خدمة الملائكة
باستمرار تُوصف دائما مملكة الكائنات الغير منظورة في الكتاب المقدس كحاضر فعلي ومباشر في وسطنا وليست كواقع بعيداً أو مختلف. ولا تُوجد الملائكة في الكتاب المقدس من حين لآخر، بل يُستعلنوا بصورة مستمرة. وتتكرر كلمة "ملاك" على صفحات الكتاب المقدس اكثر من 250مرة ولا تصف فقط الأشياء التي كانت تفعلها الملائكة بل تكشف وتعلن أيضاً عن الأشياء التي وُضع على الملائكة القيام بها في الماضي والحاضر. و يعلن الكتاب المقدس عن قوة هؤلاء الخدام والمحاربين الغير منظورين حتى يساندوننا في وقتنا الحاضر: "أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص". (عب14: 1). والإجابة من الكتاب المقدس هي "نعم" وهذا يعني أن خدمة الملائكة مخصصة لنا اليوم.
1- خدمة خماسية للملائكة.
"باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين امره عند سماع صوت كلامه. باركوا الرب ياجميع جنوده خدامه العاملين مرضاته." (مز20: 103-21).
توضح لنا الآيات السابقة هدف الله للملائكة. إنهم موجودون لخدمة الله بخمس طرق:
1- أن يباركوا الرب (في العبادة والخدمة).
2- أن ينفذوا وصايا الله على الأرض.
3- أن يلتفتوا وينتبهوا إلى صوت كلمة الله.
(من خلال ما يتكلم به القديسين على الأرض).
4- أن يخدموا نيابة عن الله (كما هو وارد في عب14: 1).
5- أن يفعلوا مرضاة الله أي ما يملأ قلبه بالسرور (فهم جنوده وتحت قيادته وتوجيهاته).
2-التعدد والتنوع في هيئة الملائكة.
"فدخلت المرأة وكلمت رجلها قائلة جاء إليّ رجل الله ومنظره كمنظر ملاك الله مرهب جداً ولم اسأله من اين هو ولا هو اخبرني عن اسمه." (قض6: 13)
يا ترى ما شكل الملائكة؟ يُقدم لنا شكل الملائكة بطريقة رهيبة تماماً، فتظهر بصور مختلفة تعتمد على النظام الذي خلقها الله عليه. وعلى سبيل المثال فإن الملاك جبرائيل الذي أرسله الله، له منظر وهيئة "رجل" حيث مكتوب "
وأنا متكلم بعد بالصلوة اذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مطاراً واغفاً لمسني عند وقت تقدمة المساء."(دا21: 9). كما نجد أيضاً أن الكروبيم (جمع كروب) كائنات غريبة وجميلة مغطاة بالأحجار الكريمة وهذا ما نجده في حزقيال" كنت في عدن جنة الله . كل حجر كريم ستارتك عقيق احمر وياقوت اصفر وعقيق ابيض وزبرجد وجزع ويشب وياقوت ازرق وبهرمان وزمرد وذهب. انشأوا فيك صنعة الفصوص وترصيعها يوم خُلقت. انت الكروب المنبسط المظلل واقمتك. على جبل الله المقدس كنت. بين حجارة النار تمشيت.
" (حز13: 28-14).
ويخبرنا أيضاً حزقيال أن الكروبيم له أربعة أجنحة " لكل واحد اثنان يغطيان من هنا ولكل واحد اثنان يغطيان من هناك اجسامها." (حز23: 1).
بينما يذكر لنا أشعياء أن السرافيم (جمع سروف) له ستة أجنحة حيث مكتوب "السرافيم واقفون فوقه لكل واحد سته اجنحة. باثنين يغطى وجهه وباثنين يغطى رجليه وباثنين يطير" (اش2: 6).
3- بناء منظم في المملكة الملائكية.
" فانه فيه خٌلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يُرى وما لا يٌرى سواء كان عروشاً أم سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خلق." (كو16: 1).
