مزمور 120 (119 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
جلسة سماوية في كل أمسية
مقدمة
مقدمة في مزامير المصاعد: مزمور 120- مزمور 134
أصل مزامير المصاعد
المعنى الروحي
مزامير المصاعد وأسفار موسى الخمسة
المجموعة الأولى: الشعور بالحاجة إلى المخلص
المجموعة الثانية: المخلص المحرر
المجموعة الثالثة: المخلص المُقّدس، كلمة الله الذبيح والكاهن السماوي
المجموعة الرابعة: الصلب مع المخلص
المجموعة الخامسة: المخلص الإلهي الصديق
أولًا: ترتيب مزامير المصاعد عند القديس جيروم
ثانيًا: ترتيب مزامير المصاعد عند القديس أغسطينوس
ثالثًا: مزامير المصاعد عند القديس يوحنا الذهبي الفم
من أقوال الآباء عن مزامير المصاعد
طبيعتها
نظرة شاملة لمزامير المصاعد (120-134)
سلم للصعود من القبر والفساد إلى الأحضان الإلهية 1
سلم للصعود من القبر والفساد إلى الأحضان الإلهية
من وحي مزامير المصاعد
صلاة: بين مزامير المصاعد وأسفار موسى
تمثل مزامير المصاعد (120-134) صدر المزامير في تسبحتي الغروب والنوم. غايتها أن يقف المؤمن مع نهاية كل يوم يعيد تقييم حياته، ليتعرف إن كان في الطريق لم ينحرف شمالًا ولا يمينًا.
ما هذا الطريق إلا انطلاق الإنسان كل يوم صاعدًا كما على سلم يعقوب مرتفعًا من مجدٍ إلى مجدٍ، متمتعًا بقوةٍ فوق قوةٍ.
حياتنا رحلة صعود للنفس تنطلق من وادي البكاء إلى أورشليم العليا.
هكذا مع نهاية اليوم نشعر أننا في حضن إلهنا يصعد بنا إلى بيتنا الأبدي، عيوننا طول النهار تتركز على مخلصنا الذي يفتح أحضانه لنا، ويشتاق إلى تمتعنا بشركة أمجاده.
مقدمة في مزامير المصاعد
مزمور 120- مزمور 134
استُخدمت كلمة "مصاعد" في صعود الملائكة على السلم الذي رآه يعقوب، وفي صعود موسى وهرون على جبل الله[1].
يرى البعض أن كلمة مصاعد تشير إلى التغنِّي بهذه المزامير بصوتٍ مرتفع. وآخرون يرون أنها مزامير تصدر عن نفوس متهللة مرتفعة نحو السماويات. يرى أيضًا البعض أنه كان يوجد مكان بجوار المذبح حيث يُقام فيه منبر، ويَصعد عليه الكهنة خلال درجات وهم يسبحون بهذه المزامير.
أصل مزامير المصاعد
1. قيل إن حزقيا الملك الذي شُفي في بهجته بعمل الله العجيب معه نظَّم عشرة مزامير ليقارنها بعشرة درجات دوران الشمس، العلامة التي قدمها إشعياء النبي إليه بأن الرب يشفيه (2 مل 20: 8-10؛ إش 38). أضيف إليها أربعة مزامير كتبها داود النبي ومزمور كتبه سليمان الحكيم، ليصير المجموع خمسة عشر مزمورًا تقابل الخمس عشرة سنة التي أضافها الرب لحياة حزقيا[2].
2. يقول الأب أنسيمُس الأورشليمي أن هذه الأناشيد أو التسابيح دُعيَت "تسابيح الدرج"، لأن العبرانيين كانوا يترنمون بها عندما عُتقوا من أسر بابل وصاروا يصعدون إلى أورشليم التي هي أعلى مكانًا من بابل القائمة في الهبوط.
3. يرى البعض أن هذه المزامير سُميت مزامير المصاعد أو المزامير الدرجية، لأنها كانت تنُشد بواسطة الكهنة عند صعودهم درجات الهيكل الخمس عشرة كل عام أثناء عيد المظال. (سبع درجات تؤدي إلى الدار الخارجية، وثماني درجات إلى الدار الداخلية). كما قيل إن فرق التسبيح المكونة من اللاويين كانت تقف على كل درجة لترنم أحد هذه المزامير كجزءٍ من الخدمة الدينية.
4. كان القادمون إلى أورشليم للاحتفال بالأعياد الثلاثة السنوية الكبرى ينشدونها وهم في طريقهم صاعدين إلى الهيكل في أورشليم، خصوصًا القادمون من الشتات البعيدة[3].
* إنكم تسألون: لماذا دُعيت هكذا؟ حسب التفسير التاريخي، تخبرنا (هذه المزامير) عن العودة من بابل، وتشير إلى السبي هناك. وبحسب التفسير الروحي تقود إلى طريق الفضيلة، كما يفسرها البعض.
ها أنتم ترون الطريق الذي تقود إليه يشبه درجات، تقود إنسان الفضيلة وصاحب القيم الصادقة، وتدخل به إلى السماء عينها...
يرى آخرون أنها تشير إلى سلم يعقوب، الذي أعلن له عن بلوغ السماء. إنه يؤكد أنه يمكن بلوغ السماء التي لا يمكن بلوغها والمصاعد إليها، ما أن توضع الدرجات والسلم في موضعها. ولما كان من المستحيل بالنسبة للصاعدين عندما يبلغون نحو القمة أن يتجنبوا الشعور بدوارٍ، فإنهم في حاجة ليس فقط أن يتسلقوا، وإنما أيضًا أن يحذروا حتى يبلغوا القمة.
الآن، إذ نكون في حذر كهذا، فلكي لا نفقد اتزاننا عندما نرى إلى أي مدى قد بلغنا، يلزمنا ملاحظة ماذا تبقَّى لنا كي نتسلقه، ونركز على هذه النقطة. لقد أشار بولس إلى هذا قائلًا: "أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام" (في 3: 13).
