فاعلية الصوم وقوته
أ) سلاح الصوم
ليس سلاح أقوى من الصوم يعطى شجاعة القلب في معركة الأرواح الشريرة. ان من يداوم على الصلاة يكون في كل وقت مشتعلا بالغيرة كالنار.
بسلاح الصوم نال جميع القديسين الأتقياء إكليل النصرة على أعدائهم، لأنه أثناء الصوم يكون العقل مستعدا ان يحتمل أشد الضربات وأسوأ الحوادث المفاجئة دون أن يهتز.
يقال بخصوص الشهداء أنهم حينما كان يبلغوا خبر اليوم الذي ينالون فيه إكليلهم، كانوا لا يذوقون شيئا البتة، ويتوقون وهم صائمون إلى ضربة السيف ليكللوا بإكليل الشهادة.
(مار اسحق السريانى)
لقد جرب آبائنا الصوم كل يوم فوجدوا انه نافع وموافق لنقاوة النفس، ونهونا عن امتلاء البطن من أي طعام حتى ومن الخبز البسيط أو من الماء أيضًا.
(الأب يوحنا كاسيان)
فلنحب الصوم جد، لأن الصوم حصن عظيم - المسيح يطلب منك جسدًا غير دنس ماتا بالصوم.
(البابا أثناسيوس الرسولي - رسالة إلى العذارى 6)
ب) الصوم من أجل الطاعة
نحن نتقبل الصوم بسرور، لأن الذين سبقونا أمرونا به، وبالأكثر لان ممارسة الصوم من أجل الطاعة بمثابة جلد الشيطان بالسياط.
(القديس نيلُس - رسالة 1: 307)
إذا افطرنا يا إخوتي والكنيسة صائمة نكون قد أفرزنا أنفسنا وصرنا سبب انحلال للضعفاء، فلا تفطروا قبل أن تفطر الكنيسة،كذلك لا تصوموا بعد أن تتم الصيام وتفطر الكنيسة، إلا أن تكون قانونًا موضوعًا من معلم التوبة بمشورة معلم مدبر، لئلا يكون صومكم غير مقبول ويجلب عليكم العظمة والافتخار ويولد فيكم الدينونة.
لا تدقق في صوم وتتهاون في آخر، لأني رأيت كثيرين يفطرون الأربعين المقدسة، وفي صوم العذراء يصومون صياما فائقا عن وضع الكنيسة بأهوية قلوبهم وبدون مشورة معلمي البيعة.
(الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا)
أي مسيحي هذا الذي بالرغم من انه في صحة جيدة وقادر إلا أنه يرفض ان يوم مع موسى وإيليا بل ومع الرب نفسه، إنهم لا يقدرون لأنهم لا يريدون، إني أحذركم بل أتوسل إليكم في الرب، لا يأكل أو يشرب أحد قبل العصر ما عدا أيام الآحاد.
(أمبروسيوس - عظة 9 عن الصوم الكبير)