جورج هيجل (1770-1831م.)
س20: كيف نظر هيجل للأديان؟ وكيف نظر لنجوم السماء؟
ج: درس " هيجل " Hegel في كلية اللاهوت البروتستانتية، وكان مهيئًا أن يصبح قسًا إنجيليًا، ولكنه غير طريقه من اللاهوت إلى الفلسفة، وقالوا عنه أنه أعظم فلاسفة ألمانيا، وقد سكن في شبابه في غرفة واحدة مع صديقه " هولدرين " أعظم شعراء ألمانيا، وتعرَّض هولدرين للجنون، أما " هيجل " فقد ترك الإيمان المسيحي وأقتنع بالفلسفة العقلانية التي تؤلّه وتسيّد وتعبد العقل، كما تأثر جورج هيجل بالداروينية، وقال أن داروين بنظريته عن التطوُّر قد سحق الاعتقاد برواية الخلق الإلهية (التي سجلها سفر التكوين) بضربة واحدة، وراح " هيجل " يطبق " نظرية التطوُّر " على الأديان، وقال أن الأديان تُعبر عن مراحل مختلفة من مراحل تطوُّر الفكر البشري، فالدين تطوَّر من العصر التوتمي إلى السحر إلى العبادات الوثنية إلى اليهودية إلى المسيحية، وكل دين يُعبر عن أعلى مستوى وصل إليه العقل البشري حينذاك، ولذلك فإن كل الأديان تعتمد على الأساطير التي تختلف من عصر إلى عصر، وأنكر هيجل وجود الله الخالق، وكذلك الوحي الإلهي، وادعى أنه قادر على صنع إنسان، فقال " أعطني هواء ومواد كيميائية ووقتًا وأنا أعطيك إنسانًا".
وكان " هنرش هاين " معجبًا بأعمال الله في الخليقة، فكتب يقول "أن أعماق الخليقة الحيَّة المسطَّرة في أسرار صفحة السماء الزرقاء.. أسرار الشروق وجمال الغروب. أسرار الولادة وأسرار الموت، بل دراما النفس البشرية بكافة صوَّرها هي مسطَّرة في كتاب واحد. ذلك هو كتاب الكتب (يقصد الكتاب المقدَّس) " ويحكي " هنرش هاين " عن حديثه ذات مرة مع أستاذ هيجل فيقول "في ليلة جميلة صافية كنت أقف مع أستاذي هيجل نتطلع إلى السماء من خلال النافذة، وأبديتُ تحمسًا عظيمًا وأنا أتحدث عن النجوم، وألقّبها بمساكن المطوبين، أما أستاذي (هيجل) فأنه أبدى الضيق من حديثي وهو يقول: هذه النجوم؟ أنها البرص الذي يلطخ صفحة السماء؟