منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 06 - 2014, 05:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

من عظة في عيد البشارة

اليوم تترنم الرتب الملائكية بألحان التسابيح والفرح، ويضىء نور البشارة بالمسيح متلألأ على المؤمنين، اليوم هو ربيعنا المبهج، اليوم يشرق شمس البر – المسيح – بأشعته الوهاجة علينا، فينبر أذهاننا.
اليوم تشع نعمة الله والرجاء في غير المنظور موضحاً السر المكتوم منذ الأزل، اليوم تتحقق نبوة دواد المرنم "لتفرح السموات وتبتهج الأرض".... اليوم استعلان لسر المسيحيين الذين بارادتهم وضعوا رجاءهم في المسيح.
اليوم جاء جبرائيل الواقف أمام الله إلى العذراء كلية الطهر حاملاً البشارة المفرحة قائلاً "السلام لك يا ممتلئة نعمة" (لو 1: 68) ولما كانت العذراء في حيرة، كشف لها الملاك ملخص الرسالة: "لا تخافى يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله، تلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية، فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟... الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو1: 35).
اختارت النعمة مريم دون سواها لأنها برهنت على رزانتها وسط كل الأجيال، فلم تكن مثل حواء الأولى الفاسدة الذهن التي خدعها الشيطان بسم قوته المهلكة، بل مريم هذه بفضيلتها رفعت مضايقات القديسين، وفيها وحدها انصلح سقوط هذه الأم الأولى حواء.
فى حيرة تساءلت العذراء عن مصدر هذه الحكمة والبركات والكنوز والعطايا السمائية، إنها وجدت نعمة عند الله، ليست حسب مقاييس الطبيعة، إنها تعلم الأمور المخفية حتى عن الآباء والأنبياء، إنها تعلم ما كان مختوماً حتى عن الملائكة، إنها التي تقبلت وحدها الأمور التي جهلها الملهمون من البشر، لأنه حيث يحل الروح القدس، يكشف الأمور التي سبق تدبيرها وحيث تكون النعمة الإلهية حاضرة يكون كل شيء ممكناً بالله.

