+ والبعض يعترض على رسالة إرميا لأنها ذَكَرَت مدة السبي بسبعة أجيال (با6: 2) معتبرين أن الجيل مدته أربعين سنة، مستنتجين ذلك من سفر العدد (عد32: 13)، وهو ما يتعارض مع إرميا حيث أنه ذكر مدة السبي بسبعين سنة (إر25: 12،29: 10)...
الـــــــرد:
+ إن كلمة جيل اصطلاح لعدة معان منها:ـــ
*جيل من الناس قصر أم طال في الزمن. فعند مقارنة (تك15: 13 مع 15: 16) ينتج أن مدة الجيل مئة عام، وعند مقارنة (عد14: 29-35 مع تث2: 14) ينتج أن مدة الجيل ستون عامًا، أما في سفر العدد (عد32: 13) فيذكر أن الجيل الذي خرج من أرض مصر (ويحسب هنا من ابن عشرين سنة فصاعدًا ــ قارن عد 32: 11 مع 13) ([65]) وأتاهه الرب في البرية أربعين سنة هو الذي فنى (وتدل هذه الآية على أن مدة الجيل هنا ليست أربعين سنة).
*حلقة في سلسلة تعاقب الإنسان من جد مشترك (تك50: 23، خر20: 5 وتث23: 2).
*فترة من الزمن غير محددة (تث32: 7، جا1: 4، لو1: 5).
*عصر يعيش فيه الناس في وقت واحد (تك7: 1، خر1: 6، عد32: 13 وتث2: 13).
*غالبية من الناس يتميزون بصفة معينة (تث32: 5).
فمما سبق يتضح أن الجيل لا علاقة له بمدة أربعين سنة فقط. ولقد استعملت كلمة جيل لتدل على كَمٍ من السنين يتفاوت في القيمة، وقد ذكر ديوجينوس اليوناني أن مدرسة فيثاغورس عمرت تسعة عشر جيلًا ويقصد مائة وتسعين سنة ([66]).
فالأجيال التي ذكرها إرميا في رسالته (با6: 2) يقصد بها عشر سنين لكل جيل أي مدة السبي سبعين سنة وبذلك يسقط الاعتراض على رسالة إرميا (با6: 1-72) أيضًا...
+ وهذه هى النبوة الخامسة في سفر باروخ، وقد تحققت عندما أعلن كورش ملك مادي وفارس عودة المسبيين إلى أوطانهم وعبادتهم.