف الرب وخشيته حتى فعلت كل هذه الشرور. ولماذا وقعت في الزنا وفعلت هذا الإثم العظيم حتى وقعت في فخ الشيطان. أما ذلك الإنسان فإنه اعترف بإئمه للقديس أنبا صموئيل وسجد قائلا له: بأن عليّ يا أبي هذه الدفعة ولن أعود بعدها إلى الخطية، وإني أعلن توبتي على يديك، وأن القديس أقام يصلي عليه مدة ثلاثة أيام فوهبه الرب الشفاء ومضى إلى بيته بسلام.
(2) كان قائد من مدينة البهنسا اسمه "أديا" مستمرًا على الخطية المرذولة أمام الرب - ولما سمع بصيت القديس أنبا صموئيل أراد أن يراه ويسمع كلامه وقال في نفسه متى وصلت إلى القلمون وأخبرني القديس بالخطية التي أنا ارتكبها فإني لا أعود أصنعها إلى الأبد.. فلما تقدم إلى القديس أنبا صموئيل انتهره ووبخه بشدة على خطية الزنا التي كان يرتكبها قبل أن يعترف بها وللحال أدركه خوف عظيم وانطرح على قدمي القديس أنبا صموئيل قائلًا: "اغفر لي يا قديس الله، ثم انه اعترف بخطيته وقال إنني لن أعود إليها أبدًا ثم عرفه القديس بالأمور التي يخلص بها نفسه.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
(3) جاءوا للقديس بأخ راهب كان قد دخله روح نجس وكان يصرعه ليلا ونهارًا وسألوه من أجله ليصلي عليه قائلين يا أبانا ليدركه عطفك. وانطرح الأخ أمامه قائلا: اعني يا أبي فإن هذا الشيطان قد ضيق عليّ، فأجاب القديس: ألعلك ما سمعت قول الرب في الإنجيل الطاهر إن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة، لماذا رفضت هذا الكلام حتى وجد الشيطان سبيلا ليسكن فيك؟ فبكى الأخ وقال له: الويل ثم الويل لي يا أبي فإني لم أقدم صومًا أو صلاة.. أما القديس فقال له تحفظ من اليوم وامض أقم صومك وصلاتك والشفاء يكون لك. واتعظ الأخ بالكلام الذي قاله القديس ومضى إلى ديره وتقدم في صومه وصلاته وفي كمال ثلاثة أسابيع ابتعد عنه الشيطان.
(4) أرسل القديس أنبا صموئيل أحد الإخوة ذات مرة إلى إحدى القرى للقيام بمهمة للدير، وكانت في تلك القرية امرأة شريرة، فلما رأته بذر الشيطان في قلبها أمرًا من أجله، فتكلمت معه بمكر قائلة: "أيها الآب المحب لله اصنع محبة وتعال معي إلى منزلي لكي تصلي من أجل زوجي فإنه في شدة ولأعطيك آنية تسلمها للدير. أما الأخ البار فقد تبعها وهو مثل حمل وديع حتى مضت به إلى منزلها. ثم أسرعت وأغلقت الباب وبدأت تصوب إليه سهامها الرديئة تريد ان تهلك تعب رهبانيته - أما ذلك الأخ المحب لله، فلما رأى هذه الضيقة صرخ من أعماق قلبه وقال: "يا إله أبي القديس أنبا صموئيل، أعني اليوم ولا ندع كل جهاد رهبانيتي يضيع اليوم،وللحال أصاب المرأة شبه الذهول ووقعت أمامه جامدة.. وهكذا خلص من فخ إبليس.
هذه قصص قليلة وقصص أخرى وردت في سيرته التي سطرناها، وما هذه المعجزات إلا شيء قليل من المعجزات التي أجراها في سني رهبنته الطويلة المملوءة قداسة.
أخبرونا عن أبينا أنبا أبللو تلميذ القديس أنبا صموئيل أنه اتخذ له حقلا في تخوم الفيوم في قرية تدعى "مطمول" وأقام فيه حديقة حسب قانون الرهبان، وأقام أنبا يعقوب ليعتني بها، وان بركة الرب حلت فيها وصارت ممتلئة من جميع الأثمار. ولما كان في ثالث سنة من بعد نياحة أبينا القديس أنبا صموئيل حدث جدب بسبب نقص ماء النيل وبالأكثر في هذه القرية لأنها كانت في الجبل. ولما كان شهر أمشير لم يجد أهل القرية ماء هناك ليرووا الحقول، وقد بادت مزروعات الدير لعدم الماء وبالأكثر الحنطة التي كانت مزروعة في الدير.
