منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 05 - 2014, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 181 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

كنيسة طقسية
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

يؤكد الكتاب المقدس إن إلهنا "ليس إله تشويش" (1كو 14: 33)، لذلك يقيم سمواته بطقس روحي رائع، وقد جاءت كنيسة العهد القديم تحمل طقسًا هو "شبه السمويات وظلها" (عب 8: 5)، فخصته كلمة الله في العهد القديم أسفارًا تتحدث بتفصيل شديد ودقة بالغة عن طقس الكهنوت والذبائح وبناء خيمة الاجتماع وأدواتها وطقوس عبادتها... لقد أراد أن يكون كل شيء بترتيب ونظام!
في العهد الجديد، ليس بغير معنى قال السيد لتلاميذه: "اتكئوهم فرقًا خمسين خمسين" (لو9: 14)، إنما أراد أن يؤكد ضرورة النظام والترتيب لتقديم مواهبه السماوية. والعجيب إن السيد المسيح لم يأخذ موقفًا عدائيًا من الطقس اليهودي بل خضع للناموس فاختتن، ودخل الهيكل لينقلهم إلى الطقس الروحي بمفهوم سماوي، لكنه هاجم حرفية الطقس وشكليته. جاء من بعده التلاميذ يواظبون على عبادة الهيكل اليومية (1 ع: 46) بجانب اجتماعهم لكسر الخبز دون مهاجمة الطقس اليهودي، بل أرادوا تكميله خلال إعلان سر الصليب وذبيحة السيد المسيح. ولما طردوا من الهيكل والمجامع اليهودية، أفرادًا وجماعات، لم تعش الكنيسة بلا طقس أو نظام. على العكس نجد الرسل يؤكدون التزام كنيسة الله بالترتيب ليكون كل شيء بلياقة (1كو 11: 22، 14: 40، 1 تس 5: 14، 2 تس 3: 6)، موضحين أن تدابير وطقوس قد سلمت شفاها (كو11: 34، تي 1: 5، 2يو12: 14).
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 182 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

غاية الطقس القبطي وسماته

1- الطقس القبطي ليس هدفًا في ذاته تمارسه الكنيسة في حرفية بلا فهم، إنما هو لغة الكنيسة التي تنطق بها الجماعة المقدسة ككل، وينطق بها كل عضو، لكي ينعم خلاله بعربون السماء، لذا قال القديس اكليمندس الإسكندري أن الكنيسة صورة السماء.
كل طقس لا يمارس فيه المؤمن شركة مع الله الآب في ابنه بالروح القدس ويختبر عذوبة الحياة الإنجيلية المبهجة كحياة سماوية، هو طقس غريب عن الكنيسة القبطية. نذكر على سبيل المثال طقس سر الزواج مثلًا إذ تدور أغلب الصلوات حول الإكليل السماوي والزواج الروحي بين الله وقديسيه إن مارسوه بطريقة روحية وأدركوا أن زواجهم هو صورة للسر الأعظم: اتحاد السيد المسيح بكنيسته (أف 5: 33).