من عظة في عيد البشارة
وكما ان الينبوع المتدفق ينبع مجارى مياه، هكذا أيضاً هذا الينبوع الدائم التدفق والدائم حياة يفيض نوراً للعالم، نوراً دائماً وحقيقياً هو المسيح إلهنا الذي يفرح العالم كله، وقد لاق بالملاك أن يقول لمريم "السلام لك يا ممتلئة نعمة، الرب معك "إذ كان يلقى فيها كنز النعمة، وهي وحدها من بين كل الأجيال قامت كعذراء طاهرة جسداً وروحاً تحمل ذاك الذي يحمل كل الأشياء.
لقد خاطبها الملاك "الرب معك" الله بنفسه معك وليس زوجاً أرضياً، معك إله التقديس، أب الطهارة، ينبوع عدم الفساد، واهب الحرية، خادم الخلاص، معطى السلام الحقيقى، هذا الإله معك وفي نفس الوقت يتجسد منك.
السلام لك.... معك مصدر النور الذي يضئ لكل المؤمنين به.
السلام لك..... يا من يشرق فيك شمس البر وزهرة الحياة غير الدنسة! وسكن فيك الذي يقدس كل الأشياء.
السلام لك يا روضة زكية الرائحة، وكرمة دائمة الإزهار، السلام لك ايتها التربة غير المفلحة التي أثمرت بوفرة، وانجبت ما يفوق الطبيعة، فقد جعل الله الكلمة الذي هو من فوق له مسكناً فيك.
لقد اشتهى الآباء والأنبياء أن يروه ولم يروه، بعضهم تنبأ ونظر رؤى وظلال ورموز، أما مريم العذراء فهى وحدها التي اعلن لها رئيس الملائكة جبرائيل بنفسه بطريقة واضحة مبشراً إياها بالبشارة المفرحة.... وهكذا تقبلت وانجبت اللؤلؤة كثيرة الثمن.
فهى بحق قدس الأقداس بقبولها كنز القداسة الكامل، وقد سمعت رئيس الملائكة واعلن لها الاسرار الكاملة بوضوح، فلنكرم ونطوب ونمدح قضيب يسى، التي قمطت ذاك الذي يغطيه النور كثوب (مز 104:2).
لقد اضطجعت المسيح في مزود، وهو ذاك الجالس على الشاروبيم والممجد من الطغمات العلوية،!! في المزود المخصص للحيوانات غير الناطقة اضطجع كلمة الله، ليقدم للبشرية، التي صارت غير عاقلة بإرادتها، بصيرة العقل الحقيقى.
فى الموضع الذي يأكل فيه القطيع رقد الخبز السماوى لكى يقدم قوتاً روحياً للذين يعيشون على الأرض كالحيوانات، لم يكن له مكاناً في المنزل هذا الذي أسس السماء والأرض!! وإذ هو غنى افتقر! واختار اتضاعاً عجيباً من أجل خلاص طبيعتنا، لكى نرث صلاحه، هذا الذي كمل كل بر في اسرار تدبيره غير المنطوق بها.
فى السماء كان في حضن الآب، وفي مغارة المزود اضطجع بين يدى أمه، وقد أحاطت به طغمات الملائكة مترنمة وممجدة، ففى السماء كان جالساً عن يمين الآب، وفي المزود استراح كما لو كان على الشاروبيم، إذ جاء ليتمم ألامه الخلاصية ويمنحنا الفرح الدائم غير المدرك.
غير الجسدى قدم تحية لمن في الجسد "السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك".
السلام لك لأنك بالحق مستحقة للفرح ولبست ثوب النقاوة وتمنطقتى بالرزانة.
السلام لك لأن نصيبك هو مركبة الفرح السماوى.
السلام لك لأنه خلالك صار الفرح للخليقة كلها وعن طريقك استردت البشرية كرامتها.
لم تضطرب مريم لأن بتوليتها اعطيتها نوع من المساواة والمشابهة مع الملائكة، ولم تتسخ أو تنطفئ شعلة بتوليتها.
و خلال الملاك المبشر جبرائيل قدمت كل الطغمات السمائية السلام للعذراء، بل ورب الطغمات السمائية ورب كل الخليقة اختارها بنفسه، لأنها قديسة صالحة، وخلال قداسة أحشائها وطهارتها ونقاوتها يولد "اللؤلؤة المضيئة" من أجل خلاص العالم كله.
جسدك أطهر من الذهب وأحشاؤك رآها حزقيال كالبلور، إنها مزروعة في بيت الله كشجرة الزيتون المثمرة التي ظللها الروح القدس وعن طريقها دعينا أبناء وورثة ملكوت المسيح! هي فردوس غير فاسد دائم الإزهار، هي مجد العذراى، وفخر الأمهات، هي المعين الأكيد للمؤمنين، ومثال الأتقياء، هي ثوب النور ومسكن الحق، هي مقام البر، كل من يحبها ويأخذ من بتوليتها النقية الطهاهرة يتمتع بنعمة الملائكة، فكل من يحفظ سراج البتولية غير منطفئ يستحق أن ينال الأبدية التي لا تذبل، ومن يحفظ نفسه بثوب العفة غير الدنس يؤخذ إلى جمال البر السرىا، ومن له زيت إضاءة الفهم وبخور الإدراك النقى يرث وعد الكرامة الروحية والتبنى الروحى.
بليقة أرسلت النعم إلى العذراء القديسة، والاسم الذي اعطى لها كان ملازما لها، فقد كانت تدعى "مريم" أي استنارة، وأى شيء أكثر ضوء من نور البتولية العذراوية؟ ولهذا السبب دعيت الفضائل "عذارى"... إنها البشارة السارة الخاصة بتدبير المخلص الذي كشفه للضالين واعلنه للبائسين واضاءه للعميان، ويقيم الموات ويعتق العبيد ويحرر المأسورين.
لم يكن له موضع في المنزل (لو 2: 8) ذاك الذي أوجد كل الأرض... كانت تقوته باللبن، ذاك الذي يقوت الكل ويهب حياة لكل كائن حى، وقمطت بالخرق ذاك الذي يصون المسكونة كلها... واضطجعت في المزود الجالس فوق الشاروبيم (مز80:1).
اشرق نور سماوى حول ذاك الذي يضئ المسكونة كلها! جنود السماء سبحته لأنه الممجد في السماء قبل الدهور، ونجم بضيائه قاد الآتيين من بلاد بعيدة إلى ذاك الذي هو مشرق بحق.
ومن المشرق جاء الآتيون بالهدايا إلى الذي افتقر من اجلنا، وأما والدته فقد حفظت هذا الكلام وخبأته في قلبها كمن يتقبل كل الاسرار...
جاء إليها جبرائيل ليعلن الخلاص للعالم كله وليحمل علامة شفاء آدم ويحول خزى جنس النساء إلى كرامة، ويعد حجال العريس طاهراً!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البشارة ذُكرت حادثـة البشارة فى إنجيل القديس لوقـا بوضوح
فهو عيد ليس لمجرد البشارة بالميلاد، بل البشارة ببدء موكب الخلاص
فى قصة البشارة، يفرحنا أن الذى حمل البشارة ملاك
البشارة ليوسف كانت بعد الحبل المقدس أما البشارة مريم فكانت قبل ذلك فلماذا؟
يا ملك البشارة إبعت لينا ملاك البشارة بالسلام و المعجزات المستحيله


الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025