|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطية بيلاطس لم يكن بيلاطس عادلًا في حكمه، لأنه حكم بالموت على شخص برئ.. وأصدر أعجب حكم في التاريخ: البراءة والإعدام على شخص واحد، وفي نفس الجلسة. فالعجيب أنه قبل أن يصدر الحكم بصلبه -وهو صاحب سلطان- طلب ماء، وغسل يديه أمام الجميع وقال: "إني برئ من دم هذا البار" (مت27: 24). وقال اليهود: "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت27: 25). ولكن قول اليهود هذا لا يجعل بيلاطس يتبرر، لأنه كان في سلطانه أن يطلق السيد المسيح حسبما قال: "ألست تعلم أن لي سلطانًا أن أصلبك وسلطانًا أن أطلقك" (يو19: 10). ولكنه لم يطلق السيد المسيح حرًا لأنه خاف من اليهود حينما قالوا له "إن أطلقت هذا فلست محبًا لقيصر" (يو19: 12).. خاف على نفسه، أو خاف على منصبه.. وكان حائرًا مترددًا.. على أنه كان داخليًا يميل إلى إطلاق السيد المسيح. بدأت خطية بيلاطس حينما قال لليهود: "أنا أؤدبه وأطلقه" (لو23: 16). لأنه بهذا قد طبق على السيد المسيح عقوبة الجلد الروماني القاسية، والتي كانوا يسمونها عقوبة [نصف الموت]. وهذه كانت تتخطى بكثير عقوبة الجلد العبراني.. وهى التي تسببت في موت السيد المسيح سريعًا على الصليب لسبب النزيف الداخلى الحاد مع جراحات الصليب الأخرى، والمجهود الرهيب الذي يلزم للمصلوب لكي يستطيع أن يتنفس وهو معلق من ذراعيه. تصوّر بيلاطس أن خطية صلب المسيح يمكن تفاديها بخطية جلده، ولكنه انزلق في طريق الظلم خطوة بعد خطوة، ولم يمكنه أن يتراجع، مع أن زوجته أرسلت إليه محذرة تقول "إياك وذلك البار، لأني تألمت اليوم كثيرًا في حلم من أجله" (مت27: 19)،ولكن بيلاطس لم يتجاوب عمليًا مع التحذير الرهيب..!! قد يتصور البعض أن الشروع في الخطية لا يؤدى إلى خطية.. ولكن الشروع في الخطية هو مثل الجلد والعذاب الذي يكمل بعد ذلك بالصلب والموت. لأن "الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتًا" (يع1: 15) والشهوة هي بداية الطريق إلى فعل الخطية. وقد جلد السيد المسيح متألمًا بعنف لكي يشفى حواس الإنسان من الشهوة وتلذذاتها، كما هو مكتوب "الذي بجلدته شفيتم" (1بط2: 24). حينما امتدت يد بيلاطس بجسارة ليسئ إلى السيد المسيح في عملية الجلد القاسية، كان قد وضع قدميه على أول طريق الحكم عليه ظلمًا بالموت، بينما شهد بيلاطس على نفسه: "لست أجد فيه علة واحدة" (يو19: 4). ما أقسى هذه اللحظات يا ربنا وفادينا، حينما امتدت تلك الأيادي بجسارة لتربطك وتمدك للجلد بالسياط التي ألهبت ظهرك الحاني. وقد انحنيت يا سيدنا تحت وطأة الآلام الرهيبة والمحرقة، لتشفى جراحات خطايانا في جسدك الطاهر يا قدوس..!! |
|