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
2- للطقس دوره التعليمي. إذ تقدم الكنيسة القبطية كل العقائد المسيحية والمفاهيم الإيمانية والمنهج الروحي في أبسط أسلوب. يفهمه الطفل، ويشبع به الإنسان اللاهوتي. ويستعذبه الكاهن المثقل بأتعاب الرعاية. ويستريح له الناسك الروحي. فبرشم الصليب يتعلم الطفل الإيمان بالثالوث القدوس والتجسد الإلهي. وخلال الأيقونات يدرك امتداد الكنيسة كجسد المسيح حتى بعد الرحيل من هذا العالم.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
3- يمتاز الطقس القبطي بالتناغم معًا بروح واحد. فالمبنى الكنسي بطقسه الرائع يتناسق مع الليتورجيا بطقوسها ليعيش المؤمنون بروح الله في حياة خاشعة مفرحة.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
4- في الطقس القبطي يشترك الجسد مع الروح في التعبد لله. سواء على مستوى العبادة الجماعية أو العائلية أو الخاصة. علامة إيماننا بوحدة الإنسان ككل. وعدم تجاهل دور الجسد في الحياة الروحية. إننا نؤمن بقدسية الروح والجسد معًا بروح الله القدوس.
الطقس القبطي وما يحويه من تسابيح ووقوف بخشوع وبسط اليدين وسجود وتقديم بخور... لا يمثل حركات جسدية محددة. إنما يمثل مساندة الجسد للنفس المتيقظة. ذلك كما أن كل تصرف جسدي شرير قادر على تحطيم الروح وإعاقتها عن الشركة مع الله.
الطقس هو لغة الإنسان ككل. يستخدم كل كيانه ليعبر عما بداخله فيما تعجز اللغة العادية عن الحديث عنه. وهو تعبير يخرج عن الجسد متفاعلًا مع أعماق النفس الداخلية.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
5- في الطقس القبطي ليس فقط ينساب الجسد كله متعبدًا لله. وإنما تشترك أيضًا الخليقة في تمجيد الخالق. وكأن المؤمن وقد أدرك تقديس الخليقة يتقدم لله ومعه البخور والخشب (الأيقونات) والخبز والخمر... معلنًا أن كل الخليقة تمجد الله. هذا الفكر يتفق مع ما نتغنى به في التسبحة "سبحي الرب من الأرض... أيتها النار والبرد والضباب إلخ..." مز 148. وكأن الخليقة الجامدة ذاتها ليست شرًا ولا عائقًا عن العبادة. بل صالحة يمكن للمؤمن أن يستخدمها في التعبير عن تقديس كل ما على الأرض لله.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
6- يمكننا أن نقول بأن الطقس جزء لا يتجزأ من الحياة الكنسية يمس عبادتها وإيماننا وروحانيتنا ونسكنا إن مارسناه روحيًا تحت قيادة الروح القدس وبفهم. أما إن مارسه أحد كواجب ملتزم به في روتين جامد حرفي وفي جفاف بلا فهم يصير الطقس عائقًا للحياة الروحية الإنجيلية. بمعنى آخر، الطقس ليس مجرد نظام أو ترتيب خارجي أو مجموعة قوانين تحكم الحياة الكنسية. إنما ف جوهره هو روح داخلي حي نسلمه عبر الأجيال. للطقس جسده أي الترتيب المنظور الملموس وله روحه أي الفكر الداخلي والحياة الملتهبة بالروح. من يقف عند الجسد دون الروح يكون كمن يلتقي بجثة هامدة تمثل ثقلًا نريد دفنها. أما إن حمل الجسد الروح داخله فيلتقي بحياة فعالة في الجماعة كما في كل عضو.
__________
1- المؤلف: مفاهيم إيمانية روحية (16). الطقس بين الروحانية والشكلية 1980.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 183 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

تدبير الصوم في الكنيسة القبطية


  1. كنيسة نسك
  2. مفهوم الصوم
  3. الصوم والتدبير الكنسي
  4. الأصوام في الكنيسة القبطية
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 184 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