المعنى الروحي
يتطلع كثير من الآباء إلى هذه المزامير أو التسابيح بكونها السلم الروحي، الذي تصعد خلاله النفس في الإلهيات، من مرحلة إلى أخرى. تنطلق نحو حضن الآب وتستقر فيه، ترتفع من مجدٍ إلى مجدٍ." إنها تصعد من أرض الغربة، وتتجه نحو أورشليم العليا، وفي رحلتها هذه تتعرض لمعارك روحية من الداخل والخارج، لكنها تتمتع بنصرات تهبها روح الفرح بالرب، حيث يقدم المؤمن تسبيحًا لله مُوحى به ويمارس حياة تعبدية. يحيا المؤمن في تسبيحٍ دائمٍ، حتى يبلغ بيته الأبدي، الأحضان الإلهية.
* أنتم تعرفون أيها الأعزاء الأحباء أن أغنية المصاعد هي أغنية صعودنا، وأن هذا الصعود لا يتحقق بأقدام الجسد بل مشاعر القلب[4].
* تُعلمنا المزامير التي تُدعى "مزامير المصاعد" كيف نصعد ونتقدم في سيرنا مع الله.
يدعونا المرتل بالروح القدس أن نصعد بالقلب، أي أن نزداد في الرغبة المقدسة الحقيقية، الأمر الذي هو أعظم من البحث عن "المشاعر الروحية".
نبدأ بالإيمان. ونؤمن في حقيقة عالم الله غير المنظور، وأسس ملكوته الثابت. هذا يلهب فينا رجاءً حيًا بأننا أبناء الملكوت. هذا بدوره يجعلنا نسكب حب الله على الغير. هذا يُزيد رغبتنا لخبرة حضور الله الأبدي الآن، كما في الحياة العتيدة، التي بلا نهاية. هذا هو ما يعنيه أننا نصعد.
أتحدث إليكم من هذا الكتاب (المزامير) لأنكم تفزعون عندما يُقرأ عليكم تحذير ورد في الإنجيل... إنكم تقرأون أن الرب يأتي مثل لصٍ في الليل. كما يقول يسوع في مثال: "إن كان رب البيت يعرف في أيَّة ساعة بالليل يأتي اللص، لسهر ولا يدع بيته يُنقب، هكذا أنتم أيضًا كونوا مستعدين" (مت ٢٤: ٤٣-٤٤).
في فزعكم وخوفكم تفكرون: "كيف يهيئ الإنسان نفسه إن كانت الساعة تأتي كلصٍ؟ هل هذا عدل؟
أبدأ فأقول لكم هذا، لأنكم لا تعرفون ساعة مجيئه، لذا تسعون في الإيمان على الدوام. ربما يخطط الله بهذه الطريقة، جاعلًا إيَّانا نجهل ساعة مجيئه حتى نتهيأ في كل لحظة لاستقباله. الطريقة التي بها يتطلع العبد إلى يد سيِّده.
ستكون هذه الساعة موضع دهشة للذين يحسبون أنفسهم "أرباب بيوتهم"، الأمر الذي به يعني الذين هم في كبرياء يدبرون أمورهم دون اختبار لإرادة سيِّدهم الحقيقي. لذلك لا تكن سيِّدًا بهذه الطريقة الباطلة، فلا تدهش ولا تفزع.
تسألني: فبماذا أتشبَّه إذن؟
أقول: تشبَّه بذاك الذي سمعت عنه من المرتل الصارخ: "فقير أنا وحزين" (مز ٦٣: ٣٠ Douay).
إن رأيت أنك دومًا فقير وحزين في الروح (مت ٥: ٣)، فإن عينيك تكون دومًا على الرب، وتنال رحمة من تعبك وراحة وقوة مستمرة.
* لا سبيل للنجاة بالرجوع إلى الوراء إلاَّ بالاجتهاد الدائم في الارتقاء والتقدم إلى الأمام. لأنه حينما نقف في جرينا نرتد إلى الوراء. فعدم التقدم يعني التقهقر. فإن أردنا ألاَّ نرجع إلى الوراء، يلزمنا أن نسرع راكضين على الدوام بلا راحة.
* الدرجات إما للصعود أو النزول. لكن الدرجات كما هي مستخدمة في هذا المزمور هي للصعود... يوجد من يصعدون على ذاك السلم، والذين ينزلون (تك 28: 12).
من الذين يصعدون؟ أولئك الذين يتقدمون نحو فهم الأمور الروحية.
من الذين ينزلون؟ أولئك الذين بعدما أدركوا الروحيات قدر ما يستطيعون كبشرٍ، إلا أنهم ينزلون كأطفالٍ.
إذ تُقال لهم هذه الأمور بعدما ينتعشون باللبن يتهيأون للطعام الروحي القوي.
القديس أغسطينوس
* "مغبوط هو الإنسان الذي أعد ّمطالع في قلبه".
البار لا يوجد في قلبه إلاَّ مطالع ومصاعد. وأما الخاطئ فلا يوجد في قلبه إلاَّ انحدار وانخفاض.
فالبار يتجه نظره دائمًا إلى الأمور الأسمى ارتفاعًا في الفضيلة. ولا يرغب سوى أن ينمو في الكمال غير مفتكرٍ في شيءٍ آخر. وكما قال الحكيم: "أفكار المجتهد إنما هي للخصب" (أم 5:21).
* إن الابتداء لا يُعتبر في المسيحيَّة بل الانتهاء فقط. فقد ابتدأ بولس الرسول بداية رديئة وانتهى نهاية محمودة. ويهوذا بعكس ذلك ابتدأ حسنًا وانتهى بالشر، فما الذي ربحه من تلمذته للسيِّد المسيح والعجائب التي اِجترعها؟! ومَّا الذي تربحه أنت من ابتدائك بالصلاح إذا انتهيْت انتهاءً شقيًا. إن الأكاليل تعطى بحسب النهاية لا البداية كقوله: "من يصبر إلى المنتهى يخلُص" (مت ٢٤: ١٢). فإن تلك السُلَّم التي رآها يعقوب لم يكن الرب جالسًا في أوِّلها أو في وسطها، بل كان واقفًا في آخرها (تك 28).
