رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المجاز والرمزية بجانب الأمثال، استخدم الآباء النُّسَاك أيضًا ”المجاز“ وهو نوع مُتطور من الاستعارة ينقل معنى أعمق من المعنى السطحي باستخدام الرمزية، وقد اشتهر آباء الأسكندرية باستخدام المنهج الرمزي المجازي في التفسير وخاصَّة العلاَّمة أوريجانوس. وفي أقوال الآباء يرِد الكثير جدًا من التفسيرات الرمزية للأحداث الكِتابية، فأنبا قرونيوس على سبيل المِثال فسَّر مجازيًا مُقابلة أليشع مع المرأة الشونمية، وأيضًا قصة العُلِّيقة المُشتعلة، وهذا الإتجاه في التفسير نُصادِفه كثيرًا في ”سُلَّم“ يوحنَّا الدَّرجي (22). وفي النصوص الآبائية، بجانب التفسير الرمزي لأسفار الكتاب المُقدس نجد أيضًا العديد من الإشارات والمعاني الرمزية للطبيعة (23). وهناك منهج آخر في التعليم يُشبِه المجاز، ذلك هو الاسلوب الذي استخدم به بعض الآباء بعض الرموز كوسيلة إيضاح، ففي رسالة كتبها القديس أموناس (انظُر كتابنا ”القديس أموناس“ ضمن الذي سننشره هنا في موقع الأنبا تكلا من سلسلة آباء الكنيسة - إخثوس ΙΧΘΥΣ حيث تجد فيه ترجمة كاملة لرسائِله) تلميذ الأنبا أنطونيوس نقرأ أنَّ المُبتدئين كانوا يُعطَوْن أسماء جديدة رمزًا لأنَّ ”إنسان الخطية العتيق“ قد مات، وأنَّ المُبتدئ ”إنسان جديد للنِعمة“ (24)، ومن أمثلة ذلك أيضًا عادة قص شعر المُبتدئين والتي كانت تهدِف إلى تعليم المُبتدئ أن يترُك عنه سائِر الأفكار الأرضية العالمية (25). وبمرور الوقت، اكتسب العديد من عادات وسلوكيات الرُّهبان معانٍ رمزية، ولم يكُن هذا الاتجاه موجودًا فقط وسط مجامِع الرُّهبان، بل أنَّ الكنيسة كلّها بدأت تُعطي معاني رمزية لأشياء كثيرة (26). |