رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعمال الرهبنة أولًا: البعد التاريخي للرهبنة: * لقد ظهرت عدة أنماط من الرهبنة في الكثير من دول العالم وفي أوقات متفرقة وبعيدة فقد ظهر نساك في الهند (البوذية) وعند الإغريق. ولقد كان النسك ظاهرة في الأنظمة الفيثاغورثية والأفلاطونية الحديثة، وفي الصين (البراهمة رهبان شاولين عند قدماء المصريين عند اليهود (إيليا وأليشع ويوحنا المعمدان سكنوا البراري) ولقد سمى القديس جيردن أبناء الأنبياء الذين ورد ذكرهم في سفر الملوك برهبان العهد القديم. ظهور الأنظمة الرهبانية في مصر وتطورها 1 نظام العزلة (الفردية): ومؤسس هذا النظام الأنبا أنطونيوس الذي ولد 251 م.، في مدينة (كوما) قرب بنى سويف. وقد رباه والداه على التقوى والفضيلة فقد أبويه في سن الثامنة عشر أهتم بتربية أخته الصغيرة، وفي أحد الأيام ذهب إلى الكنيسة وسمع الشماس يقول:" إن أردت أن تكون كاملًا فأذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" (مت21:19)، وفي الحال قام القديس وباع كل أملاكه ووزعها على الفقراء، وألحق أخته ببيت للعذارى وذهب إلى الصحراء، وهناك ذاع صيته وأنتشر خبر قداسته بين الناس، وتجمع حوله عدد كبير من راغبي العزلة والرهبنة وتتلمذ على يديه القديس أثناسيوس الرسولي نزل الأنبا أنطونيوس من البرية مرتين وذهب إلى الأسكندرية لمؤازرة المسيحيين أثناء الاضطهاد وتأييد البابا أثناسيوس في جهاده ضد الأريوسية، تنيح بسلام في 22 طوبة سنة 365 م. وفي النظام الأنطوني لم يضع الأنبا أنطونيوس نظامًا للحياة النسكية، ولم يطالب النساك بأكثر من التقشف والصلاة والعمل اليدوي، ويعتبر ميلاد هذا النظام سنة 305 م.، لأنه في هذا العام تكاثر الرهبان جدًا حول الأنبا أنطونيوس وبسبب كثرتهم أجبروه أن يقطع عزلته ويخرج لتعليمهم ويعظهم ثم يرجع إلى حصنه المهجور. 2 الفردية المترابطة: وفيه يعيش الراهب منفردًا ولكن في تناسق مع جماعة رهبانية يعيش فيها البعض في قلالي منفردة وجماعات كانت تعيش في قلاية واحدة، ومؤسس هذا النظام هو القديس مكاريوس الكبير (301-390 م.)، وقد ولد هذا القديس بالصعيد من أبوين مسيحيين فقيرين، هذباه على روح النسك في حداثته كان يشتغل برعاية البقر، وعندما بلغ سن الثلاثين من عمره قصد الأنبا أنطونيوس بوادي النطرون وتتلمذ له ذاع صيته وكثر عدد تلاميذه، فقام وبنى لهم ديرًا فخما مازال إلى اليوم. وفي سنة 375 م.، نفاه فالنص الأريوسى إلى جزيرة فيله بالصعيد الأعلى مع عدد من الرهبان، ثم رجع إلى بريته إلى أن تنيح بسلام وله من العمر 90 سنة وقد بلغ عدد رهبانه 1500 راهب، ومن تلاميذ القديس مكاريوس الكبير (الأنبا بيشوى - الأنبا موسى الأسود - القديسين مكسيموس ودوماديوس - والقديس يوحنا القصير، وغيرهم). 