غضب الله
4) غضب الله The Anger of God
تخيل الابيقوريون أن الله كيان جامد غير فعال على الإطلاق، سعادته تتطلب أن يظل منعزلًا عن العالم بدون غضب أو عطف، لأن هذه المشاعر لا تتفق مع طبيعته، ففرد لاكتانتيوس عملًا كاملًا للرد على هذا الاعتقاد الخاطئ، وكتبه نحو سنة 313 أو سنة 314 م، وهو يؤكد أن فكر الأبيقوريين هذا يعنى إنكار العناية الإلهية بل وإنكار وجود الله نفسه، لأنه إن كان الله موجود فلا يمكن أن يكون غير عامل أو فعَّال، لأنه يحيا ليعمل، لذا لابد أن يكون له حركة وعمل، وما هذا العمل إلا تدبير وتنظيم الكون والعالم... ويرفض لاكتانتيوس أيضًا مفهوم الرواقيين عن الله إذ يقولون أنه عطوف رحوم لكنه لا يغضب، لأنه إن لم يغضب الله، لا يمكن أن تكون هناك عناية إلهية لأن عناية الله للإنسان تتطلب أن الله يغضب من هؤلاء الذين يصنعون الشر، فكما أن الله يحب الصالحين، كذلك يبغض الأردياء ويشير الكاتب عدة مرات إلى "القوانين الإلهية" ويرسل هذا العمل لشخص يدعى دوناتوس Donatus.