منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 03 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 241 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

نبوات عن يهوذا الإسخريوطي

هل أمر المسيح يهوذا أن يسلمه؟ هل يهوذا خائن أم أنه غير خائن؟
هذه نقطة الاختلاف..
هنا وأطرح التساؤل التالي أمام الجميع: هل عند أحد ما يثبت من أسفار العهد القديم أن المسيح يأمر يهوذا أن يسلمه؟
طبعًا الكل سيجيب بالنفي لكن على أي حال السؤال مطروح لكل من يحب أن يتبرع بالإجابة فيما بعد..
السؤال المناظر في الاتجاه الآخر: هل توجد في العهد القديم نبوات تؤكد أن يهوذا خان السيد المسيح؟

كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط
S
هذا ما يجب أن نراه الآن لكي نحسم هذه القضية..
فلنبدأ بسفر المزامير ونرى الاقتباسات التي تشير إلى يهوذا الإسخريوطي، وإن قيل لنا ما الذي يثبت أنها تشير إلى يهوذا نرد بقولنا عمن تشير إذن إن لم تكن تشير إلى يهوذا...
مزمور 41: 9 "رَجُلُ سَلاَمَتِي الَّذِي وَثَقْتُ بِهِ آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!" هنا يتكلم عن شخص واحد محدد خانه وليس إحدى عشر.
مزمور 55: 12-14 "لأَنَّهُ لَيْسَ عَدُوٌّ يُعَيِّرُنِي فَأَحْتَمِلَ. لَيْسَ مُبْغِضِي تَعَظَّمَ عَلَيَّ فَأَخْتَبِئَ مِنْهُ. بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي إِلْفِي وَصَدِيقِي. الَّذِي مَعَهُ كَانَتْ تَحْلُو لَنَا الْعِشْرَةُ. إِلَى بَيْتِ اللهِ كُنَّا نَذْهَبُ فِي الْجُمْهُورِ."
لأنه أحد تلاميذي لذلك أنا أحزن. هو عتاب مملوء بالأسى والحزن.
وقال في مزمور 55 أيضًا "أَلْيَنُ مِنَ الزَّيْتِ كَلِمَاتُهُ وَهِيَ سُيُوفٌ مَسْلُولَةٌ" (مز 55: 21).
هذه المزامير هي لداود، هناك مزامير كتبها آخرون لكن هذه المزامير هي لداود ونحن نعلم أن المسيح هو ابن داود لذلك فإن مزامير داود لها صدى معين.
في المزمور 109 :6-21 وردت نبوة عن شخص أنا لم أرَ الكتاب المقدس كله إلى زماننا الحاضر يتكلم باشمئزاز عن إنسان عاش أكثر من هذا الكلام الذي ورد عن هذا الإنسان. هنا الابن يكلم الآب قائلًا:
"فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِ شِرِّيرًا وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ. إِذَا حُوكِمَ فَلْيَخْرُجْ مُذْنِبًا وَصَلاَتُهُ فَلْتَكُنْ خَطِيَّةً. لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ. لِيَكُنْ بَنُوهُ أَيْتَامًا وَامْرَأَتُهُ أَرْمَلَةً. لِيَتِهْ بَنُوهُ تَيَهَانًا وَيَسْتَعْطُوا وَيَلْتَمِسُوا خَيْرًا مِنْ خِرَبِهِمْ. لِيَصْطَدِ الْمُرَابِي كُلَّ مَا لَهُ وَلْيَنْهَبِ الْغُرَبَاءُ تَعَبَهُ. لاَ يَكُنْ لَهُ بَاسِطٌ رَحْمَةً وَلاَ يَكُنْ مُتَرَئِفٌ عَلَى يَتَامَاهُ. لِتَنْقَرِضْ ذُرِّيَّتُهُ. فِي الْجِيلِ الْقَادِمِ لِيُمْحَ اسْمُهُمْ. لِيُذْكَرْ إِثْمُ آبَائِهِ لَدَى الرَّبِّ وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّةُ أُمِّهِ. لِتَكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِمًا وَلْيَقْرِضْ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ أَنْ يَصْنَعَ رَحْمَةً بَلْ طَرَدَ إِنْسَانًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا وَالْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ لِيُمِيتَهُ. وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ. وَلَبِسَ اللَّعْنَةَ مِثْلَ ثَوْبِهِ فَدَخَلَتْ كَمِيَاهٍ فِي حَشَاهُ وَكَزَيْتٍ فِي عِظَامِهِ. لِتَكُنْ لَهُ كَثَوْبٍ يَتَعَطَّفُ بِهِ وَكَمِنْطَقَةٍ يَتَنَطَّقُ بِهَا دَائِمًا. هَذِهِ أُجْرَةُ مُبْغِضِيَّ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأُجْرَةُ الْمُتَكَلِّمِينَ شَرًّا عَلَى نَفْسِي".
هو يتكلم هنا عن شخص محدد وليس فئة من الناس هذا الشخص سيأخذ وظيفته آخر، وقد استخدم بطرس الرسول هذا المزمور في أقواله عن يهوذا. ويقول "لا يكن مترائف على يتاماه" مع أن الله هو الذي أوصى باليتيم والأرملة. لكن لأن أولاد هذا الشخص سيكونون خونة وسارقون مثل أبيهم لذلك ليس لهم رحمة عند الله ولا عند البشر.