يوجد بناء منظم في عالم الملائكة. وتُستخدم الملائكة طبقاً لدرجاتهم المخصصة بصورة عميقة ومؤثرة في تاريخ الإنسانية. وبالرغم من اختلاف الرأي بالنسبة للوظائف الملائكية فإن الواضح هو أن جمهور الملائكة هو جزء من عالم من الكائنات الملائكية منظم بصورة عالية. وعلى سبيل المثال يوضح لنا دانيال أن الملائكة المحاربين لهم رئيس "يسمى" رئيس الملائكة وهو ميخائيل الذي يسود على الآخرين " ورئيس مملكة فارس وقف مقابلى واحداً وعشرين يوماً وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الاولين جاء لاعانتي وانا أُبقيت هناك عند ملوك فارس." (دا13: 10). ويبدو أن السرافيم والكروبيم من درجة أو رتبة إلى حداً ما، في طليعة أو مقدمة الأرواح الخادمة كما ذكرنا سابقاً في (عب14: 1).
ولكن قد يبدو أن السرافيم والكروبيم يشغلوا دوراً في قيادة العبادة بينما يقود الملاك ميخائيل الملائكة المحاربة. وبالنسبة لأجناد الشر وقوات الظلمة مكتوب في أفسس" فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف12: 6).
ومن الآية السابقة نجد درجات أجناد الشر الملائكية فهم رؤساء وسلاطين وولاة. ويمكن أن نرى من خلال المعلومات الواردة في الكتاب المقدس- أن المملكة الملائكية هي مجتمع شُيد بصورة خاصة بمستويات مختلفة من السلطة أو القوة التي وُهبت لكل واحد حسب نظام الله المبدع والخلاق.
4-تأثير الملائكة على الأمم.
"ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحداً وعشرين يوماً وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الاولين جاء لاعانتي وانا أُبقيت هناك عند ملوك فارس."(دا13: 10). لبعض من الملائكة تأثير على الأمم. إن رئيس مملكة فارس، ملاك شرير والمقيم في السماويات
(مملكة غير منظورة)
حاول أن يبقى ويحتفظ ببني إسرائيل في السبي ويمنعهم من العودة إلي وطنهم. وهذا يعطينا مفهوم وبصيرة عن السيطرة القوية لمثل هذه الرياسات والسلاطين وولاة العالم على ظلمة هذا الدهر التي قد تُمارس على الأمم والمسائل القومية
.ونرى في نفس الإصحاح(دا10) أن هناك اثنان من الرؤساء الملائكة يحكمون الأمم: ميخائيل " واحداً من الرؤساء الأولين" الذي يحكم ويحرس كل شعب بنو إسرائيل وما يقومون به وهذا ما توضحه الآية (13) وكذلك رئيس اليونان الذي ذكرت النبوة بأنه سيأتي أخيراً ويفرض هيمنته وسيطرته على رئيس فارس.
5-الملائكة كرُسل
"ثم ان ملاك الرب كلم فيلبس قائلاً قم واذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من اورشليم الى غزة التي هي برية." (أع26: 8).
من خلال كلمة الله التي تٌعد المصدر الرئيسي لمعلوماتنا نرى أن الملائكة قد تُستخدم بطريقة فعالة في مساعدة الكنيسة وتقدمها على الأرض عن طريق الرسائل. لقد قام فيلبس بالكرازة في أورشليم والسامرة ولكن هناك ملاك رسول هو الذي طلب منه الذهاب إلى البرية حيث تقابل مع الخصى الحبشي. وكذلك يكشف لنا الإصحاح العاشر من أعمال الرسل عن التأثير الملائكي الذي قام به الملاك الذي ظهر لكرنيليوس قائد المئة فامتدت الكنيسة واتسعت وشملت الأمم. وبالنسبة للمواهب الروحية الخارقة للطبيعة نجد أن النشاط الملائكي لم يتوقف بعد عصر الرسل، بل مازالت الملائكة منشغلة في بناء ملكوت الله على الأرض. وبالرغم من ذلك فإن الحكمة تعلمنا أن ننتبه إلى تحذير بولس الرسول" لكن أن بشرناكم نحن او ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن اناثيما ." (غلا 8: 1). لذلك لابد أن نحكم على أي رسالة ملائكية من خلال كلمة الله الأبدية والحق الموجود في هذه الكلمة.