* "طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ، لأنهم يشبعون" (مت 6:5). الطوبى هي للذين لم يحسبوا أنفسهم كاملين بما فيه الكفاية، إنما لا يزالون مجتهدين في اكتساب كمال الفضيلة.
* كما أن الجنين في الرحم لا يبلغ إلى الرجولة في لحظة، بل تبدأ فيه الصورة والميلاد رويدًا رويدًا... وكما أن حبوب القمح والشعير لا تثمر حالما تُبذر في الأرض...
وكما أن الذي يزرع الشجرة لا يجني الثمرة في الحال، كذلك الأمور الروحية فيها حكمة ودقة عظيمة، فإن الإنسان ينمو درجة فدرجة ويعلو إلى قامة تامة (أف 13:4).
مزامير المصاعد وأسفار موسى الخمسة
يرى بعض الدارسين أن هذه المزامير قد صيغت في خمس مجاميع، كل مجموعة تضم ثلاثة مزامير:
المجموعة الأولى: الشعور بالحاجة إلى المخلص
مزامير 120-122 تمثل سفر التكوين: فالإنسان الصالح يعاني من الضيق بسبب لسان الأشرار المخادع (120)، وهو في حاجة إلي اللوغوس، كلمة الله المخلص (121) ليعيده إلى الفرح السماوي (122). وفي سفر التكوين خُلق الإنسان على صورة الله، لكنه سقط بخداع الشيطان المخادع بلسانه الغاش في حواره مع حواء. فوهبه الله الوعد الأول بإصلاحه وتمتعه بالنصرة خلال نسل المرأة (تك3: 15)، وهو كلمة الله المتجسد الذي يجدد طبيعتنا ويرفعنا إلى السماء، فنسترد حياة الفرح الحقيقي.
الدرجة الأولى (مز 120): إدراك أنالله وحده قادر أن يخلص. بدء الطريق هو التعرف على حقيقة الموقف، إننا في ضيق بل وفي حالة موتٍ وفسادٍ، نحتاج إلى المخلص الإلهي، يقيمنا من الموت ويجدد طبيعتنا الفاسدة. في وسط الضيق الذي دبت جذوره في الداخل، وأحاط به من الخارج، شعر المرتل أنه لا علاج للموقف إلا بمخلص يحمل روح الأبوَّة مع القدرة على الخلاص، وتقديم السلام الحقيقي. يمكننا أن ندعو هذه الدرجة "الشعور بالحاجة إلى مخلص!" إنه يقابل سفر التكوين الذي بدأ بالخليقة الجميلة، وتقديم كل إمكانية لآدم وحواء ليعيشا سفيرَيْن لله، ووكيلين للسماء، وأُعطيت لهما إمكانية الحياة الخالدة إن التصقا بالرب، وأعلنا محبتهما له بقبول وصيته السهلة، لكن سرعان ما دب الموت فيهما وفي نسلهما!
الدرجة الثانية (مز 121): الله هو المعين والحافظ. مادامت المعركة هي في حقيقتها بين الله وإبليس، فما علينا إلا أن نختبئ في المخلص الفريد. نشعر بالحاجة إلى رفع العينين إلى الله المخلص، لا إلى الناس. قال الجواسيس: "الشعب الساكن في الأرض معتز، والمدن حصينة عظيمة جدًا. وأيضًا قد رأينا بني عناق هناك" (عد 13: 28). "ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه" (إش 40: 26).
ينزل إلينا من السماء، نقبله في حياتنا، ونصعد فيه كما على جبالٍ مقدسة. هو وحده يحفظ أرجلنا من الزلل، يحفظنا في النهار كما بالليل، ويحوِّط بنا في دخولنا وخروجنا، حتى يعبر بنا إلى الأبدية. هذا هو الإعداد للخلاص: الالتصاق بالمخلص الفريد، المعين والحارس لنا!
الدرجة الثالثة (مز 122): بالتجائنا إلى المخلص الفريد لا نعود نركز أنظارنا على الضيق، بل على وعود الله الأمينة فتتهلل نفوسنا. الفرح هو طريق العبور إلى بيت الرب الأبدي. [مزج الفرح بالتسبيح والصلاة.] هذا هو سرّ قوتنا الروحية، وغلبتنا على إبليس وكل قواته. إنه يدخل بنا إلى بيته السماوي الأبدي، حيث لا موضع للضيق والألم، ولا مكان للموت، بل فرح وتهليل لا ينقطع. إن كان سفر التكوين قد انتهى بطلبة يوسف من إخوته، سائلًا إياهم أن يُصعدوا عظامه معهم حين يفتقدهم الرب ويخرجهم من مصر، ويعبرون إلى كنعان. فإن هذا المزمور الذي يمثل نهاية سفر التكوين يعلن النصرة على الموت، والانطلاق من هذا العالم الحاضر إلى أبدية مجيدة في كنعان السماوية. يبدأ السفر بجنة عدن المفقودة، وينتهي بوصية يوسف بنقل عظامه معهم إلى مصر.
المجموعة الثانية: المخلص المحرر
مزامير 123-125 تمثل فترة الخروج. المزامير الثلاثة السابقة تقابل سفر التكوين حيث نسترد الفردوس السماوي عوض جنة عدن المفقودة. أما الثلاثة مزامير التالية (124-126) فتقابل سفر الخروج. الله هو الملك الحقيقي الجالس على العرش في السماوات، له القدرة وحده على خلاص عبيده (123). يريد العدو أن يبتلع عبيد الرب وهم أحياء (124)، لكن الله يحرر المؤمنين به (125). وفي سفر الخروج يخلص الملك الحقيقي خاصته من عبودية فرعون الذي كان جيشه أشبه بسيلٍ جارفٍ، لكنهم هم اُبتلعوا في البحر الأحمر، أما المؤمنون فخلصوا.
