ثالثًا: الرهبنة في حياة القديس يوحنا ذهبي الفم:
* لقد اعتزل يوحنا في ضواحي أنطاكية ليعيش كراهب، وكرس حياته للرياضات الروحية والعمل اللاهوتي الجاد.
* يقول القديس يوحنا ذهبي الفم شارحًا أصل فكرة رهبنته: "قرأت الإنجيل وأدركت أن أسلم الطرق لبلوغ الكمال هو أن يبيع الإنسان كل ما له ويوزعه على أخوته المحتاجين وينعتق من كل الاهتمامات العالمية فتنجو النفس من الاضطراب الناشئ عن التعلق بالأشياء الحاضرة".
* حال دخوله الرهبنة، كرس يوحنا نفسه لمبادئ الرهبنة بإخلاص وحماس. لقد كانت الوصية الإنجيلية في نظره هي مصارعة الشهوات الأرضية السفلى، وضبط النفس بالمحبة اللاأنانية الموجهة نحو الله، والاستجابة بأمانة لممارسات النسك من صوم ومكابدة زمهرير الشتاء، والصلاة، والتقشف الذي ترك إيذاء صارخًا في صحته طوال حياته. ومن المعروف أنه قضى كل حياته، حتى وهو بطريرك القسطنطينية، في عيشة نسك الرهبنة هذه لم يتزحزح عنها قيد أنمله.
* قد وضع القديس يوحنا دراسة بعنوان: "مقابلة حياة الملك بحياة الراهب" أوضح فيها أن مجد الراهب أكبر بما لا يقاس من مجد الإمبراطور.