3 الرهبنة الديرية حياة الشركة: وقد صار فيها الرهبان يسكنون داخل سور واحد وتجمعهم شركة واحدة في الأكل والشرب والصلاة واستحدثت وظائف وصناعات لتنظيم هذه الحياة، ومؤسس هذا النظام هو القديس باخوميوس الكبير (285-346 م.) وقد أسس حوالي 9 أديرة في حياته، وأكمل المسيرة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين (333-451 م.) الذي بلغ عدد الرهبان في عهده 2200 راهبًا بالدير الأبيض (دير الأنبا شنودة) و1800 راهبًا بالدير الأحمر. * (دير الأنبا بيشوي): وقد أدخل الأنبا شنودة نظام شديد الصرامة على الرهبان من حيث النسك والتقشف والصلاة واستحدث عهد كتابي يكتبه الراهب الجديد على نفسه وجعل الرهبنة في أديرته قاصرة على الأقباط فقط. 4 الرهبنة النسائية: بدأت أولًا في البيوت مثل بنات فيلبس المبشر (الأربعة عذارى) في مدينة قيصرية اللاتي كان يتنبآن (أع 9:29). * بعد ذلك ظهرت بيوت العذارى، أودع فيها القديس ديمتريوس الكرام زوجته (188-223 م.) وكذلك الأنبا أنطونيوس. * ظهور العذارى وأول من أسس هذه الأديرة هو الأنبا باخوميوس أب الشركة الذي أسس دير لأخته في طاشين وبلغ عدد راهباته 400 راهبة، ثم أنشأ ثلاثة أديرة في أخميم وحدها وأكمل المسيرة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. * في القاهرة يذكر المقريزي أنه في القرن الخامس عشر وجد سبعة أديرة للراهبات. * ضعف الرهبنة: ازدهرت الرهبنة في القرنين الرابع والخامس الميلادي ومع بداية القرن السابع أخذت الرهبنة في الاضمحلال بسبب: أ غزوات البربر البدو على الأديرة. ب المنازعات الطائفية. ج دخول العرب مصر ويعتبر من أهم الأسباب لضعف الرهبنة. * ازدهار الرهبنة: بدأ من البابا كيرلس الخامس مرورًا بالبابا كيرلس السادس حتى البابا شنودة الثالث. الأديرة الحالية: أ الرجال: دير أبو مقار - دير البراموس - دير السريان - دير الأنبا بيشوى - دير مارمينا بمريوط - دير مارجرجس بالرزيقات - دير الأنبا شنودة بسوهاج - دير الأنبا باخوميوس بأدفو - دير الأنبا بولا - دير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر - دير دير المحرق - دير الأنبا صموئيل المعترف - دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا - دير مارجرجس بالخطاطبة - دير الأنبا شنودة بميلانو - دير الأنبا أنطونيوس والأنبا موسى بالسودان - دير الأنبا أنطونيوس بالقدس - دير الملاك غبريال بجبل القلمون. ب للراهبات: دير أبى سيفين مصر القديمة - دير مارجرجس مصر القديمة - دير مارجرجس حارة زويلة - دير السيدة العذراء حارة زويلة - دير الأمير تادرس حارة الروم - دير القديسة دميانة بالبراري - دير مارجرجس بالقدس. ثانيًا: الأسس التي تقوم عليها الرهبنة 1 البتولية: * وهى معروفة منذ القدم (في العهد القديم إيليا وإليشع ويوحنا المعمدان). * السيد المسيح تكلم عن البتولية " لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات (مت 10:19-12) ويقصد بالذين خصوا لأجل ملكوت السموات (البتوليين) ومعلمنا بولس الرسول يتحدث كثيرًا عن البتولية (1كو 8:7:22:22: 28). 2 الوحدة والإنفراد: إيليا عاش عند نهر كريت وكانت الغربان تطعمه (1مل 17) ويوحنا كان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل، وبولس في بداية خدمته انطلق إلى الصحراء الغربية، والسيد المسيح نفسه قبل بداية خدمته انطلق إلى البرية. 