رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللغة الأصلية للسفر يُجمع العلماء والنقاد والشراح على أن سفري المكابيين قد كٌتبا أولًا بالعبرية، ويذكر جيروم بوضوح في كتابه Prologus Geleatus أن العبرية هي اللغة التي كُتب بها السفر، غير أنه من غير الواضح إن كان يقصد اللغة العبرية الفصحى، وهي ما يسميها اليهود "اللسان المقدس" أم الأرامية التي تكلم بها أهل فلسطين؟ ويقول القديس جيروم أنه اطلع على نسخة من السفر في العبرية، غير أن تلك النسخة اختفت في وقت مبكر، أمّا العلامة أوريجانوس فيقول أن سفر المكابيين الأول كانت فاتحته هكذا "عصا العصاة على الرب" أو "قضيب رؤساء أبناء الله" (وهي مصطلحات فنية عبرية) وهكذا يؤيد كل من القديس جيروم والعلامة أوريجانوس على عبرية السفر أو الأرامية الفلسطينية الشائعة في ذلك الوقت. غير أن هناك اعتبارين يجعلان من المؤكد أنها العبرية، مثل بعض العبارات الواردة في سفر المكابيين الأول مثل "سنتين من الأيام" (1: 30) و"شهرًا فشهرًا" (1: 16) و"أهل القلعة" (4: 2) وغيرها... وهي مصطلحات عبرية ترد في كثير من أسفار العهد القديم، وكذلك بعض الكلمات التي ترجمت خطأ مثل كلمة "ضد" (1: 28) والتي يفترض أنها تعني في الأصل "بسبب" (والأصل يفيد المعنيين حسب القرينة التي يرد فيها) إضافة إلى أمثلة أخرى (راجع 9: 24 و14: 28) مما يؤكد في جميع هذه الحالات أنها مترجمة عن العبرية، يضاف إلى ذلك أيضًا الكثير من المصطلحات العبرية والتي ترجمت حرفيًا كما هي إلى اليونانية. ومن بين الأسباب التي تؤكد أن الأصل العبري قد فقد مبكرًا، أنه وحتى يوسيفوس لم يُشر إليه في تاريخه، كما يقول العلامة توري Torry أنه لا يوجد دليل على التصويب من قبل العبرانيين لأي من الترجمات اليونانية أو غيرها، وإنما في المقابل يُنظر إلى النسخة اليونانية بوضوح على أنها نتيجة لترجمة منفردة من مخطوطة عبرية. أما النص اليوناني الذي أخذت عنه جميع الترجمات، فهو موجود في جميع مخطوطات الترجمة السبعينية (مثل السينائية والسكندرية والفينيسية) وقد ورد نص المكابيين الأول في المجلد السينائي، وأما نص المكابيين الأول والثاني، فقد ورد في المجلد السكندري وفي مخطوطات ثانوية كثيرة. وفي الفولجاتا توجد ترجمة لاتينية للسفرين، هي ترجمة القديس جيروم والتي تتطابق إلى حد بعيد مع الترجمة اللاتينية القديمة، والتي تكاد تكون ترجمة حرفية عن اليونانية، وأما مخطوطة "ساباتييه" والتي نشرت في سنة 1743م، فهي ترجمة لاتينية للأصحاحات الثلاثة عشر الأولى، ومع أنها تختلف عن الفولجاتا في أكثر من موضع، إلا أنه من المُرجح أنها أقدم من اللاتينية القديمة، وبالتالي فهي أقدم من الفولجاتا.أما بالنسبة للسريانية فتوجد مخطوطتان طبعت أفضلهما في باريس في النسخة متعددة للغات، وأما الثانية فهي تختلف عن الأولى في عدة جوانب، وهي موجودة في إحدى نسخ "البشيطة" (1876 - 1883م) مع أنها مترجمة بدورها عن اليونانية. |
|