كنيسة نسك

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الله الذي خلق كل أشجار الجنة من أجل محبوبه الإنسان، أوصاه بالصوم عن واحدة فقط،لا لحرمانه ولا لفرض السيطرة عليه، إنما لكي بالصوم مع طاعة وصية المحبة يدرك: "أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل ما يخرج من فم الله" (تث 8:3، مت 4: 4).
صام كلمة الله المتأنس قبيل تجربته وخدمته لحسابنا، لكي إذ نصوم معه نغلب به ونتقدس للعمل، سالكين حسب الروح لا الجسد (رو 8:1). صام أربعين يوما (مت 4:2)، ليتجلى وسط موسى وإيليا الذين صاما أربعين يوما (خر40:28،1 مل19:8)، معلنا أن الصوم ليس حرمانا أو كبتا للجسد لكنه ارتفاع مع الرب على جبل تابور للتمتع ببهائه فينا.
والكنيسة القبطية (تشاركها الكنيسة الأثيوبية) كنيسة ناسكة، تؤمن بفاعلية الصوم في حياة المؤمنين لا كرياضة بدنية، وإنما كذبيحة حب داخلي تقدم من القلب كما من الجسد، لذا تطالبهم أن يقضوا أكثر من نصف السنة صائمين.. والعجيب أنه بينما تميل جميع الكنائس في العالم إلى التقليل من مدة الصوم من جيل إلى آخر، إذ بكنيستنا تشتاق -بكامل حريتها- لو عاشت صائمة؛ بعض الشباب في كنيستنا يطلبون في اعترافاتهم إن أمكن أن يصوموا أكثر.. وقليلون جدا هم الذين يتضجرون بسبب كثرة الأصوام.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 185 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

مفهوم الصوم

1- تلزمنا الكنيسة الصوم فترة انقطاع عن الطعام حتى نجوع، فقد جاء السيد المسيح (مت4:2) مشبع النفوس والأجساد، وجاع الرسل في أصوامهم (أع10: 1: 2كو 11: 27). وبعد الانقطاع لا ننغمس في المشتهيات بل نلتزم بمأكولات معينة بلا دسم (1):
"لم أكل طعاما شهيا، ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر" دانيال 10: 3.
"خذ أنت لنفسك قمحا وشعيرا وفولا وعدسا ودخنا وجرسنة" حزقيال 4: 9.
"ركبتاي ارتعشتا من الصوم، ولحمى هزل عن سمن" مز 109: 24.
ومع هذا فالصوم ليس امتناعا عن الطعام والشراب، ولا عن المشتهيات، لكنه في جوهره تعبير عن حبنا لله الذي بذل ابنه الوحيد لأجلنا. إن كان السيد المسيح أسلم نفسه لأجلي (غل 3: 20)، بدوري أود أن أموت من أجله كل النهار (رو8: 36). لهذا يرتبط صومنا عن الطعام بصومنا عن كل شر وشبه شر، بل وبنمونا الروحي الدائم، فنقدم صوما مقدسا للرب.