إن قال أحد أن الكلام على شاول الملك فإننا نعرف جيدًا أن الكلام لا ينطبق على شاول لأن داود بحث عمن في ذرية شاول لا يزال حيًا حتى يصنع معه معروفًا من أجل يوناثان ابن شاول فوجد ابنًا ليوناثان فأحسن إليه وكان يأكل على مائدة الملك. إذن الكلام لا ينطبق على شاول.
ثم يقول المزمور "لِيُذْكَرْ إِثْمُ آبَائِهِ لَدَى الرَّبِّ وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّةُ أُمِّهِ" فما ذنب أمه؟" ذنبها أنها لم تعرف كيف تربيه ربته على السرقة فكان يسرق الصندوق وكان خائنًا.
ويكمل المزمور " بَلْ طَرَدَ إِنْسَانًا مِسْكِينًا وَفَقِيرًا وَالْمُنْسَحِقَ الْقَلْبِ لِيُمِيتَهُ" والمقصود هنا هو السيد المسيح الذي قال عنه الكتاب "طوبى لمن يتعطف على المسكين" (مز 1)
"وَلَبِسَ اللَّعْنَةَ مِثْلَ ثَوْبِهِ فَدَخَلَتْ كَمِيَاهٍ فِي حَشَاهُ وَكَزَيْتٍ فِي عِظَامِهِ." هذه أصعب عبارة لأنها تقول أن اللعنة دخلت مثل الزيت في عظامه، إما بمعنى أنها تخللت عظامه أو تشعبت فيها أو أن النخاع وهو مادة دهنية أصبح هو اللعنة والمعروف أن النخاع هو الذي يُنتج كرات الدم، بمعنى أنه صار في داخله مصنع لعنة.
ثم نأتي إلى سفر زكريا الذي ورد فيه ما يلي بخصوص الثمن الذي ثمنوا به المثمن:
"فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ" (زك 11: 12-13).
دعونا نسترجع ما ورد في الإنجيل بحسب معلمنا متى عن هذا الأمر:
"حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ. قَائِلًا: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا. فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ. فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ.لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ حَقْلَ الدَّمِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ: وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَنِي إسرائيل. وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ" (مت 27: 3-7).
لنا هنا وقفة هامة. فقط نريد أن نوضح أولًا لماذا قال "كما قيل بأرميا النبي" وليس زكريا النبى؟ هذا لأن سفر أرميا النبي كان يتبعه أسفار الأنبياء الصغار، ولما كانوا يجمعونهم إلى كتاب واحد كان سفر أرميا يرد في البداية، فمن يفتح الكتاب كان يجد سفر أرميا أولًا ثم في نهايته وبعد المراثى تأتى أسفار الأنبياء الصغار فكان يطلق اسم ارميا على الكتاب ككل، وإن كانت به أسفار أخرى تحمل أسماء أنبياء آخرين. وإلى هذا اليوم البعض يسمّون العهد القديم كله بالتوراة وهى تسمية مشهورة مع أن التوراة هي أسفار موسى الخمسة فقط. هذه نقطة لا خلاف عليها لكن أوردناها هنا للتوضيح.
ما نريد أن نقف عنده هنا هو أنه قد يقول لنا قائل أن متى الإنجيلي من الممكن أن يكتب ما يعجبه لأنه مغتاظ من يهوذا. لكن المكتوب هو "لذلك سمى هذا الحقل حقل دم إلى هذا اليوم" أي أنه في اليوم الذي كتب فيه متى إنجيله كان لازال الحقل يدعى حقل دم. وإن كان هذا المكتوب غير صحيح لاعترض اليهود عليه قائلين أين هو حقل الدم هذا؟! ومعنى عبارة "إلى هذا اليوم" أولًا هو أن هذا الإنجيل كُتب في وقت قريب جدًا من الأحداث، وثانيًا أنه على الأقل الناس الأحياء إلى وقت كتابة هذا الإنجيل كانوا يعلمون قصة حقل الدم هذا ولم يعترضوا عليها.
ومن الناحية التكتيكية للموضوع فإن ذكر عبارة "إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" تفيد كثيرًا جدًا، ومعناها أن الكاتب واثق من أن القارئ اليهودي في ذلك الحين لا يقدر أن يطعن فيما كتبه. وكذلك عند ذكره لأحداث قيامة السيد المسيح قال "فَشَاعَ هَذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" (مت 28: 15). فذكره عبارة "إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" تجعل اليهود لا يقدرون أن ينكروا الحدث لأنه ثابت ومشهور. هذا البعد المنطقي في الجدل حول القضية لا يمكن إغفاله إطلاقًا.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 03 - 2014, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 242 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

