منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 06 - 2014, 10:48 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

سفر باروخ 3 - تفسير نبوءة باروك
الصلاة (با 2: 11 - 3: 8)
أما هذه الصلاة فهي فسيفساء من الآيات الكتابية، تكون لوحة جمالية من الاعتراف بالخطية (2: 12, 24, 26, و3: 2- 5)، والتماس الرحمة (2: 13-23 25 و3: 1- 5)، وطلب النجاة (2: 27- 35)، والحمد والتسبيح (3: 6،7). فكثيرًا ما نقابل هذا التقسيم الرباعى في مجموعة مزامير الإغاثة([57]). فردية كانت أم جماعية، وإن كانت لا تلتزم بنفس ترتيب هذه العناصر، أو يهمل بعضها، أو يكررها. ولا عجب في ذلك لأن مشاعر الإنسان في وقت الصلاة ليست بجامدة.
ونلاحظ أن القديس بولس الرسول يقسم الصلاة إلى أربعة عناصر أيضًا، فيوصى تلميذه تيموثاوس قائلًا:"فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ "(1تى2: 1،2).
فما من أحد يقف أمام الله، ولا يحس أنه كلا شيء أو خاطئ، ويعترف له بإحساناته طوال فترة حياته الماضية. ويعتمد على وعوده السابقة.فإبراهيم أب الآباء يقول: "انِّي قَدْ شَرَعْتُ اكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ" (تك18: 27). وداود يقول: "أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَان. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ... لأَنَّ آثَامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي. كَحِمْلٍ ثَقِيلٍ أَثْقَلَ مِمَّا أَحْتَمِلُ.قَدْ أَنْتَنَتْ قَاحَتْ حُبُرُ ضَرْبِي مِنْ جِهَةِ حَمَاقَتِي. "(مز22: 6 و38: 4،5).وأيوب الصديق يقول: "فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ! وَلَكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا.اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي.بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ "(أى42: 3-6). وفي مثل الفريسي والعشار نجد أن السيد المسيح طوَّب العشار دون الفريسي. وذلك بسبب تذلله أمام الله، ووصفه قائلًا: "فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ "(لو18: 13).
فباروخ النبي يقف هو والشعب أمام الله، ويعترفون بأخطاء الماضي، وكيف أن هذه الأخطاء تضاعفت من التمرد والعصيان إلى رفض التأديب. وإن هذه الخطايا هي موجهة ضد الله مباشرة أو ضد رسومه وشرائعه فيقول:"إننا خطئنا ونافقنا وأثمنا([58])ـــ لاحظ تطور الخطية ـــ أيها الرب إلهنا في جميع رسومك.... فلم نسمع بأن نتعبد لملك بابل ـــ رفض التأديب ــ... فإننا قد خطئنا إليك... إسمع صلاة قوم إسرائيل وبنى الذين خطئوا إليك الذين لم يسمعوا لصوت إلههم وقد لحق الشر بنا ـــ العقاب واليد العالية". ونتيجة التألم في الجسد كُفَّوا عَنِ الْخَطِيَّةِ (1بط4: 1).فبدءوا يرجعون بكل قلوبهم، ويلتمسون مراحم الله، ويذكرون أنهم شعبه، وأن أيَّة إهانة لهم هى إهانة له شخصيًا. فلذلك يرجونه أن يعمل لأجل اسمه المهان بين الأمم، وكأنهم يرددون قول المزمور: "لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا لَكِنْ لاِسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ." (مز115: 1). أو قول إرميا النبي:" وَإِنْ تَكُنْ آثَامُنَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا يَا رَبُّ فَاعْمَلْ لأَجْلِ اسْمِكَ...يَا رَبُّ وَقَدْ دُعِينَا بِاسْمِكَ. لاَ تَتْرُكْنَا" (إر12: 7- 9).

