هل عقيدة التثليث عقيدة فلسفية وثنية من ابتداع التلاميذ؟
س 1: هل عقيدة التثليث عقيدة فلسفية وثنية ابتدعها التلاميذ لتجد كرازتهم قبولًا لدى الشعوب المختلفة؟
ج : كلا، وذلك للأسباب الآتية:
1- كان التلاميذ من اليهود الذين يؤمنون بوحدانية الله ويتمسكون بها، فالشريعة تحكم على من يخرج عن هذه العقيدة بالرجم "وإذا أغواك سِرًّا أخوك.. قائلًا نذهب ونعبد آلهة أخرى.. لا تسمع له ولا تشفق عينك عليه.. بل قتلًا تقتله.. ترجمه بالحجارة حتى يموت" (تث 13: 6 - 11).
2- لم يكن التلاميذ لهم التفكير الفلسفي مثل شيشرون وسقراط وأفلاطون وسنيكا. إنما كانوا أناسًا بسطاء عاشوا مع معلمهم السيد المسيح أكثر من ثلاث سنوات، وتعلموا منه عقيدة التثليث عندما رأوه وعايشوه وسمعوه يحدثهم عن وحدانيته مع الآب، وكذلك حديثه عن الروح القدس.. لقد أوصاهم أن يعمدوا الناس باسم الآب والابن والروح القدس.
3- تعتمد الفلسفة على الأمور المحسوسة التي يقبلها العقل ويستوعبها. أما عقيدة التثليث فهي فوق مستوى العقل، ويستحيل على الإنسان الطبيعي أن يصدقها، فما هو الداعي لأن يكرز التلاميذ بعقيدة صعبة تفوق إدراك البشر؟!
4- لو كانت هذه العقيدة مستمدة من الفكر الفلسفي والوثني ما وجدت المسيحية مقاومة واضطهاد مثل هذه المقاومة التي كلفتها التضحية بآلاف الشهداء.
5- لو كان التلاميذ والرسل هم الذين اخترعوا هذه العقيدة فكيف يتمسكون بها لدرجة أنهم يضحون بدمائهم من أجل هذه العقيدة ومن أجل إيمانهم هذا؟! ولو سلك هؤلاء الأبطال طريق المجاملة والتخلي عن مبادئهم ما أسلموا أنفسهم للذبح من أجل إيمانهم.. إنهم لم يحيدوا قيد أنملة عن إيمانهم القويم.
6- قبول هذه العقيدة من جميع المؤمنين، وصمودها أمام علماء اليهود، وجبروت الرومان، وحكمة اليونان، وثباتها برغم ما تتعرض له هذه العقيدة من هجمات شرسة يومًا فيومًا لهو أقوى دليل على صحته.