فأعلم أنبا يعقوب أنبا أبللو بجبل القلمون بما كان من أمر الحقل. ولما سمع ما كان تألم قلبه جدًا وجميع الإخوة المقيمين بالدير وأقاموا ليلتهم كلها يصلون ويسألون الله حتى الصباح.
وبينما كان القديس أنبا أبللو يصلي ظهر له ملاك الرب وأعلمه بنزول المطر ثم باركه وانصرف عنه. وفي الهجعة الثالثة من تلك الليلة سقط المطر مدرارًا فأعطى الجميع المجد لله.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

نقد وتصحيح: بيان أن الرهبنة لم تنشأ هروبًا من اضطهاد

تعرض "Nabia Abbot" -كما ذكرنا في الفصل الأول ه - للرهبنة فذكر أن".. اضطهادات دبسيوس ودقلديانوس ومكسيميانوس كانت مدعاة لحمل الكثيرين على التوغل في الجهات النائية في الصحارى والجبال في كل أنحاء البلاد": فقال:
"….. It was partly due to the Combination of the natural desire for asceticism and the equally natural impulse to flee persecution that Christian monasticism originated and Spread in Egypt….".
لكننا يمكننا أن نطمئن إلى القول بأن الرهبنة حب كامل، والذي يخرج الرهبنة قرارًا من أتعاب وضيقات واضطهادات في الغالب لا تثبت رهبنته أو لا يتقدم فيها تقدما روحيًا، ولذا لا يمكننا الأخذ بما ذهب إليه ن. أبوت ويتضح ذلك حليًا مما يلي:
لقد انتشرت الرهبنة وامتدت في عهد قسطنطين الملك وبعده، وأكثر الأديرة أنشئت في القرن الرابع والأول للشهداء بعد انتهاء اضطهاد دقلديانوس.
قدموا ذواتهم ذبائح حية فهرعوا إلى الجبال والمغائر وشقوق الأرض حبًا في الرب يسوع..
فإذا كان القصد هو الهروب من الاضطهادات، فكيف كانوا يسعون للاستشهاد ويتركون الجبال ليموتوا شهداء؟!
ونقول أيضًا لماذا كان الرهبان بعد غارات البربر العنيفة وبعد خراب الأديرة في القرنين الخامس والسادس يعودون إلى الأديرة بأكثر قوة وتبدأ حركة التعمير؟ لماذا كانوا لا يخلدون غلى أماكن أكثر أمنًا؟
إن رياسة البطريرك البابا دميانوس (569-605 م.) ابتدأت في الفترة التي أعيد فيها بناء الأديرة الأربعة. تلك الأديرة التي كانت تنمو في جو يسوده الأمن والسكون نمو النبات في الحقل، وإذا بصوت من السماء تجاوبت أصداؤه في الصحراء يقول: "الفرار.. الفرار، فعمل سكان هذه الأديرة بهذا التنبيه ولاذوا بالفرار. وعلى أثر ذلك انقض البربر على المنطقة كلها وأحلوا بها الخراب، وكان له وقع شديد في النفوس وقد أحزن هذا الأمر البطريرك كثيرًا وكدره كدرًا عظيما..
لكن لم يستمر الحال كذلك.

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف و أديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب
كان هؤلاء القديسون يسلمون حياتهم لله ويتركون بين يديه أمر خلاصهم. يهربون من الشر والتخريب والنهب ثم يعودون إلى أديرتهم يجددونها. منهم من كان يهرب إلى الريف ومنهم من كان يحتمي بالأبراج ومنهم من كان يهرب إلى أماكن بعيدة. وبعد هدوء الحال يعود الرهبان ويعود الإصلاح.
إننا إذا سلمنا برأي المعاندين، أن الرهبان خرجوا للأديرة هروبا من الضيقات والأتعاب فمعنى هذا أن الأديرة لم تزدهر في القرن الخامس فقد تعرضت البرية لأعنف الغارات حوالي سنة 408، 410، 444 م.، لكن العكس هو الصحيح، كان هذا القرن زاهرًا في تاريخ الرهبنة، وفي القرون التالية.
كان عدد الرهبان يتأثر بسبب الغرات لكن كانت تعود الحالة في ظروف كثيرة إلى أحسن مما كانت عليه ويتزايد عدد الرهبان كما أسلفنا.
إن البابا بنيامين البطريرك ال38، لما زار أديرة وادي النطرون حوالي سنة 630 م كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى، لم يجد إلا القليل من الرهبان، لكن لما فتح عمر بن العاص مصر سنة 640 م. خرج له في طريقه حسب ما رواه المقريزي المؤرخ المشهور - سبعون ألف راهب بيد كل واحد عكازه وسلموا عليه فكتب لهم أمانًا.
وإنه وإن كان يبدو أن هذا العدد مبالغ فيه إلا انه يوضح كثرة جموع الرهبان في الأديرة.
