كل منا له ذكريات طفولة لا يرغب أن ينساها بل يحاول تذكير نفسه بها دائما
قد تكون ذكريات ,قصص ,حكايات
ليست لها أهميه ولكنها ذكريات طفولة
جميله بحلوها ومرها
أخواتى
لن أقص لكم قصه أو رواية كما اعتدنا
إنما سأقص لكم ذكريات طفولة
أتذكر عندما كان عمري لم يتجاوز الخمس سنوات
كنت أجبر والدتي أن تقص لي قصه الأنبا كراس
وخاصة الجزء الخاص بزيارة الأنبا بموا له العديد من المرات
كنت استمتع جدا عندما كانت تحكى لى عندما كان الانبا بموا يقرع باب المغارات يتساءل هل تلك مغارة الأنبا كراس؟
فيجيبه الصوت من الداخل بهدوء غريب ومعرفه غير مسبقة: أهلا أنبا بموا حامل جسد القديسة العظيمة إيلاريا ابنه الملك زينون بل هي مغارة سمعان القلاع
وكيف كان لا ييأس بل يبحث عن مغارة أخرى وكيف عندما يجدها يقف أمامها يقرع ثلاث قرعات مثل قانون أخوه الرهبان
فيجيبه الصوت من الداخل: أهلا أنبا بموا حامل جسد القديسة ايلاريا ابنه الملك زينون بل مغاره ابامون القلاع
وعندما بلغت من العمر عشر سنوات لم يتغير حبي لذات القصة
ولكن مع الفارق وهو تكرار جزء أخر
كنت اعشق الجزء الخاص بسؤال رب المجد عند ظهوره للأنبا كراس عن أي طلب له مهما كانت قوته
وأجابه الأنبا كراس الجميلة لو تسمح سيدي لقد كنت منذ عهدي أحب أن استمع لمزامير وتسبيح داود النبي
فأملى كان أن أراه وهو يعزف على قيثارته بالتراتيل حتى لحظه انتقالي من هذا العالم
وكيف حقق له السيد المسيح طلبه على الفور كي يريح قلبه ويبهجه قبل لحظه انتقاله من العالم الزائل
أما عندما دخلت الجامعة فلم يتغير حبي لذات القصة ولكن باختلاف بسيط
وهو الجزء المتعلق بإلحاح الأنبا بموا من الأنبا كراس أن يجعله ينظر رب المجد
وكيف لم ينسى الأنبا كراس طلب الأنبا بموا وسؤاله من السيد المسيح أن يبارك ابنه بموا ويعاينه مثله
وكيف نظر رب المجد له وقال بركتي تحل عليك يا بموا الرجل الكامل
وتمر الأيام
ولا يتغير حبى لتلك القصه
وكأنها رواية ألف ليله وليله
ولكنها باختلاف زمني فألان أحب أجمل جزء في تلك القصة
جزء الخوف الذي امتلأ جسد البار الأنبا كراس
بمجرد انتشار وامتلاك الحمى جسده
جزء الخوف من الموت بل الخوف مما بعد الموت
وتشجيع رب المجد له وطلبه:لا تحزن يا حبيبي كاراس لأجل الموت مادمت مستعد
لان هذا الموت ليس موت لك بل هو انتقال للحياة الأبدية
انتقال من ارض الشقاء لأرض الرحمة
من الحزن إلى السعادة والفرح
من العبودية إلى الحرية
ها أخوتي
أن كنا لم نجد الحرية في هذا العالم
فتأكدوا أنها محجوزة لنا فيما بعد
أن كنا عبيد في هذا العالم فأننا أحرار في العالم الحقيقي