6-الملائكة الحارسة تحفظنا وتحرسنا.
" لانه يوصى ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. وعلى الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك."(مز11: 91-12).
هناك ملائكة حارسة خاصة بنا لتحفظنا ونرى هنا د.بيلي جراهم يلاحظ صيغة الجمع في كلمة "يوصي ملائكته" ويقول أن أي مؤمن لديه على الأقل ملاكين يحرسونه ويحمونه ويحفظونه. ونجد في المزمور الحادي والتسعون مكتوب "بخوافيه يظلك وتحت اجنحته تحتمي" (مز4: 91) وحيث أن الله ليس لديه خواف أو اجنحة فإن البعض يقول أن هذه الآية تتكلم عن الملائكة الحارسة و الأجنحة التي تحرسنا من السقوط والضياع أو التعثر في مخاطر مجهولة في عالم الروح الغير منظور.
7- ملاك الرب يستقبل العبادة:
" وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة. منظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى أميل الآن لانظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. فلما رأى الرب انه مال لينظر ناداه الله من وسط العليقة وقال موسى موسى فقال هانذا." (خر2: 3-4).
هناك ملاك واحد غير عادي – وهو ملاك الرب- يختلف عن جميع الملائكة الأخرى حيث إنه كان يستقبل العبادة ولكن كيف كان هذا؟ لا يمكن لأي ملاك أن يستقبل عبادة لأن هذا الشيء يخص الله وحده فقط. وحينما حاول ليوسيفير أن يستقبل العبادة طُرد من السماء. ويُكشف عن السر الموجود في هذا النص بأن ملاك الرب هو الرب الإله، إذ مكتوب
"ولما كملت اربعون سنة ظهر له ملاك الرب في برية جبل سينا في لهيب نار عليقة. فلما راى موسى ذلك تعجب من المنظر. وفيما هو يتقدم ليتطلع صار اليه صوت الرب. انا هو اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب. فارتعد موسى ولم يجسر أن يتطلع." (أع30: 7-32). ولكن كيف استطاع موسى وأشخاص آخرون من العهد القديم أن يروا الله وجهاً لوجه ولم يموتوا إذا يذكر الكتاب صراحة أن من ينظر وجه الرب يموت حيث مكتوب " وقال لا تقدر ان ترى وجهي. لان الانسان لا يراني ويعيش" (خر20: 33)؟ والرد هنا هو انهم قد رأوا "ملاك الرب". الذي أرسله الله أي ملاك العهد وهذا ما ورد في سفر ملاخي " هانذا ارسل ملاكي فيهئ الطريق امامي وياتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به هوذا يأتي قال رب الجنود." (ملا1: 3).
8- يسوع والملائكة:
رؤ 1: 1 " اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب وبيّنه مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا"
كان يسوع أثناء ولادته محاطاً بالملائكة... وأثناء صومه قوته الملائكة ... ولازمته أثناء ألامه في ليلة خيانته، تلك الليلة التي أسلم فيها للصلب... واستقبلته أثناء قيامه وصعوده وسوف ترافقه فيما بعد في مجيئه الثاني.
تكشف لنا الآية الأولى من الإصحاح الأول لسفر الرؤية مدى ملازمة الملائكة ليسوع، فالملاك مخلوق مسئول عن تنفيذ مهام معينة على الأرض، فهو على سبيل المثال يحمل الرسائل للبشر وهو ما حدث مع يوحنا، كما حدث أيضا مع مريم وخطيبها يوسف.