انتحار يهوذا إسخريوطي يثبت أنه لم يكتب إنجيل

حقيقة أن اليهود لم ينكروا حدث انتحار يهوذا وحقل الدم قد أكدها سفر الأعمال بصورة أوضح فقال:
"وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسَطِ التَّلاَمِيذِ وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ داود عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلًا للَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ. إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هَذِهِ الْخِدْمَةِ. فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلًا مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أورشليم حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ حَقْلَ دَمَا. لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ المزامير: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آَخَرُ" (أع1: 15-20).

كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط
يبدو أن يهوذا عندما شنق نفسه أو سقط من فوق الجبل وقع على صخرة حادة فشقت بطنه فخرجت أحشاؤه خارجًا.
ما يهمنا في هذه الفقرة جدًا هو عبارة "وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أورشليم". إذن قصة انتحار يهوذا عرفها الكل، وهذا الكلام قيل بعد قيامة المسيح من الأمواتوصعوده إلى السموات مباشرة، حيث كانت هذه الحادثة حديثة الزمن جدًا. وبغض النظر، فإنه عندما يذكر سفر الأعمال على فم بطرس الرسول هذه العبارة "وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أورشليم" فإن لم تكن هذه حقيقة واقعة لاعترض بشدة سكان أورشليم الذين كان أغلبهم وقتئذ من اليهود.
هذا الكلام كُتب ما بين سنة 65 م. - 95 م.، واستشهد بطرس الرسول سنة 68 م.، ولكن فلنفرض فرضًا أن هذا الكلام كُتب سنة 200 م.، وهو ما لم يحدث لكن فلنفترض ذلك فرضًا، فإن لم يكن حقيقي لاعترض يهود العالم كله على كلام بطرس الرسول واحتجوا بأنه هذه الأمور لم تصل إلى مسامعهم مطلقًا. أين يوسيفوس المؤرخ اليهودي؟!، أين فيلو الفيلسوف اليهودي؟! لم يعترض أحد من مؤرخي اليهودي قائلًا أن المدون في أسفار العهد الجديد لم يحدث.
الشيء الوحيد الذي يحيّر اليهود إلى يومنا هذا هو قيامة السيد المسيح. فالسيد المسيح عندما قام ظهر لتلاميذه وللمؤمنين فقط، لأن رؤية المسيح القائم من الأموات هي معاينة للحياة الأبدية. لذلك فإن حدث القيامة إلى الآن هو ما لا يمكن تصديقه بالنسبة لليهود. لكنهم لا ينكرون أنهم قد صلبوا السيد المسيح، ولا ينكرون أنه قد صُلب، ولا ينكرون أن يهوذا انتحر، وهنا مربط الفرس... فأين في تأريخ اليهود قولهم أن يهوذا لم ينتحر؟!... لا يوجد... وبالتالي فإنه لم يكتب إنجيل!!...
وأنا أركز هنا على قوله: "وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أورشليم حَتَّى دُعِيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ حَقْلَ دَمَا".
إننا نربط نبوة زكريا النبي بما ورد في إنجيل متى وسفر أعمال الرسل. ومن الناحية المنطقية نجد عبارتين محوريتين واحدة في إنجيل متى والثانية في سفر أعمال الرسل: "لِهَذَا سُمِّيَ ذَلِكَ الْحَقْلُ حَقْلَ الدَّمِ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" (مت27) وعبارة "إلى هذا اليوم" هنا تؤكد أيضًا أن متى الإنجيلي كتب إنجيله قبل خراب أورشليم لأن اليهود بعد خراب أورشليم لم يكونوا في أورشليم. أما إذا كتب هذا الكلام في أي زمن آخر ولم يكن حقيقي لاعترض اليهود المتفرقين في العالم بأنه لم يسبق لهم سماع هذا الكلام، إلا أن أحدًا لم يقل ذلك. أما العبارة المحورية الثانية فهي الواردة في سفر أعمال الرسل "وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ" (أع 1).
إذن ما كتبه متى في إنجيله، وما كتبه لوقا في سفر أعمال الرسل على لسان بطرس ومستندًا في كلامه إلى نبوات قيلت في المزامير مثل "لتصر داره خرابًا وليأخذ وظيفته آخر" وما قيل بالنبي بخصوص حقل الفخاري، يؤكد أن كتبة العهد الجديد ليسوا أناسًا يقصون قصة. فالواحد يقول أن كل الناس يعلمون ما أقوله والآخر يقول إن ما يدونه يعلمه الكل إلى هذا اليوم.
واليهود بالمرصاد لكل شخص في المسيحية. ومن المعروف أن أول من اضطهد المسيحيين هم اليهود. ولذلك يقول القديس بولس الرسول عن اليهود في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي "..اليهود الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ (الرسل). وَهُمْ غَيْرُ مُرْضِينَ لِلَّهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ يَمْنَعُونَنَا عَنْ أَنْ نُكَلِّمَ الأُمَمَ لِكَيْ يَخْلُصُوا حَتَّى يُتَمِّمُوا خَطَايَاهُمْ كُلَّ حِينٍ. وَلَكِنْ قَدْ أَدْرَكَهُمُ الْغَضَبُ إِلَى النِّهَايَةِ" (1تس 2 : 14-16).
وعبارة "أضاد لجميع الناس" تعنى أنه حتى اليهود الذين هم خارج اليهودية أضداد لجميع الناس في أنحاء العالم.
هل معنى ذلك أننا نكره اليهود؟ لا، لأن السيد المسيح قال "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ" (مت 5: 44). نحن نحبهم لكننا نقول لهم أنتم مخطئون. كما أننا لا ندعو إلى استخدام العنف ضد أي إنسان في العالم سواء كان يهودي أو غيره. نحن ندعو إلى السلام والمحبة. إلا أن المسيحيين قد قاسوا كثيرًا جدًا من اليهود الذين كانوا يقفون لهم بالمرصاد. فلا يمكن أبدًا أن يترك اليهود كتبة الأسفار يقولون "إلى هذا اليوم" أو "وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ" ولا يعترضون...
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 03 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 243 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