الدرجة الرابعة (مز 123):التحرر من عبودية إبليس، يبدأ الخروج بقبولنا العبودية المفرحة للرب، التي تحمل تحررًا من عبودية إبليس المملوءة هوانًا. لا يطيق العالم عبور النفس إلى السماء. الطريق ضيق وكرب. لا تنظر إلى الأعداء، بل إلى ساكن السماء، فإن يده قديرة.
الدرجة الخامسة (مز 124): إبليس المقاوم يود أن يفترسنا، لكن الله في جانبنا، فلا يقدر إبليس أن يفترسنا أو يخدعنا. مسيحنا بصليبه وموته وقيامته وصعودنا رفعنا فوق الفخاخ. صرنا به كطيرٍ له جناحا الإيمان والحياة في السماويات. بالمسيح صرنا كالعصفور الطائر بجناحي الإيمان والحياة السماوية. الله يحررنا ويخلصنا من كل مقاومة إبليس، سواء بغضبه كزلزال لا يقدر أحد على مواجهته، أو طوفان يجتاح بسيوله دون مقاومة، أو الافتراس كأسد زائر، أو نصب الشباك الخفية والفخاخ!
الدرجة السادسة (مز 125): المسكن الأبدي، إذ يقابل هذا المزمور نهاية سفر الخروج، حيث اهتم موسى بإقامة خيمة الاجتماع وأثاثاتها. كالمثال الذي أظهره الله له، أي كظلٍ للسماويات، فإن المرتل يرى في تدخل الله كمخلصٍ، ينقذ شعبه من تجارب العدو ومعاركه، ويدخل بهم إلى المسكن الأبدي، صهيون السماوية، أورشليم العليا، حيث لا مكان لعدو الخير وقواته الشريرة فيها. يفرز أولاد الله، لينعموا بشركة الأمجاد الأبدية، ويُطرد الأشرار خارج المسكن الأبدي السماوي. مسكننا الأبدي يحثنا على الاتكال على مخلصنا وتمتعنا بالقداسة فيه. ليس من أمان لنا إلا في حضن مخلصنا الساكن في السماء، يرفعنا إليه. الدخول إلى المسكن الأبدي يتحقق بالاتكال على الله مخلصنا، وإلى تمتعنا بالحياة المقدسة فيه.
المجموعة الثالثة: المخلص المُقّدس، كلمة الله الذبيح والكاهن السماوي
تمثل المزامير 126-128 فترة اللاويين، إذ تكشف هذه المزامير عن عمل الله في المتعبدين الحقيقيين، حيث يتمتعون بالفرح العظيم (126)، وسكناه في وسطهم بكونهم مقْدِسه الخاص (127)، وتتحقق الوحدة القائمة على الإيمان (128). إنها تحقق ما ورد في سفر اللاويين كسفر العبادة والقداسة بالله القدوس.
الدرجة السابعة ( مز 126): هذا المزمور هو بدء المجموعة الثالثة من مزامير المصاعد، وهي تمثل اللاويين، سفر القداسة حيث يُقال: "كونوا لي قديسين كما أنا قدوس" (لا). وهو سفر العبادة المقدسة التي جوهرها الفرح في الرب، أو التمتع بالفرح السماوي. يقيم منا أنهارًا مملوءة بالنعمة. "من ملئه نحن جميعًا أخذنا" (يو 1: 16). النهر العظيم الذي يفرح مدينة الله يقيم منا أنهارًا حيَّة مملوءة من فيض نعمته. والغارس الذي يقيم منا جنة إلهية تحمل ثمار الروح!
الدرجة الثامنة (مز 127): المزمور السابق هو دعوة للتمتع بحياة القداسة على مثال الله القدوس، هذه التي تقوم على عبادة متهللة على مثال الحياة السماوية. السماء أسرة كبيرة يقيمها الله نفسه رب البيت. فالعمل والسهر بدون الله وقت ضائع. حقًا يتوقع منك كابن له أن تعمل وتسهر وأنت في صحبته، تتمسك بإرادته الصالحة (في 2: 12-13). في المسيح تتهلل نفوسنا بالأبناء الجدد الذين ينتسبون لكنيسة الله، بيت الأسرة الأبدي. هنا يبرز التساؤل: كيف يمكن تحقيق ذلك؟ وتأتي الإجابة في النقاط التالية:
وإن التزم المؤمن بالعمل لبناء بيت الرب الداخلي، فالرب نفسه هو باني البيت.
وإن كانت الحرب عنيفة والعدو قوي، لكن الرب هو حافظ مدينته وحارسها.
وإن كان العمل مرهقًا، لكن يلزمنا ألا نقلق، لأن الله واهب الراحة، يعطي أحباءه نومًا.
وإن كانت الثمار الروحية تشبه البنين، فإن الرب وحده واهب البنين.
الدرجة التاسعة (مز 128): جمال بيت الرب يكمن في بركة الرب الحالة فيه. إن كانت العبادة المقدسة هي أيقونة السماء المتهللة أو على مثال الحياة السماوية (مز 126)، فإنه يستحيل ممارستها بدون النعمة الإلهية (مز 127)، هذه النعمة تعمل في خائفي الرب أو الأتقياء العاملين بروح التواضع. جاء هذا المزمور يتماثل مع المزمور 112 حيث يذكرنا ببركات الله لخائفي الرب، السالكين بالطاعة لكلمته.
المجموعة الرابعة: الصلب مع المخلص
تمثل المزامير 129-131 فترة العدد. فالكنيسة مُضطهدة منذ بدء نشأتها (129)، ولا سبيل لخلاصها بطريق آخر غير التوبة (130)، والاتكال على الله باعتبارها ابنته الخاصة. في سفر العدد كان شعب الله يتألم وهو في صباه، وفي حاجة إلى الإيمان والاتكال على الله وممارسة حياة التوبة.