كان الشخص الذي أعلن ميلاد يسوع من عذراء هو ملاك إذ أخبرها وأخبر خطيبها يوسف
(لو 1: 26، مت 1: 20) "لكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك.لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس."
حضر الملاك ميلاد يسوع وأذاع هذا الخبر للرعاة (لو 2: 8) " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم"
كما وفرت الملائكة الحماية ليسوع حتى هرب من حسد هيرودس وطغينته (مت2: 13، 22) " وبعدماانصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك.لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه"
فيما بعد .. وفي نهاية فترة الأربعين يوم صيام كانت الملائكة تخدمه وتعضده
(مت 4: 11) "ثم تركه ابليس واذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه"
أثناء ألام المسيح وصراعه في تلك الليلة التي أسلم فيها كان هناك ملاكاً يعزيه ويعده لتقبل الصليب
(لو 22: 43) " وظهر له ملاك من السماء يقويه"
كانت هذه المخلوقات السماوية في استقبال قيامة يسوع (مت 28: 2) " واذا زلزلة عظيمة حدثت.لان ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه "
وفي صعوده (أع 1: 10) "وفيما كانوا يشخصون الى السماء وهو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض "
ثم أخيراً، سيعود يسوع في مجد أبيه السماوي وبصحبته الملائكة (مت 16: 27) "فان ابن الانسان سوف يأتي في مجد ابيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله"
وسوف نستقبلهم قادمين في الهواء (1تس 4: 16، 17) "لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولا. ثم نحن الاحياءالباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء.وهكذا نكون كل حين مع الرب ".
9-الملائكة الساقطة
"وحدث حرب في السماء. ميخائيل ملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته. ولم يقووا فلم يُوجد مكانهم بعد ذلك في السماء. فُطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضل العالم كله طُرح الى الأرض وطُرحت معه ملائكته."
(رؤ7: 12-9)
يكشف لنا الكتاب المقدس عن ملائكة الخير وملائكة الشر. إن الكائنات الشريرة هي تلك الملائكة التي اتحدت في التمرد والعصيان مع لوسيفير وطُردت معه من السماء. لقد أصبحت أذهانها وأفكارها مغطاة بظلمة رهيبة من الخداع- وهذه هي نفس الطريقة التي ما زال الشيطان يستخدمها حتى الآن ليضل ضحاياه.
لقد خُلقت الملائكة أصلا لعمل إرادة الله ومشيئته ومن هذه الملائكة تلك التي استمرت في الطاعة حتى وصلت إلى عرشه. ولكن هناك "الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام." (يهوذا 6) وأصبحوا الآن وكلاء للعدو مكبلين بقيود تحت سلطان الظلام ويخدمون أعمال التمرد الذي يقوم بها الشيطان.
10- الأرواح الخادمة.
" أليس جميعهم ارواحاً خادمة مرسلة للخدمة لاجل العتيدين ان يرثوا الخلاص" (عب14: 1)
هناك كثير من الإشارات المباشرة بدرجة مثيرة ومدهشةإلى ملائكة في العهد الجديد اكثر من العهد القديم. وسوف تكشف لنا الدراسة الدقيقة أن نشاط الملائكة في العهد الجديد عادة ما يدور حول خدمة يسوع وتأسيس كنيسته على الأرض. إن كلمة"يخدمون" (تُعني باليونانية diakonia)، تشير إلى مساعدين سمائيين نشطين اليوم في بناء جسد المسيح محدثين تقدم في خدمة يسوع وبناء كنيسته.
11- السرافيم
" السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة. باثنبن يغطى وجهه وباثنين يغطى رجليه وباثنين يطير."(أش2: 6).