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
هذا ما حدثنا عنه البابا أثناسيوس بشيء من التفصيل وبقوة في رسالته الفصحية الأولى، إذ جاء فيها: [حينما نصوم يلزمنا أن نقدس الصوم (ي2: 15).. نحن مطالبون بالصوم، لا بالجسد فقط بل وبالروح أيضا. فالروح يتضع حينما لا يتبع الأفكار الرديئة بل يتغذي بالشوق إلى الفضيلة.. ربنا ومخلصنا يسوع المسيح هو الخبز السماوي، لهذا فهو غذاء القديسين.. بينما الشيطان هو غذاء الدنسين، الذين لا يصنعون أعمال النور بل أعمال الظلمة.. متى حفظ الصوم مقدسًا، لا يؤدي إلى التوبة فحسب، بل يعد قديسين ويسمو بهم فوق الأرضيات].
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
2- خلق الله أجسادنا صالحة، تعمل مع نفوسنا تحت قيادته لتتمم إرادته الإلهية. الآن إذ خضعت نفوسنا لشهوات أجسادنا الشريرة خلال العصيان صرنا جسديين (رو7: 14). بالصوم نرجو في المسيح أن نخضع أجسادنا بالروح القدس لنحيا في الروح وليس حسب الجسد (رو8: 12 الخ). حقا كرز القديس بولس بالإنجيل لكثيرين لكنه كان يحذر من جسده، مخضعا إياه بالصوم حتى لا يكون هو نفسه مرفوضا (1 كو9: 27).
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
3- خلال الصوم نطلب أن نتحرر من "الأنا"، فنصوم عن حب ذواتنا كما عن الطعام: نمارس الحب لله خلال حبنا لأخوتنا أو خلال حبنا لكل كائن بشري، بفضل نعمة الله. لذا يقول القديس بولس: "وإن سلمت جسدي حتى احترق وليس لي محبة لا أنتفع شيئا" (1 كو 13: 3). لهذا يلزم أن يرتبط الصوم بالشهادة لله المحب خلال تقديمنا للصدقة وجهادنا من أجل خلاص البشر. في الكنيسة الأولي كان كثير من الموعوظين يتمتعون بالعماد في ليلة عيد القيامة أو الفصح المسيحي، إذ غالبا ما كانت الكنيسة تكسب الكثيرين بكرازتها وقت الصوم الكبير (قبل العيد). أو خلال السنة بروح الصلاة والصوم مع الشهادة العملية وكلمة الإنجيل لتهيئتهم بالأكثر في فترة الصوم لقبول العضوية في جسد المسيح.
أما من جهة البذل القلبي المترجم عمليا بالعطاء، فإلي يومنا هذا نعتبر فترة الصوم الكبير من أغني أوقات السنة التي فيها يقدم المؤمنون الكثير للفقراء والمحتاجين، متذكرين كلمات الكتاب: "أليس هذا صوما اختاره؟! أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلي بيتك؟!" (إش 58: 3-7).
في القرن الأول التحم الصوم بالصلاة (حب الله المباشر) والصدقة (حبنا له خلال إخوتنا) فجاء كتاب الراعي لهرماس يحثنا علي تقديم ما توفر خلال الصوم من مال إلى الأرملة واليتيم (2)، ويطوب العلامة أوريجانوس (3) الذين يصومون فينعشون الفقير، وأما القديس أغسطينوس (4) الذي سجل لنا كتابا كاملا عن الصوم فيشعر أن من يصوم ولا يقدم ما فضل عنه خلال الصوم للفقير يكون قد مارس "طمعًا" لا "صومًا".
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
4- أيام الصوم هي أيام توبة وتذلل لكنها في نفس الوقت أيام مفرحة ومبهجة خلال خبرة النصرة والغلبة التي يتذوقها المؤمنون في حياتهم الداخلية. الصوم لا يعني تعبًا وضيقًا وتبرمًا، لكنه فرح وتهليل داخلي بالله العامل فينا.. هذا ما تلمسه في الكنيسة القبطية خاصة في أسبوع الآلام فمع ممارسة المؤمنين للنسك في أشد صورة بالنسبة لبقية الأصوام، لكنك تشعر بعلامات الفرح الحقيقي وتعزيات الروح التي تملأ القلب. هذه الخبرة يسجلها لنا البابا الإسكندري القديس أثناسيوس: [ليتنا لا نترك هذه الأيام تمر علينا كمن هم في حزن، إنما إذ نتمتع بالغذاء الروحي تحمد شهواتنا الجسدية. بهذه الوسيلة نقدر أن نغلب أعدائنا (الشياطين والشهوات) كما صنعت الطوباوية يهوديت (يهوديت 13: 8)، إذ تدربت أولا علي الأصوام والصلوات، بهذا غلبت الأعداء وقتلت أليفانا] (5).
الصوم ليس مجالا لتقديم عذر لنفسك علي غضبك، وإنما هو مجال لاتساع القلب بالحب والغلبة علي روح الغضب والأنانية وكل حب للذات!
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 186 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