3 التجرد (الفقر الاختياري): وفيه يتحرر الإنسان من كل مقتنياته باختياره وإرادته وأن يحيا فقيرا كما عاش السيد المسيح سيده ومعلمه. 4 الطاعة: السيد المسيح مثلًا للطاعة "مع كونه إبنًا تعلم الطاعة" (عب 8:5) وإذا وجد في الهيئة كإنسان وأطاع حتى الموت موت الصليب (في 8:2). ثالثًا: فضل الرهبنة على الكنيسة 1 من الناحية الروحية: وهذا أول جانب حمل لواءه الآباء والرهبان، إذ هو رسالتهم الأولى ولعل من أوضح وأبرز معالم هذا الجانب حياة (القدوة والصلاة) وقد تخطت حياة القدوة هذه حدود الإقليم المصري فنجد أن الكثير من الغرب قد جاءوا إلى مصر وتتلمذوا على يد الآباء الرهبان، ثم نقلوا ذلك إلى الغرب، ويكفى أن سيرة راهب واحد وهو الأنبا أنطونيوس التي دونها البابا أثناسيوس الرسولي في منفاه كانت سببًا في إشعال الرغبة النسكية في غرب أوروبا وكانت سببا في توبة كثيرين (القديس أغسطينوس). * أما الصلاة فإنه بسبب صلواتهم حفظ الله المسيحية إلى اليوم في مصر، وأنقذها من كافة المضايقات والاضطهادات. 2 من الناحية الإيمانية والعقيدية: لم يكن الآباء البطاركة والأساقفة هم وحدهم الذين يدافعون عن الإيمان، ولكن آباء البرية كان لهم دورًا بارزًا في ذلك، فالأنبا أنطونيوس لم يخرج من البرية إلا مرتين فقط مرة سنة 311 م. أثناء الاضطهاد ومرة أخرى سنة 338 م. لمساندة الأنبا أثناسيوس ضد الأريوسية. * القديس الأنبا أغاثون يضرب لنا مثلًا يوضح حرصه على سلامة الإيمان من الهرطقة والبدع. حيث جاء إليه قوم وسألوه: أنت أغاثون المتعظم؟ قال لهم، فقالوا له أنت أغاثون المهزار؟ فقال نعم أنا هو، فقالوا له أنت أغاثون الهرطوقى؟ اجبا حاشا أنى لست هرطوقيًا، لما سألوه لماذا أهملت كل ما قلناه ولم تحتمل هذه الكلمة، أجابهم قائلًا: أن جميع ما تكلمتم به على قد اعتبرته ربحًا ومنفعة إلا الهرطقة لأنها تبعدنى عن الله وأنا لا أشاء أن أبتعد عنه. * كذلك نجد أن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ترك خلوته، ورافق البابا كيرلس الكبير سنة 1431 إلى مجمع أفسس. * وعندما حاول الملك هرقل البيزنطى (631-641 م.) إجبار الرهبان على الاعتراف بمجمع خلقدونية. طومس لاون في برية شيهيت قام الأنبا صموئيل المعترف وحرم هذه المعتقدات ومزق طومس لاون ولذلك تعرض لأخطار شديدة وخلع أحد عينيه. 3 تراث الآباء الرهبان: أن الآباء الرهبان لهم تراث عظيم وغير محدود من جهة أقوالهم النافعة في كافة المجالات وكذلك فقد كان لهم فطاحل في شتى العلوم الدينية واللاهوتية وقد تركوا لنا تراثًا عظيمًا من الكتب والمحفوظات. 4 من الناحية الرعوية: كانت البرية دائمًا هي السند للكنيسة والنبع الذي يمد الكنيسة بآبائها البطاركة والأساقفة، فقد كانت الكنيسة تختار راعيها من آباء البرية وكذلك الآباء الأساقفة فالأنبا أثناسيوس هو الذي اختار سرابيون صديقه ليكون أسقفًا، والبابا كيرلس عمود الدين تتلمذ على يد سرابيون، ثم بعد ذلك صار لابد أن يكون البطريرك من آباء البرية لما يتمتع به آباء البرية من قوة في الروحانية