تتصل خدمة السرافيم تماماً وإلى حد بعيد جداً بعرش الله وتسبيحه. وهم يظهرون باستمرار يمجدون الله ويرفعون طبيعة الله وصفاته ويقودون بصورة واضحة العبادة في السماء. وربما يكون السرافيم هم الملائكة المسبحة في مزمور 148 حيث مكتوب" سبحوه يا جميع ملائكته سبحوه يا كل جنوده." (مز2: 148) بالرغم من أن الكتاب لم يذكر ويخصص هذه الملائكة بأنهم السرافيم. إلا أن الكروبيم تم تحديد مكانهم بجانب وحول عرش الله " الرب قد ملك ترتعد الشعوب. هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الارض." (مز1: 99) وكذلك "وفي وسط العرش وحول العرض اربعة حيوانات مملوءة عيوناً من قدام ومن وراء." (رؤ7: 4) ويُرى السرافيم ذو الاجنحة الستة وهو يرفرف ويحوم فوق العرش وكأنهم يخدمون في العبادة.
12- الكروبيم
"فُطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحيوة" (تك24: 3)
أن الكروبيم كائنات مخلوقة ومخصصة لحراسة عرش الله وتابوت العهد وكرسي الرحمة، حيث مكتوب" الرب قد ملك ترتعد الشعوب. هو جالس على الكروبيم. تتزلزل الارض". (مز1: 99). " وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء.
فاصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا. وكروباً آخر على الطرف من هناك. من الغطاء تضعون الكروبين على طرفيه. ويكون الكروبان باسطين اجنحتهما الى فوق مظللين باجنحتهما على الغطاء ووجها هما كل واحد الى الآخر. نحو الغطاء يكون وجها الكروبين. وتجعل الغطاء على التابوت من فوق. وفي التابوت تضع الشهادة التى اعطيك. وانا اجتمع بك هناك واتكلم معك على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما اوصيك به الى بني إسرائيل."(خر18: 25-22). " وصنع كروبين من ذهب. صنعة الخراطة صنعهما على طرفي الغطاء. كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً واحداً على الطرف من هناك. من الغطاء صنع الكروبين على طرفيه. وكان الكروبان باسطين إحنحتهما الى فوق مظللين باجنحتهما فوق الغطاء ووجهاهما كل واحد الى الآخر. نحو الغطاء كان وجها الكروبين" (خر7: 37-9). إن الكروبيم (جمع كروب) هم الذين حرسوا شجرة الحياة ليمنعوا الانسان من أن يأكل منها حتى لا يعيش إلى الأبد في خطاياه. وهكذا نرى – على النقيض من المعتقد العام والسائد- أن اكثر من ملاك كان يحرس مدخل جنة عدن. وفي حزقيال والإصحاح العاشر نجد الوصف الكامل للكروبيم حيث إنهم متصلين عن قرب بمجد الله ولهم دور في حضور مجد الرب واسترداده ويتحركون فى إطار توجيه و إرشاد الإله القدير.
13- رئيس الملائكة
"واما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم ابليس محاجاًِ عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب"(يهوذا 9).
و تعني كلمة "رئيس الملائكة" الأول (في الدرجة سياسياً أو فى القوة) وتشير الى أن هذه أعلى درجة بين الجند السماوي. وميخائيل هو الوحيد البارز كرئيس للملائكة والمذكور في الكتاب المقدس. وربما سنسمع هتافه في المجيء الثاني حيث مكتوب"لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات في المسيح سيقومون اولاً." (تس16: 4). ويستنتج البعض أن جبرائيل هو رئيس الملائكة لانه ظاهر ومعروف في الكتاب المقدس ولأن الكلمة "جبرائيل" مشتقة من الكلمة الأصلية التى تُعنى"قوة" أو رئيس" (من الناحية السياسية) وهي من صفات رئيس الملائكة. وهذا الرأي بالرغم من عدم تدعيمه كتابياً يبسطه ويضعه بين أيدينا الشاعر جون ميلتون. وكثير من العلماء أو الدارسين يعتقدون أن لوسيفير كان رئيس للملائكة قبل سقوطه، وهذا ما نجده في سفر حزقيال والإصحاح الثامن والعشرين. ولكن كل هذا تخمين مبني على المركز والتأثير الذي كان له على الملائكة التي سقطت معه.