الدرجة العاشرة (مز 129): "مع المسيح صُلبت". الصلب مع المخلص يُحوِّل طبيعتنا إلى جنة مثمرة. سفر العدد هو سفر الرحلة في البرية، حيث يسير الشعب على شكل صليب، وكأنه يتمتع بكرامة الشركة مع المصلوب. إن كان الحرث مؤلمًا، لكنه يهيئ التربة للغرس، والتمتع بحصادٍ كثير. الصلب حول الطبيعة البشرية إلى جنة مثمرة. وقت الحرث يهيئنا لوقت الحصاد.
الدرجة الحادية عشرة (مز 130): "التمتع بالرجاء وسط الضيق". رحلتنا في برية هذا العالم هي تمتع بالرجاء في وسط الضيق، وانتظار خلاص الرب. الرجاء وسط الضيق، وسط الضعف، وسط الظلمة، ووسط التغرب عن شعب الله. انفتاح باب الرجاء:
1. الخلاص من الضيق
(1-2).
2. المغفرة من الآثام
(3-4).
3. من الظلمة
(5-6).
4. من التغرب عن شعبه
(7-8).
الدرجة الثانية عشر (مز 131): "الفرح بالصليب". رحلتنا مع المصلوب هي رحلة الفرح والسلام وسط الآلام، حيث نختبر فرح الصليب. يصعب على الرضيع أن يقبل الفطم، إذ يظن أنه بها يُحرم من صدر أمه الذي فيه يجد الأمان واهتمامها به، ولا يدرك أنها الخطوة الأولى الجادة للدخول في مرحلة النضوج والتمتع بالحرية مع نوعٍ من الاستقلال المتزن. الفطم هو قبول الصلب ورفض الطريق السهل المتسع والتدليل.
المجموعة الخامسة: المخلص الإلهي الصديق
تمثل المزامير 132-134 فترة التثنية. فهي تكشف عن مدى التصاق موسى النبي بالله حتى النسمة الأخيرة من حياته، حيث دعاه الله إلى الصعود على الجبل ليموت بمفرده، وقام الله بدفنه. إنها تعلن عن نصرتنا بكلمة الله، وكأننا في موكب النصرة، نحمل تابوت العهد (132)، نتمتع بالوحدة الأخوية (133)، نسبح على الدوام بغير توقف (134). وهذه هي غاية سفر التثنية، لأن موسى قدم لهم ثلاث عظات يذكرهم بكلمة الله وعمل الله معهم عبر السنوات السابقة، ليعدهم كموكبٍ منتصرٍ، له القدرة بالله على دخول أرض الموعد تحت قيادة يشوع (رمز المسيح)، كمن يدخلون السماء عينها، غير أنه يلزمهم أن يتقدسوا بالرب ويسلكوا بروح الوحدة معًا في المسيح يسوع قائدهم السماوي، وقد تحرروا من العبودية لإبليس (فرعون).
الدرجة الثالثة عشرة (مز 132): "الالتصاق بالرب" في بيته وأمام عرشه وفي مدينته. تختم أسفار موسى الخمسة بسفر التثنية حيث نلمس صداقة موسى مع الله. وجاءت المزامير الثلاثة الأخيرة من مزامير المصاعد تدعونا إلى هذه الصداقة. هنا تتهلل نفوسنا بالالتصاق بالرب. وعد الله لداود ونسله أن يلتصق المؤمنون بالله في هيكله المقدس، ليقيم شعبًا ملوكيًا تحت رعاية المخلص ملك الملوك، والتمتع بالجنسية السماوية، كمواطنين في أورشليم العليا.
الدرجة الرابعة عشرة (مز 133): "التصاق كنسي جماعي". إذ نرى حضن الآب مفتوحًا يرحب بنا ندخل جميعًا بروح الوحدة الكنسية، كعروسٍ واحدةٍ! فالتصاقنا بالرب ليس خلال العزلة والانفرادية إنما خلال الحب الأخوي الصادق والحياة الجماعية الكنسية. عمل عدو الخير أن يحطم الحياة الجماعية، ولعلنا نذكر إبراهيم أب الآباء وما حدث بينه وبين لوط. وأيضًا إسحق وما حدث بين ابنيه يعقوب وعيسو، وبين يعقوب وخاله لابان، ويوسف وإخوته.
الدرجة الخامسة عشرة (مز 134): "الدخول إلى المقادس الإلهية". غاية هذا السلم ونهايته أن نبلغ إلى حضن الآب، في قدس الأقداس السماوي، فنصير في عيدٍ لا ينقطع. بركة الرب هي سرّ نورها، وجمالها وسلامها!
أولًا: ترتيب مزامير المصاعد عند القديس جيروم
يقدم لنا القديس جيروم ترتيبًا روحيًا لهذه المزامير:
1. يستهل المزامير الأول من مزامير المصاعد (120) بالكلمات: "إلى الرب في ضيقي صرخت فاستجاب لي". وكأن بدء الطريق نحو الأحضان الإلهية إدراك موقف الإنسان وشعوره بالحاجة إلى المخلص الإلهي.
2. وفي المزمور التالي يبدأ المرتل صعوده برفع عينيه إلى الجبال المقدسة، أي إلى كلمة الله التي ترافقه في المصاعد.
3. وفي المزمور الثالث يفرح المؤمن بالوعود الإلهية المقدمة إليه، فيكون الفرح رفيقه كل الطريق.
4. وفي المزمور الرابع يرفع عينيه نحو الرب الساكن في السماوات، فيطلب ما هو فوق، ويستخف بالزمنيات.