وأيضًا لما عاد البطريرك أنبا بنيامين إلى كرسيه بالإسكندرية. بعد ما طلب إليه عمر بن العاص العودة إلى مقره آمنًا، حضر إليه رهبان دير الأنبا مكاريوس ليكرس لهم الكنيسة التي بنوها ويذكر أن الأرض كانت تهتز بهم عند مقابلتهم له.
قال الآب البطريرك: "لما قربنا إلى الدير خرج للقائنا فتيان بأيديهم سعف النخل وجاء بعدهم الشيوخ حاملين المجامر وصلبانًا يسبحون بألحان وتراتيلن وعندما خرج الشيوخ.. اهتز الجبل جميعه من كثرتهم وصفوفهم مثل جند السماء..".
ويذكر التاريخ أيضًا انه في أيام البابا أنبا يعقوب (819 - 830م) انه زار الأديرة وكانت برية شيهيت في هذا العهد كفردوس الرب، وقد تجمع بعد ذلك شمر الرهبان مرة أخرى وعاد الرهبان إلى مقارهم..
أيضًا يذكر التاريخ انه بعد أن خمدت نيران الاضطراب الذي أشعله البربر أصلح البطريرك انبا شنودة (859-881م) دير القديس مكاريوس وأحاطه بسور منيع.
ومجمل القول أن الخراب الذي كن يحل بالأديرة والضيقات والأتعاب الكثيرة لم تئن الرهبان عن العودة بل كانوا ينشطون ويتجمعون إليها ويبدأ التعمير والبناء، علمًا بأن حياة الرهبنة في القرون الأولى لم تكن هينة سهلة بل كانت قاسية وعنيفة وفيها يتعرض الراهب لأخطار جسام.
كانت المخاوف والأخطار تهدد حياتهم، وكان الحصول على موارد الغذاء أمرًا شاقًا، حتى الحصول على الماء كان لابد من قطع مسافات شاسعة في قلب الصحراء حتى يجد ينبوع ماء، وبعدئذ يعود بالماء تلسعه حرارة الشمس المحرقة.
وإذا تقدمت بالراهب السنون وانتابه المرض وأقعده عن القيام وعجز عن التنقل لم يكن له من يهتم بأمره. ناهيك عن العقارب والحيات السامة القائلة التي تنتشر في الصحراء، فضلا عن الوحوش الضارية، وما أشد خطرها العقارب والحيات السامة القاتلة التي تنتشر في الصحراء، فضلًا عن الوحوش الضارية، وما أشد خطرها إذا غربت الشمس وأرخى الليل سدوله - كما أن الصحراء لم تكن تخلو من قطاع الطرق والأشرار المملوئين من كل قساوة.
هذا خلافًا للأزمات النفسية العنيفة التي يرى الراهب ذاته منحصرًا فيها وما كان كل ذلك ليزين للراهب المحب لله أن يهرب.
فهل هذه هي الحياة التي يتمناها الهارب من الضيقات والأتعاب والاضطهادات؟
الأب عبد المسيح الحبشي
في الوقت الحالي -على ما يبدو- يوجد متوحد واحد هو الآب عبد المسيح الحبشي، يعيش منذ أكثر من ثلاثين عاما هذه الحياة، في الصحراء القاحلة بعيدًا عن دير البرموس، أمامه الصحراء الشاسعة ملك لباريها يجوبها كيفما شاء. وإذا تعب فإنه يصنع في الرمال دائرة ويصلب عليها أربعة صلبان من نواحيها الأربعة ثم ينام مطمئنا فلا تقترب إليه العقارب والحيات، وفي الشتاء إذا نزل إلى مغارته ودب دبيب الوحوش والذئاب وسارت الحشرات السامة إلى جواره فإنه لا يخاف سوءًا الآن الرب معه، ولم يحدث في تاريخه كله أن تعرض لأذى من هذا النوع - لأن الوحوش والحشرات السامة بأمر من الله تأنس إليه ولا تؤذيه.
ولا يقتات الآب عبد المسيح إلا بالقليل من الخبز الذي يحضره من دير البرموس أسبوعيًا ويحمل معه قليلا من الماء - وبعيد إلينا ذكرى المتوحدين القديسين القدامى في القرون الأولى.
ولما زاره أحد الأطباء وشدد عليه النصح بأن يتناول طعاما قليلا كانت إجابته: "طبيبي هو يسوع المسيح، طعامي هو يسوع المسيح، وقوتي هو يسوع المسيح".
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم | القديس أنبا صموئيل المعترف
خلفية موبايل| القديس أنبا صموئيل المعترف
الاحتفال بعيد | نياحة القديس أنبا صموئيل المعترف
كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب
كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب


الساعة الآن 03:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024