14- لوسيفير
" كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح. كيف قُطعت الى الارض يا قاهر الامم. وانت قلت في قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسىََ فوق كواكب الله واجلس على جبل الإجتماع في اقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب. اصير مثل العلى." (أش12: 14-14).
لقد كان الشيطان ملاكاً في البداية يدُعى لوسيفير الذي بحبه لجماله سقط في الكبرياء والتركيز على الذات. فقد ظهر تمرده في خمس جمل بها كلمة" أنا" وكل هذه الجمل موجهة الى الله" وانت قلت في قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسىَّ فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب". (أش13: 14-14). لقد أعلن لوسيفير بأنه سيأخذ مكان الإله العلى. ولكن نجد بعد ذلك وفي الآيات من 15-20 أن الله له الكلمة الأخيرة كالإله العلى وأعطى خمس ردود لعبارات الشيطان " لكنك انحدرت الى الهاوية الى اسافل الجب. الذين يرونك يتطلعون اليك يتأملون فيك. أهذا هو الرجل الذي زلزل الارض وزعزع الممالك. الذي جعل العالم كقفر وهدم مدنه الذي لم يطُلق اسراه الى بيوتهم. كل ملوك الامم باجمعهم اضجعوا بالكرامة كل واحد في بيته. واما انت فقد طُرحت من قبرك كغصن اشنع كلباس القتلى المضروبين بالسيف الهابطين الى حجارة الجب كجنة مدوسة. لا تتحد بهم في القبر لانك اخربت ارضك قتلت شعبك. لا يُسمى الى الابد نسل فاعلي الشر." (أش15: 14-20). وفي الآيات السابقة تتضح ردود الله على لوسيفير حيث قال له الله لكنك
1- انحدرت الى الهاوية
2-يتطلعون إليك (وهذا يدفعهم إلى التأمل فيه).
3-يتكلمون عليه (يسخرون منه ويستهزؤن به) قائلين"أهذا هو الرجل الذي زلزل الارض وزعزع الممالك.
4- طرحت من قبرك كجثة مدوسة.
5-لا تتحد بهم في القبر أي انك تكون وحيداً.
إن كلمة الله الأخيرة على الشيطان ما زالت تُطبق وقابلة للتطبيق على أى تحدي يحاول أن يضعه الشيطان ضد أي شخص من شعب الله.
15-الملائكة ترافق وتصطحب المؤمنين.
"فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم. ومات الغنى ايضاً ودُفن." (لو22: 16).
يُظهر الكتاب المقدس وجود الملائكة في مستقبل جميع المؤمنين سواء في الموت أو في المجيء الثاني ليسوع. وعندما يحدث الموت في حالة انتقالنا من هذه الحياة الى الحياة القادمة الأبدية، فإن الموت لن يكون عملية مرعبة ونشعر فيها بالوحدة، بل سترافقنا الملائكة الى الفرح الأبدي كما حملوا الفقير الى الفردوس الذي خصصه له الله. وبالنسبة لنا سيكون مكان راحتنا هو مكان حضور يسوع
"لاننا نعلم انه نُقض بيت خيمتنا الارضي فلنا السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد ابدي. فاننا في هذه ايضاً نئن مشتاقين الى ان نلبس فوقها مسكننا الذي من السماء. وان كنا لابسين لا نوجد عراة. فاننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحيوة. ولكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضاً عربون الروح. فاذا نحن واثقون كل حين وعالمون اننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب. لاننا بالايمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونسر بالاولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب." (2كو1: 5-8). ولكن إذا جاء المسيح المجيء الثاني قبل موتنا، فإن الملائكة ستجمعنا للمسيح كما هو مكتوب" حينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد. فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء الارض الى اقصاء السماء."
(لو 26: 13-27).