" أما خلاص الصديقين فمن قبل الرب حصنهم فى زمان الضيق يعينهم الرب وينجيهم ينقذهم من الأشرار ويخلصهم لانهم احتموا به"
( مز37 : 39 -40)
دكتور / سمير يعقوب أخصائى الجراحه بمستشفى نجع حمادى يقــول :
منذ أكثر من خمسة عشر عاماً جاءت الى عيادتى بأبوتشت سيده من دار السلام وطلبت منى اجراء عمليه جراحيه لها وعند اعطائها حقنة المخدر توفت فى الحال ولم تكن قد أخذت إلا كميه بسيطه جداً وكان سبب الوفاه ( كما اتضح فيما بعد ) أن لديها حساسيه من ذلك المخدر ، فقام أهلها ( وهم مشهورون بالغدر والانتقام ) بإبلاغ المركز ثم النيابه العامه التى قامت باجراءاتها العاديه نحوى ، ثم تجمع حولى أكثر من خمسمائة شخص بالسلاح يريدون الانتقام ، وبعد تشريح الجثه بمعرفة الطبيب الشرعى ثبت أنها لم تجرى لها اى جراحه انما حدثت الوفاه بسبب حساسيتها الشديده للمخدر ولكن البعض أستغل هذا الموقف وقاموا بمساومتى لأدفع لهم مبلغ ثما نية الآف جنيه كتعويض مادى ، وهذا المبلغ فى ذلك الوقت كان باهظـاً جـداً وهددونى إذا لم يتم الدفع سوف ينتقمون بقتلى ، فحضرت الى أبى القديس الأنبا مكاريوس بقنا وعرضت عليه الأمر فإنزعج وطلب من تلميذه أن لا يسمح بدخول أحد لمدة ساعه وبعد قليل ولشدة تواضعه وانكاراً لذاته عرفنى أن هذا الموضوع كبير جداً ومحتاج الى صلوات الأم ايرينى رئيسة دير أبى سيفين ، وكان ميعاد تسليم المال بعد يومين بكافتريا قناطر نجع حمادى ، وبعد قليل أمرنى سيدنا أن اتوجه اليهم فى نفس الميعاد وأن لا أعطى لهم اى نقود وبدون خوف ، وأنه سيصلى هو والأم ايرينى ويتشفعا بالسيدة العذراء والشهيد العظيم أبى سيفين ، وفعلاً فى الساعه المتفق عليها ذهبت الى ذلك المكان ولكن قبل نزولى من السياره حضر لى أحد الرجال من الأمن وأعلمنى بأن رئيس المباحث بالنقطه المجاوره يطلبنى وذهبت اليه فعرض علىَ أن أتفاوض معهم على مبلغ أقل ، ثم توجهت اليهم بالكافتريا فأستقبلنى شخص قصير القامه لا أعرفه ولم أره من قبل فعرفنى بأنه عمدة بلدتهم وهو حاصل على بكالوريوس تجاره ، وقد نهرنى كيف أوافق على دفع فديه الى هؤلاء المجرمين وأنهم لا ينتمون بأية صلة قرابه للمتوفيه ، وأننى أذا أعطيتهم أية أموال سيقوم هو بقتلى لأن فى ذلك اهانه كبيره لهم ، أما إذا هددنى أى واحد منهم مره أخرى فعلىَ بأرسال ورقه صغيره له مع اى شخص وهو سيتولى الأمر ، وقد أعطانى عنوانه بسوهاج وودعنى ومضى ، وبينما أنا فى ذهول من هذا الأمر حضر الىَ أولائك المجرمون وكانوا خائفين جداً وطلبوا ان لا اعرّف العمده بأى شىء مما حدث لدرجة أنهم عرضوا أن يقدموا هم لى اى مبلغ من المال فى سبيل ذلك وأنهم لن يأخذوا منى أى شىء آخر بالمره ، كان ذلك يوم السبت فتوجهت الى سيدنا يوم الأحد بدير الأنبا بلامون بالقصر والصياد لأشكره على عظيم محبته وعمله العجيب معى ، وعند دخولى الهيكل أثناء قراءة الرسائل وجدت وجهه مضيئاً ويبتسم ويقول لى مبروك ، مع أننى لم أعّرفه بأى شىء ، وزياده فى تواضعه أخبرنى بأن أبى سيفين والأم ايرينى قد تشفعا لى ، الرب ينفعنا ببركة صلواتهم جميعـاً 0
+ ويروى أيضا الدكتور / سمير هذه القصه التى حدثت لشخص يعرفه جيداً فقد ذهب هذا الشخص الى الأنبا مكاريوس وطلب منه طلباً خاصاً فرفض سيدنا وكرر طلبه هذا عدة مرات وأصر سيدنا على الرفض ، فقام هذا الشخص بسب سيدنا بألفاظ نابيه وضايقه جداً ولعن أمامه القديسين والسيده العذراء والسيد المسيح له المجد لأنه وافق على رسامة الأنبا مكاريوس فما كان من سيدنا إلا أن قال له " يرحمك ربنا يا ( فلان ) " وعند خروج هذا الشخص من المطرانيه توجه للمحطه ليعود لبلدته فأشتبه فيه رجال المباحث وقاموا بالقبض عليه وبقىَ ثلاثة أيام فى قسم الشرطه مع ضربه ضرباً شديداً وتهديده بالاعتقال لأنه موضع شبهه ولكن عندما علم الاب الحنون الأنبا مكاريوس بذلك أرسل له المتنيح القمص تيموثاوس محروس الذى اخرجه من هناك وعاد الى بيته ، وبعد فتره تقرب من السنه اصيب هذا الشخص بعدة أمراض ولم يتمكن احد من الأطباء من تشخيص مرضه ، وقد تم اجراء ثلاث جراحات أستكشافيه للبطن ، وآخر جراحه قام بها الدكتور / مفيد سعيد ولم يتوصل الى تشخيص محدد ، وبعد ذلك حضر الى الدكتور / سمير ليتوسل اليه عند الأنبا مكاريوس حتى يصفح عنه ويصلى له ، فتوجهنا يوم أحد التناصير الى كنيسة مارى جرجس بقنا حيث كان سيدنا يصلى وخدمت معه بالهيكل وبعد انتهاء القداس ارتمى هذا الشخص على الأرض أمام الهيكل تحت قدمى سيدنا وطلب منه أن يسامحه ويصفح عنه ويرشمه ويرفع الصينيه المقدسه فوق جسده فأبتسم سيدنا وقال له بحنان ومحبه " خلاص يا ( فلان ) لا تجدف مره ثانيه على رب المجد والست العدرا والقديسين " ولتواضعه الشديد قال " أنا ما يهمش أنا فعلاً رجل جاهل وغير مستحق للأسقفيه " وطلب له الشفاء وتماثل هذا الانسان للشفاء بصلاة القديس الأنبا مكاريوس 0