الصلاة الدائمة
الدرجة الثالثة: الصلاة الدائمة
قال القديس ثيئوفان الناسك أن النوع الثالث من الصلاة أو الدرجة الثالثة هي الصلاة الدائمة وهي الصلاة الحقيقية، حيث يكون القلب طوال النهار مع الله، وهذه عطية الله يعطيها إلينا. فالنوع الأول والثاني تدريب لكي نصل إلى الصلاة الدائمة.
قال القديسين مثل رجل يريد أن يشعل نار ففي بداية الأمر تتعب عينيه من الفحم وتدمع وعندما تشتعل النار يبدأ يتدفأ بها. ففي النوع الأول والثاني نكون كمثل من يسخن الفحم، وبعد أن نتخطى هاتين المرحلتين نصل إلى دفئ الصلاة وستعرفها عندما تجربها. ولا تظن أن هذا مستوى عالي، بل هي للعامة للكل. ولكن تحتاج إلى اجتهاد وإصرار الإنسان في أول نوعين.
ويقول القديس ثيئوفان الناسك أن الصلاة الدائمة (دفئ الصلاة) مثل القديس أبو مقار الذي كان يصلي باليومين والثلاثة. فهذا القديس أيضًا بدأ بترديد الصلاة ثم الصلاة السهمية أو العقلية ثم وصل إلى هذه الدرجة.
اجتهد في أول نوعين والرب سيعطيك الثالثة عطية، ولكن هذه الدرجة تحتاج لمن لديه رغبة وأمنيته أن يكون رجل صلاة. فوصية الرب لنا: أن نصلى كل حين ولا نمل
صلاة:
ربنا يا أحبائي الذي أوصانا أن نصلى كل حين ولا نمل -نص الآية: "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (إنجيل لوقا 18: 1)- يرسل لنا روحه القدوس في كل لحظة يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا. آمين.