|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحالة الدينية لليهود في بداية فترة البطالسة عاش اليهود في سلام إبان الفترة التي سبقت حكم انطيوخس أبيفانيوس، فقد كان رؤساء الكهنة يدبرون الأمور الداخلية للبلاد، وتزايدت سلطتهم فكان رئيس الكهنة هو زعيم الأمة السياسي مثلما هو زعيمها الديني - كما سبق الاشارة- فقد خوله حكام مصر وسورية (بحسب انتماء فلسطين للحكم البطلمى أو السلوقس) حتى لقد صار رئيس الكهنة بالنسبة لليهود يمثل ملوكهم القدماء، وأصبح هو المرجع الرئيسى فيما يتعلق بمصالح الوطن وضمانًا لسلامه، ولولا انحرافهم لاستمروا طويلا يعملون لخير بلادهم. و من أبرز الشخصيات الدينية البارزة في ذلك العصر هو سمعان البار simeon the just والذي مدحه يشوع بن سيراخ كثيرًا، حيث يرجع إليه الفضل في بناء أسوار أورشليم التي هدمها بطليموس الأول، ويقال أنه رمم وأصلح الهيكل وقاد أعمال اكتشاف مستودع مياه كبير كان يمد أورشليم بالمياه، لاسيما في أيام انقطاع المياه أو حصار المدينة (1). وبالاضافة إلى منصبه كرئيس للكهنة كان سمعان هو المعلم الأول للشعب، وهو القائل بأن العالم يرتكز على ثلاث دعامات وهى:"الناموس والخدمة المقدسة والصدقة". ولكن سمعان الكبير هذا، يحيط به الكثير من اللبس، فقد كان يحيا في أواسط القرن الثالث قبل الميلاد، بينما عاش شخص آخر يدعى سمعان الثاني سنة 200 ق.م. ولا يعرف أي من هذين الاثنين هو سمعان البار، ولكن الثنان ينتميان إلى حونيا الأول (يكتب في جميع المراجع العربية أونيا ولكن نطقه في العبرية هو حونيا، إذ أن الحرف (ح) لا يوجد في اللغات اللاتينية فيستعاض عنه ب (أ)) رئيس الكهنة. وكان بيت حونيا (عائلة حونيا) في تنافس مستمر - يصل إلى الصراع - مع جماعة تسمى: حزب طوبيا، فقد كان الأخير مواليًا لمصر وكان يمثل الطبقة الثرية بين المجتمع اليهودي، وكان للطوبيين صلة القرابة بحزب "طوبيا العموني" الذي سبّب المتاعب لنحميا. ويرد في بردية من عصر بطليموس الثاني، ذكر لرجل يهودي يدعى طوبيا وكان قائد فرسان في جيش البطالمة الموجود في "عمون" شرق الأردن. وفي "عرق الأمير" بالأردن اكتشف مدفن كبير يرجع إلى القرن الثالث ق.م. مكتوبًا عليه بالأرامية "طوبيا". ويُظن أن اتباع طوبيا العمونيين Tobians كانوا من جباة الضرائب يقومون بنفس العمل الذي قام به العشارون بعد ذلك في زمن العهد الجديد، وظل الصراع قائما بين الحزبين (بيت طوبيا وبيت حونيا) حتى تصاهرا، غير أن التنافس على السلطان السياسي والمدني ظل قائما حتى ملك أنطيوخس أبيفانيوس حين أصبحت عائلة طوبيا هي المسئولة. ويروى يوسيفوس أن حونيا الثاني رفض دفع عشرون وزنة من الفضة لبطليموس الرابع، وكانت فيما يبدو عبارة عن الجزية المفروضة على رؤساء الكهنة وكان برفضه الدفع كمن يتنكر لبطليموس، وبذلك نجح "يوسف" وهو من بيت طوبيا في الحصول على منصب جابي الضرائب في كل فلسطين. ( وكان على جابي الضرائب الحصول بشكل دوري على تصريح لمواصلة مهنته، وكان المنصب له نفوذه، هذا واستمر يوسف فيه عشرون عامًا أثناء حكم البطالسة ثم تحت الحكم السلوقي بعد غزو أنطيوخس الثالث لفلسطين. وبذلك وبهذه الوسيلة بدأ منصب رئيس الكهنة يباع !، فحين غضب أنطيوخس ابيفانيوس من"حونيا" لأنه طرد حزب طوبيا من المدنية، عيّن ياسون Jason رئيسًا للكهنة برشوة كبيرة، ولكنه سرعان ما استطاع شخص يدعى "منلاوس Menelaus " سلبه المنصب عن طريق رشوة أكبر أعطاها لأنطيوخوس، فصار واحدًا من أتباعه الأذلاء المتزلفّين. و في السنوات التي تلت موت سلوقس وتولّى أنطيوخس ابنه مكانه، كانت هناك ثلاث قوى عظمى في مملكة الإسكندر الكبر، وهى: بطالمة مصر، والسوقيين في سورية، وعائلة انتيغون في مقدونية، وكان هناك صراع مستمر على السلطة بينها، وفي القرن الثالث قبل الميلاد، كان الصراع بين قوتين السلوقيين والأنتيغونييون من جهة والبطالمة من جهة أخرى، ففي سنة 275 ق.م. احتل بطليموس سورية ولكنه صُدّ أولًا من قبل القوات السورية، غير أن قوته البحرية أطالت أمد المعركة، والتي انتهت دون أن تحسم، وأن كانت قد انتهت بسلام بين الطرفين في سنة 272/ 271 ق.م. ولكن المناوشات عادت من جديد في عهد أنطيوخس الثاني ولم تحسم أيضا، بل عقدت معاهدة سلام بين القوتين بسبب زواج برنيس ابنة بطليموس من أنطيوخس هذا. وفى سنة 246 مات انطيوخس وخلفه سلوقس الثاني، وفي السنة التالية مات بطليموس الثاني وخلفه بطليموس الثالث يورجيتيس، واندلعت الحرب بين السلوقين والبطالمة عندما عُلم أن برنيس وطفلها قد قُتلا في مؤامرة دبرتها "لاوديس" (الأخت غير لشقيقة لأنطيوخس) حتى تضمن أن يعتلى ابنها هي عرش سورية لا ابن برنيس، مما اوغز صدر البطالمة إذ شعروا بالإهانة لقتل ابنة بطليموس، وثارت بسبب ذلك حرب لاوكية، حيث خضعت سورية تمامًا للبطالمة. وساد سلام منذ سنة 240 ق.م. إلى أن مات بطليموس الثالث سنة 221 وخلفه ابنه بطليموس الرابع المعروف بـفيلوباتير التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 27 - 03 - 2014 الساعة 05:45 PM |
|