16- ولكن إن تاب قلبه وتمسك بوصايا الروح القدس (من جديد)، فإن معونة الله تكون عليه. وحينئذ يفهم الإنسان أنه خير له أن يلتصق بالله في كل حين، وأن حياته هي في (الله) كما يقول داود: "صرخت إليك فشفيتني" (مز2:30)، وأيضًا: "لأن عندك ينبوع الحياة" (مز 9:36).
17- فمن رأيي، إذن أن الإنسان إن كان لا يقتنى تواضعًا كثيرًا، وهو قمة جميع الفضائل، وإن كان لا يضع حارسًا لفمه ولا يجعل خوف الله في قلبه، وإن كان لا يمتنع عن تزكية ذاته بسبب الأشياء التي يتوهم فيها أنه أصلح من غيره، وكأنه قد فعل خيرًا ما، وإن كان لا يحتمل، برضى، الإهانات التي تقع عليه، ولا يقدم الخد الآخر للذي يلطمه، وإن كان لا يندفع، بعزم، نحو كل عمل صالح ليقتنيه، وإن كان لا يحمل نفسه في يده كأنه يموت كل يوم، وإن كان لا يعتبر كل الأشياء التي تُرى تحت الشمس كأنها باطلة، ولا يردد في نفسه: "لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح" (فى23:1)، وأيضًا: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح" (في 21:1): فإنه لا يستطيع أن يحفظ وصايا الروح القدس. آمين.