عنوان سفر نشيد الأنشاد وكاتبه سُمىّ نشيد الأناشيد لوجود أناشيد كثيرة في أسفار العهد القديم، لكن من جهة الأفضلية هو أفضلها وأسماها وأهمها.. على نحو ما نقول "ملك الملوك، ورب الأرباب، وقدس الأقداس، وسبت السبوت، وسماء السموات، وباطل الأباطيل، وعبد العبيد.. إلخ". أما عن كاتبه فهو سليمان بن داود. سليمان هو كاتب سفريّ النشيد والجامعة.. في سفر الجامعة يظهر حقيقة العالم والحياة الأرضية وبطلانها "باطل الأباطيل الكل باطل" (جا 1: 2).. لكنه في سفر النشيد يتحدث عن الحياة السماوية.. في سفر الجامعة يعلن أنه لا شبع للنفس من خلال كثرة المعرفة "في كثرة الحكمة كثرة الغمّ. والذي يزيد علمًا يزيد حزن" (جا 1: 18). أما في سفر النشيد فيعلن أن النفس راحتها الحقيقية في محبة الله. و سفر النشيد سفر رمزي هكذا فهمه اليهود، وهكذا فهمه آباء ومعلمو المسيحية الأوائل.. إنه يمثل العلاقة القائمة بين الله كالعريس وبين الكنيسة كعضو في الكنيسة كالعروس. والحديث الذي يدور بين العروس والعريس والعكس فهو يرمز إما إلى الكنيسة في علاقتها بالله، والنفس البشرية في اتحادها بالله، كما يقول العلامة أوريجينوس وهو صاحب المدرسة الرمزية في الكنيسة المسيحية.