5. يتطلع القديس جيروم إلى هذه المسيرة المفرحة أو الصعود الدائم بروح القداسة، سائلًا الاحتفاظ بالتواضع حتى لا يسقط من الدرجات فينهار. يقول: [تأملوا كيف صعد تدريجيًا درجة فأخرى في صعودٍ دائمٍ إلى ما هو أسمى... ويبلغ النبي المزمور الثالث عشر، بعد أن بلغ كل الفضائل في المزمور الثاني عشر، فيضع أمامه التواضع، إذ تكون كل الفضائل باطلة ما لم تتوج بتواضع الرب. لأنه ماذا أعلنه المرتل: "يا رب لم يرتفع قلبي، ولم تستعلِ عيناي" (مز 131: 1)[5].]
6. إذ يبلغ بالتواضع إلى الشركة في سمات المسيح، مشتاقًا أن يبلغ قياس قامة المسيح، وبعد أن قبل الإيمان بالسيد يجمع الكنيسة معًا (مز 133: 1).
7. إذ تجتمع الكنيسة معًا كواحدٍ، وقد التأمت كنيسة المسيح ، فما هي مشورة المزمور الأخير؟ "ها باركوا الرب يا عبيد الرب". إنها دعوة للتسبيح الدائم للرب، مقدمة لعبيد الرب الذين هم ليسوا عبيدًا للخطية.
ثانيًا: ترتيب مزامير المصاعد عند القديس أغسطينوس
يرى القديس أغسطينوس أن هذه المزامير تشير ليس فقط إلى الصعود المستمر، وإنما إلى التدبير الروحي بحكمة، فإن كان قد ركز القديس على نعمة الله في مقاومته للبيلاجيَّة، غير أن نعمة الله تعمل فينا بحكمة وتدبير لائق. لهذا يقول: [أرح قدمك تمامًا في كل خطوة تخطوها، حتى لا تُرهَق في المصاعد، فتهبط أو تسقط.]
ثالثًا: مزامير المصاعد عند القديس يوحنا الذهبي الفم
كثيرًا ما يكرر القديس يوحنا الذهبي الفم في تفسيره لهذه المزامير أنها ثمرة مفرحة للضيق والسبي، وقد كشفت عن عمل الله مع الراجعين من السبي، نذكر منها:
1. عاد الشعب بعد السبي بروح الوحدة، فقد زال انقسام الشعب إلى مملكتين كما كان الحال قبل السبي.
2. عاد للشعب روح الفرح والتهليل، حيث تمتعوا بالتحرر من العبودية والسبي.
3. إن كان قليلون قد رجعوا، لكن قلوبهم كانت تصرخ لكي ترجع البقية أيضًا بفرح عوض ارتباطهم بمصالحهم الشخصية في أرض السبي.
4. انطلاقهم من بابل إلى أورشليم رحلة شاقة لكنها مفرحة، وهي ظل لرحلة كل مؤمنٍ حقيقيٍ، كما لرحلة الكنيسة كلها من أرض غربة إلى أورشليم العليا.
5. ركز القديس يوحنا الذهبي الفم في تفسيره لهذه المزامير على إبراز مراحم الله ورأفته، والتزامنا بروح الرجاء المستمر تحت كل الظروف، وعدم اليأس مهما بلغت خطايانا. بحق جاءت تفاسيره هنا تكشف بكل قوة عن شخصية الذهبي الفم كرسول الرجاء المفرح.
6. يطالبنا الذهبي الفم في تفاسيره هنا بالتوسل المستمر لدى الله لنوال خلاصنا الكامل مع ثقة كاملة في مراحمه.
7. قدمت تسابيح شكر، لأن ما حدث لم يكن عن استحقاقاتهم الشخصية، إنما كهبةٍ وعطيةٍ من قبل الله، فهو الذي تكلم في قلب كورش لا ليحررهم فحسب، بل ويقدم لهم عطايا وهدايا.
8. وقفت الأمم في دهشة لعمل الله الفائق مع شعبه.
9. مقاومة الأعداء لم تتوقف، لكن يد الله أيضًا تبقى تعمل مع شعبه بلا توقف.
10. لن يكف عدو الخير عن المقاومة بسبب حسده، لكن قوة الله أعظم. ففي معركتنا معه نضع نصب أعيننا النُصب التذكارية للنصرة، والأكاليل المعدة لنا من الله.
11. سرّ نصرتنا هو قائدنا السيد المسيح الغالب على الدوام.
12. بناء بيت الرب، وحراسة مدينة الله من عمل الله نفسه.
13. عمل الله ونعمته لا يتم خلال التراخي والكسل، بل خلال العمل الجاد. إنها نعمة الله المجانية للجادين في حياتهم وجهادهم.
من أقوال الآباء عن مزامير المصاعد
* دعُيت هذه المزامير بأناشيد المصاعد، لأننا بها نرتفع صاعدين درجة فدرجة إلى الارتفاعات العلوية...
من كان في أدنى درجة يلزمه أن يثًّبت نظره إلى أعلى درجة، الخامسة عشرة، ومن بلغ الدرجة الخامسة عشرة فهو في ردهة الهيكل...
اعتبروا لوهلةٍ أن هذا الهيكل الأرضي رمز للهيكل السماوي. "لأن نجمًا يمتاز عن نجمٍ في المجد، هكذا أيضًا في قيامة الأموات" (1 كو 15: 41-42). طوبى لذاك الذي تأهل أن يبلغ الدرجة الخامسة عشرة في أورشليم السماوية، وفي الهيكل! لأن هذا الموضع غاية في السمو، كما اعتقد. وهو موضع الرسل والشهداء القديسين. فلنصلِ أن نؤهل لنكون على الأقل عند أدنى درجة من درجات الهيكل، هيكل الرب. جميعهم يقفون على درجات مختلفة، لكنهم في المنزلة ينشدون مزمورًا واحدًا للحمد والشكر للرب. تختلف الأماكن لكن تسبيح الرب واحد...
