لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا
يقول البعض نحن نتناول لكي لا نخطئ، ثم يعودون للخطية مرة أخرى؛ هذا غير سليم، لأنه لابد من الاستعداد للتناول..
لماذا نرى الكاهن يصرخ بأعلى صوته ويقول القدسات للقديسين؟ لأنه لابد أن يعِّد الإنسان نفسه للتناول بالتوبة والاعتراف، وأيضًا بالامتناع عن الخطية.
يعطينا سر الإفخارستيا قوة الحياة والثبات في المسيح لكن كيف تعود إلينا هذه الحياة ونحن مازلنا نخطئ و في شركة مع الموت؟! لذلك لابد من تقديم توبة واعتراف.. والكاهن يقول في صلاة التحليل {أيها السيد الرب يسوع المسيح الذي قطّع كل رباطات خطايانا من قِبل آلامه المخلصة المحيية.. طهره، باركه، حالله} أي حِلّه من كل رباطات الخطية. فلا يظل عبدًا ومقيّدًا بالخطية. لابد أن يدخل إلى مرحلة الحرية من الشر وبذلك يؤهَّل لأن ينال الحياة الأبدية.. لذلك يقول الكاهن في الاعتراف الأخير عن جسد الرب {يُعطَى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه}.
ليتنا لا نستخف بسر القربان المقدس ونتذكر كلام معلمنا بولس الرسول "إن أخطأنا باختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا. بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين" (عب10: 26، 27).
ويقول أيضًا "ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو2: 5).
وقال "الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" (1كو11: 29) وبقوله "لكن ليمتحن الإنسان نفسه"، يقصد أن لا ينوى في داخله أن يذهب ليسلّم المسيح مثل يهوذا ويأتي ويجلس على مائدة الفصح. فقد قال السيد المسيح ليهوذا "ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة" (يو13: 27) بمعنى إن كنت تريد أن تتوب، فتُب، وإن كنت تريد أن تسلمني، أخرج سريعًا لأني أريد أن أبدأ القداس ولما قال له هذا اعتبر يهوذا أن هذه فرصة ذهبية له لكي يخرج ويأخذ أجرة الظلم والخيانة ويسلم المسيح لليهود.
فلا ينبغي أن يضع الإنسان في نفسه أن يخون السيد المسيح ثم يتقدم إلى الأسرار المقدسة.. لكن ينبغي أن يضع في قلبه ألا يعود إلى الخطية مرة أخرى ويمتحن نفسه، وليس هناك مانع من تأجيل المناولة أسبوعًا أو اثنين أو ثلاثة أو ربما أكثر إلى أن يمرّن إرادته كيف تنقاد بالروح لأنه "إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو8 : 13).