والإفراز. رابعًا: فضل الرهبنة على المجتمع 1 من الناحية التربوية: أباء البرية شددوا على أهمية التعليم في حياة الراهب، فالأنبا باخوميوس قضى على الأمية في أديرته وجعل أن القراءة والكتابة شرط للالتحاق في أديرته. وأهتم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بتعليم رهبانه وتثقيفهم ووسع نشاطه التعليمي حتى أصبح يشمل المناطق المجاورة، وكان يفتح ديره لعامة الشعب. وبعد ضعف مدرسة الإسكندرية أصبحت الأديرة هي مركز العلوم والمعرفة. وهى التي قادت الحركة التربوية في مصر بالإضافة إلى نتاج الرهبان من التأليف قد ساعد على ازدهار حركة النسخ والمخطوطات في عصر لم يكن فيه طباعة. 2 من الناحية الاجتماعية: تأثر المجتمع بحالة الزهد التي عليها الآباء الرهبان والفضيلة. وكذلك فإن المرضى والذين يعانون من أعباء الحياة كانوا يذهبون للأديرة لنوال البركة وبفضل صلوات الرهبان انتشر السلام في قلوبهم في أوقات الحروب والأوبئة والمجاعات وأصبحت الأديرة مكان الأمن والطعام والدواء وقال هوثاك المؤرخ الألماني: "أن النساك المصريين كانوا يعتبرون في جميع العصور حتى في نظر الغرب آباء ونماذجًا للحياة المسيحية الحقيقية. خامسًا: فضل الرهبنة القبطية على الغرب * هناك بعض من النساك الذين وفدوا على مصر ونقلوا إلى بلادهم نماذج الحياة الرهبانية والديرية التي رأوها بأنفسهم في مصر، سواء بأحاديثهم وسلوكهم الرهباني أو بكتاباتهم ومن أمثلة هؤلاء: 1 بلاديوس: (كاتب بستان الرهبان) سنة 405 م. حيث زار مصر عدة مرات. 2 يوحنا كاسيان: زار غالبية أديرة مصر وقضى بها عدة سنوات وتنقل بين الآباء النساك 3 روفينوس الأكوبالي 394 م.: الذي ترجم كتاب تاريخ الرهبان إلى اللاتينية. 4 القديس جيروم: سنة 385 م. تسجيل الراهبة الرومانية بولا، وزار وادي النطرون وقام بنقل ما عرفه عن أنظمة باخوميوس إلى اللاتينية سنة 404 م. * بالإضافة إلى القديس باسليوس الكبير وغريغوريوس أسقف نيصص وغريغوريوس الناطق بالعجائب وذهبي الفم وكذلك إيلارى أسقف بواتية الذي نفى إلى أسوان دفاعًا عن الإيمان الأرثوذكسى، وبفضل هؤلاء الرجال انتشرت الرهبنة في الغرب بنفس المنهج والأسلوب المصري. سادسًا: نموذج للدور الرهباني في حفظ الإيمان الدور الرهباني في مساندة أثناسيوس أولًا: التجمعات الرهبانية ودورها في مساندة أثناسيوس ثانيًا: دور الرهبان الفردي في مساندة أثناسيوس ثالثًا: رسامه أساقفة على الكراسي الشاغرة من الرهبان رابعًا: تأثير فكر الرهبنة على أثناسيوس مقدمة* بالرغم من أن الحياة الرهبانية قامت على أساس العزلة والانقطاع الكلى عن العالم... باعتبار أن الرهبنة تستمد وجودها من عزلتها وتستمد نشاطها من صمتها وتؤدى واجبها الإيماني والكنسي إزاء مشاكل الرؤساء ومحنه الكنيسة بالصلاة من على بعد أو بزيارات خاطفه إلا أنه لم يدم هذا التحفظ ولم يدم هذا الاستقلال بصورته الحاسمة هذه في زمن أثناسيوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل كان لها دور أكثر من رائع في مساندة أثناسيوس وذلك على النحو التالي: 1- فقد ثبت