أهمية الرجاء لخلاص الإنسان
يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى لأهل كورنثوس "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة" (1كو13:13) فإذا كان يقول يثبت الإيمان والرجاء والمحبة فكيف يُقال عن السيد المسيح إنه كان بلا رجاء؟!..
الرجاء هو شرط لخلاص الإنسان وقد قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية الأصحاح الثامن "نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضًا نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا لأننا بالرجاء خلُصنا" (رو8: 23، 24) فبدون الرجاء لا يمكن أن يخلص الإنسان. فإذا كنا نحن بالرجاء خلُصنا، فكيف يفقد المخلِّص نفسه الرجاء؟!!
ويقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين الأصحاح السادس ابتداءً من الآية 9 "ولكننا قد تيقنا من جهتكم أيها الأحباء أمورًا أفضل ومختصة بالخلاص. وإن كنا نتكلم هكذا، لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم. ولكننا نشتهى أن كل واحد منكم يُظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلى النهاية" (عب6: 9-11) لكي نقدر أن نتكلم عن الإنسان بأمور أفضل ومختصة بالخلاص، لابد أن يتمسك بيقين الرجاء إلى النهاية.. بمعنى أن الإنسان لا يحيا بالرجاء فترة ثم يفقد رجاءه.
فقد أكمل الرسول وقال "لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد" (عب6: 12). ونلاحظ في هذا النص أيضًا أنه إلى جوار التمسك بيقين الرجاء إلى النهاية، أنه لابد أن توجد أعمال من أجل الله وتعب محبة نحو اسمه وخدمة واجتهاد إلى النهاية.
و في الآية 18 من نفس الأصحاح "حتى بأمرين عديمي التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنُمسِك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمِرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب"(عب6: 18، 19) فمن يريد أن يدخل ملكوت السماوات، لابد أن يتمسك بالرجاء.. وهذا يُشبّه بمركب تُريد أن ترسى في وسط بحر هائج، فتُنزل هلب أو هلبين ليغطسوا في الرمل في أعماق البحر، فتثبُت المركب لئلا تشدها التيارات وتغرق "كمِرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب"..