رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر باروخ 5 - تفسير نبوءة باروك عزاء لأورشليم (با 4: 5 - 5: 9) ويمكن تقسيمها إلى الآتي: ـــ
يعطى باروخ النبي في هذه القصيدة، تعليلًا واضحًا لماذا هم في السبي. ويفتح باب الرجاء على مصراعيه أمام بنى إسرائيل فيبدأ كلامه بنبرة الفرح والثقة واليقين قائلًا: "ثقوا ياشعبي" (با4: 5) فهذه الثقة نابعة عن الله، ومن وعوده. ويؤكد أنهم في السبي لأجل تأديبهم، وليس لهلاكهم (با4: 6). وهذا التأديب كان بسبب أنهم تركوا ينبوع المياه الحي (أي الله) لينقروا لأنفسهم آبارًا آبارًا مشققة لا تضبط ماء (إر2: 13). فبدلًا من أن يعبدوا الله، ويقدموا له ذبائحهم، نجدهم يعبدون الأوثان (با4: 7). وليس هذا فقط، إنما يقدمون لها ذبائح بشرية من بنيهم وبناتهم، الأمر الذي أحزن قلب الله جدًا (إر7: 31). وأعطى باروخ لقب الشياطين للأوثان (با4: 7).ونجد بولس الرسول أخذ عنه هذا التشبيه في (1كو10: 19-22). فترى أورشليم كل هذا، وتحزن وتئن. ولا سيما أن أهلها سُبوا، وأصبحت أرضًا خربة بلا ساكن. ب ــ أورشليم تحدث جيرانها (4: 9-16) فتوجه أورشليم حديثها إلى جيرانها من المدن والبلدان، لتعلمهم أن الله هو الذي سمح بالسبى، وبالتالي جلب عليها هذا النوح (با4: 9،10). وتحذرهم بأن لا يشمتوا بها، وتذكرهم بأن ما حدث لها كان بسبب خطايا شعبها (با4: 12،13). وكأنها تقول لهم إن لم تتوبوا أنتم أيضًا فلابد أن تشربوا من كأس غضب الله. لأنه إن كان لم يشفق على مقدسه فكم بالحرى أنتم (إر25: 29). وتصف أورشليم الأمة التي استخدمها الله في تأديب شعبها، بأنها أمة من بعيد، وقحة، أعجمية اللسان، قاسية (با4: 15). ج ــ أورشليم تحدث الذين في السبى (4: 17-29) ثم توجه أورشليم حديثها إلى المسبيين، وتوصيهم أن يسلكوا في طريق التوبة قائلة لهم: "سيروا يا بنى سيروا "(با4: 19)وكأنها تقول لهم لابد أن تسلكوا بجدية. ونلاحظ تكرار القول للتأكيد مثل "عَزُّوا عَزُّوا شَعْبِي." (إش40: 1)، "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ" (يو16: 23). وتشدد على علاقتهم بالله مثل: "استغيثوا بالله... بقدر ذلك عشر مرات تلتمسونه تائبين... الله سيردكم لي بفرح ومسرة "(با4: 21،28،23،29)... وهكذا. ونلاحظ هنا تكرار صفة (الأزلي) تسع مرات، وكأنها تقول لهم كل هؤلاء يبيدون أما إلهنا فباقٍ إلى الأبد، ولابد أنه سيخلصكم كما خلصكم من المصريين قديمًا. ومن صفات الله في هذا الجزء أيضًا(القدوس)، وكأنها تقول لهم لابد أن ينعزلوا عن كل شر وشبه شر. وتصفه أيضًا (مخلصكم) وتعرفهم أنه ليس بأحد غيره الخلاص (أع4: 12). وتؤكد أن خلاصهم قريب. وتصف عودتهم من السبي أنه يكون بمجدِ وبهاءِ الله ذاته. وكأنه هو قائد الراجعين من السبى، فبهاؤه ومجده سينعكس عليهم. د ــ النبي يحدث أورشليم (4: 30-5: 9) وهنا يتدخلباروخ في الحديث موجهًا حديثه إلى أورشليم قائلًا: "ثقى ياأورشيم فإن الذي سماك باسمه (أي مدينة الله <مز87: 3>) سيعزيك "(با4: 30)، ويصف إشعياء النبي سبب هذه التعزية في الأصحاح الستين قائلًا بأن: "الرب سيجعلها فخرًا أبديًا، فرح الأجيال. وتسمى أسوارها خلاصًا، وأبوابها تسبيحًا. ولا تحتاج إلى الشمس بالنهار أو القمر ليلًا، لأن الرب هو يكون نورها، وزينتها، وتدعى مدينة الرب صهيون، قدوس إسرائيل". ويعلق إشعياء على اسمها قائلًا بأن: "الرب سيعطيها اسمًا جديدًا سيعين بفم الرب ذاته. فهي المدينة التي يسر بها فهو عريسها وهى المدينة الغير مهجورة منه" (إش62: 1-5). ويعطى باروخ النبي الويل للمدن التي جارت عليها، أو شمتت بها (با4: 31). لأن الرب سيذل رفعة المتكبرين ويرفع الوضعاء. كما قالت السيدة العذراء: "شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ.أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ." (لو1: 51،52). ويعطى الويل أيضًا للذين شمتوا بهم "الْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لاَ يَتَبَرَّأُ." (أم17: 5). "فَإِنَّهُ قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. كَمَا فَعَلْتَ <المدن الشامتة> يُفْعَلُ بِكَ. عَمَلُكَ يَرْتَدُّ عَلَى رَأْسِكَ." (عو15). ويطلب باروخ النبي من أورشليم أن تخلع حلة النوح والمذلة، وتلبس بدلًا منها بهاء المجد، وتتسربل بثوب البر، وتضع على رأسها تاج مجد الله (با5: 1،2). ويوصى القديس بولس الرسول النفوس الساعية في طريق الله قائلًا: "فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ،وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ.حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ.وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ." (أف6: 14-17). وكل ذلك لكي تستقبل أورشليم أبناءها العائدين من السبى وهم في كرامة عظيمة (با5: 6)، بدلًا من الذل والعار التي ساروا بها إلى السبى. ويصف إشعياء النبي عودتهم من السبي قائلًا: "فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ.وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ" (إش49: 22،23). وبالتالي يدللونهم على الركب (إش66: 12). كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَاـــ أي الله ـــوَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ. (إش66: 13). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم يـا رمزاً لأورشليم السماويـة |
بالتشكيل (مزمور 122) الخلاص لأورشليم |
إرميا 36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ |
رجاء و تهليل لأورشليم و كل الأمم |
أَرِيئِيل كاسم لأورشليم |