بالدليل القاطع أن التجمعات الرهبانية في نتريا في أقصى الشمال بقيادة آمون وفي وسط الوادي بقيادة أنطونيوس وفي طبنسين في أقصى الجنوب بقيادة باخوم كانت أثناء الحرب الأريوسية -حرب التضليل وزعزعه الإيمان ومسخ التقليد- عبارة عن مراكز ثابتة وجصون لتجمع إيماني ضخم كانت بمثابة رصيد ثابت للكنيسة على أعلى درجه من المعرفة الكنسية والإيمانية والاستنارة العملية لا يمكن أن تقهر بأي حال من الأحوال. حاول الأريوسيين باستخدام بعض الرهبان والأساقفة المنحازين لهم أن يقتحموا هذه الحصون المنيعة فباءت كل جهودهم بالفشل وذابت العناصر الدخيلة الضعيفة في وسط هذا البحر الخضم من الروحانية. 2- كانت هذه التجمعات الرهبانية الثلاثة بمثابة نقط انطلاق فعالة لتغذية المناطق الشعبية التي ضعف فيها الإيمان. إذ انطلق كثير من الرهبان لمساندة الكنائس في أثناء محنة الاضطهاد فكسروا حدة الموجة الأريوسية التي أعد الأريوسيين لها وخططوا بالسياسة والقوة العسكرية والتزييف الديني (زيارة أنطونيوس نفسه للإسكندرية نموذج أعلى لما قام به كثيرون من الرهبان). 3- التأثير الروحي الذي ساندت به الرهبنة الكنيسة وساندت أثناسيوس شخصيًا بصلوات الرهبان.......... لقد كان ظهورهم في وسط الشعب بمنظرهم وسلوكهم الروحاني أكبر تأثيرًا في الشعب لمساندة أثناسيوس. 4- لقد استعان أثناسيوس بالرهبان في قضاء الكثير من المهام الخطيرة التي كانت على مستوى البذل للموت فتكشفت الطبيعة الفدائية التي يكتسبها الرهبان في حياتهم. 5- وقد كان لصداقة أثناسيوس برؤساء الجماعات الرهبانية سواء كان أمونيوس في نتريا أو أنطونيوس في بسبير أو باخوم في طبنسين, أثر عميق على توجيه الحياة الرهبانية وحفظها على مستوى النسك السليم وتطهيرها من الانحرافات الفكرية وإمدادها بالمعرفة اللاهوتية الصحيحة. أولًا: التجمعات الرهبانية ودورها في مساندة أثناسيوس 1- دور الأنبا أنطونيوس في مساندة أثناسيوس: أ - تأثر أثناسيوس بحياة الأنبا أنطونيوس: * فنجدة يصف أنبا أنطونيوس قائلا: كان طيبا متواضع الروح...كانت طلعته تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة وهذه النعمة أعطيت له من المخلص.... نفسه كانت قد خلت من كل شائبة فصارت هيئته الخارجية هادئة وهكذا حصل من فرح نفسه على طلعة بهية...كانت نفسه في سلام ولم يكن ذليل النفس أبدًا. * لقد كانت هذه الاختبارات قوة يدافع بها عن الإيمان متحمل العذاب الشديد وجعل دفاعه عن الإيمان رسالة حب أكثر منها رسالة تعليم وعمل فداء أكثر منه عمل واجب. ب - إرسال رسائل إلى الإمبراطور: ليعفوا عن أثناسيوس ج - إرسال رسائل إلى غريغوريوس الكبادوكى: (البطريرك الدخيل) وكان ذلك في غيبة أثناسيوس سنه 344-345.. ولكن لما أرسل إليه أنطونيوس فإنه جعل الدوق بالاكيوس يبصق على الرسالة ويقذفها من يده ولكن العدل الإلهي لم يتجاوز هذا لأنه بينما الدوق على جواده في طريقه لأول محطة بعد الإسكندرية (وقد ذكرها أثناسيوس بالأسم CHAEREAU في حياة أنطونيوس وهى على النيل على بعد مائة ميل من الإسكندرية شرقًا) وإذا بالحصان دار برأسه وعضه في فخذه وألقاه من على ظهره فمات بعد ثلاثه أيام. د - إرسال رسائل إلى أثناسيوس يهنئه بالعودة من منفاه: ه نزوله من الجبل وتعليم الشعب: فكان همه الوحيد أن يفضح الأريوسية كأردأ هرطقة خرجت ضد الكنيسة وقد أتم مهمته على مدى يومين وغادر الإسكندرية في 3مسرى الموافق 27 يوليه سنه 338 م. وخرج من المدينة بصحبة القديس أثناسيوس ووسط جموع المشيعين. 