|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دخول السيد المسيح إلى المقدس السماوي كان رئيس الكهنة في العهد القديم يدخل إلى قدس الأقداس في الهيكل مرة واحدة في السنة في يوم الكفارة العظيم ليكفر عن خطايا نفسه وعن خطايا الشعب بواسطة دم الذبائح الحيوانية المناسبة. وكان الهيكل مقسمًا إلى قسمين: القسم الأول هو القدس حيث مائدة خبز الوجوه ومذبح البخور والمنارة ذات السبعة سرج. والقسم الثاني هو قدس الأقداس حيث كَروبا المجد وكرسي الرحمة أي تابوت العهد. ويفصل بين القسم الأول والقسم الثاني الحجاب. وقد شرح معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين كيف كان الهيكل الأرضي رمزًا للهيكل السماوي، وكيف دخل السيد المسيح إلى الأقداس، ومعنى دخوله هذا، وقارن بين كهنوت العهد القديم الهاروني، وكهنوت العهد الجديد على طقس ملكي صادق باعتبار أن السيد المسيح هو الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق حسب الإعلان الإلهي في الكتب المقدسة. قال عن خدمة السيد المسيح السمائية: "وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات، خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب8: 1، 2). وقال عن تقسيم الهيكل ونظام الخدمة فيه في العهد القديم: "ثم العهد الأول كان له أيضًا فرائض خدمة والقدس العالمي. لأنه نصب المسكن الأول الذي يقال له القدس الذي كان فيه المنارة والمائدة وخبز التقدمة. ووراء الحجاب الثاني المسكن الذي يقال له قدس الأقداس، فيه مبخرة من ذهب وتابوت العهد مغشي من كل جهة بالذهب الذي فيه قسط من ذهب فيه المن وعصا هرون التي أفرخت ولوحا العهد. وفوقه كروبا المجد مظللين الغطاء.. ثم إذ صارت هذه مهيأة هكذا يدخل الكهنة إلى المسكن الأول كل حين صانعين الخدمة. وأما إلى الثاني فرئيس الكهنة فقط مرة في السنة ليس بلا دم يقدّمه عن نفسه وعن جهالات الشعب" (عب9: 1-7). ونلاحظ هنا أن المسكن الثاني هو الملقب بقدس الأقداس وهو الذي يدخله رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة. وقد شرح القديس بولس الرسول المقارنة بين ما يفعله رئيس الكهنة في العهد القديم وما فعله السيد المسيح عند إتمام الفداء. دخل مرةً واحدة إلى الأقداس قال بولس الرسول عن دخول السيد المسيح إلى السماويات: "وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا" (عب9: 11، 12). ويتضح هنا أن السيد المسيح في دخوله إلى السماء قد دخل إلى قدس الأقداس ليس مرة واحدة في السنة، ولكنه دخل مرة واحدة إلى الأبد، ولم يتكرر كما يدّعى أصحاب الرأي الذي نوهنا عنه سابقًا. وفي ضوء هذا النص الصريح لا يبقى مكان للجدل حول هذا الموضوع لأنه لا حاجة إلى تكرار الذبيحة كل عام. كما أنه لم يدخل بدم ذبائح أخرى بل دخل بدم نفسه أي بالذبيحة الحقيقية المقبولة عند الآب السماوي. وقال عن عدم تكرار الذبيحة الخلاصية: "لا ليقدم نفسه مرارًا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة إلى الأقداس كل سنة بدم آخر. فإذ ذاك كان يجب أن يتألم مرارًا كثيرة منذ تأسيس العالم، ولكنه الآن قد أظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب9: 25، 26). وقال عن الحجاب: "فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقًا كرّسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله" (عب10: 19-21). عندما صُلب السيد المسيح وذُبح جسده بالصليب، انشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق إلى أسفل (انظر مت 27: 51)، وحجاب الهيكل هو الفاصل بين القدس وقدس الأقداس،ومعنى ذلك أن السيد المسيح قد فتح الطريق إلى أحضان الآب السماوي بذبيحته الخلاصية على الصليب. وهذا ما قاله معلمنا بولس الرسول عن دخول المؤمنين إلى الأقداس بدم يسوع "طريقًا كرسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أي جسده" (عب10: 20) فالسيد المسيح هو الطريق المؤدى إلى الحياة الأبدية. كان صعود السيد المسيح إلى السماء هو تأكيد منظور لقبول ذبيحته الكفارية عند الآب السماوي. لذلك ربط القديس بولس الرسول بين ذبيحة الصليب وبين دخول السيد المسيح إلى الأقداس السماوية؛ فقال عنه: "بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا". وقد أكد هذه المعاني في النصوص التالية عن السيد المسيح: * "وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد له كهنوت لا يزول. فمن ثم يقدر أن يُخلّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات" (عب 7: 24-26). * "أما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات. خادمًا للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب 8: 1، 2). * "وأما هذا فبعد ما قدّم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله" (عب 10: 12). إلى المسكن الثاني وليس الأول بهذا كله يتضح بجلاء أن السيد المسيح بعدما أكمل خدمته الخلاصية على الأرض قد صعد إلى السماوات ودخل إلى قدس الأقداس في السماء وليس إلى القدس، لأنه يقول: "دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا" (عب9: 12). ولا مجال إطلاقًا للقول بأنه دخل إلى القدس في السماء أولًا ثم انتقل بعد ذلك إلى قدس الأقداس في موعد لاحق بعد مئات السنين ليطهّر الأقداس السماوية. وكيف يُقال ذلك بينما قال معلمنا بولس الرسول: "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية، بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا، ولا ليقدم نفسه مرارًا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة إلى الأقداس كل سنة" (عب9: 24، 25). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دخول الأمم خلال طريق السيد المسيح الضيق لهو أيسر من دخول الأمة اليهودية |
دخول السيد المسيح أرض مصر |
عيد دخول السيد المسيح أرض مصر |
دخول السيد المسيح إلى الهيكل وعيد شمعون الشيخ |
دخول السيد المسيح ارض مصر |