الصوم والتدبير الكنسي

بينما يقضي الكثير من الأقباط وأيضا الأثيوبيين) غالبية أيامهم صائمين بكامل حريتهم خلال تدبير الكنيسة كأم محبة لأولادها، يهرب كثير من الغربيين من صليب الصوم، مقدمين أعذارا كثيرة.
1- الصوم عمل فردي يمارس في الخفاء (مت 6: 17، 18)، ويرد علي ذلك بأن ذات الوصية تنطبق علي الصلاة والصدقة (مت 6: 3، 6)، ومع هذا ففي كل كنائس العالم تمارس الصلوات وتقدم الصدقات بصورة جماعية مع ممارستها أيضا علي المستوي الشخصي الخفي.
في العهد القديم التزم الشعب بالعبادة الجماعية، ليس فقط في الصلاة والتسبيح والقراءات الكتابية وإنما أيضا في الأصوام (زك 8: 10؛ أس 4: 3، 16؛ عز8:21؛ 2 أي 20؛ 3؛ يوئيل3؛5) وفي العهد الجديد صام الرسل معا (أع 13: 2، 3).. فلماذا يهرب المؤمنون من الصوم الجماعي تمت ستار العمل الخفي؟!
سر قوة الكنيسة الأولي الجامعة وحدتها في الإيمان وأيضا شركتها معا حتى في الأصوام، فالتاريخ يشهد أن الكنيسة شرقًا وغربًا، كانت منذ العصر الرسولي تصوم يومي الأربعاء والجمعة (7) وأيضا الصوم الأربعيني (8).

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أما من جهة إخفاء الصوم، فإن غايته الامتناع عن حب الظهور وطلب المجد الباطل، لهذا نجد الرسول بولس لم يخف صومه، بل أعلنه، قائلا: "في أصوام"، كما مارسه مع من كانوا في السفينة (أع 27: 21).
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
2- لماذا تحدد مواعيد خاصة بالصوم؟ لو تركت بدون تدبير أو تنظيم كنسي يمكن أن يحرم المؤمنون منه كل أيام حياتهم، كما حدث في أغلب كنائس الغرب. وفي العهد القديم وجدت أصوام محددة (زك 8: 19)، جنبا إلى جنب مع الأصوام الجماعية أو الشخصية في أزمنة الضيق.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
3- يعترض البعض علي الصوم الكنسي بالقول الرسولي: "لا يحكم عليكم أحد في أكل وشرب.." (كو2: 16)، وما جاء في سفر الأعمال: "ما طهره الله لا تدنسه أنت" (أع 10: 11-15)، وأيضا القول: "يرتد قوم عن الايمان.. مانعين عن الزواج وأمرين أن يمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر" (1 تي 4: 1 -3). يرد علي ذلك بالآتي:
أ] لم يقل الرسول: "لا يحكم أحد عليكم في صوم "بل" في أكل وشرب].. فالمقصود هنا الامتناع عن الأطعمة المحرمة حسب الشريعة المرسومة، كما فعل بطرس حين رأي ملاءة عظيمة عليها كل أنواع الأطعمة فامتنع أولا (أع 10: 11-15). وكان الرسول هنا يقاوم فكرة العودة إلى اليهود.
ب] أما عن القوم المانعين عن أطعمة معينة، فيقصد الرسول أمثال أتباع ماني والدوناتست الذين حرموا الزواج كنجاسة وأكل اللحم كدنس.. لذلك قطعتهم الكنيسة عن شركتها، أما في الصوم فنحن لا نحرم طعاما معينا، إنما نمتنع اختياريا لقمع الجسد وضبطه (1كو 9: 27).
هذا ويلاحظ أن طعام الإنسان الأول كان نباتيًا (تك 1: 29)، وبقي الإنسان لا يأكل اللحم إلي زمن فلك نوح (تك 9: 3) حيث هبط مستواه روحيا.. لهذا عندما يود المؤمنون تهيئة الجو الروحي لنموهم يأكلون الطعام النباتي كما فعل دانيال والثلاثة فتية في القصر، وأيضا حزقيال؛
ج] التنظيم أو التدبير الكنسي ضروري لحياة الجماعة، كما جاء في 2 يو12. وقد عرفت الكنيسة بمرونتها، إذ يستطيع المؤمنون بإرشاد أباء اعترافهم الروحيين أو يمارسوا أصوامًا أكثر وأن يعفوا منها حسب ظروفهم الروحية أو الصحية أو الاجتماعية.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 187 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