2- دور القديس باخوميوس في مساندة أثناسيوسأ - محبة وتشجيع الأنبا باخوميوس، من تاريخ حياة الأنبا باخوميوس نجد هذه الفقرة: ولما وصل أثناسيوس إلى دوناسا خرج أبونا باخوميوس مع جماعة الأخوة في خلق كثير وجمع غفير وأستقبله قبولا حسنا بالصلوات الكثيرة والتسابيح والصلوات وبكل بشاشة وفرح لأجل حضور رئيس الأساقفة وراعيهم. ب- إرسال وفد لتعضيد الكنيسة في غيبة رئيسها أثناسيوس. ج- رهبان أنبا باخوميوس يهنئون أثناسيوس بالعودة من منفاه الثاني: لقد تبنى تلاميذ أنبا باخوميوس موقف أبيهم الروحي في مساندة أثناسيوس... وحينما علموا بعودته من منفاه الثاني ذهبوا إليه لتهنئته ومساندته. د- رهبان انبا باخوميوس لا يشتركون مع الأريوسيين * يذكر تاريخ حياة باخوميوس بالعربيه ان الدوق أرتيميوس (للدولة الرومانية عشرة دوقات منهم ثلاثة مخصصون لمصر وحدها) كان يقتفى اثر أثناسيوس على طول الصعيد كله حتى وصل دير بافو وهناك رد عليه الرئيس بسارفى المسئول عن الدير أن أثناسيوس أبونا كلنا لكن حتى الآن لم أرى وجهه، فدخل الدوق- وكان بصحبته أسقف أريوسى- إلى الدير وظل يفتش عنه في كل مكان ولما أعيى قال لأب الدير وهو خارج صلى من أجلي ولكن بسارفى نظر إلى الأسقف الأريوسى الذي يرافقه وقال لهما "أن الأب (يقصد البابا أثناسيوس) قد أوفد وصية للرهبان أن لا يصلوا مع الأجانب الذين لهم شركه مع الأريوسيين". ثم انفصلوا عنه فعمل الأسقف وحده صلاة ثم جلس الوالي والأسقف وأصحابه وفيما هم جلوس طفر الوالي وحده بين الجماعة كهارب مكدود وجل وفزع ومنخره يجرى الدم وهو يقول بالكاد افلت من الموت لأجل الرؤيا التي ظهرت لي الآن........... ورحل عن الدير. 3 - التجمعات الرهبانية في نتريا بقيادة أمون:* لم يجد أثناسيوس أفضل من قلالي الرهبان ليقضى فيها معظم أوقات هروبه من وجه الأريوسية فكانت قلالي الرهبان في نظره كخيام يعقوب حسب قول أثناسيوس نفسه. * وهكذا صارت قلاليهم في الجبال كهياكل مقدسه مكتظة بجماعه الأتقياء يرنمون المزامير ويشغفون بالقراءة يصومون ويصلون فرحين برجاء الأمور العتيدة * وقد كانت مساندتهم له سواء في اختبائه أو تقديم العون له أو توصيل رسائله أو حتى بحفاظهم الإيمان خير معين في هذه الظروف. ثانيا: دور الرهبان الفردي في مساندة أثناسيوس * دور الرهبان أمونيوس وثيؤوذوروس في مساندة أثناسيوس كانوا رفقاء مرحله آلام كبيرة فكانوا سبب تعزية للقديس أثناسيوس ليست بقليلة. ثالثًا: رسامة رهبان أساقفة * معروف انه حتى إلى زمان أثناسيوس (منتصف القرن الرابع) كانت الصفة الغالبة في تعيين الأساقفة من العلمانيين من المتزوجين أيضًا, لأن الرهبنة حتى