رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذبيحة لله روح منسحق الروح القدس يأخذ من دم المسيح وينقينا ويقدسنا، كما قال السيد المسيح عنه: "ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" (يو16: 14)... والروح القدس لا يعمل إلا في القلب المنسحق، كما قال داود النبي في مزمور التوبة: "الذبيحة لله روح منسحق، القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله" (مز50: 17 في الترجمة القبطية): "ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ" (مز51 :17 في الترجمة البيروتية). فعندما يجد الروح القدس أن الإنسان حزين على خطيئته يبدأ أن يطهره.. وإذا وجد الإنسان متألم بسبب الخطية، وهو يبكى ويتذلل أمام الله، فيطهره من أجل انسحاقه. فالروح القدس هو الذي يعطى النقاوة الكاملة.. نار الروح القدس تطهر الإنسان. وكيف ينسحق الإنسان؟ هناك مثل واضح في الانسحاق هو أهل نينوى وكيف انسحقو..؟ لبسوا مسوحًا وجلسوا في التراب وصاموا ثلاثة أيام لم يذُق الناس شيئًا وبكوا أمام الله، فرحمهم الله وغفر خطاياهم ورفع غضبه عنهم.. هذا هو مفهوم التذلل أمام الله،وهذا الانسحاق هو الذي يجعل الروح القدس يأخذ من دم المسيح ويغسلنا، فليس الصوم أو التذلل هو الذي غفر الخطية أو دفع ثمنها، لكن الذي دفع الثمن هو السيد المسيح على الصليب. النعمة تعمل في الإنسان المنسحق المتذلل في التراب يبكى ويقرع صدره كما فعل العشار الذي "وَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ" (لو18 :13)، فكلما ثقلت الخطية يلزمها تذلل أمام الله أكثر. يقول الكتاب "َمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ" (يؤ2 :13). معنى هذا الكلام في العهد الجديد أننا نبكى وننوح ونمزق قلوبنا من الحزن على الخطية، كل هذه العناصر والعوامل تؤدى إلى تحرك الروح القدس نحونا فيعطينا الغفران باستحقاقات دم المسيح. |
|