منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 05 - 2014, 03:58 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

وحي الإنجيل


كان للكنيسة الأولى في مهدها الباكر وفى سنواتها الأولى بعد القيامة وحلول الروح القدس أربعة مصادر للتعليم والسلطان الكنسى، وهى، كما بينا في الفصول السابقة، شخص وعمل وتعليم الرب القائم من الأموات، وعمل الروح القدس وقيادته للرسل وإرشاده وتوجيهه للكنيسة، وأسفار العهد القديم، خاصة ما جاء بها من نبؤات عن شخص الرب وأعماله وتعليمه والتي شرح معناها وفسرها الرب نفسه لتلاميذه ورسله، ثم شهادة الرسل، شهود العيان، وحملهم للإنجيل إلى كل البشرية في العالم أجمع.

وحي الإنجيل
كان الرسل هم رجال الله الذين حملوا الإنجيل، الأخبار السارة، إلى كل المسكونة وكان الرب يقودهم ويرشدهم ويعلمهم بروحه القدوس. وكان الروح القدس يعمل فيهم وبهم ويتكلم على لسانهم ويحثهم على الكرازة ويشهد للمسيح من خلالهم "ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضًا لأنكم معي من الابتداء (1)". وكان الرسل واعين تماما ومدركين بصورة ملموسة ومحسوسة لعمل الروح القدس فيهم فقد أنسكب عليهم بصورة مرئية "وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا (2)". وكانوا يحسون ويلمسون وجوده فيهم أيضًا من خلال الأعمال والمعجزات التي كان يعملها على أيديهم، بل وكانوا يدركون عمله فيهم وكلامه على لسانهم بصورة تفوق الوصف، وكانوا يعلمون جيدًا أن كفايتهم في الكرازة ليست من أنفسهم بل من الروح الساكن فيهم "ليس أننا كفاه من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاه لأن نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل الروح (3)". كانوا مدركين وواثقين من عمل الروح القدس فيهم وبهم وأنهم كانوا يتكلمون به ويتكلم هو على لسانهم، يقول القديس بطرس الرسول في ذلك "الأمور التي أخبرتم بها انتم الآن بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء (4)". كما لم تكن كرازتهم فقط بكلام حفظوه "لا بحكمة كلام (5)"بل بعمل وقوة ومواهب الروح القدس، بما يعلمه الروح القدس ذاته؟ "وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة (الإنسانية) المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله (6)"، "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضًا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس (7)".
وكان السيد المسيح قد وعد تلاميذه بأنه سيتكلم على لسانهم بالروح القدس :
"فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون. لأنكم تُعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به. لأنكم لست أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم (8)"، "لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه (9)"، "لأني أنا أعطيكم فمًا وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها (10)"،
وكشف لهم ما سيعمله الروح القدس فيهم وبهم ومن خلالهم، وما سيقوله بأفواههم وعلى لسانهم وكيفية وجوده فيهم ومعهم:
"يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلتهُ لكم (11)"،
"فهو يشهد لي (12)" و"يرشدكم إلى جميع الحق (13)"،
"وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم (14)".
كان الرب القائم من الأموات هو المصدر الأول والرئيسي والإلهام المباشر للكنيسة وكانت حياته وأقواله وأعماله أساس وجوهر ومحور وبؤرة ولُبّ الكرازة. وما تنبأ به عنه أنبياء العهد القديم كان البرهان، بالنسبة لليهود، على حقيقة كونه المسيح ابن الله النازل من السماء والآتي إلى العالم، والبرهان بالنسبة للأمم على أن مجيئه كان مقررًا ومحتومًا منذ الأزل وقد أعلن للأنبياء السابقين له بمئات السنين، وكان الروح القدس يقود الكنيسة بواسطة الرسل، وكان الرسل واعين ومدركين وواثقين أن ما يتكلمون به هو كلام الله، كلام الرب، المعطى لهم بالروح القدس، والذي حفظوه بالروح القدس وتكلموا به في الروح القدس، "فأوصيهم لا أنا بل الرب.. فأقول لهم أنا بل الرب (15)"، "هكذا أمر الرب (16)"، "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا (17)"، "فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب (18)".
تكلم الرسل بكلام الرب وقادهم الروح القدس في كرازتهم وأرشدهم ووجههم وذكرهم وأوحى لهم، وعندما كتبوا الرسائل، كتبوها بالروح القدس الذي أوحى لهم بكتابة كل ما جاء فيها، وعندما كتبوا الإنجيل بأوجهه الأربعة ودونوا وسجلوا فيه حياة وأعمال وتعليم المسيح، فقد كتبوه مسوقين من الروح القدس "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (19)" فكما عمل معهم في الكرازة عمل معهم أيضًا في كتابة الإنجيل.
وكلمة "مسوقين" هنا تعنى حرفيًا "محمولين" أي أن الروح القدس قادهم وحملهم أثناء الكتابة والتدوين ووجههم لاختيار أحداث وأعمال وأقوال معينة لتدوينها وعلمهم وأرشدهم وذكرهم وحفظهم وعصمهم من الخطأ والزلل، ولذا يقول الرسول بالوحي "كل الكتاب هو موحى به من الله (20)"، وعبارة "موحى به من الله" في اليونانية "ثيؤبنوستوس – Theo pneustos" وتعنى حرفيًا "تنفس الله"، "نفس الله"، "الله تنفس". وإن كانت هذه الآية تنطبق على أسفار العهد القديم، فهي تنطبق بالدرجة الأولى على كل أسفار العهد الجديد.