إلى ذلك الحين كانت متحفظة أشد التحفظ ومنعزلة أشد العزلة وعازفة عن النزول إلى العالم حتى وبأية حجة فاضلة. * ولكن قد أصبح أثناسيوس ناسكًا ورئيس النساك وقد دفع بأولاد كثيرين لينخرطوا في الحياة الرهبانية متأثرين بعظاته وتعاليمه وسيرته النسكية , بدأ أثناسيوس يقنعهم ليرسم منهم أساقفة بالجملة على الكراسي التي شغرت بطرد الأريوسيين -عندما قويت يده وتشددت بعد عودته من النفي الثاني- وكان عددهم كبيرًا جدًا. أثر ارتباط الأساقفة الرهبان بأديرتهم وزملائهم الرهبان:* ودون أن يدرى أو يخطط استطاع أثناسيوس أن يرتبط لأول مرة بالمؤسسات الرهبانية بالكنيسة بهذه الرسامات الجديدة والكثيرة جدا- رباطًا قوية ظل مستمرًا حتى اليوم وجعل من الأديرة ظهرًا صلبًا للكنيسة. وكأنما بهذه الرسامات جند الأديرة والرهبان جميعًا لخدمة الكنيسة خصوصا في الأوقات العصيبة التي كانت وشيكة الوقوع , فكل أسقف كان يشايعه ديره, وكل دير كان يشايعه إقليمه فلو علمنا أن الأديرة كانت في ذلك الزمان على أعلى مستوى من الألفة والمحبة والتعاون وتبادل الرهبان بعضهم مع بعض , لأدركنا مقدار الترابط والقوة الروحية التي آلت للكنيسة بهذا التدبير الجديد, وهذه هي القوة ذاتها التي خدمت أثناسيوس في هروبه الثالث حيث صارت له الأديرة وجماعات الرهبان بمثابة أعوان وأهل وجنود فدائيين في صمت وإخلاص وحب بذل حتى الموت. رابعًا: تأثير فكر الرهبنة على أثناسيوس 1- الرهبنة كانت سببًا في اختياره أسقف. 2- الاتجاه النسكي وممارسة البتولية وحياة العفة صارت خطًا أساسيًا في كتابات أثناسيوس. 3- من فرط تأثره بالرهبنة وشعوره بأهميتها ألهب الروح النسكية عند الشباب والشابات وذلك في أعقاب رجوعه من النفي الثاني 356-346 م. فبدأت موجة التكريس تأخذ اندفاعها وقوتها بصورة ملفتة للنظر جدًا ويتمثل هذا في الأتي: أ- كان يقول أن طقس البتولية وخاصة للعذارى هو طقس ملائكي كرامته في الكنيسة تفوق الوصف وله عمله السري.... ب- قال إنه إذا وجد في المدينة عذراء نقية متبتلة للمسيح فأن الله يحفظ هذه المدينة بلا سوء بسبب هذه العذراء. ج- إن العذارى هن عرائس المسيح... وإنهن ختمن عقدًا مع المسيح يدم حتى الموت.. وأنهن يمارسن الصمت والقراءة في الأسفار المقدسة ويرتلن المزامير ويعملن بأيديهن ولكن يعشن عيشة الفقر الإرادي.... وأن العذراء تعيش حياة غير مائتة في جسد مائت. د- قال عن الرهبنة هي طقس ملائكي وإنها موهبة إلهية وأنها غنى الكنيسة وإنها عطية البذل المحفوظة لله. ه - تأثر تادرس بفكر أثناسيوس الرهباني. و- تأثر أمونيوس بفكر أثناسيوس الرهباني. _____ (*) المراجع: 5 الرهبنة القبطية الأنبا يوأنس. 2 الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة (ج1، ج2) الأسقف إيسوذورس. 8 تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا. 10 كوكب البرية القمص كيرلس الأنطوني. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هى الرهبنة ؟ |
فخر الرهبنة |
الرهبنة الفردية أقوى من الرهبنة الجماعية |
أعمال آباء الرهبنة |
نذر الرهبنة |