الأصوام في الكنيسة القبطية


  1. الصوم الأسبوعي
  2. الصوم الأربعيني أو الصوم الكبير
  3. أصوام أخري
  4. ملاحظات علي الأصوام القبطية
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 188 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

الصوم الأسبوعي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

أولا- الصوم الأسبوعي: كما تمارس الكنيسة العبادة العامة أسبوعيًا هكذا تمارس الكنيسة صوما عاما أسبوعيا تمتد جذوره إلي الكنيسة اليهودية، اعتاد اليهود أن يصوموا يومي الاثنين والخميس، لأن فيهما صعد موسي علي الجبل ليتسلم الشريعة ونزل حاملا اللوحين. لهذا عندما تحدث السيد المسيح عن الفريسي المتكبر، ذكر أنه كان يفتخر بصومه يومين كل أسبوع (لو18: 12). والكنيسة منذ العصر الرسولي وهي تقدر أهمية الصوم وضعت أن تصوم يومي الأربعاء والجمعة، تذكارًا للتشاور ضد السيد ولصلبه.
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 189 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

الصوم الأربعيني أو الصوم الكبير

ثانيا - الصوم الأربعيني Tessaracoste أو الصوم الكبير Great Lent. له غايتان: الأولي الاستعداد لخبرة بهجة قيامة السيد المصلوب، والثانية إعداد الموعوظين بالتعليم وممارسة العبادة مع التوبة الحقيقية العملية لينالوا سر العماد ليلة عيد الفصح.
يلزمنا هنا أن نقف قليلا عن هاتين الغايتين:
بالنسبة للاستعداد لبهجة القيامة والتمتع بقوتها، فإننا وإن كنا نعيد بالقيامة أسبوعيا كل أحد، بل ونمارس "الحياة المقامة" كل يوم خلال التجديد المستمر والتوبة الدائمة، فإننا في حاجة أن نقضي فترة الأربعين المقدسة يليها أسبوع البصخة تمارس بالرب حياة الأمانة لتعلن قيامته فينا، قائلين مع الرسول بولس "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد معه" (رو8: 17).

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أما بالنسبة لأعداد الموعوظين في هذه الفترة، فارتباط الصوم بهذا يعطي للصوم فهمًا عميقًا، ألا وهو اتساع قلب نحو البشرية، فالكنيسة كلها تصوم لكي يجتذب الله أولادًا جُددًا له ويهيئهم للتمتع بالبنوة له.. صومنا علامة إيماننا بعمل الله نفسه في الخدمة والكرازة. هذا ومن جانب آخر فإن صومنا -خاصة الصوم الأربعيني- يلزم أن تكون غايته الشهادة للسيد المسيح والصلاة الدائمة لأجل تقديس البشرية.
في كل صوم أربعيني كان المؤمن يذكر كيف صامت الكنيسة لأجله وجاهدت لتكسبه إناءً مقدسًا وهيكلًا للرب، فيرد الحب بالحب عاملًا هو أيضا لأجل خلاص غيره.
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
هذا الصوم الأربعيني تمتد جذوره إلى العصر الرسولي:

