فوضى المضادات الحيويه تقتل الأطفال
التعامل الخاطئ مع المضادات الحيوية يشهد ازدياداً غير عادي في التداول بين الناس بل والأخطر إصرار الأمهات عليه وإعطائه للأطفال دون استشارة الطبيب مما قد يودي بحياة الطفل.
ويشير دكتور محمد سمير عبـد الوهاب طبيب الأطفال بمستشفي أبو الريش التخصصي الجامعي الياباني إلى أن هناك انطباعاً لدى معظم الأمهات أن المضاد الحيوي يعد جزءاً لا يتجزأ من الروشتة العلاجية، لدرجة أنها تعتبر الطبيب الذي تفتقر روشتته للمضاد الحيوي طبيبا غير كفء، وتقوم بزيارة غيره أو تطلب من الصيدلي مضادًا حيوياً مناسباً لطفلها أو تنساق وراء وصفات الأقارب والجيران لبعض المضادات التي تحسن أبنائهم عليها.
يضيف دكتور محمد أن هناك أيضاً من تستخدم المضاد الحيوي لحين استقرار الحرارة أو نفاذ العبوة دون الالتزام بالجرعة والأيام..وهناك البعض الآخر الذي يطلب منه الطبيب إجراء اختبار حساسية للمضاد الحيوي قبل إعطائه للطفل، ولا يبالى، الأمر الذي قد يكلفهم جميعا حياة أطفالهم أو أن يعيشوا معاقين مدي الحياه.
ويؤكد دكتور محمد أنه يجب ألا نقرن وصف المضاد الحيوي بارتفاع حرارة الطفل، فقد يكون الالتهاب فيروسيا، وحينها لن يحتاج الطفل على الإطلاق إلى المضاد الحيوي، أو لا يكون بالضرورة التهابا، فالاستخدام المفرط للمضادات الحيوية أو عدم استخدام المضاد الحيوي المناسب بالجرعة المناسبة والأيام المطلوبة يؤدي إلى ارتفاع معدل مقاومة الميكروب للمضادات، بالأضافه إلى أن الإسراف في استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة يقتل البكتريا النافعة التي تعيش في الأمعاء، وبذلك نفقد خط دفاع هام ضد الميكروبات، فيصبح الطفل عرضة للعدوي بالبكتريا الضارة بسهولة. فضلا عن خطورة الاستخدام في حديثي الولادة والرضع بما يزيد من معدلات الإصابة بأمراض الحساسية والربو الشعبي فيما بعد. والفشل الكلوى عند الأطفال.
ويلفت دكتور محمد إلى أن الإهمال في عمل اختبار حساسية المضاد الحيوى قد ينتج عنه حدوث أعراض الحساسية الحادة وقد تحدث الوفاه في وقت قصير وهي كارثة بكل المقاييس أن يدفع الطفل ثمن جهل وإهمال والديه ويكون الثمن حياته