أولًا : لأن الرسل كرزوا بالروح القدس الذي عمل بهم وفيهم ومن خلالهم وبالتالي قادهم للكتابة والتدوين وحملهم وقادهم وأوحى لهم عند كتابة كل إنجيل وسفر ورسالة ؟
وثانيًا : لأن الإنجيلين سجلوا ودونوا وكتبوا ما سبق أن قاله وعمله وعلمه وأمر به الرب نفسه والذي شاهدوه بأعينهم وسمعوه بآذانهم ولمسوه بأيديهم وعاشوه بأنفسهم وحفظوه بقلوبهم وفى ذاكرتهم وحافظوا عليه بأرواحهم، بل وكان الرب نفسه معهم حسب وعده "وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر"، يعمل بهم بروحه القدوس.
كان الرسل والإنجيليون على ثقة تامة وبشكل محسوس وملموس أنهم يكرزون بالروح القدس ويكتبون وهو مسوقين من الروح القدس، وكما أعلنوا وكرزوا بالروح القدس، فقد صرحوا أيضًا بأن ما كتبوه هو بالروح القدس، كتبوه "مسوقين بالروح القدس"، تكلم المسيح فيهم "المسيح المتكلم فيَّ (21)".
وقد ساوى الرسل بين ما جاء في أسفار العهد القديم وآمنوا أنه كلام الله الموحى به وبين ما عمله وعلمه السيد المسيح باعتباره أعمال الله وتعليم الله المتجسد وكانوا واثقين من ذلك بصورة مطلقة، وما شهدوا به هم أنفسهم ودونوه في أسفار باعتباره كلام وعمل الله الذي حفظوه ووحي الروح القدس الساكن فيهم، "لتذكروا الأقوال التي قالها سابقًا الأنبياء القديسون ووصيتنا نحن الرسل ووصية الرب (22)". وشهدوا لكل ما دونوه بالروح القدس في كتب (أسفار) معلنين أنه كلام الله الذي استلموه من السيد المسيح مباشرة، سواء قبل الصلب والقيامة أو بعد ذلك، سواء ما علمه لهم وهو على الأرض بالجسد أو بعد صعوده إلى السماء بروحه القدوس، وقد كتبوه مسوقين بالروح القدس، فهو كلام الله ووحي الروح القدس. ومن ثم يشهد القديس بطرس لما كتبه القديس بولس بالروح قائلًا "كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضًا بحسب الحكمة المعطاة له كما في الرسائل كلها متكلمًا فيها عن هذه الأمور (23)". ويقتبس القديس بولس عن سفر التثنية من العهد القديم ومن الإنجيل للقديس لوقا مؤكدًا بالروح القدس أن كليهما يضمان كلام الله الموحى به وان كليهما سفران مقدسان، "لأن الكتاب (المقدس – Scripture) يقول: لا تكم ثورًا (تث 4:25). والفاعل مستحق أجرته (لو 7:10) (24)". وعبارة الكتاب يقول "تعنى، الكتاب المقدس، واقتباسه من الإنجيل للقديس لوقا يؤكد حقيقتين، الأولى هي أن هذا الإنجيل كان قد كتب، والثانية هي أنه كان مستخدمًا ومعروفًا في الكنيسة ككتاب مقدس وكلمة الله. ويؤكد لنا قول القديس بولس بالروح: "تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء بالكلام أو برسالتنا (25)"، "إن كان أحد لا يطيع كلامنا (تعليمنا) بالرسالة فلاحظوا هذا ولا تخالطوه لكي يخجل (26)"، إنه، في حياة الرسل، كانت هناك مساواة كاملة بين كلمة الله المسلمة شفويًا والمكتوبة في أسفار. ويؤكد القديس يوحنا أن كل ما كتبه ودونه سواء في الإنجيل أو الرسائل أو سفر الرؤيا هو تعليم وعمل السيد المسيح، كلمة الله، وإعلانه الذي أعطاه من السماء وأوحى به بالروح القدس لكي ينال من يؤمن به الحياة الأبدية:
"وأما هذه (آيات ونصوص الإنجيل للقديس يوحنا) فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه (27)"، "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به.. ونكتب إليكم هذه (رسالته الأولى) لكي يكون فرحكم كاملًا (28)"، "كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله (28)".
"إعلان يسوع المسيح الذي أعطاه إياه ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب وبينه مرسلًا بيد ملاكه لعبده يوحنا الذي شهد بكلمة الله بشهادة يسوع المسيح بكل ما رآه. طوبى للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها (30)".
وهذا ما يؤكد القديس بطرس أيضًا بقوله بالوحي "كتبت إليكم بكلمات قليلة واعظًا وشاهدًا أن هذه هي نعمة الله الحقيقية التي فيها تقومون (31)".
ويبدأ الإنجيل للقديس متى بالتأكيد أنه يدون الإنجيل الذي هو حياة وأعمال وتعليم السيد المسيح، كلمة الله "كتاب ميلاد يسوع المسيح (32)"، وكذلك القديس مرقس الذي يبدأ بالقول "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله (33)"، كلاهما يؤكدان بهاتين العبارتين أنهما دونا كلمة الله الموحى بها ليقرأهما المؤمنون في كل مكان وزمان.
وهذا ما أكده القديس لوقا أيضًا بقوله "الكلام الأول أنشأته (دونته) يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما أوصى بالروح القدسالرسل الذين أختارهم (34)".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تلمذة الإنجيل: أن يلتزم الإنسان بقراءة الإنجيل على الدوام
إسحق في استعداده للموت حمل صليب الإنجيل قبل مجيء الإنجيل
حسب نور الإنجيل
بالصورة دمّرت النيران الكنيسة بالكامل ومع ذلك حفظ الله الإنجيل أين توجد أقدم وأكمل نسخة عن الإنجيل؟
الإنجيل


الساعة الآن 09:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024