1] جاء في كتابات القديس إيريناؤس -في القرن الثاني- إن بعض المؤمنين يصومون يومًا قبل الفصح وآخرون يومين والبعض فترة أطول، كما أشار إلي أن البعض يحسبون اليوم أربعين ساعة (9).
هنا لا ينفي القديس إيريناؤس الصوم الأربعيني أو صوم أسبوع الآلام، إنما يتحدث عن الصوم الانقطاعي الذي يسبق قداس العيد، فالبعض يكتفي بصوم سبت النور [وهو السبت الوحيد الذي يصام انقطاعيًا في الكنيسة القبطية]، والبعض يصومون يومين متتالين هما: الجمعة العظيمة وسبت النور. أما عن حساب اليوم 40 ساعة، فلعله يقصد العادة التي كانت متبعة منذ القرن الثاني -ولا زالت قائمة لدي بعض الأقباط- وهو الصوم منذ بدء الجمعة العظيمة حتى فجر الأحد، أي قداس العيد، وهي تعادل حوالي 40 ساعة.
جاءتنا شهادة أكيدة في منتصف القرن الثالث عن امتداد الصوم لمدة ستة أيام (من الاثنين إلى السبت). يعلق بعض الدارسين علي ذلك بأنه قد حدث تمييز واضح بين صوم الستة الأيام الفصحية ككل وصوم يومي الجمعة والسبت الذي له مكانة خاصة (10). والواقع إن ما ورد عن القرن الثالث هنا يمكن اعتباره حديثا مكملا لما ورد في إيريناؤس. فالقديس حدثنا عن صوم انقطاعي طويل يسبق قداس العيد مباشرة، بينما ما ورد في منتصف القرن الثالث فيتحدث عن صوم أسبوع الآلام ككل، وله مكانته الخاصة أيضا، إذ لا زال يمارس في كنيستنا بنسك أكثر منه في فترة الصوم الأربعيني.
ج] في سنة 325 م. جاء الحديث عن الصوم الأربعيني في مجمع نيقية كأمر مستقر في الكنيسة الجامعة، وليس كأمر مستحدث في كنيسة أو بعض الكنائس.
د] في منتصف القرن الرابع نجد اهتمام القديس أثناسيوس الرسولي بكتابة رسائله الفصحية حتى في منفاه، هذه الرسائل اعتاد بطاركة (باباوات) الإسكندرية أن يكتبوها علي الأقل منذ عهد البابا ديونسيوس الإسكندري. وكانت تكتب في عيد الغطاس ليس فقط لتحديد موعد عيد الفصح. وإنما لتحديد موعد بدء الصوم الكبير الملتحم بأسبوع الآلام (البصخة) وبالتالي بالعيد.
يلاحظ في رسائل القديس أثناسيوس التي وصلتنا أنه يدمج الصوم الأربعيني بأسبوع الآلام وإن كان يبرز التميز الواضح بينهما.
تصوم الكنيسة القبطية 55 يومًا هي [40 يوم الصوم الأربعيني + 8 أيام الفصح + 7 أيام يقال إنها بدل أيام السبوت حيث لا تصام انقطاعيًا].
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 05 - 2014, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 190 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي

أصوام أخري

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
ثالثا: أصوام أخري
بجانب الصوم الأسبوعي وصوم الأربعين المقدسة وأيضا أسبوع الآلام، يمارس الأقباط الأصوام التالية:
1- صوم الميلاد: غايته الاستعداد الروحي لاستقبال عيد ميلاد المخلص، مدته 40 يومًا مضافًا إليه 3 أيام هي التي صامها الشعب لنقل جبل المقطم في عهد المعز.
2- صوم الرسل: يبدأ باليوم التالي لعيد العنصرة ويستمر حتى عيد الشهيدين بطرس وبولس في 5 أبيب (12يوليو).. غايته التهاب القلب بحب الكرازة بفكر رسولي.
3- صوم أهل نينوى 3 أيام يبدأ الاثنين قبل السابق لبدء الصوم الكبير، ربما يقصد به صوم يونان في الحوت.
4- صوم السيدة العذراء: 15 يومًا قبل عيد ظهور جسدها (بعد نياحتها) (7-22 أغسطس).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب القديس كيرلس الأورشليمي - القمص تادرس يعقوب ملطي
رموز القديسة مريم في التسابيح القبطية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب دعوني أنمو القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب مصر في تاريخ خلاصنا - القمص تادرس يعقوب ملطي
قاموس المصطلحات القبطية كتاب لأبونا تادرس يعقوب ملطى


الساعة الآن 11:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025