الشعر يشير إلي التكريس والطاعة كما في حالة النذير.. "إلي كمال الأيام التي انتذر فيها للرب يكون مقدسا ويربي خصل شعر رأسه.. إنه كل أيام انتذاره (تكريسه) مقدس للرب" (عدد 6: 5, 8)..
وكم هي جميلة في عيني المسيح صورة هذا التكريس!! + والشعر له مدلول آخر في الكتاب المقدس.. إنه غطاء. وشعر المرأة الطويل الذي يماثل شعر النذير يعبر عن الخضوع.. وجميل أن نقدم ذواتنا في خضوع تام للرب.. إنه الوسيلة الوحيدة التي نعلن بها سلطان المسيح أمام العالم. + إن كان السيد المسيح هو رأس الكنيسة, فكما يقول القديس أمبروسيوس – فإن الكنيسة هي الشعر المحيط بالرأس الذي يعيش عليه. بدون الرأس لا يساوي هذا الشعر شيئا, ولا يكون له وجود. + وكون شعر العروس هو "كقطيع المعز"، فإنه يرسم أمامنا صورة جميلة لوحدة المؤمنين وارتباطهم معا. إن خضوع المؤمنين الفردي للرب وتكريس حياتهم له يؤول إلي اتحادهم وارتباطهم معا. إن كلمة قطيع تصور القديسين لا كأفراد بل جماعة (قطيع), رعية واحدة لراع واحد. + وماذا عن جبل جلعاد؟ إنه الجبل حيث المرعي الدسم ووفرة العشب, فصار مثلا لحياة الشبع.. فحينما وعد الرب شعبه قديما أن يخلصهم من بابل وضيقها وعنفها, وعدهم أن يدخل بهم إلي الشبع فقال لهم "أرد إسرائيل إلي مسكنه فيرعي كرمل وباشان وفي جبل أفرايم وجلعاد تشبع نفسه" (إر 50: 19).. وقال في سفر ميخا " لترع في باشان وجلعاد كأيام القدم" (ميخا 7: 14). + وقديما كان البلسان ينبت في جلعاد. وكان يعرف برائحته العطرة واستخدمه الأطباء في شفاء الجروح والأمراض.. لهذا قال إرميا " حزنت أخذتني دهشة . أليس بلسان في جلعاد أم ليس هناك طبيب. فلماذا لم تعصب بنت شعبي" (إرميا 8: 21, 22). وكأنه علي جبل جلعاد يعصب الطبيب الحقيقي الرب يسوع جراحات نفوسنا ويشفي أمراضنا ببلسانه..