هل سيدمر كتاب إنجيل يهوذا الإسخريوطي المسيحية؟!


كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط
نشكر الرب أن قداسة البابا شنودة الثالث مهتم جدًا بهذا الأمر حيث أن قداسته كان قد وصله 120 صفحة من أولاده في المهجر في هذا الموضوع كما أعلن على أولاده في اجتماع يوم الأربعاء. وأنا أيضًا سلمت قداسته نسخة أخرى من كتاب إنجيل يهوذا. وقداسة البابا هو معلم المسكونة وقاضى المسكونة وهذه ألقابه من أيام القديس أثناسيوس والقديس كيرلس ومن أيام آبائنا العظام البطاركة.
فأنا مطمئن جدًا أنه كما وعد الرب أنه "فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا" (اش19: 19)، فقداسة البابا هو عمود الإيمان على كرسي الإسكندرية.
إن موضوع إنجيل يهوذا لا يستطيع أن يخرب المسيحية، فإن ما به ما هو إلا مجموعة من الخرافات التي لا يقبلها العقل، ولازلنا نضع هذا التحدي في المنطق: من الذي يستطيع أن يورد من العهد القديم أي الوحي الإلهي، ما يثبت أن هناك نبوات تشير إلى أن السيد المسيح هو الذي سوف يجعل يهوذا الإسخريوطي يسلمه. نحن رأينا أن ما ورد في العهد القديم هو عكس ذلك. إن هذا الأمر مع الأيام سوف يبين ضعف محتوى إنجيل يهوذا.
ما نود أن نضيفه هو أن الغنوسية هي ديانة عقلانية تعتمد على الفكر الأفلاطوني، وأصحابها خلطوا الفلسفة الهلينية بالمسيحية بشكل سيئ. وقد رفضت الكنيسة هذه الكتابات الغنوسية وأدانتها واعتبرتها هرطقات. هذا الإنجيل لا يستطيع أن يدَّمر المسيحية مطلقًا لأن المسيحية مبنية على صخر الدهور لأن الرب قد وعد وقال "وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16: 18).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الكتاب المقدس كتاب واحد الأنبا بيشوي مطران دمياط
- معنى الفداء الأنبا بيشوي مطران دمياط
سلسلة محاضرات تبسيط الايمان - الأنبا بيشوى
عيد الغطاس - الأنبا بيشوي مطران دمياط
سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان للأنبا بيشوى


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024