*فأراد الملاك أن يعطيه علامة على صدق البُشرى، بأن يعرفه بنفسه.. "فأجابَ المَلاكُ وقالَ لهُ: "أنا جِبرائيلُ الواقِفُ قُدّامَ اللهِ، وأُرسِلتُ لأُكلمَكَ وأُبَشرَكَ بهذا" (لو1: 19).. فعندما تأكد الملاك من شك زكريا أنذره بالعقاب جزاءً لعدم إيمانه فقال له:"وها أنتَ تكونُ صامِتًا ولا تقدِرُ أنْ تتكلَّمَ، إلَى اليومِ الذي يكونُ فيهِ هذا، لأنَّكَ لم تُصَدقْ كلامي الذي سيَتِمُّ في وقتِهِ" (لو1: 20).
*ولاشك أن الصمت الذي حدث لزكريا كان مصحوبًابأصم (عدم السمع)، بدليل أن الناس كانوا يخاطبونه بالإشارة حين أرادوا أنيعرفوا الاسم الذي يتسمى به المولود.. وقد حدد الملاك لزكريا موعد انتهاء فترة صمته، وهو اليوم الذي يتحقق فيه كل ما أنبأه به.
وقد أثار إبطاء زكريا فيالهيكل عن المعتاد استغراب الشعب.. لماذا تأخر؟! ماذا حدث؟! فخرجلهم صامتًا يُومئ لهم برأسه، فأدركوا أنه رأى رؤيا، وأكد ذلك لسانه الذيانعقد وأذنيه اللتين أصيبتا بالصمم.
*واستكمل زكريا خدمته رغمما حدث له.. وحبلت أليصابات، وأخفت نفسها خمسة أشهر خوفًا من تعييرات الجيران، وكانت تردد القول بإن الله فتح رحمها.. إذ نزع عنها عارها، لأن شعب إسرائيل كانوا يعتقدون أن العقم هو علامة على غضب الله على الشخص،فكانوا يعيرونه بذلك.. فهم كما حسبوا الولادة رضى من الله، إذ سلكوابوصايا الله.. "وألتَفِتُ إلَيكُمْ وأُثمِرُكُمْ وأُكَثرُكُمْ وأفي ميثاقي معكُمْ" (لا26: 9). وقوله لنوح وبنيه:"أثمِروا واكثُروا واملأَُوا الأرضَ" (تك9: 1).. لذلككانوا يعيرون العاقر بعدم تمتعها بالثمر والإكثار الذي من عند الرب.
من هنا نرى الخطالمشترك الواضح في قراءات الأحد الأول هو:"البشارة المفرحة".. واستجابةالله للصلوات المستمرة التي كان يقدمها زكريا وامرأته أليصابات..وبدأت الكنيسة شهر كيهك بهذه البشارة لتهيئ ذهننا لولادة المُخلِّص الذييأتي ويُخلِّص الجميع من سلطان الخطية وأسر الشيطان.
ليعطينا الرب روح الصلاة والطلبة المستمرة،
والإيمان بمواعيده الصادقة..
ولإلهنا المجد في كنيسته المقدسة..
من الآن وإلى الأبد آمين.