يليق بالإنسان في أدنى درجة ألا يفقد الشجاعة لبلوغ القمة، ولا الذي في أعلى القمة أن يشعر بالأمان والاكتفاء، لأنه يحتمل سقوطه فيهوى إلى القاع. أعتقد أن هذا هو معنى سُلم يعقوب حينما هرب من أمام عيسو أخيه[6].
القديس جيروم
طبيعتها
يرى Stuhlmueller أنه لا يمكن تصنيف هذه المزامير حسب محتوياتها وأسلوبها، إذ تحتوي على صلوات شكر (مز 120، 124)، وتسابيح اتكال على الله (مز 121، 125، 129، 131)، ومراثٍ (123، 126، 130)، ومزمور ملكي (132)، وترنيمة صهيون (122)، وتسابيح (مز 133، 134)، ومزموري حكمة (127، 128)، لهذا فإن أهم ما يميزها هو استخدامها الليتورجي عند مجيء القادمين إلى أورشليم للاحتفالات بالأعياد السيدية[7].
جاءت مجموعة التسابيح هنا hymnal داخل مجموعة التسابيح الكلية (سفر المزامير) تركز على الله بكونه "إله جبل صهيون" حتى في وسط آلامهم وتجاربهم. إنها مزامير صحبة الله مع شعبه وسط التجارب ليبلغ بهم إلى صهيون السماوية.
نظرة شاملة لمزامير المصاعد (120-134)
سلم للصعود من القبر والفساد إلى الأحضان الإلهية
أناشيد المصاعد [بلغة التسبيح]
15 مز 134
الدخول إلى المقادس الإلهية، أو الدخول إلى الأحضان الأبوية! (حياة أبدية بآدم الثاني السماوي)
14 مز 133
التصاق كنسي جماعي، المؤمن بالتصاق إخوته بالرب التصاق له هو.
13 مز 132
التصاقنا كملوك مع أبينا ملك الملوك. يشعر كل مؤمن كأن حضن الرب له.
سفرالتثنية [المخلص الإلهي الصديق]
12 مز 131
النضوج المفرح بالصليب: بالصلب مع المسيح نتمتع بالنضوج كالفطيم!
11 مز 130
الرجاء وسط الضيق: فرج، مغفرة، نور، أهل بيت الله.
10 مز 129
مع المسيح صلبت: الحرث يحول طبيعتنا إلى جنة مثمرة!
سفرالعدد [الصلب مع المخلص]
9 مز 128
جمال بيته هو مخافة الرب، والتمتع بالنعمة في طالبيه لا في الكسالى.
8 مز 127
ربنا باني بيته، وحارس مدينته فينا، وواهب الراحة والثمر الروحي.
7 مز 126
عبادة مقدسة متهللة تقيم منا أنهارًا مقدسة، وجنة سماوية.
سفراللاويين [المخلص المُقّدس: كلمة الله الذبيح والكاهن]
6 مز 125
المسكن الأبدي عوض خيمة الاجتماع المؤقتة!
5 مز 124
مقاومة إبليس: الزلزال - الطوفان - الوحش المفترس - الصيّاد الخبيث.
4 مز 123
التحرر من عبودية إبليس الذي لا يطيق صعودنا إلى المحرر.
سفرالخروج [المخلص المحرر]
3 مز 122
الفرح بالعبور إلى بيت الرب الأبدي عوض نقل العظام الجافة!
2 مز 121
سرّ سلامي: الالتصاق بالمخلص كلمة الله.
1 مز 120
إلهي مخلصي من الموت والفساد.
سفرالتكوين [الحاجة إلى المخلص]
سلم للصعود من القبر والفساد إلى الأحضان الإلهية
القسم
أسفار موسى [بلغة التاريخ]
الدرجة
أناشيد المصاعد [بلغة التسبيح]
1 التكوين
يبدأ بجنة عدن المفقودة وينتهي بوصية يوسف بنقل عظامه معهم إلى مصر.
[الحاجة إلى المخلص]
1
2
3
مز 120 إلهي وحده قادر أن ينقذ من الموت والفساد.
مز 121 الالتصاق بالمخلص المعين والحافظ.
مز 122 الفرح طريق العبر إلى بيت الرب الأبدي عوض نقل العظام الجافة!
[عوض فقدان جنة عدن صارت لنا السماء مسكننا الأبدي.]
2 الخروج
الحرية تحت قيادة موسى النبي ومقاومة فرعون (إبليس) لشعب الله.
[المخلص المحرر]
4
5 6
مز 123 التحرر من عبودية إبليس الذي لا يطيق صعودنا إلى المحرر.
مز 124 مقاومة إبليس: الزلزال - الطوفان - الوحش المفترس - الصيّاد الخبيث.
مز 125 المسكن الأبدي عوض خيمة الاجتماع المؤقتة!
[تحرير داخلي ونصرة أبدية بقيادة المخلص محب البشر.]
3 اللاويين
أن نكون قديسين كما أن أبانا قدوس.
[المخلص المُقّدس: كلمة الله الذبيح والكاهن]
7 8 9
مز 126 عبادة مقدسة متهللة تقيم منا أنهارًا مقدسة، وجنة سماوية.
مز 127 ربنا باني بيته، وحارس مدينته فينا، وواهب الراحة والثمر الروحي.
مز 128 جمال بيته هو مخافة الرب، والتمتع بالنعمة في طالبيه لا في الكسالى.
[بلغة التسبيح ننعم بالقداسة خلال نعمة الله العاملة في خائفي الرب.]
4
العدد
الرحلة في البرية: المحلة على شكل صليب في وسطها تابوت العهد والكهنة واللاويون في شكل صليب. [الصلب مع المخلص]
10 11 12
مز 129 مع المسيح صلبت: الحرث يحول طبيعتنا إلى جنة مثمرة!
مز 130 الرجاء وسط الضيق: فرج، مغفرة، نور، أهل بيت الله.
