"شيزوفرانيا" الإخوان مع الأقباط

[Mary Naeem]

"شيزوفرانيا" الإخوان مع الأقباط

يتميز تنظيم الإخوان الإرهابى منذ توليه الحكم وحتى عزله بثورة 30 يونيو بالتناقض الشديد فى تصريحاته وأفعاله.

فقد كانت تهنئة الأقباط بعيدهم "واجبة" عام 2012 بل ووصلت إلى حد حضور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" ود. محمد سعد الكتاتنى الأمين العام للحزب آنذاك قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية بالعباسية، فإن تهنئة المسيحيين بالعيد عام 2013 وبعد وصولهم لسدة الحكم فى مصر "حرام"، كما جاء على لسان الدكتور عبدالرحمن البر مفتى الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، حيث أكد أنه لا يجوز شرعاً تهنئة الأقباط بالمناسبات الدينية المخالفة لعقائدنا.

كما أصدرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى تضم فى عضويتها خيرت الشاطر نائب المرشد العام لتنظيم الإخوان فتوى تحرم تهنئة المسلم لغير المسلم بالعيد.

ووصلت إلى حد اعتبار الهيئة الشرعية تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم خروجاً عن الدين، واعترافاً بعقيدة المسيحيين ومعتقداتهم.

استمر العداء غير المعلن بين تنظيم الإخوان الإرهابى وعلى رأسه محمد مرسى، والأقباط طوال العام الذى حكمه مرسى، ففى الوقت الذى كان يؤكد مرسى على حقوق الأقباط وحمايته لهم كانت القنوات الدينية المتشددة الموالية له تشن هجوماً عنيفاً عليهم.

وبعد عزل محمد مرسى فى 30 يونيو الماضى، صب أعضاء تنظيم الإخوان غضبهم على الأقباط، حيث كانت منصة رابعة تشن هجوماً عنيفاً على البابا تواضروس والمسيحيين الذين اعتبرتهم سبباً رئيسياً فى عزل مرسى من خلال مشاركتهم بكثافة خلال التظاهرات المطالبة بإسقاطه.

كانت قيادات تنظيم الإخوان يقفون يومياً على منصة رابعة لتوجيه التهديدات المباشرة وغير المباشرة للأقباط فى حال عدم رجوع محمد مرسى للحكم.

بعد فض اعتصامى تنظيم الإخوان برابعة والنهضة هاجم أعضاء وأنصار تنظيم الإخوان الكنائس، حيث تم الاعتداء على 73 كنيسة منها 38 كنيسة تم حرقها وسلبها ونهبها بالكامل، لدرجة دفعت عدداً من الصحف ووسائل الإعلام إلى التأكيد أن "الأقباط" يدفعون الثمن الأكبر لعزل مرسى.

كما تم استهداف عدد من الاسر المسيحية بصعيد مصر من قبل أنصار تنظيم الإخوان وسط صمت تام من الجماعة الإرهابية التى تنصلت من حرق وسلب الكنائس واتهمت فيها ما أسمته بقوات الانقلاب.

اليوم بعد كل هذا التاريخ الطويل من التناقض، فقد عاد تنظيم الإخوان الى الاقتراب من الكنيسة المصرية وتلميع علاقاتهم بها، ونشر موقع "إخوان ويب" تهنئة وجهها القيادى الإخوانى عصام العريان إلى الأقباط بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد.

أشار الموقع إلى أن تلك الرسالة هى التى بعث بها العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، العام الماضى للأقباط عبر حسابه الشخصى على صفحة التواصل الاجتماعى فيس بوك، بتلك المناسبة.

يرى البعض أن هذه التهنئة تأتى فى إطار رغبة الجماعة التى فقدت رصيدها لدى الشعب المصرى إلى التأكيد على انفتاحها على كل طوائف المجتمع، وأنها لن ولم تكن أبداً ارهابية أو غائبة عن المشهد السياسى والاجتماعى بمصر.