سفر باروخ 3 -الصلاة (با 2: 11 - 3: 8)
ومما يلفت النظر في هذه الأعداد، ترادف مجموعة أفعال ذات طابع خاص: "اسمعيا رب صلاتنا...أيها الربالتفت...انظر إلينا وأمل أذنك واستجب وافتح عينيك وانظر... نلقى تضرعنا أمامك". وهذه الأفعال تمثل ردود فعل المصلى كما لو كان الله غافلًا عن البلايا التي تحيط به. ونرى هذه الأفعال في صلاة حزقيا ملك يهوذا عندما حاصره ربشاقى فقال: "أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعِ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ وَاسْمَعْ كُلَّ كَلاَمِ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللَّهَ الْحَيَّ." (إش37: 17).
ونلاحظ أن توسلهم لم يقم على استحقاقاتهم الشخصية، أو بر آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب، أو ملوكهم داود وسليمان وحزقيا ويوشيا. بل قائم على تمجيد اسم الله، وإذلالهم لأنفسهم والرجوع إليه ونبذ كل خطية.
" لكن الروح الكئيب من الشدة والذي يمشى منحنيًا ضعيفًا <بسبب التأديب ــ ويعلق بولس الرسول على هذا الموضوع قائلًا: وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ. (عب12: 11)>والعيون الكليلة <من كثرة البكاء>والنفس الجائعة <من كثرة الصوم>" (با2: 18). فهذه هى علامات التائب، لأن روح الإنسان تتأثر بسلوكياته كما أن سلوكيات الإنسان تتأثر بروحياته.
وهنا (با2: 17،18) يضع باروخ النبي تضادًا شعريًا بين الإنسان المُصِرِّ على خطاياه ـــ حيث أنه مائت بسبب بعده عن الله، وبين الإنسان التائب ــ حيث أنه حى ويستجيب لعمل الروح القدس.
ويلتمس باروخ رحمة الله، من أجل عظام الملوك، وعظام آبائهم، التي أصبحت دمنة على وجه الأرض. فإكرام عظام الموتى، هو تقليد قديم، وفي كل الشعوب، قديمًا وحديثًا، شرقًا وغربًا، وفي جميع الأديان. فكم بالحرى يكون إكرام عظام القديسين مثل عظام إليشع النبي التي عندما مسَّت ميتًا قام في الحال (2مل13: 21).
ويطلب باروخ النجاة على أساس وعود الله مع آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب، متذكرًا معاملات الله معهم قديمًا حيث أحاطهم بكل رأفة ورحمة، لأنه يفتقد بالإحسان إلى ألوف الأجيال، كما تكلم على لسان موسى عبده قائلًا:"... لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الذِينَ يُبْغِضُونَنِي وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ...فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍوَالمُجَازِي الذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لا يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ." (تث5: 9 و7: 9،10). ويستشهد باروخ ببعض الآيات من سفرى اللاويين والتثنية.
ويختتم باروخ صلاته بنبرة الثقة في وعود الله. لذلك يسبحه ويحمده، مؤكدًا أن هذا التسبيح ناتج عن عمل الله فيهم، بوضعه مخافته في قلوبهم، ومؤكدًا قول إشعياء النبي: "بِكَ وَحْدَكَ نَذْكُرُ اسْمَكَ...يَا رَبُّ تَجْعَلُ لَنَا سَلاَمًا لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا." (أش26: 13، 12)، ويركز باروخ على قلب الإنسان ــ حيث أن القلب مركز الأحاسيس والعواطف والمشاعر، ومكان استعلان الله في الإنسان، حيث تسكن كلمته.
وهذه الصلاة تشبه صلاة دانيال النبي (دا9: 4-19) إلى حد كبير. وذلك بسبب الخلفية الدينية والظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تحيط بهم، والتقارب الفكري الناتج عن الاختلاط في العبادة. حيث كانوا يعيشون في نفس الزمن. ولحد ما تتشابه مع صلاة عزرا (عز9: 5-15)، ومع صلاة نحميا (نح1: 1-14).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إرميا 36 :4 فدعا ارميا باروخ بي نيريا فكتب باروخ
الصلاة تنقى الفكر، الصلاة تظبط الفم، و الصلاة تمنع الفعل الخطأ.....
لغة سفر باروخ
باروخ
باروخ


الساعة الآن 11:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024