مز 131 النضوج المفرح بالصليب: بالصلب مع المسيح نتمتع بالنضوج كالفطيم!
[رحلتنا هي شركة مع المسيح المصلوب القائم من الأموات بروح التهليل والنصرة.]
5 التثنية
صداقة موسى مع الله، فبروح التهليل صعد على الجبل، وقام الرب بدفنه (تث 34: 6). جنازة فريدة! [المخلص الإلهي الصديق]
13 14 15
مز 132 التصاقنا كملوك مع أبينا ملك الملوك. يشعر كل مؤمن كأن حضن الرب له وحده!
مز 133 التصاق كنسي جماعي. يشعر المؤمن في التصاق إخوته بالرب التصاقه هو.
مز 134 الدخول إلى المقادس الإلهية: آخر درجة هي الدخول إلى الأحضان الأبوية!
[بلغة التسبيح بدأ السلم بصرخات لطلب مخلصٍ قديرٍ، وانتهى بعبادة سماوية في حضن الله!
تُصلّى هذه المزامير أو يُسبّح بها في تسبحتيّ الغروب والنوم، ففي نهاية اليوم نود الصعود من وادي الألم إلى الحضن الإلهي كما في رحلة ممتعة بروح التهليل والرجاء المفرح!
من وحي مزامير المصاعد
في رفقتك أصعد إلى مقادسك!
* تُرى أقدم لك صرخة من أعماق قلبي،
أم تسبحة شكر لا تنقطع؟!
أعماقي تصرخ، تطلب التحرر من سبي القبر، وتجديد الطبيعة الفاسدة،
وفي نفس الوقت تتهلل مسبحة، إذ قدمت لي صليبك سلمًا أصعد عليه!
أصعد من وسط الظلمة إلى نورك العجيب!
ارتفع من درجة إلى درجة، وأتمتع بقوةٍ فوق قوةٍ،
ومن مجدٍ إلى مجدٍ!
* لتكن أنت في رفقتي، فأحتمي فيك.
أبقى في صعودٍ دائم تحت ظل جناحيك.
يهبني روحك القدوس صعودًا لا يتوقف!
يهبني جناحين، فأطير كما إلى السماء عينها!
* بقوة أطأ على عدو الخير الذي يود أن يأسرني.
أنعم بنصراتٍ مستمرةٍ لا تنقطع.
مادمت بين يديك لن يقدر أن يحدرني إلى أسافل الجحيم.
* هب ليّ ألا أنظر إلى الوراء،
ولا أرتبك بالزمنيات، أترك بابل بكل بؤسها،
وتنطلق نفسي إلى مدينتك المقدسة،
فأحيا في عِشرة مستمرة مع ملائكتك، في أورشليم العليا!
* يا لها من رحلة شاقة، فالباب ضيق، والطريق كرب.
لكن بصحبتك تصير رحلة ممتعة.
فيك يتحول المرّ إلى حلاوة،
والصليب إلى قيامة مبهجة.
بين مزامير المصاعد وأسفار موسى
1. مع سفر التكوين
نفسي تئن مع آدم من أجل جنة عدن المفقودة.
عوض الحياة الفردوسية فسدت طبيعتي،
حلّ الفساد بكل كياني... ألا من مخلص؟!
مع كل آبائي من نوح حتى يوسف انحدرت إلى الموت.
مع يوسف اشتهيت ألا تبقى عظامي في أرض العبودية.
أطلب أن تُحمل إلى كنعان عند خروجهم إليها!
أنت وحدك مخلصي القدير!
تنقذني من حكم الموت والفساد.
عوض سماعي صوتك: يا آدم من ترابٍ وإلى ترابٍ تعود،
اسمع بقيامتك وصعودك: أنت سماءٍ وإلى سماءٍ تعود!
2. مع سفر الخروج
نفسي تئن مع الشعب القديم في مذلة العبودية!
بماذا أشبه ذلك العدو المهلك؟
تُرى هل هو زلزال يحطم كياني؟
أم طوفان يحدرني إلى أعماق الجحيم؟
أم أسد زائر يجول ليفترسني؟
أم صياد خبيث ينصب لي شباكه في كل موقع؟
من ينقذني منه سواك أيها المصلوب الحبيب؟
لتحررني، وتطلقني من أسر ظلمته إلى نورك مقدسك؟!
3. مع سفر اللاويين
أدخل مع شعبك إلى خيمة الاجتماع،
فتحملني إلى بيتك السماوي.
عوض الكهنة من سبط لاوي،
أتمتع بك يا رئيس الكهنة السماوي الأعظم.
تشفع فيَّ بدمك الثمين أمام الآب القدوس.
تهبني جسدك ودمك الأقدسين،
خدمة أسرار فائقة! عبادة مقدسة متهللة!
أراك تقيم ملكوتك داخلي،
وتحفظني بروحك القدوس.
أتمتع بمخافتك الإلهية وغنى نعمتك الفائقة.
4. مع سفر العدد
طريق البرية مملوء بالتجارب،
هو طريق الصلب معك،
صليبك يهب الرحلة عذوبة،
يفتح أبواب الرجاء أمام عيني،
يهبني نضوجًا وخبرة عربون السماء
أتهلل قائلًا: مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا،
بل المسيح يحيا فيّ.
5. مع سفر التثنية
تشتاق نفسي أن تلتصق بك،
فأتحدث معك كما كان موسى النبي،
كان يكلمك كما يكلم الرجل صاحبه.
أحب شعبك أكثر من حبه لنفسي.
اشتهي أن يكون الكل في أحضانك.
هب ليّ أن التصق بك كصديقٍ، فأحب كل البشرية.
أشتهي أن يتمتع الكل ببهاء مجدك.
ننطلق جميعًا إلى مدينتك السماوية.
أحببت صديقك موسى، حتى في نياحته قمت أنت بدفنه.
لألتصق بك فيتقدس كل كياني،
وتنعم نفسي كما جسدي بالأمجاد الأبدية.